“الشرط الأول هو أن تنضمي إلى طائفة فيناك. نحن أيضًا نفكر في توسيع نفوذنا في العاصمة.”
“إلى طائفة فيناك؟”
بالرغم من أنها كانت تتوقع شيئًا كهذا بشكلٍ ما، إلا أنها لم تتوقع أن يطلبوه صراحة.
“نعم، قوتكِ ليست عادية. إذا انضممتِ إلينا، ستكونين مفيدةً بالتأكيد. وبالطبع، سنضمن لكِ تعويضًا وسدادًا لائقًا.”
“كم؟”
“ماذا؟”
“كم ستعطونني من المال؟ سأقرر بناءً على المبلغ.”
عندما قالت روكسيلين ذلك، نظر الكاهن الأعلى إليها بتعبيرٍ متردد.
كلما تحدث معها، أدرك أكثر أنها لا تبدو كفتاةٍ بعمر السبع سنوات.
جسدها الصغير، ووجنتاها الهزيلتان، وأطرافها الرفيعة جعلتها تبدو كمتشردةٍ لم تتلقَّ الرعاية المناسبة، لكن قوتها كانت لغزًا.
‘كيف يمكن أن تمتلك هذه القوة الهائلة؟’
كان احتمال أن تكون مرتبطةً بعالم الظلال (الأبيس) كبيرًا. أو ربما هي مجرد فتاةٍ متشردة تعتقد أنها قوية بسبب جهلها.
“سيعتمد ذلك على المهام التي نطلبها منكِ، لكني أعدكِ بأنكِ لن تكوني غير راضية.”
“هممم…..لا أحب أن أكون مقيدةً للغاية.”
“سنطلب مساعدتكِ فقط عند الحاجة. بالمقابل، عليكِ ألا تزعجي الكهنة وأتباع الطائفة.”
عبست روكسيلين وكأنها مظلومة.
“في معظم الأحيان، هم من يبدؤون بالجدال أولًا. ولا أعتقد أن المشكلة تكمن في أنني، رغم صغري، أدفع الفرسان ليتطايروا عندما أصفعهم بخفة، أليس كذلك؟”
“لا، لا أعتقد ذلك.”
“إذاً، لا خيار لدي.”
كانت روكسيلين تستسلم بالسرعة نفسها التي تبدأ بها الجدال، لأنها كانت تعلم أن احتمالات خسارتها في مثل هذه النقاشات كبيرة.
أخذت رشفةً من عصير البرتقال وهي تهز رأسها موافقة.
“حسنًا، يبدو أنني يمكنني قبول ذلك.”
قالت روكسيلين ذلك بإيماءة.
‘وإن لم ينجح الأمر، يمكنني دائمًا الهروب بعد وصولي إلى العاصمة.’
كانت تفكر بتلك السهولة، لأنها لم تثق بالوعود التي لا تُكتب على ورقٍ من البداية.
“وما الشرط التالي؟”
سألت روكسيلين ببراءة، على عكس ما كانت تفكر به.
“الشرط الثاني هو أن تبيعي لنا السوار الذي تملكينه، ما رأيكِ؟”
“لا.”
لم تكن مهتمةً حتى بالمفاوضة.
أكملت روكسيلين شرب عصير البرتقال وقفزت بخفة من على الكرسي.
“أشعر بطاقةٍ مقدسة تنبعث منه.”
“لا يمكنني ذلك، إنه تذكارٌ من صديق…..توفي.”
كادت أن تقول والديها المتوفين لكنها تداركت الأمر في اللحظة الأخيرة.
“وقد وعدته بأن أعيده له بعد وفاته.”
“…..إذاً، هل يمكنني استعارته لبضعة أيام فقط لإلقاء نظرة عليه؟”
“لا.”
بينما كانت تجمع بعض البسكويت وتتناوله بهدوء، أجابته روكسيلين.
“ولما لا؟ يمكنني دفع المال مقابل إعارته.”
“لا، لأن صديقي قال أنه لو أزلته، سيلعنني طوال حياتي. ولا أريد أن أتعرض للّعنة، إن كنتَ تفهم.”
قالت روكسيلين ذلك بلا مبالاة وهي تواصل مضغ البسكويت.
عندما استدارت روكسيلين وهمّت بالخروج، وقف الفارس أمامها بشدة، متوترًا.
“…..ما الذي تفعله؟”
“أريد أن أسألكِ، ألا يمكنكِ الاستماع عندما يتحدث البالغون؟ قد يكون من صفات الأشخاص الذين نشأوا في الشوارع أن يفتقروا إلى الأدب، لكنني أتحمل الإزعاج في التعامل معكِ، لذلك أتمنى أن تقدّري شعوري.”
“أها.”
ابتسمت روكسيلين بعد أن أنهت تناول الكوكيز الذي كانت تحملها.
“إذًا…..”
