“لا، سيدي! هذا سوء فهم! أنتم تفهمون الأمر بشكل خاطئ!” 

“ما الذي هو سوء فهم؟” 

“كنتُ واقفًا هنا، وفجأة ظهرت الآنسة الصغرى من مكان ما…” 

“ظهرت؟” 

“ظهرت…” 

تحولت أنظار الكونت سيدو وكاليد في الوقت نفسه إلى الأثر المحفور في الأرض. 

كان من الواضح لأي شخص أن الأثر يبدو وكأن طفلة في الرابعة جُرّت بعنف. 

وكان نهايته المكان الذي كانت تجلس فيه كلوفر قبل قليل. 

مال كاليد برأسه. 

“أسألك مرة أخرى، ما الذي هو سوء فهم؟” 

“أنا، حقًا لم أفعل شيئًا! ظهرت الآنسة فجأة هكذا! وكأن شخصًا ما جرّها…” 

“كلوفر، هل هذا صحيح؟” 

دفنت كلوفر، التي كانت ترتجف، وجهها في حضن كاليد. 

“أبي، أنا خائفة.” 

“حسنًا.” 

أشار كاليد بيده، فظهر فرسان كلاوديان من مكان ما. 

في تلك اللحظة، أدرك الكونت سيدو أن الوضع يتجه نحو مسار غريب، فتراجع مرتبكًا. 

“سيدي! هذا حقًا سوء فهم! لم أفعل شيئًا! الآنسة الصغرى، من فضلك، قولي شيئًا! أنا لم أفعل ذلك!” 

“كنتُ أنوي التحقيق في أمر ما، لذا هذا مناسب تمامًا. خذوه.” 

أمسك فرسان كلاوديان بذراعي الكونت سيدو. 

“سيدي!” 

وسحبوه بعيدًا متجاهلين صراخه حتى اختفى. 

أزال كاليد الكونت سيدو من أمام عيني كلوفر، ثم نظر إلى ابنته الصغيرة المحتضنة في حضنه. 

كانت الطفلة تبدو وكأنها جُرّت بالفعل، وجهها في حالة فوضى. 

وثيابها؟ الفستان الجديد الذي ألبسوه لها أصبح مغطى بالتراب، وسيحتاج إلى التغيير. 

“أبي.” 

في تلك اللحظة، رفعت كلوفر رأسها، نظرت إلى كاليد وسألت:

“هل ذهب الرجل؟” 

كانت مغطاة بالتراب، وكأنها دفنت في الأرض. 

“نعم.” 

“لن يعود الآن؟” 

“لا، لن تريه بعد الآن.” 

نظرت كلوفر ببلاهة إلى المكان الذي جُرّ فيه الكونت سيدو وتمتمت: 

“هذا جيد.” 

* * * 

كانت كلوفر تعرف الكونت سيدو. 

عندما كانت في عائلة دامبير، رأت وجهه عدة مرات من بعيد. 

في كل مرة، كان الكونت سيدو يتظاهر باللطف والود مع كلوفر، لكنه في الحقيقة… 

– همم، يتظاهر الدوق بأنه يهتم بها كثيرًا، لكن في الحقيقة ليس كذلك. هل يمكن أن تكون ابنته الصغرى، التي لا تشبهه على الإطلاق، عزيزة عليه؟ علاوة على ذلك، لا تستطيع استخدام قوة العاصفة.

– قال إنه سيأتي لأخذها عندما تبلغ العاشرة؟ سيكون من حسن حظها إن لم يتخل عنها تمامًا.

كان شخصًا سيئًا للغاية.

متواطئ مع خالتها.

شرير يكره كلوفر. 

لذلك، كرهت كلوفر الأيام التي يزور فيها الكونت سيدو عائلة دامبير. 

في تلك الأيام، لم تتسلل إلى الحديقة، بل كانت تظل محبوسة في غرفتها.

لكن أن تراه هنا مرة أخرى! 

وعلاوة على ذلك… 

“آآهـ.. آآهـ!” 

[كلوفر!] 

يد سوداء خرجت من الكونت سيدو، أمسكت بكاحل كلوفر وسحبتها بقوة، ووضعتها أمامه. 

صُدمت كلوفر عندما رأت أن تلك “اليد ذات الشكل الغامض” متصلة بجسد الكونت سيدو. 

كانت تشبه “الدخان” الذي خرج من جسد والدها، لكنها كانت مختلفة تمامًا. 

كانت أكثر عدوانية وبشاعة بكثير. 

لكن… 

“هل هي… الآنسة الصغرى؟” 

لمَ يتظاهر بأنه لا يعرف عندما يكون هو من جرّها؟ 

وعلاوة على ذلك، يبدو أن والدها لم يرَ اليد السوداء التي خرجت من جسد الكونت سيدو. 

هل يمكن أن تكون غير مرئية؟ 

حتى الآن، فكرة تلك اليد السوداء جعلت شعرها يقف. 

كانت تخاف من التفكير في الكونت سيدو. 

لكن إذا لم يرَ أحداهما ذلك… 

‘لمَ أنا الوحيدة التي رأتها؟’ 

لا أريد رؤية الأشياء المخيفة. 

وعلاوة على ذلك، في اللحظة التي أمسكت فيها تلك اليد السوداء بكاحلها، شعرت كلوفر بشعور مرعب بالعجز لم تشعر به من قبل. 

كان ذلك شعورًا جديدًا تمامًا في حياتها القصيرة. 

في اللحظة التي انزلقت فيها المجرفة من يدها، وفي اللحظة التي جُرّت فيها دون أن تتمكن من الإمساك بالعشب، شعرت كلوفر بالحزن الشديد. 

