شعر أزرق داكن.
عينان ذهبيتان تلمعان بقسوة كالبرق.
كاليد كلاوديان، رب عائلة كلاوديان المعروفة بأنها عائلة الأشرار، وقاتل الشمال.
‘ما الذي جاء بهذا الرجل إلى هنا بهذه السرعة؟’
كان واقفًا بشموخ في نهاية ممر قصر عائلة دامبير.
“الدوق…!”
وخلفه، كان خدم عائلة الكونتيسة يطأطئون رؤوسهم في حيرة وارتباك.
يبدو أنهم حاولوا منعه من الصعود إلى هنا لكنهم فشلوا.
نظرت الكونتيسة دامبير إلى كاليد في ذهول.
“جئت لأرى ابنتي.”
والد كلوفر الذي ظهر بعد أربع سنوات.
سأل كاليد كلاوديان بصوت مشبع بنية القتل والبرود:
“أين ابنتي؟”
تبلل ظهر عنق الكونتيسة دامبير بالعرق البارد.
كيف ستجيب؟
ابنته الآن محبوسة في غرفة ضيقة، وقد ضُبطت وهي تكتب “وثيقة اتهام”، ويومياتها تُصادر بالكامل.
اتجهت نظرات الكونتيسة دون وعي نحو الاتجاه الذي تقع فيه غرفة كلوفر.
رن صوت بلعها لريقها بوضوح في الممر الهادئ.
‘…هذا لن ينجح.’
تقدمت الكونتيسة خطوة إلى الأمام لتهدئة الموقف أولًا.
“سيدي الدوق، لمَ لم تنتظر في غرفة الاستقبال وجئت إلى هنا…؟”
“هل يجب أن أنتظركِ أنا؟”
بدت نبرة كاليد وكأنها زئير منخفض.
تجمد جسد الكونتيسة قليلًا تحت وطأة تلك النبرة المرعبة.
“تسك.”
مد كاليد يده وهو يصدر صوت استياء.
“سأجدها بنفسي.”
مع انتهاء كلماته، تجمعت ريح خفيفة عند أطراف أصابعه.
كانت قوة العاصفة.
قوة يمكن لأفراد السلالة المباشرة لكلاوديان فقط استخدامها.
‘ما هذا!’
كان هذا قصر عائلة دامبير.
استخدام القوة هنا يعني تحدي الكونتيسة دامبير مباشرة.
لكن كاليد كلاوديان استخدم قوته دون أن يبدي أي اكتراث لذلك.
‘كلا، إذا وجدها الآن!’
قبل أن تتمكن الكونتيسة من منعه،
اندفعت الريح التي تجمعت عند أطراف أصابعه إلى داخل غرفة كلوفر في لحظة.
كأن الريح تعود إلى سيدها في تدفق طبيعي.
نظر كاليد إلى ذلك المشهد وقال بصوت جاف:
“وجدتها.”
ثم انفتح باب غرفة كلوفر المغلق بقوة.
“هاه…؟”
ظهرت من خلف الباب المفتوح طفلة صغيرة برأس أخضر فاتح.
السبب الذي جعل كاليد يأتي إلى دامبير في لمح البصر.
كلوفر كلاوديان.
***
كان السبب وراء إسناد الدوق كلاوديان رعاية ابنته إلى عائلة دامبير بسيطًا.
“حبيبي، أرجوك أودع كلوفر عند دامبير…”
لأن زوجته الحبيبة طلبت ذلك.
دوقة كلاوديان، إليسيا دامبير.
كانت حاملة قوة الروح الأخيرة المتبقية في هذه الأرض.
لكن روح شجرة فقدت معظم قوتها الآن.
وكلوفر، التي تشبه أمها تمامًا، ولدت بقوة روح الشجرة الضعيفة.
في المقابل، كانت قوة كلاوديان مشابهة لقوة العائلة الملكية أو تفوقها.
قوة هائلة تستدعي العواصف.
كان كلاوديان سيد تلك القوة العظيمة التي تسحق حاملي القوى الآخرين بالقوة الغاشمة.
وكلوفر كانت،
“أوو، أووواه!”
‘حاملة قوة’ ضعيفة بشكل لا يصدق.
