كان أبي يقرأ لي كتب الحكايات في الماضي.
في تلك القصص، كانت الساحرة دائمًا قبيحة وشريرة.
شريرة تخطف الأطفال وتحاول أكلهم.
“لستُ ساحرة!”
تذكرت ذلك فصرخت بانفعال.
ارتجف الصبي متفاجئًا من ردّي، لكنه مع ذلك لم يُنزِل سيفه، بل وجّهه إليّ أكثر.
“إذًا لو لم تكوني ساحرة، فما الذي كنتِ تفعلينه قبل قليل؟! لقد أطلقتِ طاقة مظلمة نحو الأرض!”
“هذا ليس سحر! إنه سحر التطهير!”
“تطهير؟! يا للسخف.
تدّعين أن ذلك اللون الكئيب المظلم، الذي يجعل كل ما يلمسه يتعفن أو يفسد، هو تطهير؟! أطفال الساحرات يتعلمون الكذب باكرًا على ما يبدو!”
“آه! قلتُ لستُ ساحرة! أنا لست قبيحة! أبي قال إنني جميلة ولطيفة!”
كان أبي يردد دائمًا أن هدوئي هو ما يميزني.
كنت أفتخر بكلماته وأحاول ألا أنفعل.
لكن! كيف أتحمل أن أُوصف بساحرة قبيحة بشعة؟! ثم يُتَّهَم سحر أبي بأنه قوة شريرة؟!
هذا السحر علّمني إياه أبي! أليس الأغرب أن أبقى هادئة بعد أن أسمع إهانة له؟!
قفزت غاضبة، فتغيرت ملامح الصبي وهو ينظر إليّ.
“لا أدري… لم أقل إنكِ قبيحة…”
“اسحب كلامك!”
“ماذا؟”
“اسحب كلامك بأنني قبيحة!”
“أق… أقسم أني لم أقل ذلك…”
“اسحبه حالًا!!”
صرخت بصوت عالٍ اجتذب أنظار الحاضرين. فارتبك الصبي وأخذ يشيح بعينيه، ثم أنزل سيفه مترددًا.
“حسنًا، حسنًا. أسحبه. أعتذر.”
شعرت أنه ظُلِم باعتذاره عن شيء لم يقله، لكن ذلك لم يكن مهمًا الآن.
“همف. في المرة القادمة كن أكثر حذرًا!”
كنت أريد منه الاعتذار عن وصفي بالساحرة.
ومادمت حصلت على سحب كلامه، لم أعد أرغب في الغضب.
فتحت كفّي مظهرة ما كنت سأفعله آنفًا.
“إنه ليس لعنة، بل…”
“يوستيان؟”
قاطعني صوت من الجهة القريبة. استدرت لأرى عينين زرقاوين.
شعر أسود وعينان زرقاوان صافيتان. وجه بريء وهادئ. فتى يتقدم نحونا.
“ما الذي يجري هنا؟ ما كل هذا الصخب؟”
“آه، إدريك.”
إدريك ويوستيان.
في هذه المدة القصيرة عرفت اسميهما.
نظر إدريك إليّ مبتسمًا.
“عيناكِ أرجوانيتان.
أأنتِ قريبة له؟ نادر أن نرى هذا اللون.”
“من الممكن.
لكن هذه أول مرة نلتقي بها.”
“همم؟”
بعد بضع كلمات، ثبّت إدريك نظره في وجهي ثم ابتسم.
“مرحبًا، كم عمرك؟”
“ثماني سنوات. واسمي إيلينا.”
“حقًا؟ عمري اثنتا عشرة. واسمي إدريك.
تشرفت بمعرفتك.”
مدّ يده مبتسمًا، فمددت يدي لأصافحه.
“توقف! ربما تكون ملعونة!”
“لعنة؟”
استدار إدريك متفاجئًا، بينما ارتفع حاجباي غضبًا.
“قلتُ إنها ليست لعنة!”
“وكيف أصدق ذلك؟”
“أبي لم يعلّمني لعنات! قال إنها سحر الأشرار فقط!”
