‘لا يمكن أن يكون الأمر كذلك.’

 

لقد بدا أبي نادمًا جدًا تجاهي.

 

‘هل سيتركني مجددًا؟’

 

لم يستطع لاكي الرد هذه المرة أيضًا، واكتفى بالتعرق بغزارة. 

 

نظرت كلوفر إلى لاكي بهدوء ثم قبضت قبضتيها بقوة.

 

“سأتأكد، هل أبي حقًا ينوي إرسالي…”

 

[ ماذا؟ كيف ستتأكدين؟ ]

 

“هناك طريقة.”

 

ركضت كلوفر وسحبت كرسيًا بحجم جسدها إلى النافذة، ثم قفزت فوقه بخفة.

 

مدت ذراعيها الصغيرتين بامتداد كامل وأمسكت بوعاء الزهور الموضوع على حافة النافذة.

 

[ صغيرتي، أنتِ… ]

 

“آسفة.”

 

اعتذرت كلوفر لوعاء الزهور ثم اقتلعت ورقة صغيرة منه.

 

ثم أغمضت عينيها بهدوء.

 

عندها، بدأ صوت خافت يتسرب إلى ذهن كلوفر عبر الورقة.

 

لم تكن قدرة كلوفر الوحيدة هي إنبات البراعم.

 

كانت كلوفر قادرة أيضًا على سماع الأصوات عبر النباتات.

 

بالطبع، لم تكن تستطيع استخدام هذه القدرة كثيرًا. 

 

حسنًا، لقد نجحت.

 

“لاكي، اتبعني.”

 

نزلت كلوفر بخفة من الكرسي وركضت بسرعة إلى مكان آخر.

 

عندما فتحت الباب بقوة، تفاجأت بيرجي وكبير خدم كلاوديان، اللذان كانا على وشك الدخول، برؤية كلوفر واتسعت أعينهما.

 

كانت هذه المرة الأولى التي ترى فيها كلوفر كبير الخدم. 

 

تجمدت قليلًا من ظهور الرجل الغريب.

 

“أوه، يا آنستي. إلى أين تذهبين؟”

 

“آمم، إلى بيرجي. بيرجي، عانقيني.”

 

مدت كلوفر ذراعيها القصيرتين، فضحكت بيرجي بمرح ورفعتها.

 

“آنستي، هل تحسن مزاجكِ الآن؟”

 

“آمم.”

 

يبدو أنها اعتقدت أن تناول الكعكة قد حسّن مزاج كلوفر. 

 

لكنها لم تتحسن ولو قليلًا. 

 

“بالمناسبة، من هذا العم؟”

 

سألت كلوفر بصوت مليء بالفضول وهي في حضن بيرجي.

 

ضحك الرجل. 

 

“أنا كبير خدم هذا القصر، تشيرينيو. أخدم كلاوديان منذ زمن طويل. إنه شرف أن ألتقي بكِ، يا آنستي.”

 

“كبير الخدم؟”

 

يبدو أن هناك شخصًا له هذا الدور في دامبير أيضًا. 

 

كان دائمًا ملتصقًا بجانب الكونتيسة دامبير.

 

أضاءت عينا كلوفر. 

 

حسنًا، تم اختيار الهدف للتنصت!

 

مدت كلوفر الورقة التي كانت تمسكها بعناية إلى تشيرينيو وقالت:

 

“خذ هذا.”

 

“ما هذا، يا آنستي؟”

 

“هدية، لا ترميها وحافظ عليها. ستجلب لك الحظ.”

 

أشارت كلوفر إلى كائنها المستدعى، لاكي، وقالت ذلك. 

 

أطلق لاكي ضوءًا ذهبيًا بكثافة ليتماشى مع كلوفر.

 

ضحك تشيرينيو. 

 

“شكرًا لكِ، يا آنستي. سأحتفظ بها بعناية.”

 

“احتفظ بها جيدًا، أتمنى لك الحظ، يا سيد كبير الخدم. حظ سعيد!”

 

“آنستنا الصغيرة تعرف كلمة ‘حظ’ بالفعل، يا لها من ذكية. سأحتفظ بها جيدًا حتى لا أفقدها، شكرًا لكِ.”

