في المكان الذي استخدمت فيه كلوفر قوتها، ظهر برعم صغير ينمو فجأة.
“لقد نجحت!”
[لقد نجحتِ!]
كان البرعم الأخضر المشرق الذي ظهر لتوه صغيرًا ونضرًا.
من فرط سعادتها باستخدام قوتها، قفزت كلوفر فرحًا ثم جلست القرفصاء ولمست البرعم بلطف.
وفي تلك اللحظة.
انكسر عنق البرعم الذي كان نضرًا حتى تلك اللحظة بلمسة واحدة.
“..…!”
ثم تحولت أوراقه إلى اللون الأصفر وبدأ يذبل حتى سقط تمامًا.
“لم أنجح…”
فشلٌ آخر.
جلست كلوفر على الأرض بحزن وهي تشعر بالإحباط، ثم اقتلعت البرعم الذابل.
كان البرعم قد جف حتى جذوره في لحظة، فانتُزع بسهولة دون مقاومة.
“اليوم أيضًا فشلت.”
فشلت أمس، وقبل أمس، واليوم أيضًا فشلتُ مجددًا.
كانت تحاول كل يوم، لكنها كانت تفشل كل يوم بطريقة جديدة.
لقد سئمت من كلمة “فشل” حتى الشعور باليأس.
تنهدت الطفلة الصغيرة بعمق وهي تهمس:
“هل أنا غير قادرة على ذلك حقًا…؟”
هل كلوفر ضعيفة جدًا، ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع استخدام القوة مثل الآخرين؟
ما إن شعرت كلوفر بالإحباط الشديد، حتى ظهر “لاكي” يطفو أمام عينيها وقال:
[لا بأس، لا بأس يا صغيرتي! يمكنكِ التدرب مرة أخرى!]
“مرة أخرى؟”
[نعم! ستنجحين في المرة القادمة! التحدي يعني أن تستمري حتى تنجحي! لا تستسلمي للفشل، كوني شجاعة.]
“شجاعة!”
[نعم، وبهذا ستتمكنين من النجاح ببراعة في المرة القادمة. لا تقلقي.]
“حسنًا، سأنجح!”
بسبب كلمات لاكي، استعادت كلوفر حماستها بسرعة وقامت من مكانها بحيوية.
“نعم، أحتاج فقط إلى التدرب أكثر!”
إذا فشلت، سأحاول مرة أخرى، وإذا فشلت مجددًا، سأحاول مرتين إضافيتين!
اختفى ذلك الشعور بالإحباط الذي كان يعتريها قبل لحظات.
“سأتدرب بجد، لأريها لأبي لاحقًا.”
[نعم، نعم.]
وعندما يأتي أبي ليأخذني،
سأقول إن كلوفر تستطيع استخدام قوة رائعة كهذه.
سأطلب منه ألا يرسلني إلى أي مكان آخر.
همست كلوفر بهدوء:
“أنا… أريد العيش مع أبي…”
ثم استخدمت قوتها مرة أخرى.
فـ توهجت يداها الصغيرتان بضوء خافت.
***
عائلة دوق كلاوديان التي تسيطر على قوة العواصف.
جميع أفراد كلاوديان يولدون بقوة العواصف.
كانوا قادرين على استخدام تلك القوة بحرية منذ لحظة ولادتهم.
لم يكن هناك طفل وُلد باسم كلاوديان في التاريخ عجز عن استخدام تلك القوة.
باستثناء واحدة.
“كم هي حمقاء…”
باستثناء كلوفر.
كلوفر، الابنة الصغرى لعائلة دوق كلاوديان، تبلغ من العمر أربع سنوات هذا العام.
لكن لم يكن لدى كلوفر أي قدرة على التحكم بالرياح أو الأمطار.
كانت الطفلة الوحيدة التي وُلدت دون قوة العواصف.
لهذا السبب، ربما؟
فور ولادتها، أُسندت رعاية كلوفر إلى عائلة أمها، عائلة دامبير.
“أريد منكم رعاية الطفلة.”
قبل أربع سنوات، ترك دوق كلاوديان هذه الكلمات مع الطفلة في عائلة دامبير ثم رحل.
بالطبع، لم يتركها دون مقابل.
لقد أرسل مبلغًا هائلًا من المال كـ تكاليف رعايتها.
لكن…
‘هل يظن أنني مربية؟’
كانت كونتيسة دامبير قد سمعت بالفعل عن الابنة الصغرى لـ كلاوديان.
الطفلة الوحيدة التي وُلدت دون قوة العواصف.
الفتاة التي لم تظهر عليها أي من سمات كلاوديان.
كما سمعت أن آراء العائلة الدوقية حول كيفية التعامل معها كانت متضاربة.
ومع ذلك، أُلقيت على عاتقها!
‘هذا لا يختلف عن التخلي عنها عندي’
لكنها لم تستطع رفض طلب الدوق.
فاضطرت كونتيسة دامبير إلى تحمل رعاية ابنة أختها عديمة النفع.
حاولت أن تفكر بإيجابية رغم ذلك.
‘حتى لو لم تمتلك هذه الطفلة عيونًا ذهبية التي هي رمز كلاوديان، ولا قوة العواصف…’
ففي تاريخ السلالة المباشرة لـ كلاوديان، لم يكن هناك طفل لم يظهر قوته.
ربما تكبر هذه الطفلة وتظهر قوتها يومًا ما.
وعندها، قد تكافئ خالتها التي ربتها!
لكن تلك الآمال تحطمت بعد سنوات قليلة.
“حقًا لا تستطيعين فعل أي شيء؟”
“كلوفر، تستطيع!”
“ماذا؟”
“برعم!”
عندما فتحت كلوفر يديها بحذر، ظهر برعم صغير فجأة.
