“آه، فهمتُ. هكذا إذن. من المتعبِ أن تكون محبوسًا في جسد وحش قذر. لا بدّ أنّك تتمنّى الموت.”
“غرررر.”
في هذه الأثناء، كانت فيفيان، المحصورة بينهما، تدير عينيها بقلق.
شعرت بحكّة على كتفها كما لو أنّ ذبابة استقرّت عليه، فضربتها لتطردها، لكن في تلك اللحظة القصيرة التي انتقل فيها انتباهها، ساد صمت مشؤوم بين يوهانس و أصلان.
إحساس خطير و غريب جعل شعر ظهرها يقف.
في تلك اللحظة بالذّات، فكّرت أنّ عليها فصلهما فورًا.
“آه ، من هذا؟”
نزل أليكس من السّلم المركزي، و هو يرتدي قميصًا خفيفًا و ينفض قطرات الماء من شعره. بدا و كأنّه قد انتهى لتوّه من الاستحمام ويستعدّ لتناول إفطاره.
“أقدّم تحيّاتي لسموّ الوليّ العهد.”
“صباح الخير، يا سيّد أليكس.”
“لا أعلم سبب زيارتكَ ، لكن لمَ لم تُعلِمنا مسبقًا؟ اليوم شعرتُ بالكسل عن استخدام الصّابون، فاكتفيتُ برذاذ الماء فقط.”
لو علمتُ بقدوم سموّكَ، لكنتُ استخدمتُ الرّغوة أيضًا.
عند اعتراف أليكس الصّريح، استدار بعض الحاضرين و هم يعضّون أسنانهم.
‘يا للأسف….’
لا بدّ أنّهم يتحمّلون بصعوبة كي لا ينفجروا، خوفًا من العواقب. دعمتْ فيفيان جهودهم في صمت، و حاولت تذكّر ما كانت تنوي فعله للتوّ.
‘أوه، ما الذي كنتُ سأفعله؟’
أجواء أليكس الهادئة و الطبيعيّة قطعتْ فجأة التوتّر الذي كان يعمّ القاعة.
لأسباب غير معلومة، أخفتْ فيفيان يدها التي كانت معلّقة في الهواء خلف ظهرها بهدوء.
“ههه، أحبّ هذه الطّباع فيك، يا سيّدي.”
في مثل هذه المواقف، من يغضب هو الذي يبدو أحمق.
أوقف يوهانس الفرسان الذين كانوا لا يزالون في حالة تأهّب، و أطلق فيفيان من قبضته.
عندها فقط أدركتْ أنّ يوهانس كان يعانق كتفيها. نفضتْ في الخفاء الجزء الذي لمسته يده، ثمّ هربتْ خلف أليكس، فتحرّك أصلان، الذي كان لا يزال يكشف عن أنيابه، مضطرًا ليتبعها.
* * *
بعد أن رافق أليكس وليّ العهد بترحيب حارّ إلى القصر، نظرت فيفيان بعينين متعجب ليوهانس، الذي بدا متعبًا لسبب ما.
كان يودّع أليكس بطبيعيّة و كأنّه صاحب المنزل.
“ألن تعود يا صاحب السمو؟”
“آه، في الحقيقة، أتيتُ لأتحدّث إليكِ، يا آنستي.”
“بالنّسبة لهذا، بدا أنّك استمتعتَ كثيرًا مع أخي آنفًا.”
لكن بما أن السعال أمام شخص يُعدّ تصرفًا غير مهذب، فقد أنزلت فيفيان رأسها وغطت فمها براحة يدها.
دخل إلى مجال رؤيتها موقد الحطب الذي بدأت نيرانه تخبو.
‘النار ضعيفة… هل يجب أن أنفث عليها بعض الهواء؟’
وللأسف، تسلل هواء بارد من النافذة المفتوحة قليلاً. وبما أن فيفيان كانت ترتدي ملابس خفيفة بسبب الصباح، فقد ارتعش كتفيها بهدوء من البرد.
و بفضل ذلك، اكتمل مشهد يمكن بسهولة أن يُساء فهمه، حيث كانت تخفض رأسها، تغطي فمها، و ترتجف.
“لا يمكن أن يكون قد عرف منذ البداية و مع ذلك أقدم على الخطوبة…”
عض يوهانس على أضراسه بصمت.
لكن قبل أن تلاحظ فيفيان ذلك، كان قد عاد إلى تعبيره اللطيف المعتاد.
“الواقع قاسٍ حقًا. الأميرة تفكر في أصلان كثيرًا، بينما أخي يتجاهل مشاعرها الصادقة و يدخل ابنه غير الشرعي إلى القصر. كم هو بارد القلب.”
كانت فيفيان تتردد في النهوض لتضخ الهواء في الموقد، ثم رفعت نظرها فجأة.
‘ماذا قال للتو؟’
لأنها كانت ضعيفة أمام البرد بسبب مرض في رئتيها، كانت بحاجة إلى الدفء، لكنها لم تستطع النهوض بتهور أمام ضيف في مكانته.
وأثناء تفكيرها الطويل، بدا أن يوهانس قال شيئًا ما.
ارتسمت على زاوية شفتيه ابتسامة لطيفة لا يمكن فهم معناها.
“تلك النظرة الحائرة على وجهك، يبدو أنكِ لم تكوني تعلمين فعلًا.”
رمشت فيفيان بصمت.
لم تستطع أن تقول بصراحة إنها لم تكن تستمع إليه، وكانت في موقف محرج، لكنها شعرت بالامتنان لأن يوهانس أكمل كلامه بنفسه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 58"