 

ابتسمت كلوفر وهي ترى تشيرينيو يضع الورقة في جيبه الأمامي. 

 

كان ذلك الموقع مثاليًا للتنصت على المحادثات.

 

لكن في تلك اللحظة، شعرت أن بيرجي تنظر إليها بوجه متأثر قليلًا. 

 

تعرقت كلوفر بغزارة وحاولت تجنب نظرات بيرجي بجهد.

 

لم يكن لديها سوى ورقة واحدة جاهزة، فلم تستطع إعطاء واحدة لبيرجي. 

 

علاوة على ذلك، لم تكن تعطيها الآن “بقلب طيب”. 

 

لذا يمكنها إعطاء بيرجي واحدة في المرة القادمة.

 

لكن،

 

‘هذا يؤلم قلبي…’

 

أدارت كلوفر رأسها بهدوء وهي في حضن بيرجي.

 

***

 

“كيف حال الطفلة؟ هل لا تزال متجهمة كثيرًا؟”

 

“تبدو بخير الآن. قالت الخادمة المسؤولة عنها إنها أكلت الكعكة التي أحضرناها بنهم. ربما تحسن مزاجها بعد تناول الكعكة.”

 

“هذا جيد، إنه مطمئن.”

 

“لكن، ما الذي تنظر إليه هكذا؟”

 

“أبحث عن طريقة لاستعادة غصن شجرة العالم من دامبير، وتوظيف مربية في فيلا منفصلة لتربيتها. وأيضًا…”

 

لمس كاليد ورقة بردي قديمة بأطراف أصابعه.

 

“كنت أبحث عن طريقة لتربية الطفلة في قصر كلاوديان دون الحاجة إلى تلك الطرق.”

 

“…لا تزال تبحث عن كنز كلاوديان، أليس كذلك؟”

 

أومأ كاليد برأسه.

 

كنز كلاوديان.

 

كان المقصود بهذا الوصف الفخم خاتمًا واحدًا. 

 

خاتم مرصع بحجر ياقوت أزرق في المنتصف، ومحاط بالماسات الصغيرة بكثرة. 

 

كان ذلك الخاتم كنزًا يُورث لأفراد السلالة المباشرة لكلاوديان منذ زمن بعيد.

 

كان يُعتبر كنزًا لأن الياقوت الأزرق في وسطه نادر وثمين للغاية، لكن،

 

‘ليس ذلك هو السبب الوحيد.’

 

كان ذلك الخاتم قادرًا على إبطال قوة كلاوديان.

 

منذ زمن طويل، كان زوج تيانا كلاوديان، الرئيسة الأولى لعائلة كلاوديان، ضعيف الجسد لدرجة أنه لم يستطع تحمل قوتها.

 

لأجل زوجها، صنعت تيانا كلاوديان خاتمًا بحماية العاصفة، وعاش زوجها بصحة جيدة تحت حماية تلك العاصفة.

 

لذلك، كان يُعتبر في وقت ما خاتمًا يُورث لأزواج رؤساء العائلة عبر الأجيال.

 

لكن،

 

‘الآن اختفى.’

 

أو بالأحرى، “تمت إزالته من كلاوديان”.

 

كان السبب بسيطًا. 

 

إذا تسرّب خاتم يبطل القوة خارج العائلة، فسيسبب ذلك مشكلات هائلة.

 

في الواقع، كانت هناك عدة محاولات من عائلات أخرى عرفت سر الخاتم لاستهداف أزواج رؤساء العائلة. 

 

بعد تكرار تلك الحوادث، قرر كلاوديان التخلص من الخاتم نهائيًا. 

 

حتى لا يطمع فيه أحد مجددًا. 

 

‘اللـ*نة… هل اختفى حقًا؟’

 

لكن كاليد كلاوديان كان يبحث عن ذلك الخاتم بجنون منذ أربع سنوات.

 

كان يراكم الكتب القديمة لكلاوديان ويفتش فيها بحثًا عن أي دليل عن مكان الخاتم.