رفعت الطاولة الرخامية التي كانت جالسةً عليها بكلتا يديها، ثم ابتسمت ببراءة.
“هل تريد القتال؟”
حسنًا، هذا جيد.
‘لقد أصبحتُ مؤخرًا أكثر اعتيادًا على طرق الشوارع.’
كان الفرسان قد شحبوا من الرعب عندما رأوا الطفلة ترفع الطاولة الثقيلة بكل سهولة وتبتسم، لكنها لم تكن توليهم أي اهتمام.
كانت تنظر فقط إلى الكاهن الأعلى.
“وأريد تصحيح شيءٍ واحد.”
انخفضت ابتسامتها ببطء.
“أنا من أتحمل الإزعاج هنا، أيها الدجال.”
ثم ألقت بالطاولة التي كانت تحملها.
بوم-!
تحطم-!
سقطت الطاولة الرخامية خارج النافذة وتحطمت على الأرض. و لحسن الحظ، لم يكن هناك أحد في تلك المنطقة في هذا الوقت.
رفعت روكسيلين كرسيًا بيد واحدة هذه المرة.
“الحاكم فيناك لن يغفر لكِ!”
“لن يغفر لي؟ حسنًا، لا يهمني، فأنا لا أتبعه.”
وبوجه خالٍ من التعبير، بدأت روكسيلين تلوح بالكرسي المزخرف بشكلٍ عشوائي.
“آه! آه! هناك…..آه!”
بدأ الكاهن بمحاولة استخدام قوته الروحية، لكنه لم ينجح وبدأ بالهرب مذعورًا.
و بالطبع، كانت روكسيلين أسرع منه.
“هل تعلم؟ أكثر شيءٍ أكرهه في العالم هو المتدينين.”
“أمسكوا بها! هذه الفتاة…..!”
حاول الحراس الذين كانوا يقتربون ببطءٍ توجيه سيوفهم، لكنهم بدوا غير مؤهلين لمواجهتها.
كانت روكسيلين تضرب بقوة، لكنها لم تصب أحدًا بسبب بعد المسافة.
“أمسكوها فورًا!!!”
صاح الكاهن. و في اللحظة التي صرخ فيها، رأى الحراس أن الحياة قد انسحبت من أعينهم فجأة، وكأنهم دمى مقطوعة الخيوط، ثم بدأوا يتحركون نحو روكسبلين بوجوهٍ خالية من المشاعر.
رغم أن روكسيلين قاومت بشدة حتى انكسرت ذراع أحد الحراس بصوتٍ مروع، إلا أنهم لم يتوقفوا ولم يظهروا أي ألم، واستمروا في محاصرتها.
“أنتَ…..”
“أيتها الطفلة الحمقاء! لو أنكِ أطعتني من البداية عندما أعطيتكِ الفرصة…..”
“آسفة. لقد أخطأت في الكلام.”
كانت روكسيلين عالقةً بين حارسين يمسكان بذراعيها، ووجهها مغطى بظلال ثقيلة عندما تحدثت ببطء.
“اعتذاركِ لن ينفع الآن…..”
“في الواقع، ما أكرهه أكثر من المتدينين هو الذين يستخدمون التنويم المغناطيسي.”
“ماذا…..؟”
عندما انتهت من كلامها، بدأت روكسبلين تركل بطون الحراس بكل قوتها. و في اللحظة التي اهتز فيها الحراس، اندفعت نحو الكاهن الأعلى وضربته على رأسه بقوة باستخدام مزهريةٍ كانت قريبة.
تحطم-!
“آخ!”
أصدر الكاهن الأعلى صوتًا وهو يفقد وعيه ويسقط على الأرض مغشيًا عليه، بينما الحراس الذين كانوا يتأرجحون سقطوا هم الآخرون واحدًا تلو الآخر.
“آه، يا إلهي.”
نظرت روكسيلين إلى الكاهن والحراس الذين كانوا ملقين على الأرض بارتباك.
من الواضح أن الجميع سيعرف أن الفاعلة هي المتشردة التي دُعيت اليوم، أليس كذلك؟
‘من الأفضل أن أهرب الليلة أو غدًا.’
أدركت روكسيلين أنها لا تستطيع البقاء في هذه الأرض لفترةٍ أطول.
نظرت حولها بقلق، ثم مسحت يديها ووجهها على الستائر، وغادرت الغرفة بحذر، مغلقةً الباب بعناية لتبدو كما لو أن الحوار لا يزال جاريًا.
ومن ثم تحركت خلسةً خارج الكنيسة، مختبئةً في كل فرصة لتجنب الأنظار.
‘الليلة هي الليلة.’
عادت فورًا إلى مخبئها، وذلك لجمع المال الاحتياطي والطعام استعدادًا للهروب.
_____________
لا ولا شي بس صار تفجير في الكنيسه🥰
المهم يختي بسرعه مافيه وقت انحاشي
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: دانا.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 137"