روكسيلين كانت تبرر وضعها البائس في السرقة بقدرٍ مناسب من التبريرات الذاتية، وأخبرت الرجل المغشي عليه بلهجةٍ جافة.
ثم بدأت بإلقاء ما تبقى من الطعام وغيره من المؤن المتناثرة في كيس بشكل عشوائي.
وضعت الخبز والزبدة وقطعةً كبيرة من اللحم المقدد. صم جمعت بعض اللحوم المجففة، واللحم المقدد الملفوف بالورق، وألقته في الكيس أيضًا.
“أوه؟ هل يُؤكل هذا أيضًا؟”
تمتمت روكسيلين بصوت خافت وهي تجد بعض الجواهر ولفائف النقود مخبأةً في زاوية، فألقت بها أيضًا داخل الكيس.
“إنها أول مرة أكون فيها متسولة، لذا لا أعلم ما الذي يصلح مما لا يصلح، سأخذ كل شيء فقط.”
أعلنت روكسيلين ذلك بلطف. رغم أنها شعرت ببعض الأسف أن الرجل كان مغشيًا عليه.
نظرت روكسيلين إلى أدوات المائدة المعروضة على جانبٍ واحد.
هل لدى رئيس الحي هوايةُ جمع أدوات المائدة؟
منزلٌ كهذا، فوضوي للغاية، ما الذي سيستفيده من عرضها؟
“همم، يبدو هذا خشنًا.”
انتقت القطع الحقيقية من بين المجموعة المختلطة من المزيفة والحقيقية، وجمعتها.
وبينما كانت تستعد لحمل الكيس الذي أصبح بحجم جسدها تقريبًا…..
طرق–
فُتح الباب مع صوت طرق.
“أيها المتسول، كبير الكهنة يطلبكَ…..”
“…….”
رفعت روكسيلين رأسها ونظرت باتجاه الشخص القادم، وهي في حالةِ تفكيرٍ في كيفية حمل الكيس، فوق رأسها أم على ظهرها. قد تقابلت أعينهم.
“…….”
“…….”
ساد الصمت. و نظر الرجل، الذي يبدو أنه فارسٌ من الطائفة، إلى روكسيلين ثم حول نظره إلى رئيس الحي المغشي عليه.
أغلقت روكسيلين فمها هي الأخرى، وظلت تنظر بالتناوب إلى فارس الطائفة وإلى رئيس الحي المغشي عليه. فتقابلت نظراتهما مجددًا في الهواء.
“……”
“……”
قطّبت روكسيلين حاجبيها،
“أنا فقط أساعد في استهلاك الطعام لأنه كان على وشك الفساد.”
تينغ-!
انزلقت قطعةٌ نقدية ذهبية من ثقب صغير في القماش الرخيص وسقطت على الأرض.
“……”
ألقى كلٌ من روكسيلين والفارس نظرةً على القطعة النقدية.
“كنت أظنه نائمًا بسبب التعب، لذا فقط حاولت إراحته.”
نظر الفارس إلى رئيس الحي المغشي عليه، الذي كانت على وجهه آثار حذاءٍ وعلامات كدمات كبيرة، ثم عاد بنظره إلى روكسيلين.
“……”
“يبدو أنكَ لا تصدقني.”
همست روكسيلين بأسف.
بوم-!
عندما ضربت الأرض بقوة، سُمع صوت تصدعٍ كما لو كان سطح بحيرة جليدية يتكسر. ثم توسعت الشقوق حتى انهار جزء من الأرضية بالكامل.
لحسن الحظ، لم يتضرر العمود الداعم، لذا لم ينهار المنزل بأكمله. وسقط رئيس الحي المغشي عليه بشكل أعمق مع الأرضية المنهارة.
“يا للهول.”
ارتعش كتف الفارس.
كم سمع من القصص عن روكسي؟ قصصٌ عن تلك الفتاة المتسولة التي ترتدي سوارًا غريبًا وتملك قوةً هائلة، تضرب فينكسر الخشب ويتحول الحجر إلى غبار.