قوتها كانت قوة البراعم.
البراعم لا تستطيع الصمود أمام عاصفة هائلة.
لذلك، كادت كلوفر أن تموت فور ولادتها.
بسبب قوة والدها وأختها الكبرى وإخوتها.
وبسبب نية أختها الحسنة في إنقاذها.
كان من الأفضل لو لم تكن حاملة قوة على الإطلاق.
لأنها لو لم تكن كذلك، لما كان عليها أن تقلق من أن تسحقها قوة كلاوديان.
في لحظة حياة أو موت قد تموت فيها كلوفر إذا بقيت هكذا.
“في دامبير… دفنت غصن شجرة العالم في ساحة دةمبير. منذ زمن طويل جدًا…”
قالت إليسيا وهي تتكلم بصعوبة.
“لذا، إذا نشأت في دامبير، ستكون آمنة. إذا حُميتِ هناك…”
غصن شجرة العالم.
لقد حمى إليسيا حتى الآن، لذا سيحمي كلوفر أيضًا.
لأن قوة الطفلة تشبه قوة إليسيا.
لم يرد كاليد كلاوديان أن يفصل ابنته المولودة حديثًا عن حضنه.
لكن لم يكن لديه خيار.
كان أمامه خياران فقط.
إما أن يشاهد ابنته تتألم وتموت تحت وطأة قوته.
أو أن يرسلها إلى دامبير حيث يحميها غصن شجرة العالم حتى تصبح آمنة.
ما لم يكن مجنونًا، لن يختار الأول.
“سأفعل كما قلتِ، إليسيا.”
لذلك، اضطر كاليد كلاوديان إلى إرسال كلوفر إلى بيت أمها.
على أمل أن تنشأ كلوفر، التي ورثت قوة مشابهة لأمها، في أمان تحت حماية قوة إليسيا المتبقية هناك.
لكنه في الوقت نفسه قلق من أن تستغل عائلة دامبير الطامعة كلوفر كأداة سياسية، فلم يشرح أو يذكر سبب إرسالها بدقة.
لأن كلاوديان، المعروفة بأنها عائلة الأشرار في الأوساط، كانت تملك أعداء كثيرين.
وكان الإمبراطور وراء ذلك، لكن قلة من يعرفون هذه التفاصيل.
لذلك، بدلًا من ذلك، دفع مبالغ طائلة من نفقات التربية كل شهر ليظهر أن كلاوديان تهتم بالطفلة.
لكن،
“لم أكن أعلم أنكِ غبية إلى هذا الحد بحيث لا تفهمين مغزى ذلك…”
قال كاليد وهو يتفحص ابنته الصغيرة جدًا بحذر.
“مـ..، من أنت؟”
ابنته كلوفر.
كلوفر التي يراها بشكل صحيح لأول مرة كانت صغيرة جًدا.
هل لم تتناول الطعام بشكل صحيح؟
أم أنها صغيرة بطبيعتها؟
بما أن أختها الكبرى وإخوتها جميعهم طوال القامة وذو بنية جيدة، فمن المرجح أن يكون السبب الأول.
حتى ان خداها متسخان.
كانت زاوية عينيها مبللة، ربما من البكاء قبل قليل.
كان مظهر الطفلة أكثر بؤسًا مما توقع كاليد عندما أرسلها إلى هنا.
– شكرًا لمساعدتك.
تذكر كاليد صورة الطفلة التي رآها عبر كائنه المستدعى.
في الأصل، لم يكن يُفترض به أن يتجسس داخل قصر عائلة دامبير، وهي منطقة تابعة لعائلة أخرى.
لكنه خرق القواعد وتجسس داخل عائلة دامبير عبر كائنه المستدعى.
لأن اليوم كان يوم ميلاد ابنته كلوفر.
اليوم الذي أكملت فيه كلوفر عامها الرابع.
لم يستطع كاليد أن يكون معها في هذا اليوم، لكنه أراد على الأقل أن يرى كيف تحتفل بيوم ميلادها.
لكن،
“ممنوع عليكِ الخروج!”
ابنته الثمينة لم تكن تحتفل بيوم ميلادها بسعادة في عائلة دامبير.