“مهما يقول أبوكِ، فكلامكِ لا يكفي دليلاً.”
“آآه!!”
“هدوء… هدوء…”
ذلك الفتى يثير غيظي كلما تكلم!
غضبت وأنا أضرب بقدمي الأرض، لكن إدريك وقف بيننا.
ابتسم وأمسك كفي.
“إدريك!”
“لا شيء يحدث. أشعر بالدفء… مريح، كأنه يبدد التعب.”
“طبعًا! إنه تطهير لا لعنة!”
“تطهير؟”
تركت يده، ثم جثوت على الأرض ووضعت كفّي فوق التراب.
تدفقت هالة خضراء من أصابعي وسرت ببطء في الأرض. بعد لحظات، نبتت بذور وخرجت براعم صغيرة.
اتسعت عينا الفتيين دهشة.
“كيف يمكن…؟”
“قلتُ إنه تطهير.”
أضفت قليلًا من طاقة النمو مع التطهير لأثبت قولي.
“أترى الآن؟ أتصدق؟”
“…….”
“يوستيان، قدم اعتذارك.”
ظل يوستيان ينظر إلى البراعم صامتًا، ثم رفع عينيه إليّ.
“من أنتِ؟ كيف تقدرين على هذا؟”
“أنا إيلينا.”
“اسمك فقط؟ كيف…”
“سيدي!”
قطع كلامه صوت آخر. التفتُّ فإذا بلوكمان، الخادم المسن، يقترب.
حيا إدريك بانحناءة، ثم التفت إليّ.
“أعتذر إن لم أخبركم مسبقًا. سيد الدوق أراد أن يعلن ذلك لاحقًا. إن حدثت أي إساءة فأنا أعتذر.”
“ماذا…؟”
“أرجو أن تسامحوا وتقبلوا اعتذار الشاب.”
ارتبك يوستيان وهو يرى الخادم ينحني لي. فتذكرت حين وجّه سيفه نحوي واتهمني بالسحر.
“همم؟ أسامحه أم لا؟”
توتر يوستيان عندما التقت أعيننا، فابتسمت بمكر. فتغير لونه إلى الشحوب.
“أيتها الوقحة! أتدرين من أكون؟!”
“وهل تعرف أنت من أكون؟”
“أنا يوستيان، الابن البكر لهذه العائلة!”
“رائع. إذن عليك أن تظهر لي الاحترام.”
“ماذا؟!”
“أنا إيلينا. لست سوى مرشحة الآن، لكنني من العائلة. وبالنسبة إليك… فأنا جدتك الكبرى.”
“جدتي الكبرى؟!”
صُعق يوستيان، ثم نظر إلى لوكمان الذي أكد برأسه. التفت إلى إدريك مرتبكًا.
“آ… إدريك، يبدو أنني أسمع أشياء غير منطقية.”
وكأنه يحاول إنكار الواقع.
—
هرع يوستيان إلى والده فايل، وهو يظن أن لوكمان وإيلينا قد أخطآ.
“صحيح ما قيل، يوستيان.”
“……!”
انهار أمله حين أومأ فايل برأسه مؤكدًا.
ناولَه رسالة فوق مكتبه. فتحها يوستيان بعينين مرتجفتين.
[فريلْدين جوناس]
“فريلْدين؟!”
كان يوستيان يعرف هذا الاسم. أعظم ساحر طبيعي في الإمبراطورية. الرجل الذي تبحث عنه العائلة منذ زمن طويل.
“تلك الطفلة… ابنته؟!”
“انتبه لألفاظك. إنها جدتك الكبرى.”
تنهد فايل بدهشة، بينما سقطت الرسالة من يد يوستيان وهو يتذكر ابتسامتها الماكرة.
‘أنا جدتك الكبرى’.
صوتها يتردد في رأسه.
كيف سيواجهها الآن بعدما اتهمها بالسحر؟
‘همم؟ أسامح أم لا؟’
ملامحها المشاغبة لم تفارقه.
“لا… هذا كابوس.
مجرد حلم… لا بد أنه حلم سيئ.”
أغمض يوستيان عينيه منكرًا الواقع.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 6"