كان أكثر حزنًا من خسارة الكعكة التي كانت تأكلها. 

أكثر حزنًا من إسقاط الفراولة الكبيرة الوحيدة على الكعكة دون أن تأكلها.
 
[كلوفر.] 

تحدث لاكي، وهو يطفو أمام كلوفر التي أنزلت رأسها بحزن. 

[من الأفضل أن تخبري والدكِ بما رأيتِ.]
 
“نعم…” 

كانت كلوفر تفكر بالفعل في إخبار والدها. 

قال لاكي إنه عندما يحدث شيء للطفل، فإن “الوصي” هو من يتدخل. 

والآن هو بالضبط الوقت الذي حدث فيه “شيء ما”. 

لكن كيف تقول ذلك؟ أن يدًا سوداء ظهرت فجأة وخطفت كلوفر؟ 

وأن تلك اليد السوداء كانت متصلة بالكونت سيدو؟ 

بدأت يد كلوفر، التي كانت تمسك بطرف فستانها بقوة، ترتجف. 

‘ماذا إذا لم يصدقني؟’ 

يبدو أن لا أحد رأى تلك اليد سواي. 

ماذا إذا قالوا إنني كاذبة؟

بدأت ذكريات سيئة من عائلة دامبير تتسلل مثل أفعى لتعذب كلوفر. 

[كلوفر!] 

في تلك اللحظة، تدخل لاكي فجأة. 

[إذا لم يصدقوكِ، فثقي بي. والدكِ سيستمع إليكِ بهدوء. مثلما استمعتُ إليكِ دائمًا حتى النهاية.]

تألق ضوء ذهبي من جسد لاكي. 

[صغيرتي، تكلمي. هذا أمر يجب أن تقوليه. أعتقد أن ما خرج منه كان يشبه ‘الشر’…] 

“شر؟” 

[ليس شرًا… على أي حال، أخبري والدكِ بسرعة، كلوفر.] 

في تلك اللحظة… 

التقى عينا كلوفر بعيني كاليد الذي كان ينظر إليها. 

كانت عيناه الذهبية الدافئة، أكثر إشراقًا من الشمس في السماء، تضيئان كلوفر كأشعة الشمس. 

بينما كانت كلوفر تنظر إلى كاليد ببلاهة، اقترب منديله من خدها. 

فركه ونظفه بعناية، وكأنه يمسح شيئًا ثمينًا. 

“كلوفر.” 

“…نعم.” 

“هل يمكنني أن أسأل عما حدث؟” 

“نعم.” 

أومأت كلوفر بحذر. 

وفي داخلها، كررت كلام لاكي عدة مرات. 

‘أبي سيستمع إليّ بهدوء.’ 

‘مثلما استمع إليّ لاكي حتى النهاية.’ 

‘لن يتجاهلني مثل الآخرين في دامبير…’

في تلك اللحظة، تمتم كاليد بهدوء: 

“يجب أن أقرر بعد سماع كلامكِ إن كنتُ سأقطعه إلى نصفين أو سأطويه…” 

“……!!” 
فوجئت كلوفر. 

* * * 

أصبح تعبير كاليد جادًا عندما سمع من كلوفر عن “اليد السوداء”. 

‘قالت إن شيئًا كهذا أمسك بها؟’ 

قوة الكونت سيدو هي “قوة النسيم”، مشابهة لقوة عائلة كلاوديان. 

لا يوجد سبب لظهور يد سوداء، ولا يملك القدرة على ذلك. 

لكن لم يبدُ أن كلوفر تكذب. 

وعلاوة على ذلك… 

‘ذلك الأثر.’ 

والطفلة الملطخة بالتراب. 

كان من الواضح أنها جُرّت.

كانت الآثار تشير بوضوح إلى أن شخصًا ما جرّ الطفلة إلى أمام الكونت سيدو. 

“ألا تصدقني؟” 

تحركت كلوفر، التي خرجت نظيفة بعد الاستحمام، بقلق. 

“أصدقكِ.” 

أجاب كاليد دون أي تردد. 

شعرت كلوفر بجسدها الصغير يرتاح، وكأنها أطلقت تنهيدة ارتياح. 

“قال لاكي إنه يشبه الثر، وقال إن عليكَ أن تعرف.” 

“…الثر؟” 

“ثـ.. ر.” 

“………”

ما الذي يشبه الشر؟ 

كان كاليد، الذي ربّى أربعة أطفال بما فيهم كلوفر، بارعًا في فهم نطق الأطفال، لكن هذه المشكلة كانت صعبة للغاية. 

عندما لم يفهم كاليد، شعرت كلوفر ببعض الإحباط وأوضحت مرة أخرى: 

“ثر، قلب سيئ.” 

“قلب سيئ… آه.” 

ثر، قلب سيئ. 

بفضل تلميح كلوفر، استنتج كاليد أخيرًا معنى “الثر”. 

“كنتِ تقصدين ‘الشر’، أليس كذلك؟” 

“نعم، الثر!” 

“حسنًا، الثر.” 

مداعب كاليد رأس كلوفر بلطف. 

لكن كلما تحدثا، زاد فضوله حول شيء ما. 

ما هو بالضبط كائن كلوفر المستدعى؟ 

عادةً، ينمو الكائن المستدعى مع صاحب القوة، لذا يجب أن يكون لكائن كلوفر المستدعى ذكاء طفلة في الرابعة. 

لكن من حديث الطفلة، بدا أن ذلك البرسيم الذهبي ذو الأربع أوراق، الذي يتبعها كل يوم، ليس طفلًا في الرابعة، بل حكيم يعرف أسرار العالم. 

‘ما هو كائن كلوفر المستدعى…؟’