“هيئ…”
بل كانت تُسحب بقسوة على يد خالتها.
عندما رأى كاليد ذلك المشهد، هرع إلى عائلة دامبير على الفور.
لم يستطع البقاء جالسًا بعد أن رأى كيف تُعامل طفلته.
تفحص كاليد غرفة كلوفر ببطء.
كانت الخادمات اللواتي كن يخرجن أوراق بردي قديمة من تحت السرير متجمدات وهن يمسكن الأوراق في أيديهن.
يبدو أنها الأجزاء الأخرى من “اليوميات” التي أحضرها كائنه المستدعى من أعلى الشجرة.
“أعطني إياها.”
“سـ، سيدي الدوق!”
“قلت أعطني إياها.”
تحت نبرة كاليد المهددة، ناولته الخادمة الأوراق وهي ترتجف.
انتزع كاليد يوميات كلوفر من يد الخادمة بسرعة.
ثم قرأ ذلك الخط المتعرج.
[ أريد رؤية أبي.
خالتي قالت لي شيئًا آخر.
وبختني لأنني أكلت كثيرًا،
لكنني لم آكل كثيرًا… ]
كان من الصعب قليلًا فهمه، لكن كاليد تمكن من قراءته.
بعد قراءة بضعة أسطر، انحنى كاليد وجلس على ركبتيه أمام الطفلة الصغيرة.
كانت تفرك عينيها قبل قليل.
كانت تنظر إليه بعينين محمرتين وتعبير حائر.
نظر كاليد إلى ذلك المشهد بحزن وقال:
“كلوفر، لقد جاء أبوكِ.”
كررت كلوفر كلمات كاليد.
“…أبي؟”
أجاب بهدوء:
“نعم.”
رفع كاليد ابنته بحذر.
وهمس بصوت منخفض:
“آسف لأنني تأخرت، هيا نعود إلى البيت الآن.”
خلف ظهر كاليد، ضرب برق هائل خارج النافذة الصغيرة.
برق قاسٍ ومخيف وهائج يعكس مزاجه.
شحبت وجوه الناس في قصر دامبير من الخوف.
***
أبي؟ هل هو حقًا أب كلوفر؟
فركت كلوفر عينيها وهي في حضن كاليد.
فأضاء كائنها المستدعى لاكي وقال:
[ نعم! يبدو أن هذا الرجل هو أبوكِ حقًا! موجاتكما متطابقة! ]
‘حقًا؟’
[ أقول لكِ نعم! ]
توقفت كلوفر عن البكاء ورفعت رأسها لتنظر إلى وجه الرجل.
كان طويل القامة ووسيمًا.
يده كبيرة بما يكفي لرفع كلوفر بيد واحدة، وعيناه تلمعان كجوهرتين ثمينتين.
وكان يعانق كلوفر بيد دافئة.
في تلك اللحظة.
تذكرت كلوفر ما كان لاكي يقوله دائمًا.
[ لا بأس يا كلوفر، عندما تكبرين قليلًا، سيأتي والدكِ الرائع والوسيم ليأخذكِ! ]
“رجل رائع ووسيم..”
تمتمت كلوفر بهدوء وهي تتذكر كلمات لاكي.
فتحت فمها بهدوء.
كان هذا الرجل رائعًا ووسيمًا.
وقال إنه “أبي” كلوفر.
إذن…
[ نعم! أيتها الصغيرة! إنه حقًا والدكِ الذي انتظرتيه طوال أربع سنوات من حياتكِ! ]
عند سماع كلمات لاكي، امتلأت عينا كلوفر الكبيرتان بالدموع.
أمسكت كلوفر بصدر كاليد بقوة، ومع كل رمشة، انهمرت الدموع من عينيها الكبيرتين.
بدأ كاليد مرتبكًا من ذلك المشهد وقبل جبهة كلوفر.
“كلوفر.”
“أ..، أبي، هل أنت أبي حقًا؟”
“نعم، أنا أبوكِ الحقيقي.”
عند سماع كلمات كاليد، بكت كلوفر بحرقة وهي تذرف الدموع.
لماذا…
“لماذا جئت الآن فقط…؟ هيئ…”
التعليقات لهذا الفصل " 4"