“إذا أمكنني رؤية مصدر الطاقة بعيني ، فسيكون ذلك رائعًا. و إذا استطعتُ أخذ عينة منه، فهذا أفضل. جئتُ إلى المكتبة أولًا لأبحث عن مصدر الطاقة. قال فرناندس إن هذا المكان يحتوي على كل المعارف”

“في مكتبة الإمبراطور ، تتراكم كتب محظورة لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر. و سيساعدك الأمين في العثور على الكتب التي تحتاجينها. لقد فهمتُ أيضًا ما تحتاجينه ، يا دوقة”

أشارت الإمبراطورة بيدها ، فظهر أمين المكتبة.

“أرشد الدوقة إلى مكان الكتب المتعلقة بمصدر الطاقة. ابحث عن كل ما تحتاجه”

“حسنًا ، جلالتكِ”  

بعد انتهاء الحديث، نهضت الإمبراطورة من مكانها. 

لم تكن هذه زيارة عادية للدردشة أو لعب الورق مع تيتانيا كما اعتادت. و فيما كانت تستدير للمغادرة ، التفتت ببطء.

“يا دوقة”

“نعم”

“… قد لا تصدقين ، لكن الإمبراطور أيضًا لا يرغب في الحرب. مصدر الطاقة …”

تنهدت الإمبراطورة.

“لا يعرف عامة الناس ، لكنه القوة التي تدعم القارة. سبب موت الأرض المستمر هو نقص هذا المصدر. هذه الحرب ليست سوى معركة من أجل بقاء الإمبراطورية و شعبها. في البداية ، كان الهدف من بناء حصن السماء هو تطوير مصدر الطاقة”

“لم أسمع بهذه القصة من قبل ، جلالتك”

لم يكن مبالغة أن نقول إن تيتانيا كانت جزءًا من تاريخ ‘حصن السماء’. لكنها لم تسمع قط عن مصدر الطاقة هذا.

“لأن القائد الذي وعد بإدارة هذا المشروع خدعنا و هرب ، فتوقف المشروع مؤقتًا. والآن، لم يعد لدينا وقت للانتظار”

“… “

أظلمت ملامح الإمبراطورة.

“مصدر الطاقة الذي يدعم إمبراطوريتنا موجود تحت القصر الإمبراطوري. يجب إعادة ملئه. لم يبقَ سوى القليل من الوقت. إذا فشلتِ، يا تيتانيا، وخسرنا الحرب، فإن إمبراطوريتنا ستسلك طريق الانحدار.”

“سأبذل قصارى جهدي. سأفعل كل ما في وسعي.”

تحدثت تيتانيا بتعبير صلب. 

لم يكن مصير الإمبراطورية وحده على المحك، بل حياة تيتانيا أيضًا. ربما تجد هنا سبب تجسدها. 

السبب الذي جعلها تعاني طويلًا.

ارتجفت قبضتها قليلًا.

لم تكن تعرف ما إذا كانت قادرة على إنقاذ الإمبراطورية ومصيرها بعد فشل العديد من الباحثين، لكن …

‘أنا أؤمن أن تيتانيا قادرة على ذلك.’

قررت تيتانيا أن تثق بفرناندس وبمن يؤمنون بها.

***

“كل الكتب المتعلقة بمصدر الطاقة صُنفت ككتب محظورة”

“وهل كان لذلك سبب؟”

“…في الماضي، اجتمع حكام القارة واتفقوا على إبقاء مصدر الطاقة سرًا. هذا هو اتفاق بيلوس.”

“… “

أصغت تيتانيا بعناية. 

توقفت عن تصفح الكتاب ونظرت إلى أمين المكتبة. 

مثل هذه القصص قد تكون أسرع معرفة من شخص بدلًا من الكتب. ربما اختارت الإمبراطورة أفضل المواهب لمساعدة تيتانيا.

كان أمين المكتبة، الذي يسرّح شعره الأبيض بعناية، يملك عينين ذكيتين.

“اتفاق بيلوس. سيكون جيدًا لو تمكنتُ من الاطلاع على الكتب المتعلقة به”

“سأجهزها لكِ”

لكل سر سبب مهم.

بدأت تيتانيا بقراءة كتاب سميك بسرعة.

وفقًا للتاريخ، كان اتفاق بيلوس نتيجة الفوضى التي تسبب فيها مصدر الطاقة. 

في الماضي البعيد، كان يُنظر إليه كحجر غامض يمنح القوة. 

وكانت هناك شائعات أن من يمتلكه يمكنه السيطرة على العالم.

‘كخاتم السلطة؟’

في الماضي، تسبب مصدر الطاقة في قيام الحكام بالحروب. 

بعد قرن من الحروب المتواصلة، اتفق الناجون من الحكام على اتفاق بيلوس، ورفع كل منهم علمه على أرضه وأسس دولة.