حتى أنه يقال أن عشرة رجال حاولوا تهدئتها، وانتهى بهم الأمر جميعًا في المستشفى.
لم يرَ الفارس ذلك المشهد بنفسه، لكنه عالج بعض الضحايا الذين كانوا متجمدين خوفًا من تلك الفتاة.
“لماذا لا تجيب؟”
فوق ذلك، يُشاع أن شخصيتها قاسيةٌ ومتكبرة لدرجة أن كبير الكهنة نفسه لم يكن يجرؤ على لمسها. لذا، أعطوها لقبًا مختصرًا من “المجنونة الكلبة المتسولة” إلى “الكلب المجنون.”
في الطائفة، كان هناك قول مأثور، “إذا رأيتَ الكلب المجنون، فأغمض عينيكَ وتظاهر بأنكَ لم تره.”
ويُشاع حتى أن أحدهم كُسرت له أطرافه الأربعة وتم تشخيصه بالراحة لمدة نصف عام.
الأسوأ من ذلك هو أنه رغم اتباع الأوامر تمامًا، كانت روكسيلين، بوقاحة، تشكرهم ثم تضربهم بهدوء، مسببةً لهم كسورًا قبل أن تذهب.
“…..نعم؟”
وهكذا، سرعان ما تكيف الفارس مع الموقف وأجاب بهدوء. فهناك شائعةٌ بأنك إذا واجهت الكلب المجنون ولم يُكسر أيّ من عظامكَ، فإنك محظوظٌ للغاية.
“هل تفضل الموت هنا لإسكاتك، أم تفضل التظاهر بأنك لم ترَ شيئًا وأنك اكتشفت متأخرًا أن رئيس الحي تعرض لاعتداءٍ من مجهول؟”
قدمت روكسيلين خيارًا للفارس، رغم أنها كانت تتمنى أن تكون جريمتها كاملة.
“بالتأكيد، الخيار الثاني.”
أجاب الفارس وهو يبتعد عن الطريق بوجهٍ شاحب.
كان يأمل سرًا أن تتدخل الطائفة للتخلص من فتاة مغرورة مثلها، لكنهم كانوا يأمرونه بعدم التصرف بعنفٍ مفرط معها.
‘هل بإمكاني حقًا التصرف بعنفٍ معها؟’
تساءل الفارس وهو ينظر إلى الأرض المحطمة، وارتعش قليلاً.
“حسنًا، من الجيد أننا نفهم بعضنا.”
أومأت روكسيلين برأسها،
“أقدر تعاونكَ.”
ثم حملت الكيس الكبير على رأسها وحاولت المرور بجانبه.
تنفس الفارس بارتياح، معتقدًا أن الأمور قد انتهت بسلام.
“إذاً، أتمنى لك يومًا شاقًا.”
ضربت روكسيلين الفارس على فخذه بخفة.
المشكلة هي أن “الخفة” عند روكسيلين تعني “ضربات مؤلمة” للآخرين.
“آااااه!!”
صرخ الفارس وسقط على الأرض يتدحرج من الألم.
“آه.”
نظرت روكسيلين بوجه يكسوه القليل من الندم. و تمتمت بصوت خافت،
“رغم أنني خففت من قوتي، يبدو أنني لا أزال غير ماهرة بما يكفي.”
ثم تنهدت بصوتٍ منخفض وابتعدت.
‘على الأقل لم يُكسر شيء، ربما هذا يعني أنني بدأت أتحسن.’
فكرت روكسيلين بشكل إيجابي، متذكرة أنها لم تسمع صوت تحطم.
كانت بالطبع أفكارًا إيجابية تخصها وحدها.
“لحسن الحظ، يبدو أن هذا لن يكسر العظام، ربما مجرد كسرٍ خفيف.”
“أوه….. “
وأضافت روكسيلين،
“عليكَ أن تعمل على تقوية جسدكَ قليلاً.”
