غطّى غطاء الرأس، الذي انزلق نصفه من الصدمة، وجه فيفيان.
اقتربت خطوات مشؤومة منها ببطء.
“لكن هذه المرة، يبدو أنهم أرسلوا جاسوسة لا بأس بها. لولا هالة العنكبوت، لكنتِ تقريبًا نجحتِ في الإفلات.”
“…..”
“لقد أبطلتِ كلَّ سحر الكشف الذي وضعته في السجن. دعينا نكتشف الآن، خطوة بخطوة، كيفَ فعلتِ ذلك.”
الآن، عند التفكير في الأمر، بدت له إدارة السّجن مهملة للغاية.
افترضت أن حراسة المدخل الصارمة تعني إهمال الداخل، لكن يبدو أن الدّاخل كان محميًا بسحر أكثر صرامة.
لكن فيفيان لم تفهم.
لم يعترض طريقها شيء حتّى وصلت إلى الطابق الأدنى.
‘لم يكن هناك شيء، فمَا هذا الهراء عن سحر الكشف؟ لو كنتَ لا تريد أن يُكتشف أمرك، لمَ لمْ تدير المكان بشكل أفضل؟ اللعنة، هَذا ظلم، أشعر بالدموع تنهمر من عيني…’
ركع أصلان على ركبة واحدة، و أمسكَ كتفيها بقسوة، ممَّا جعل مفصل كتفها يصرخ و كأنّه سينخلع.
“من الأفضل ألا تقاومي عبثًا. إلا إذا كنتِ ترغبين في أن تُمَزّق ذراعكِ وأنتِ على قيد الحياة!”
“لكن عندما وصلت، لم أجد الشجاعة لمواجهتك. تذكرت وجه روبين، و قلقت ماذا لو كنتَ قد كذبتَ عليّ.”
“…..”
“ثم كرهتُ نفسي لأنني أفكر بهذه الطريقة الجبانة، فقررت العودة، لكنني صادفت إيما.”
شعرت بضيق في التنفس من كثرة الكلام.
رفع أصلان ذقنها برفق و هي تهدئ تنفسها. انحنى، فاختلطت أنفاسهما بقرب.
“تابعي.”
يا للقسوة، حتى في لحظة يفترض أن تكون مؤثرة، يحثّها على استكمال الاستجواب.
تنهّدت فيفيان في داخلها، و مزجت الحقيقة بقطرة من الكذب، موضّحة كيف ارتدت زي الخادمة و دخلت ممر السجن.
“لم أستخدم ممرّ الخدم من قبل، فضِعت . فجأة، سألني أحد الفرسان عن سبب وجودي. شعرت بالإحراج…”
لمست فيفيان البروش بنفس الطريقة الطبيعية كما فعلت آنذاك.
عندما رآه أصلان ، زفر بهدوء كأنّه فهم أخيرًا.
“هذا ليس بروشًا للخادمات. إنه بروش خاص يرتديه القليلون. الزخرفة مختلفة قليلاً، لا يميّزها العامة.”
على الرغم من أنها كانت تعرف ذلك، تظاهرت فيفيان بالدهشة و أمالت رأسها.
أطلق أصلان تنهّدًا بقوة، كأنه منزعج أكثر.
“كنتُ أعلم أن لديكِ موهبة في ترويض الوحوش، لكن أن تروّضي وحشًا سحريًا أيضًا؟”
“وحشٌ سحري؟”
“هذا العنكبوت الذي يتظاهر بأنه بروش. هذا هو الوحش السحري الذي تحدثتُ عنه.”
تلقى العنكبوت نظرة أصلان، فرفع ساقه الأمامية كأنه يتحداه.
“يا له من وحش جريئ.”
زفر أصلان، و نظر إلى فيفيان مباشرة.
“بهذه الطريقة، قد يأخذكِ أي وحش دون أن تلاحظي. يجب أن تكوني أكثر حذرًا.”
“أنا حذرة بما فيه الكفاية…”
“حقًا؟”
بينما كان يمسح خدّها المبلل بالدموع بنظرات حزينة، رفعها فجأة بين ذراعيه.
تشبثت فيفيان بعنقه خوفًا من السقوط.
“أنزلني!”
“هل ستسيرين بهاتين السّاقين؟”
نظر أصلان إلى ركبتيها بعبوس، وعضّ شفتيه كأنه يكبح غضبه.
نظرت فيفيان إليه، وأدارت عينيها بخفة.
“ما زلتَ غاضبًا. آسفة لتجوالي دون إذن.”
“هل تعتقدين أنكِ تفهمين؟”
“نعم…”
كان أصلان غاضبًا لأنها تعرضت للخطر. بالأحرى، كان غضبه موجهًا نحو نفسه لإيذائها.
لكنّه لم يرد أن يتركها تذهب بعد أن جاءت إلى حضنه أخيرًا، حتّى لو كان ذلك بكلمات صحيحة.
حتّى لو اضطر إلى استغلال ضعفها بطريقة دنيئة.
“إذن، تعلمين أن عليكِ تهدئة غضبي، أليس كذلك؟”
“ماذا تريد مني أن أفعل؟”
“لا تعودي إلى إليونورا. ابقي بجانبي، حيث يجب أن تكوني…”
نظرت فيفيان إليه و هو يُقرّب جبهته منها.
فكّرَت للحظة إن كان يطلب منها أن تكون كيس ملاكمة لتفريغ غضبه بهذه الطريقة المحببة، لكن ذلك لم يغير شيئًا.
بما أن روبين اتضّح بأنّه وحش سحري، فلم يعد هناك سبب لهربها.
‘لكن العودة هكذا تجعلني أشعر وكأنّني خسرت.’
عبست فيفيان دون وعي.
أصبحت نظراته إليها مليئة بالقلق. مسح أصلان جبهته بنعومة على وجهها دون أن يدرك.
“هل توافقين؟”
شعر أصلان الأمامي دغدغ وجهها.
أخيرًا، ضحكت فيفيان بخفة فدفع وجهه بعيدًا.
“لكن عدني بشيء واحدًا.”
“أي شيء.”
“لا تخفِ عني مَن أرسل هذا الكائن، و ما هدفه.”
على عكس نظرات أصلان، قبل العنكبوت أصابع فيفيان البيضاء النحيلة بسرور و هي تلمسه.
“…إذا كنتِ ترغبين في ذلك.”
كان دور فيفيان و أصلان قد تبدل، لكن أصلان، مثل روبين، قرّرَ قبول ذلك بسرور.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 63"