قبل زمنٍ طويل، عندما صنعت أوّل ربّة أسرة كلاوديان خاتمًا لزوجها المحبوب.
حصلت على أغلى وأجمل ياقوتة زرقاء لتصنع بها الخاتم، وحصلت على ألماس عالي الجودة لتحيط به الخاتم كأنّها تبني جدارًا حوله.
ثمّ وضعت فيه جزءًا من قوّة كلاوديان.
من بين العواصف القويّة، أخذت أضعف خيط من الريح، وأصغر قطرة ماء، وأخفت برق يومض.
لذلك، لم تستطع قوّة كلاوديان أن تهاجم من يرتدي ذلك الخاتم.
لأنّه كان مكوّنًا من أصغر وأضعف الأشياء في قوة العاصفة.
لأنّه خاتم تمّ صنعه بجمع الأشياء الضعيفة بحبّ.
تلك القوّة التي تعود لكلاوديان، عبرت السنين والأزمان لتتجمّع مجدّدًا في يد كلوفر.
تحوّلت إلى ماء ومطر، كانت نائمة داخل نافورة كلاوديان، حيث كائنات الاستدعاء الخاصّة بالسلالة المباشرة لكلاوديان.
تلك القوّة الأضعف التي يملكها هؤلاء المستدعَون، والتي يجب حمايتها، تجمّعت في يد كلوفر بشكل دائريّ.
ثمّ انفجر منها ضوء أزرق كالوميض.
كلوفر، وهي في حضن كاليد، حدّقت في كفّها بذهول.
لم تكن تعرف ما الذي يحدث في يدها.
لكنّ القوّة التي انتشرت بدفء كانت تقول بوضوح:
“هذه ليست قوّة تؤذيك.”
“نحن لا نريد إيذاءك، بل نريد أن نعتزّ بك ونحميك.”
“كلوفر، هذه أوّل مرّة ترى…”
تمتمت كلوفر بذهول.
لكن لم يكن هناك من يجيبها، لأنّ الجميع، مثلها، رأوا ذلك لأوّل مرّة.
ومع ذلك، كان من الواضح ما الذي تحاول هذه القوّة فعله، دون حاجة للتحدث أو الشرح.
الماء والريح اللذان تجمّعا في يد كلوفر كانا يدوران ببطء نحو اليسار، ثمّ تسرّبا داخل كفّها.
ببطء، لكن بوضوح.
قوّة كلاوديان التي تهدف إلى الحماية كانت تُمتصّ في جسد كلوفر.
إذن، كان تلك هي حماية كلاوديان.
تلك الحماية التي منحتها أوّل ربّة أسرة لزوجها المحبوب منذ زمن بعيد، والتي، بعد مرور وقت طويل، جُمعت من قلوب أسلاف كلاوديان وكاليد وآروين وداميان لتمنح لكلوفر.
على معصم كلوفر، نُقش رمز كلاوديان المضيء باللون الأزرق.
ثمّ تلألأ مرّة أخيرة أمام عيني كلوفر.
وبعدها اختفى كلّ شيء، وأصبحت السّماء صافية تمامًا.
***
“هذه حقًا، معجزة.”
قال سين، طبيب كلاوديان الخاصّ، وهو يفحص حالة كلوفر الجسديّة.
الفتاة، باستثناء الخدوش التي أصابتها عندما جرفتها الريح أثناء انفجار القوة وهي تتدحرج هنا وهناك، كانت سليمة تمامًا دون اصابة خطيرة.
حتّى عندما كان كاليد بجانبها، لم تتألم أو ينزف أنفها.
كلّ ذلك بفضل حماية كلاوديان، تلك القوّة التي تحمي كلوفر.
“كيف يمكن أن يحدث هذا…”
“إذن، هل يمكنها البقاء هنا أم لا، سين؟”
عندما سأل آروين، رفع سين نظّارته ذات العدسة الواحدة وأجاب.
“يبدو أنّه يمكنها العيش هنا دون قلق.”
في تلك اللحظة،
كلوفر، التي كانت متوترة طوال الوقت، ذابت في حضن كاليد وهي تبتسم بخفّة وتتمسّك به بقوّة.
“هذا مطمئن…”
كانت ترغب حقًا في البقاء هنا.
أن تُرسَل مجدّدًا إلى عائلة دامبير كان أمرًا تكرهه أكثر من الموت، وكذلك أن تُرسَل إلى منزل آخر.
منذ زمن، قال لها لاكي: “البيت هو المكان الذي تشعر فيه بالحماية.”
وهنا كان بيت كلوفر، لذا أرادت أن تعيش في كلاوديان وهي محميّة، كما كانت تريد دائمًا.
‘لكن الآن يمكنني العيش هنا.’
لم تعد مضطرّة للخوف من أن تُرسَل إلى مكان ما، ولا للارتجاف، وهذا وحده جعل كلوفر تشعر بسعادة غامرة.
“أبي، هذا جيد، أليس كذلك؟”
قالت كلوفر وهي تنظر إلى كاليد.
“نعم، كلوفر.”
احتضن كاليد ذلك الجسد الصغير بقوّة، ودفأت حرارة جسدها، التي كانت أعلى قليلًا من حرارة البالغين، جسد كاليد.
“حقًا هذا مطمئن، لقد أحسنتِ.”
“هيهي.”
عند مدح كاليد، ابتسمت كلوفر ابتسامة عريضة، وارتفعت كتفاها بفخر.
“لكن كلوفر، لديّ سؤال لكِ.”
“نعم.”
“كيف عرفتِ أنّ الخاتم كان هناك؟”
في الحقيقة، كان كاليد قد قرأ سجلًا يشير إلى أنّ الخاتم قد يكون مخبّأً في تلك النافورة.
