كانت كلمات لا حصر لها تجول في ذهنها ، لكن في هذه اللحظة ، لم تكن قادرة على تحديد كلمة واحدة بعينها.
ما الذي يجب أن تقوله بالضبط لتجعل هذا الرجل يتخلّى عنها؟
“لا أحبّك ، لا أستطيع أن أحبّك ، و لن أحبّك أبدًا”
كانت تيتانيا تُظهِر تعبيرًا خاليًا من العاطفة ، كشخص تمّ تجريده من مشاعره.
لا تزال تيتانيا في حالة من الفوضى. ذكريات الماضي كانت تُمسك بكاحليها بقوة.
هل يمكن لهذا الزواج ، لهذا الحب ، أن يستمر حقًا؟
هل الحب الذي يتحدّث عنه هذا الرجل يمكن أن يكون أبديًا؟
‘اللعنة. لو كنتُ أعرف أنكِ مملّة لهذه الدرجة ، لما تزوجتكِ أصلًا! لنتطلّق’
‘من أجل من سأُطَلَّق؟ تريد الذهاب إلى تلك المرأة ، أليس كذلك؟’
‘بالطبع. لا تستطيعين إنجاب الأطفال ، فلمَ أبقى معكِ؟ لا ، دعيني أعيش حياتي! ضغط والدتي يجعلني لا أطيق الحياة!’
أغمضت تيتانيا عينيها بقوة ثم فتحتهما.
كانت العواطف التي تتأجج في صدرها تدفعها نحو الجحيم.
ليس أبديًا.
بما أن هذا الرجل بدأ يحب تيتانيا ، فإن هذه الحياة الزوجية تقترب من نهايتها. عندما ينتهي الحب ، ينتهي الزواج.
قبل أن يحدث ذلك ، و قبل أن تحب تيتانيا هذا الرجل ، كان عليها إنهاء هذا الزواج.
“لنتطلّق ، نحن الاثنان”
“تيتانيا ، لقد تلقّيتُ الآن من زوجتي طلب الطلاق العاشر. و في عيد ميلادي أيضًا”
أخفى فرناندس جرحه العميق و هو يعبث بشعر زوجته المشعث.
إنها امرأة تطلب الطلاق حتى بعد استيقاظها من النوم.
يبدو أن الليلة الأولى الحلوة التي قضياها احتفالًا بعيد ميلاده لم تثر فيها أي شعور.
“ما الأمر هذه المرة؟ هل أحرقتُ صيغتكِ السحريّة؟ أم أنني سكبتُ موادكِ الكيميائيّة التي تعتزّين بها؟ مرة أخرى ، كل ذلك كان بالخطأ …”
“ليس الأمر كذلك ، فرناندس”
“إذن لا حاجة لسماع المزيد”
تحدّث فرناندس و كأنه يتظاهر بالهدوء ، لكنه في الحقيقة لم يشعر بهذا اليأس طوال حياته. لو استطاع إسكات تيتانيا ، لكان مستعدًا لفعل أي شيء.
كانت تيتانيا دائمًا تتحدّث عن الطلاق ، لكن اليوم ، شعر بالقلق أكثر من المعتاد. لو أعطاها أدنى فرصة ، شعر أنها ستهرب مثل طائر يُطلق من قفصه.
أخفى فرناندس توتّره و قبّل كفّ تيتانيا.
“تيتانيا ، ما زلتُ أنا …”
عضّت تيتانيا شفتيها بقوة و سحبت يدها. هزّت رأسها بعنف و تراجعت من حضن فرناندس.
نظرت حولها.
وجه فرناندس الشاحب ، المتجمّد كلوحة ثابتة ، بدا بارزًا في عينيها.
حتى رائحة الأكاسيا النفّاذة التي تتسلّل من الباب المفتوح قليلاً للشرفة بدت بعيدة.
تنفّست تيتانيا بعمق و فتحت فمها.
“… سأظل هكذا طوال حياتي. لا أؤمن بالحب ولا أتحدّث عن الأبد. لا أستطيع أن أكون عاديّة مثل الآخرين. أعلم أن هذا يبدو غريبًا”
لا يوجد سبب يجعل سيدة نبيلة عادية متشائمة تجاه الحب بهذا الشكل.