 

“سيدي الدوق، بعد كل هذا البحث، أنت تعلم جيدًا…”

 

“أعلم، تشيرينيو. لكن السجلات لا تذكر كيف تم التخلص من الخاتم. وحماية العاصفة لا يمكن أن تختفي بهذه السهولة.”

 

هذا يعني أن هناك احتمالًا ألا يكون قد اختفى. 

 

كان كاليد يعلق آماله على هذا الاحتمال منذ أربع سنوات.

 

“إذا وجدته، يمكنني تربية كلوفر في قصر كلاوديان.”

 

لن يضطر للقلق من أن تتأذى الطفلة ويتجنب معانقتها، ولن يضطر لترك ابنته الحبيبة وحيدة في مكان بعيد.

 

كان ذلك وحده يستحق عدم الاستسلام. 

 

قال كاليد وهو يفتش في الكتب القديمة:

 

“إذا لم أجده، سأبحث عن طريقة لصنع ‘كنز’ جديد. قيل إن رئيسة العائلة الأولى استخدمت قوتها لصنعه، فإذا وجدت تلك الطريقة، يمكنني فعل ذلك أيضًا.”

 

في الواقع، كان كاليد كلاوديان يُعتبر الرجل ذو القوة الأعظم منذ رئيسة العائلة الأولى.

 

لم يكن هناك شيء مستحيل.

 

كان تشيرينيو يستمع بصمت إلى كلام كاليد بجانبه، ثم نظر إليه وسأل:

 

“إذن، سيدي، إذا وجدت الكنز حقًا، هل ستتمكن الآنسة كلوفر من البقاء في كلاوديان؟”

 

“نعم. يقال إن ذلك الخاتم يمتلك قوة تردع قوتنا.”

 

تذكر تشيرينيو الفتاة الصغيرة التي رآها قبل قليل.

 

شعر أخضر فاتح، عينان سوداوان مستديرتان كالبذور، وطفلة صغيرة بخدود وردية. 

 

– احتفظ بها جيدًا، أتمنى لك الحظ، يا سيد كبير الخدم. حظ سعيد!

 

ارتسمت ابتسامة طبيعية على وجه تشيرينيو وهو يتذكر كلوفر. 

 

لم يستطع إخفاء ابتسامته عندما فكر أنه قد يتمكن من تربية تلك الآنسة الصغيرة في القصر من الآن فصاعدًا. 

 

كان تشيرينيو يطلب من كاليد حتى الآن ألا يركز على أمور “غير ممكنة”.

 

لكن بعد أن رأى كلوفر بعينيه، لم يعد قادرًا على قول ذلك.

 

أومأ تشيرينيو برأسه.

 

“سأساعدك. إذا كان هناك ما يمكنني فعله، أمرني به. أتمنى أن نتمكن من رعاية الآنسة في كلاوديان…”

 

“حسنًا.”

 

كان كاليد على وشك أن يخفض بصره إلى الكتب القديمة مجددًا عندما لاحظ شيئًا ما ورفع حاجبه.

 

“لكن، تشيرينيو، ما هذا في جيبك؟”

 

“نعم؟”

 

لمس تشيرينيو جيبه دون تفكير بناءً على كلام كاليد. 

 

عندها، شعر بالورقة التي أعطته إياها كلوفر قبل قليل بأطراف أصابعه.

 

“آه!”

 

ضحك تشيرينيو، وأعاد الورقة بعناية إلى جيبه.

 

“إنها هدية من الآنسة كلوفر. قالت إنها ستجلب الحظ إذا احتفظت بها، هدية لطيفة مثل الآنسة تمامًا.”

 

“…كلوفر؟”

 

“نعم.”

 

“أنا حسود.”

 

تمتم كاليد وهو يحدق في تلك الورقة.

 

كما قال تشيرينيو، بدت الورقة الصغيرة التي تشبه كلوفر وكأنها ستجلب الحظ بمجرد حملها.

 

***

 

في هذه الأثناء، كانت كلوفر، التي تنصتت على كل شيء،

 

“هيك..هل كانوا حقًا ينوون إرسالي…؟”