ثم حملت كيس القماش بسرعة وهربت من مبنى رئيس الحي.
في تلك الليلة، ورغم حلول وقت النوم، لم يدخل أي متسول إلى مستودع الطائفة. و كانت تلك المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا منذ تأسيس الطائفة.
هل كان ذلك لأنهم لم يستوفوا الحصة المطلوبة؟
ربما، ولكن الأمر كان يعود إلى أن المتسولين كانوا يقيمون حفلةً في الزقاق الخلفي بفضل الطعام الذي أحضرته روكسيلين، ولم يأت أحد منهم إلى الطائفة.
حتى لو جاء أحدهم لرؤية رئيس الحي وتسليم حصته، لما حصلوا على إذن لدخول المستودع؛ لأن رئيس الحي كان لا يزال فاقدًا للوعي.
وهكذا…..
روكسيلين، التي تسببت في تلك الفوضى وجرت معها جميع متسولي البلدة إلى هذا العمل، رفعت رأسها لتنظر إلى السماء الليلية الصافية وإلى القمامة والطعام المنتشر حولها، وإلى المتسولين المستلقين على الأرض.
و فكرت قليلاً. كان الصيف طويلاً.
***
روكسيلين أصبحت ثرية. بمعنى أنها أصبحت ثرية بالنسبة لمتسولة.
أولاً، جعلت الآخرين يبيعون الأشياء المسروقة مقابل المال. و بالطبع، تجار السلع المسروقة لا يتعاملون مع الأطفال، لذا اختارت شخصًا بالغًا من المتسولين ليقوم بتلك المهمة مقابل عمولة بنسبة 10%.
ويبدو أن هذا الشخص، الذي أمضى وقتًا طويلًا في حياة المتسولين، كان لديه بعض العلاقات الخلفية، وعاد بكمية كبيرة من المال، فأعطت له 10% من العائدات.
ثم استخدمت روكسيلين المال المتبقي لشراء بطانية دافئة ووسادة وطعام، وأنشأت لنفسها مأوى صغيرًا.
كان عالم المتسولين بسيطًا للغاية.
أولًا، إذا كنت قويًا، فلن يجرؤ أحد على الاقتراب من منطقتكَ.
ثانيًا، إذا أعطيت الآخرين طعامًا، يصبحون ودودين.
ثالثًا، إذا هزمت الأقوى، يتم معاملتكَ كالقائد.
والنتيجة، تمكنت روكسيلين من فرش بطانيتها في مكان مريح في الزقاق، وصنعت لنفسها وسادة، بل ووفرت مخزنًا صغيرًا للطعام.
و ساعدها الجميع بكل إخلاص بعد أن علموا أنها توزع الطعام بكرم أكثر من رئيس المتسولين.
نظرت الفتاة إلى مأواها الذي اكتمل بإعجاب ورضا.
‘همم، ليس سيئًا.’
هزت رأسها بسعادة، لكن فجأة خطر لها تساؤلٌ جوهري حول ما كانت تفعله.
‘لحظة، كان يجب أن أستأجر عربةً الآن بعد حصولي على المال. ماذا أفعل؟’
يبدو أنها كانت تتطلع كثيرًا لحياةٍ أكثر راحة.
تنهدت بخفة،
“حسنًا، ربما ينبغي أن أتوجه إلى العاصمة أولًا…..”
تمتمت وبدأت تفرك وجهها بيديها المتسختين، تاركة آثار الأوساخ على وجهها.
“يا للملل…..”
كان لديها الكثير من الأمور لتنجزها، لكنها كانت تضيّع الوقت في التأقلم مع حياة المتسولين، مقتنعةً بأنها ليست بهذا السوء.
شعرت روكسيلين فجأة بضغط هذا الوضع، وأطلقت تنهيدةً طويلة.
________
يا إني ضحكت وهي تهدد الفارس الي دخل عليها😭😭😭😭😭😭
والمهبولة نست انها تبي تروح للعاصمه وجلست تسوي لها بيت صغير😭
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات