يبدو أنّه نجا من الموت لأنّه علقَ بأغصان شجرة أثناء السّقوط، لكنه لن يصمد طويلًا هكذا.
‘إذا كانت ذاكرتي صحيحة، فهذا الشّخص…’
كان ليام، رفيق أصلان في القصّة الأصليّة، بلا شكّ.
كانَ طبيبًا يجوب القارّة لجمع الأعشاب النادرة.
في بلاكفورد، استمرّ في نشاطه، لكنه زلّ قدمه و سقط من جرف، لينقذه أصلان و يصبح تابعًا مخلصًا له.
وبدعمِ أصلان، نجح في صنع علاج للسلّ، المرض المستعصي.
علاجٌ حقيقيّ للسلّ.
‘يا لها من مصادفة أن يكون هذا الجرف هو ذلك المذكور في القصّة! لقد وجدته أخيرًا.’
يقولون إنّ المحظوظ يجد حلوى حتّى لو سقطَ للخلف. هذا كان حالها تمامًا.
إذا أنقذتْ ليام، لن تخافَ الموت بالسلّ حتّى بعد إزالة النجمة.
“يا للأسف. لمَ أتَى إلى مكانٍ وعر كهذا؟”
“يجب إنقاذه.”
“إنقاذه؟ نحن؟ لمَ؟”
رمشَ هيسيوس بعينيه كأنّه لا يفهم. أصرّ على أنّ التورّط في أمورٍ مزعجة لن يجلب فائدة، وحثّها على مواصلة التدريب.
“ما الفائدة التي سأجنيها من إنقاذه؟”
“لقد أنقذتَني للتوّ! لم تكن هناك فائدة، ومع ذلكَ هرعتَ مذعورًا عندما كدتُ أسقط.”
“لأنّكِ الأميرة بالطّبع…”
تبدّلَ تعبير هيسيوس إلى الحيرة للحظة.
كأنّه يفكّر ‘لمَ أنقذتُها؟’، وبدا يفكّر بجديّة.
‘سنتحدّث لاحقًا، أيّها الوغد.’
أدركتْ أنّه لا يمكن توقّع تعاون حقيقيّ منه.
استدارت فيفيان دون نقاشٍ إضافيّ. كان عليها إنقاذ ليام لتبقى هيَ على قيد الحياة، فلم يكن هناك وقت للتردّد.
اقتربتٍ من حافّة الجرف و انبطحت. كان عليها إيقاظ ليام أولًا.
“مرحبًا، هل أنتَ بخير؟ افتح عينيك!”
“…..”
“استفق! ستموت هكذا!”
تردّدَ صوتها في الجرف الحادّ. اهتزّت الأرض، و سقط! حجر صغير مباشرةً على رأس ليام.
“آه!”
فتحَ ليام عينيه مع صرخةٍ قصيرة.
نظرَ حوله مرتبكًا، ثم تنهّدَ بعمق كأنّه أدرك الوضع.
“الأرض هنا ضعيفة. إذا بقيتِ هكذا، ستسقطين أنتِ أيضًا. تراجعي.”
“كيف ستتسلّق إذن؟”
“……”
أمسكَ ليام بالكرمة التي تلفّ جسده بقوة بدلًا من الإجابة.
بدت نيته التسلّق، لكن عندما ضغط، تساقطت الحصى. كانَ ذلك مستحيلًا.
“اللعنة، هل هذه النهاية؟”
“سأساعدك. لا تستسلم!”
“ألا تخافين؟ قد تموتين وأنتِ تحاولين إنقاذ غريب.”
“صحيح، أنا خائفة. لكن…”
الموت بالسلّ أكثرُ رعبًا.
بعد كلّ هذا العناء للوصول إلى شاطئ الزمرد، الموت و أنا أتقيّأ دمًا سيكون أكثر ظلمًا!
بالطّبع، لم تستطع قولَ ذلك صراحةً، فعضّت شفتيها وبدأت تقطع الكرمات وتشبكها بإحكام.
“يا آنسة…”
“أغلق فمك. يجب أن تعيشَ مهما كلّف الأمر. سأنقذك!”
تذكّرت كيف ربطَ أصلان عقدة عسكريّة بشعرها الثّمين قبل أيام. حينها أرادت قتله، لكن لم تتوقّع أن تكونَ مفيدة بهذه الطريقة.
علّقت فيفيان الكرمة على غصن قويّ ليكون بمثابة بكرة، و انبطحت مجدّدًا عندَ حافة الجرف.
“هل يمكنكَ الإمساك بها؟”
“إذا أخطأتِ، قد تسقطين أنتِ أيضًا.”
“لا تستطيع تحريك ساقيكَ الآن. لا يمكنكَ التسلّق بمفردك دون دعم.”
كانت ساقا ليام متدلّيتين في الهواء، مكسورتين من الصّدمة على ما يبدو.
بينما كانت فيفيان تستعد لسحب الكرمة، ظلّ هيسيوس واقفًا يراقب دون تدخّل.
نظرت إليه طالبة المساعدة، لكن تعبيره لم يتغيّر. كان رفضًا واضحًا.
‘عندما أعود إلى القلعة، سأطرد هذا الوغد أوّلًا.’
عليه أن يرتجف في البرد خارجًا ليتعلّم درسًا.
“سأبدأ بالسّحب الآن!”
في اللّحظة التي أمسكَ فيها ليام بالكرمة بقوة، دوّى صوت مشؤوم في الجرف.
قبل أن تسحب، بدأت الأرض تتشقّق. يبدو أنّ الأرض، التي كانت هشّة منذ سقوط ليام، وصلت إلى حدّها.
“يا آنسة، إنّه خطر!”
“تمسّك جيّدًا…!”
أمسكتْ فيفيان طرف الكرمة و جرت بأقصى سرعتها نحو الجهة المقابلة. لكن التشقّقات انتشرت أسرع منها.
انهارت الأرض تحت قدميها، وفي لحظة طُرحت في الهواء، سمعت صوتًا.
“ألم أقل لكِ؟ التورّط في أمورٍ مزعجة لا يجلب شيئًا جيّدًا.”
أمسكَ هيسيوس خصرها بقوة، وهو يعبس. تناثرت الطاقة السحريّة الفضيّة حولهما ببريق.
“لمَ…”
“لا تنظري إليّ هكذا. حتّى أنا لا أعرف لمَ تدخّلت.”
نقرَ بلسانه بانزعاج، ثم نفّذ انتقالًا فوريًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 87"