“سنتطلّق في النهاية”
‘لأنك ستملّ مني أيضًا.’
كان في نبرة تيتانيا المتعبة سخرية مريرة.
العواطف غير محدّدة و مجردة.
قرّرت تيتانيا ألا تُجرّ إليها بعد الآن.
“تزوجتك لأن هذا زواج سياسي خالٍ من الحب”
شعر فرناندس و كأن قلبه يسقط في نار الجحيم.
لم يستطع التنفّس تحت وطأة الإحساس بأن جسده يُعصر. أمسك بتيتانيا و هو يلهث كمن يُسحب فجأة من تحت الماء.
تيتانيا تحبّ الأشخاص اللطفاء. قالت إن وجهه الضاحك جميل.
ارتدى فرناندس ابتسامة كقناع و تحدّث بنبرة متسرّعة.
“لا بأس. أنتِ فقط … فقط ابقي بجانبي”
“…ستتعب بالتأكيد. لذا ، دعنا ننهي هذا قبل ذلك”
داعبت تيتانيا خدّ فرناندس الشاحب.
“نحن … لنتطلّق الآن”
كانت تعتقد أنها ستكون غير مبالية.
كما كانت دائمًا ، ظنّت أنها لن تشعر بشيء. قلبها المعطّل ، كآلة مكسورة ، لن يقبل حب هذا الرجل. هكذا ظنّت.
لمست يد فرناندس خد تيتانيا بلطف.
لكن تلك اليد كانت مليئة بمشاعر عنيفة ممزوجة بيأسه.
لامست يده ذقنها ، و دون أن تدفع قبضته التي تضغط على ذقنها ، أغمضت تيتانيا عينيها. اقترب فرناندس من وجهها و همس.
“اقتليني. إذا كنتِ ستتركينني هكذا ، فمن الأفضل أن تقتليني”
كان صوته خشنًا كما لو أنه يطحن الحديد.
تدفّقت دمعة على خد تيتانيا. ظنّت أنها لن تشعر بشيء ، فلماذا تذرف الدموع؟ لم تفهم معنى هذه الدموع. لا ، لم ترغب في فهمها.
الشيء الوحيد المؤكّد هو أن عليها المغادرة قبل أن تحب فرناندس.
أخيرًا ، أطلق فرناندس دموعًا حزينة. أمام دموعه التي رأتها لأول مرة ، لم تستطع تيتانيا دفع يده.
***
لم يكن اختيار تيتانيا أبدًا أن تولد الابنة الوحيدة لعائلة كونت فينيسيا.
و بالمثل ، لم يكن اختيارها أن تصبح عروس عائلة دوق أغافيليا. تنهّدت تيتانيا بقوة و هي تتكئ على نافذة العربة.
‘حتى لو وُلدت من جديد …’
نفخت تيتانيا خدّيها. لو كانت ابنة مزارع أو فتاة من عائلة فقيرة ، هل كان ذلك أفضل؟ ربما كانت ستعيش حياة بعيدة عن هذا الزواج السياسي. لكن بما أنها وُلدت من جديد و هي تحتفظ بذكريات الماضي ، أصبحت الابنة الوحيدة لعائلة كونت فينيسيا.
بالطبع ، تذكّر الماضي ليس أمرًا جيدًا دائمًا.
أزال إصبع طويل خصلة من شعرها الأحمر الملتصق بخدّها.
“تفكّرين في شيء غريب مرة أخرى ، أليس كذلك؟”
حدّقت سارة في تيتانيا بنظرة حادة.
كانت سارة الخادمة التي عيّنتها كونتيسة فينيسيا عندما بلغت تيتانيا الثامنة من عمرها ، لكنها كانت أقرب إلى حارسة تراقبها بدلاً من خادمة.
كانت دائمًا تخبر تيتانيا بما يجب وما لا يجب أن تفعله.
‘قد يُصدّق المرء أنها ابنة أمي.’
