“سيّدي في ساحة التّدريب. هل تفكّرين في الذهاب إليه بنفسك؟”
كيفَ لهذا الرّجل الذي ادعى أنّ الأعمال الإداريّة تراكمت عليه أن يكونَ في ساحة التدريب يلوّح بالسيف؟
بسببِ هذا التّناقض المثير للحيرة، لم أستطع سوى أن أرمش بعينيّ مندهشة. في تلكَ اللحظة، دعا دييغو الخادمات من الخارج.
“الجوّ بارد. ارتدي ملابس أدفأ قبل الخروج.”
في يد الخادمة كانت قبّعة فرو بيضاء ناصعة، تُكمل إطلالة رجل الثلج بكلّ تأكيد.
في لحظة، كنتُ على وشكِ أن أُصبح تلك الشخصيّة التي “تُحبّ العناق الدافئ”، كما يُشاع عن أحدهم. تراجعتُ بخطوات خفيفة إلى الوراء، لكن خبرة دييغو تفوّقت عليّ بسهولة.
“كوني حذرةً في طريقكِ، سيّدتي.”
“أمم…”
لم أكنْ أنوي الذّهاب بهذه الملابس الثقيلة.
ألقيتُ نظرة سريعةّ على انعكاسي في النافذة الزجاجيّة.
من رأسي إلى أخماص قدميّ، كنتُ ملفوفة بفرو أبيض ناعم و فاخر.
في يديّ، كنتُ أمسك بأداة تدفئة سحريّة بحزم. و خلفَ ظهري، كان هناك فارسان يتبعانني عن قرب بعيون برّاقة مليئة بالحياة.
مِن بين كلّ هذا، كان الفارسان ذوو العيون الحيّة هما الأكثر إزعاجًا، لكنّني قرّرتُ عدم إظهار ذلك حفاظًا على مشاعرهما.
“سيّدتي، إلى هنا.”
“سننتظر بالخارج. إذا حدثت أيّ مشكلة، نادينا فورًا. سنحميكِ بكلّ تأكيد.”
انحنى الفارسان اللذان رافقاني إلى ساحة التّدريب الصّغيرة بأدبٍ شديد.
أخيرًا، سأتحرّر من تلكَ العيون المتلألئة المُحرجة. بينما كنتُ أُسرع في خطواتي، توقّفتُ فجأةً.
‘الجوّ ثقيل.’
كان! هناك شعور بالقتل يضغط على كتفيّ. حتّى صوت السيف و هو يُلوّح في الصّمت كان مخيفًا وكأنّه يخنق العنق.
كلّما لوّحَ أصلان بسيفه، كانت ساحة التدريب تهتزّ بقوّة مع صوتٍ مدوٍّ مخيف. في تلكَ اللحظة، فقدتُ توازني وتعثّرتُ.
فجأة، غطّى ظلٌّ ضخمٌ رأسي.
كانَ أصلان، بوجهٍ خالٍ من التعبير، على وشكِ تحريك السيف، لكنّه تراجع بسرعة في غمضة عين.
اتّسعت عيناه بدهشة.
“فيفيان، ما الذي تفعلينه هنا؟!”
“..…”
رمشتُ بعينيّ مندهشة أيضًا.
كانَ من المفاجئ أن أصلان، الذي كان واقفًا في وسط الساحة، أصبح فجأة أمامي مباشرة. لكن الأكثر صدمة كان أنّه كان عاري الصدر، ممّا جعل حركة عضلاته المرعبة تظهر بوضوحٍ أمام عينيّ.
في لحظةٍ سرقتني، تسمّرت عيناي على صدره و عضلات بطنهِ القويّة التي بدت وكأنّها منحوتة من تدريباتٍ شاقّة.
‘هاه، اللعنة.’
مرّرَ أصلان يده بعنفٍ في شعره وهو ينظر إليّ بقلق. كانَ سيفه، الذي يُقال إنّه يساوي حياة الفارس، قد أُلقيَ بعيدًا بالفعل.
“لمَ أنتِ مصدومةٌ هكذا؟ هل أصبتِ؟”
“من الخوف…”
تذكّرتُ لحظاتٍ قديمة عندما كنتُ أعاني من صعوبة في التنفّس بسببِ تلكَ العضلات المرعبة.
أنا لستُ من النّوع الذي يخاف بسهولة، لكن عندما أرى عضلات أصلان، تتلاشى حتّى شجاعة الألف عام في لحظة.
عندما سمعه يتمتمُ بهدوء، ظهرت في عينيّ أصلان مشاعر القلق والحيرة.
“دعيني أرى. هذا خطأي. كنتُ مركّزًا على طاقة السّيف ولم أنتبه إلى وجودكِ.”
اقتربَ أصلان أكثر وسحب خصري نحوه بقوّة. بفضل ذلك، أصبحت عضلات صدره الصلبة كالصخر تتحرّك أمام عينيّ مباشرة.
هل هذا ما سيبدو عليه حاكم الحرب لو تجسّد في عالمنا؟ كانَ جسده يمثّل الكمال المطلق لمحارب.
“قولي شيئًا، أرجوكِ؟”
“……”
“لمَ خرجتِ أصلًا؟ لم يمضِ وقتٌ طويل منذ استيقاظكِ، و تتجوّلين في الخارج بهذا الزيّ الخفيف؟ ما الذي تفكّرين فيه؟ هل قرّرتِ أن تُغمى عليكِ مرّة أخرى؟”
كانَ لديّ الكثير لأقوله.
خاصّةً عندما قارنتُ بين مظهري الملفوف كالطرود المبالغ فيها وبين أصلان الذي يرتدي سروالًا واحدًا فقط، شعرتُ بالظلم يغمرني.
‘لمَ يغضب منّي؟’
كيفَ يتظاهر بالقلق الآن، وهو الذي كان غافلًا تمامًا عن استيقاظي؟ مَن سيصدّق هذا؟
بل إنّه حتّى تجنّب رؤية وجهي و تخطّى العشاء أمس!
‘هذا ظلم! ظلم! لن أموت وحدي.’
عليّ أن أختار الوضع الذي يكرهه أصلان أكثر من غيره:
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 91"