20
الحلقة 20
حركت لينا يدها ببطء وشربت جرعة أخرى دفعة واحدة.
أغلقت عينيها بقوة ثم فتحتهما، عائدة إلى تعبيرها الهادئ.
نظرتُ بدهشة إلى عينيها اللتين تلألأتا للحظة.
“هيا، هل نصعد إلى العربة الآن؟ أريد الوصول إلى العاصمة بأسرع ما يمكن.”
دبّت لينا بقدميها بسرعة.
تراجعتُ خطوة إلى الخلف، مندهشة من حركتها السريعة.
“لينا، هل تناولتِ جرعة؟”
في تلك اللحظة، اقترب الدوق وغايل وبعض الموظفين من قصر الرئيسي.
كان هناك أيضًا حارس الإسطبل يقود بالتان.
“سيدي الدوق.”
انحنت لينا لتحية الدوق.
“لا خيار سوى تناول الجرعة. سأكون بجانب المعلمة لفترة طويلة، وإذا كان كلامي بطيئًا جدًا، قد تشعر بالضيق. لقد أعددتُ كمية وفيرة من الجرعات، تكفي حتى نصل. لأننا لسنا مقربين بعد، ربما لم تتمكن المعلمة من التعبير عن إحراجها من بطء كلامي، وهذا سيجعلني أشعر بالضيق أيضًا.”
“قللي من كلامك. الإزعاج بسبب كثرة الكلام لا يختلف عن الإزعاج بسبب بطئه.”
كان هذا متوقعًا من الدوق.
لكنني، للمرة الأولى، وافقتُ على كلامه بشدة.
لم تتأثر لينا بتعليقه الحاد، بل ابتسمت بمرح.
“أعمل على تطوير جرعة تجعل صوتي أكثر جمالًا وهدوءًا. الآن، نطقي الحاد وصوتي العالي قد يكونان مزعجين.”
“سيدة الكاهنة، ليس صوتكِ عاليًا فحسب، بل حاد جدًا. أشعر أن أذنيّ ستنزفان.”
تدخل غايل فجأة.
“همف! نائب القائد نفسه لا يقل عن أي أحد في كثرة الكلام.”
حدقت لينا بعينين ضيقتين في غايل.
“لا، أنا أتحدث فقط عند الضرورة.”
استدارت لينا نحوي فجأة.
“معلمة، أليس من الأفضل أن أتحدث بسرعة وبكثرة بدلاً من بطء؟ ربما لديكِ الكثير من الأسئلة، أليس كذلك؟”
سألتني لينا بعيون متلألئة بشدة جعلتني أشعر بقليل من الخوف.
“نعم، نعم. على الأرجح. لكن لا ترهقي نفسكِ. يبدو أن استهلاك الطاقة كبير.”
“ليس إرهاقًا. أنا قوية جدًا. ههههه.”
يا إلهي، ضحكتها سريعة جدًا أيضًا.
ابتسمتُ وأجبتُ بابتسامة بدلاً من الكلام.
“اليوم هو يوم السوق الأكبر في الشمال. قررنا التوقف هناك. إذا كنتِ بحاجة إلى شيء، معلمة، اشتريه.”
اقترب غايل وشرح جدول اليوم.
“واو، حقًا؟ يجب أن أشتري هدايا لعائلتي.”
بفضل المال الذي حصلت عليه من الدوق مقابل القصيدة، كنتُ في مزاج جيد، فبدأت أشعر بالحماس.
كنتُ أرغب في شراء هدايا لعائلتي، إذ شعرتُ أن رحلة الشمال كانت بمثابة مغامرة بعيدة.
“هيا، لننطلق.”
صعدتُ إلى العربة مع جاك جاك وهوكان ولينا بسعادة.
***
تركنا العربات والخيول في نزل عند مدخل السوق وبدأنا استكشافه.
ذهب الدوق مع بعض الفرسان وهوكان للقاء ممثل تجمع التجار، بينما تحركت أنا وجاك جاك ولينا نحو السوق.
“سيدة الكاهنة، ما هي منتجات الشمال المميزة؟”
“فقط ناديني لينا. إقطاعية بلاندرس مشهورة بالمعادن النادرة والأحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة منها. بسبب قربها من الغابة السوداء، هناك أحجار لا تُرى في أماكن أخرى. المجوهرات المصنوعة من هذه الأحجار تُباع بأسعار مرتفعة.”
“ليس لدي ما يكفي من المال لشراء معادن أو مجوهرات. أريد هدايا لعائلتي، هل هناك طعام لذيذ يمكنني أخذه؟”
“إذن، أوصي ببلان هامون. إنه نقانق مجففة، أنعم بكثير من اللحم المجفف ويمكن تخزينه لفترة طويلة.”
“أوه، سمعتُ عنه. يقال إن هامون الشمال هو الأفضل.”
تذكرتُ شيئًا سمعته في سوق العاصمة.
“هامو، هامون، هامونغ، لذيذ.”
غنى جاك جاك على إيقاع لم يسمعه من قبل.
“يُصنع من صيد خنازير الغابة البرية في جبال الشمال. الطعم رائع. أعرف متجرًا جيدًا لهامون، فلنذهب إليه.”
“هل سيكون غاليًا؟ عائلتي كبيرة.”
“في معظم البيوت، يكفي هامون بقيمة 1 ذهبية لبضعة أيام. إنه قطعة لحم خلفية بهذا الحجم تقريبًا. عند تقطيعها إلى شرائح رقيقة، تصبح لص الخبز.”
مدّت لينا ذراعيها بشكل مبالغ فيه.