وفي إطار الاتفاق، دمروا كل الوثائق وأبقوا مصدر الطاقة طي النسيان. 

نسيه الناس تدريجيًا، لكن الحكام ظلوا يتذكرونه. 

واستمرت الأبحاث السرية بشكل متقطع.

اكتشفوا أن مصدر الطاقة هو نوع من ‘كتلة الحياة’ التي تدعم القارة.

“أعتقد أن قراءة هذا الكتاب ستكون مفيدة.”

رفعت تيتانيا، التي كانت منغمسة في الكتاب، رأسها. 

كان أمين المكتبة يبتسم بهدوء.

“…أنت تعرف الكثير.”

“كنتُ أيضًا قد كرستُ شبابي لصنع مصدر الطاقة. لم أنجح، لكن … أريد مساعدتكِ كمحاولة أخيرة، يا دوقة.”

“ستكون مساعدة كبيرة. شكرًا.”

همست تيتانيا بردّها.

حتى الغرباء كانوا يؤمنون بها. كانت هذه تجربة جديدة و غريبة. في حياتها السابقة، كل ما توقعه الناس منها كان مجرد وسيلة لكسب المال. أما في هذه الحياة …

توقع والداها أن تكون مثل الآخرين، أن تندمج مع الناس و تعيش حياة عادية. توقع فرناندس حياة زوجية سعيدة. لكن تيتانيا لم تتمكن من تلبية تلك التوقعات قط.

‘هذه المرة يجب أن تكون مختلفة.’

حتى من أجل فرناندس. أرادت تيتانيا اكتشاف السر المخفي بداخلها.

***  

في هذه الأثناء ، كان فرناندس يلتقي بالإمبراطور مع سيباستيان. استدعاهما الإمبراطور بعد أن عرف بمصدر الطاقة وأحلام سيباستيان.

“…سيباستيان يندور.”

رفع الإمبراطور شفتيه.

“هل هذا اسمك الحقيقي؟”

“سأكتفي بسيباستيان يندور. هذه هي هويتي الحالية.”

“هل يعني ذلك أن سيركوس لن تتدخل إذا حدثت لك مشكلة؟”

“جئتُ إلى هنا من أجل سيركوس. إذا حدث لي شيء، فسيكون مجرد حادث في أثناء المهمة، لا علاقة له بالإمبراطورية.”

أومأ الإمبراطور برأسه.

هذا يعني أن الإمبراطورية ليست ملزمة بحماية سيباستيان ، حتى لو حدثت له مشكلة.

جلس الإمبراطور، الذي حسم العلاقة أولًا، على طاولة المفاوضات.

جلس فرناندس بجانبه.

“سيباستيان، قلتَ إن تيتانيا تملك مفتاح صنع مصدر الطاقة. أليس كذلك؟”

“نعم.”

“نريد مناقشة ما سيحدث بعد ذلك.”

محا سيباستيان ابتسامته عند كلام فرناندس.

قد يكون هو من قدم التلميح، لكن إذا نجحت تيتانيا في صنع مصدر الطاقة، فإن التكنولوجيا والسر سيعودان بالكامل للإمبراطورية.

“…أنت تثق بالدوقة.”

“نعلم أنها موهبة لن تتكرر في الإمبراطورية.”

رد الإمبراطور بهدوء.

“تكنولوجيا الدوقة ليست مطلوبة فقط من إمبراطوريتنا، بل من القارة بأكملها.”

“… “

“لكن ليس علينا تقديمها مجانًا.”

“إنه أمر إنساني. ألا يعني اختلاف الدول اختلاف الأنواع؟ لا، هذه ليست قضية تخص البشر فقط. إنها تتعلق بكل الكائنات الحية على هذه القارة.”

فرك الإمبراطور ذقنه بأصابعه.

من وجهة نظر الإمبراطور، كان عليه التفكير في الفوائد الثانوية التي يمكن أن تُجنَى من هذه التكنولوجيا.

“سيباستيان، اقتراحي لك واحد. إذا نجحت الدوقة يومًا ما، فسيتم عقد اجتماع مع قادة الدول. هل يمكنك دعمي في ذلك الاجتماع؟”

“وماذا ستحصل سيركوس؟”

“الأولوية. سنمنحكم الأولوية. بالتأكيد، سيزداد عدد من يحاولون استمالة الدوقة، وحياتها، التي هي بالفعل في خطر، ستصبح كشمعة في مهب الريح. أنا والدوق نسعى لمنع ذلك. بالطبع، كإمبراطور، أطمح إلى فوائد ثانوية أيضًا.”

“الأولوية تعني …”

“سنتيح لكم تعلم التكنولوجيا مباشرة من الدوقة.”

كان عرضًا مغريًا لسيباستيان.