لكنه ذبل بعد لحظات قليلة.
شاهدت كونتيسة دامبير ذلك المشهد بوجه بارد وقالت:
“من قال أنني أريد رؤية هذا؟”
انخفض رأس كلوفر بحزن عند سماع تلك الكلمات.
لكن كونتيسة دامبير لم تهتم.
ما كانت تريد رؤيته هو قوة العواصف.
تلك القوة التدميرية العظيمة التي يمتلكها أبناء كلاوديان المباشرون فقط!
لكن كلوفر، حتى في سن الرابعة، لم تظهر أي قدرة مشابهة.
بالطبع، كان لدى كلوفر “قوة” خاصة بها.
“لكن ما فائدة هذه القوة؟”
قوة كلوفر كانت قوة البراعم.
قدرة على إنبات برعم صغير.
كانت صغيرة، تافهة، وعديمة النفع لدرجة أن كونتيسة دامبير كانت تغضب كلما استخدمتها.
كان ذلك يثير استياءها.
“لا أريد حتى رؤيتكِ، غادري إلى غرفتكِ.”
ما إن انتهى كلامها حتى انحنت كلوفر برأسها مرتبكة وغادرت الغرفة سريعًا.
كانت كتفاها متدليتين بحزن.
نظرت كونتيسة دامبير إلى رأسها الصغير وهي تخرج على عجل.
ما إن أغلق الباب، حتى نقرت بلسانها وتمتمت.
“يرمون بطفلة عديمة النفع عندي فور ولادتها…”
هل كانوا يتخلصون من الأبناء المباشرين عديمي القوة بهذا الشكل من قبل؟
إذا كان الأمر كذلك…
“حتى كلاوديان ليسوا بتلك الأهمية.”
تمتمت كونتيسة دامبير وهي تتذكر الطفلة التي كانت تتلعثم.
***
انخفض رأس كلوفر وتدلّت كتفاها وهي تخرج من الغرفة مسرعة.
لكن ما إن أغلق الباب،
‘همف!’
ارتفعت كتفاها المتهدّلتان فجأة كما لو لم تكن كذلك من قبل.
نظرت كلوفر حولها، ثم أخرجت لسانها نحو الباب المغلق.
بعد التأكد من أن لا أحد موجود، ركضت بسرعة.
‘بسرعة، بسرعة!’
ركضت كلوفر وهي تعتصر يديها الصغيرتين بقوة.
وصلت إلى غرفتها وأغلقت الباب فورًا.
“هاه، هاه…”
ثم تنفست بعمق.
في تلك اللحظة.
سقطت زهرة البرسيم الذهبية ذات الأربع أوراق التي كانت في شعرها، لاكي.
“لاكي!”
أمسكت كلوفر البرسيم بكلتا يديها بمهارة.
تكلمت زهرة البرسيم الممسوكة بين يديها الصغيرتين وهي تلمع:
[أحسنتِ، يا صغيرتي!]
“احسنت!”
[أحسنتِ، الآن اكتبي يومياتكِ! اكتبيها بسرعة قبل أن تنسيها! اكتبيها بعناية!]
“نعم، سأكتبها بعناية!”
أخرجت كلوفر بجدية ورقة بردي قديمة من تحت سريرها.
ثم بدأت تكتب بخط متعرج على المساحة الفارغة.
كانت لا تزال تكتب بصعوبة.
لكنها كانت قادرة على الكتابة.
[ الثاني من أغسطس، الطقس مشمس. خالتي غضبت مرة أخرى. قالت لي ألا أخبر أبي.]
[اكتبي أيضًا أنها قالت حمقاء.]
كتبت كلوفر بعناية.
[قالت أنني حمقاء.]
[هناك كلمة مفقودة.]
“مفقودة؟”
كتبت كلوفر مرة أخرى بعناية.
[قالت انني حمقاء جدًا.]
“انتهيت!”
فردت كلوفر الورقة الممتلئة بفخر.
ونفخت على الحبر ليجف بسرعة.
هزت الورقة وأظهرت الكلمات التي كتبتها بعناية.
كان مكتوبًا هناك:
[ كلوفر، لم يعطوها سوى القليل من الطعام.
لوي دفعني، ولم يعتذر.
قالوا إن كلوفر عديمة النفع!
قالوا إن أبي لن يأتي!
.
.
.
[
ضحكت كلوفر، وهي تجفف الحبر.
شاهدتها زهرة البرسيم بصوت ملؤه الرضا وقالت:
[أحسنتِ الكتابة، يا صغيرتي.]
“احسنت!”
[أحسنتِ، مع هذا يمكنكِ هزيمة خالتكِ الشريرة!]
ضحكت زهرة البرسيم، بصوت خبيث.
ضحكت كلوفر معها، كطفلة صغيرة شقية.
ثم لفت الورقة بعناية.
“الآن يجب أن أخفيها جيدًا.”
دفعت اليوميات الملفوفة تحت السرير.
ولم تنسَ تغطيتها ببطانية قديمة.
تحت البطانية المتطايرة، كان هناك الكثير من أوراق البردي مخبأة.
كلها كتبتها كلوفر بنفسها.
منذ أن تعلمت الكتابة، واصلت كتابتها دون توقف.
في تلك “اليوميات”…
كُتبت كل اللحظات الي ازعجتها فيها كونتيسة دامبير.
كل اللحظات التي تجاهلتها فيها الخادمات في البيت.
وكل المرات التي عذبها فيها ابن خالتها لوي، كل ذلك كُتب بعناية يومًا بعد يوم.
حتى أصغر التفاصيل!
كانت تلك اليوميات لا تزال مخبأة بأمان تحت السرير، لكن إذا ما كُشفت، فستثير عاصفة كبيرة بلا شك.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"