تمتمت تيتانيا في داخلها و هي تُحوّل نظرها إلى النافذة.
“لا ، أنا فقط … كنت أفكّر كم أنا متحمسة لرؤية وجه العريس”
“هذا غير صحيح على الإطلاق. السيدة التي أعرفها لا تفكّر بهذه الطريقة”
أعلنت سارة بحزم.
“لا ينبغي الحكم على الناس بهذه الطريقة. هل تعتقدين أنكِ تعرفينني تمامًا؟”
“على الأقل ، أعرف ما الذي تفكّرين به الآن. توقّفي عن النظر إلى الخارج. حتى لو فعلتِ ، لن تصبحي الريح. لن تتمكّني من الهروب من هنا أبدًا”
اتسعت عينا تيتانيا و هزّت رأسها.
كيف عرفت ذلك؟
ضحكت سارة بسخرية على نفي تيتانيا ، و كأنها لا تحتاج إلى إضافة المزيد من الكلام بثقة تامة.
ردّت تيتانيا بنظرة متردّدة على سارة التي استمرت في الحديث. في الحقيقة ، كانت سارة تمتلك موهبة فطرية في استنباط الردود من تيتانيا ، التي لا تحبّ التحدّث مع الناس كثيرًا.
كانت كونتيسة فينيسيا تقدّر هذه النقطة كثيرًا.
“… أنا تعيسة”
“ماذا؟”
“وُلدتُ ابنة عائلة ثرية ، و مع ذلك ، أنا الوحيدة التي تُباع هكذا. هذه هي آفة عبادة السلطة …”
“سيدتي!”
قاطعت سارة كلام تيتانيا بتعبير هادئ.
“آه ، أذناي!”
تنهّدت سارة بعمق و سألت تيتانيا.
“لن تقولي مثل هذه الأشياء أمام والديّ زوجكِ ، أليس كذلك؟”
“ماذا تعتقدينني؟”
“أنتِ أنتِ … لقد تركت والدتكِ رسالة”
“والدتي؟”
“…هل تعتقدين أنها والدتي؟”
نظرت سارة إلى تيتانيا بذهول.
دون اكتراث ، سألت تيتانيا مباشرة.
“ماذا قالت والدتي؟”
“قالت إن عليكِ التفكير مرة و مرتين و ثلاث مرات قبل أن تتحدّثي للتأكد من أن كلامكِ يتماشى مع منطق الآخرين”
“و ليس مع منطقي؟”
“نعم ، ليس مع منطقكِ”
ابتسمت سارة بلطف.
آه.
‘ليس و كأنني أترك حضن أمي لأتزوج ، بل كأنني أذهب للزواج و أمي معي.’
أدارت تيتانيا رأسها إلى النافذة مرة أخرى.
لم تجد العزاء ، بل تلقّت جرحًا عميقًا.
كان المشهد الخارجي الذي يمرّ بلا مبالاة يدمّر حساسيتها الرقيقة.
“آسفة ، لكن حتى لو تظاهرتِ بالبكاء ، لن نعيد العربة. قالت الكونتيسة إنكِ الآن ، حتى لو متِّ ، تنتمين إلى عائلة أغافيليا”
يا لها من قسوة.
كما أن الحياة لا تسير دائمًا كما نريد ، فالوالدان بالأخص لا يكونان كما نريد.
فكّرت تيتانيا في مئات الطرق لإفساد هذا الزواج.
كان الخيار الأنظف هو رؤية دوق أغافيليا ، ثم عرض شروط قد يحبّها و طلب الطلاق.
‘كل ما عليّ فعله هو الطلاق.’
أسندت تيتانيا جبهتها إلى النافذة.
الشيء الوحيد الذي كانت تثق به قليلاً هو وعد كونتيسة فينيسيا.
‘لن يحدث هذا هذه المرة ، لكن إذا طلبتِ الطلاق أو شيئًا من هذا القبيل ، سأقبل ذلك أنا أيضًا. كما قلتِ ، الزواج لا يمكن أن يكون سبب السعادة’
كانت تتساءل بصدق عن نوع الطلاق الذي قد يفضّله دوق أغافيليا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"