قطعة لحم بهذا الحجم يجب أن تكون لرجل وحيد القرن!
“ماذا عن عائلة من 23 فردًا؟ باستثناء الأطفال، حوالي 20 شخصًا؟”
“*كح، كح.* عائلة كبيرة جدًا! هل تعيشون مع أقاربكم؟”
عدلت لينا تعبيرها المصدوم بسرعة وابتسمت لي.
“لا… لدي عشرون أخًا وأختًا.”
“واو، يا إلهي! أحسدكِ على كثرة إخوتكِ. إذن، ربما تحتاجين إلى حوالي 2 ذهبية؟”
“نعم، شكرًا.”
كدتُ أركض لمواكبة خطوات لينا السريعة التي تساوت مع كلامها.
عندما وصلنا إلى منتصف السوق، رأينا خيمة حمراء.
قادتنا لينا إليها.
تذوقتُ أنا وجاك جاك اللحم الذي قطعه صاحب المتجر للتجربة.
“واو!”
“واو، لورو، اللحم لذيذ.”
كان طعم اللحم المملح والغني أفضل هامون تذوقته على الإطلاق.
“إنه لذيذ حقًا.”
“شكرًا. أنتم من خارج المدينة؟”
سألنا صاحب المتجر، الذي بدا ودودًا وممتلئ الجسم.
“نعم، من لايتون.”
“من العاصمة إذن. هامون متجرنا هو الأصلي بين هامون الشمال. إذا اشتريتم بلان هامون، ستحبه عائلتكم.”
“نعم، هل يمكنني أخذ 2 ذهبية منه؟”
“نعم، لحظة. سأعبئه لكِ بسرعة.”
“معلمة، هل تشترين هامون؟”
كان هذا غايل.
“يا إلهي… كم اشتريتِ من الهامون؟”
“لم أشترِ الكثير. 2 ذهبية فقط.”
“هذا جيد.”
“نعم؟ لماذا هذا جيد؟”
“آه… فقط، هناك سبب.”
ضحك غايل بحرج لسبب ما.
شعرتُ بالحيرة لكنني تجاهلتُ فضولي ونظرتُ إلى ما يحمله.
يبدو أنه اشترى الكثير في وقت قصير.
كان يحمل أكياسًا كبيرة بكلتا ذراعيه.
“واو، نائب القائد اشترى الكثير.”
“نعم، القائد أمرني بشراء الكثير.”
“هل هناك شيء في هذا السوق قد يعجب الأطفال؟”
نظرتُ إلى غايل ولينا بالتناوب، موجهة سؤالي لهما.
“هل تشترين هدايا لإخوتكِ الصغار؟”
“آه… أعتقد أن الهامون يكفي للعائلة. ليس لدي المزيد من المال. بما أنني أصبحتُ معلمة هوكان، اضطررتُ لترك عائلة أخرى. أشعر بالذنب تجاه الأطفال وأريد إعطاءهم هدايا.”
“إذن، ماذا عن الألعاب؟ هناك متجر قريب يبيع دمى جنود وأسياف خشبية.”
“نعم، جيد.”
في العادة، كنتُ سأصنع الألعاب بنفسي كهدايا لأن الألعاب الخشبية المصنوعة يدويًا في السوق غالية الثمن.
لكن توبي وثور يملكان والدًا هو الفيكونت لوند، الذي يدير أكبر نقابة تجارية في العاصمة.
هؤلاء الأطفال اعتادوا على الأشياء عالية الجودة ومن المؤكد أن ما أصنعه لن يرضيهم.
لعبة مصنوعة يدويًا من الشمال قد تكون مناسبة.
تبعتُ غايل إلى متجر ألعاب مليء بدمى على شكل حيوانات صغيرة مرتبة بعناية.
في الداخل، كانت هناك دمى جنود ترتدي دروعًا مميزة، وأسياف خشبية مرصعة بأحجار كريمة طبيعية في المقابض، ودروع منحوتة.
اقترب رجل نحيف وطويل القامة في منتصف العمر من غايل بوجه مرحب.
“أهلاً وسهلاً، نائب القائد. أرى أن لديك رفقة اليوم.”
انحنى لنا أيضًا.
“هل أنت بخير؟”
مدّ غايل يده للمصافحة، فضمها الرجل بحماس.
“بالطبع، بفضلك.”
“هؤلاء يريدون شراء تذكارات قبل العودة إلى العاصمة، لذا أحضرتهم إلى هنا. أرِهم بعض الأشياء اللطيفة وعالية الجودة.”
أخذنا صاحب المتجر إلى طاولة في وسط المتجر.
“هذه الدمية مصنوعة على شكل سيدنا الإقطاعي، وهذا السيف الخشبي يشبه سيفه، وهذا الدرع مطابق لدروع فرسان بلانتاينر، أفضل فرقة فرسان في الإمبراطورية.”
“يا إلهي، إنها تشبه الدوق حقًا.”
رفعتُ دمية الخشب المنحوتة على شكل الدوق وفحصتها بعناية.
كانت الدمية تلتقط بدقة ملامح الدوق بلانتاينر: وجه جاد، أنف مرتفع، خط فك حاد، أكتاف عريضة بشكل لا داعي له، وأطراف طويلة.
“هذا هو المنتج الأكثر شعبية في متجرنا. هل تريدين واحدة؟ سأعبئها لكِ بشكل جميل.”
“أوه، لا.”
أعدتُ الدمية إلى مكانها بسرعة كما لو كنتُ أرميها.
التعليقات لهذا الفصل " 20"