لذلك، بحث كاليد بنفسه داخل النافورة بعناية فائقة.
لكنّه لم يكن هناك، لم يظهر.
لم يقلب النافورة رأسًا على عقب، لكنّه بحث في كلّ زاوية ممكنة بعناية شديدة في ذلك الوقت.
لكن كيف وجدت كلوفر ما لم يستطع كاليد العثور عليه؟
“آمم…”
حرّكت كلوفر أصابعها بحرج ثمّ أجابت.
“القط أخبرني.”
“القط؟”
“القط الذي يحمل رائحة أبي.”
بإشارة من كاليد، ظهر أسد الريح الشماليّة بجانبه في لحظة.
جسد ضخم، شعر متطاير، مخالب كبيرة ومهدّدة، ظهر أسد الريح الشماليّة بمظهره المهيب الأصليّ ونظر إلى كلوفر بنظرة خاطفة.
ثمّ،
<…..>
تخلّى عن مظهره المهيب، وتحوّل مجدّدًا إلى شكل القط الذي تحبّه كلوفر واقترب منها.
ودفع خدّ كلوفر بكفّه الأماميّ، كما لو كان يتأكّد من أنّها بخير.
داميان وآروين، اللذان كانا يشاهدان المشهد، لم يستطيعا إغلاق فميهما المفتوحين من الدهشة.
“ما هذا التظاهر؟”
“أبي، هل يمكن للكائن المستدعى أن يتظاهر باللطف أيضًا؟”
أسد الريح الشماليّة، الذي يهدّد الجميع دون تمييز ليظهر هيبته بجانب كاليد، تحوّل إلى قطّ يلعق خدّ كلوفر؟
بالنسبة لداميان وآروين، اللذين كانا يبكيان كلّ يوم في صغرهما بسبب أسد الريح الشماليّة، كان هذا أمرًا مذهلًا حقًا.
“هل هذا هو القطّ حقًا؟”
لكن كاليد لم يتأثّر مثل داميان وآروين، وأشار بثبات إلى ذلك “القطّ” وقال.
“نعم، صحيح.”
ابتسمت كلوفر ابتسامة عريضة وعانقت عنق “القطّ” بقوّة، لكنّ ذلك الكائن المستدعى لم يظهر أيّ انزعاج واندسّ في حضنها.
واصلت كلوفر مداعبة فراء القطّ الناعم بقوّة وقالت:
“هذا الصغير أيقظني في الفجر وأخبرني، قال إنّه سيريني مكان الكنز.”
“…تحدّث إليكِ؟”
“نعم.”
أجابت كلوفر بثقة.
ثمّ ساد صمت للحظة.
“…حقًا، تحدّث إليكِ؟”
“…نعم، تحدّث إليّ.”
هل كان من المفترض ألّا يتحدّث؟
عندما بدا الجوّ جدّيًا بعض الشيء، نظرت كلوفر إلى كاليد بحذر، قلقة من أنّها ربّما فعلت شيئًا خاطئًا.
لكنّ دهشة كاليد لم تكن بسبب ذلك.
تمتم آروين: “الكائن المستدعى يتحدّث مع شخص آخر…”
كائنات الاستدعاء يمكنها فقط التواصل مع صاحبها، مستخدم القوّة، وذلك من خلال تبادل المشاعر وليس الأحاديث.
كان ذلك أمرًا طبيعيًا، لأنّ كائن الاستدعاء هو جزء من قوّة صاحبه.
لذا، أن تتحدّث مع كائن مستدعى لشخص آخر يعني أنّك تدخّلت جزئيًا في قوّته.
بمعنى آخر، القدرة على التحدّث مع كائنات الاستدعاء كانت قدرة خطيرة بشكل غير متوقّع.
“لا، لم تفعلي شيئًا خاطئًا.”
تجاهل كاليد مشاعره المضطربة وداعب رأس الفتاة الصغيرة في حضنه.
“لكن يجب أن نتحقّق من ذلك، كم عدد كائنات الاستدعاء التي يمكنكِ التحدّث إليها.”
عند كلمات كاليد، شعرت كلوفر ببعض الارتياح، وحرّكت أصابعها ثمّ رفعت اثنين.
“القطّ ولاكي، فقط هذين يمكنني التحدّث معهما حتّى الآن، لم أتحدّث مع كائنات استدعاء أخرى بعد.”
“حتّى في عائلة دامبير؟”
“نعم، هناك كنت مشغولة بالهروب كلّما رأيت الكائن المستدعى…”
لم يكن هناك فائدة من التحدّث مع كائن استدعاء خالتها الشريرة، لذا كانت تهرب فقط.
“ولاكي قال إنّ التحدّث مع كائنات الاستدعاء يجب أن يكون سرًا.”
نظرت كلوفر إلى نبات البرسيم ذو الأربع أوراق الذهبيّ الذي كان يراقبها دون أن ينطق بكلمة طوال الوقت وقالت.
فجأة، سأل داميان، الذي أصبح فضوليًا، بلا مقدمات.
“إذا كان سرًا، لماذا تخبرينا به؟”
“حسنًا..”
أومأت كلوفر برأسها بحماس.
“في المنزل، لا داعي لأن نحتفظ بالأسرار، هكذا قال لي لاكي منذ زمن.”
المكان الذي يمكن العيش فيه دون أسرار أو قواعد، وبكلّ راحة، هو المنزل.
والآن، أصبح لدى كلوفر منزل، لذا يمكنها أن تقول ذلك.
ابتسمت كلوفر ابتسامة مشرقة وقالت:
“كلوفر سعيدةٌ جدًا لأنّ لديها منزلًا الآن…”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "15"