كما كان متوقعًا، شعرت بنظرات من حولها. يبدو أن من أثار ضجة مؤخرًا في العاصمة يتبادل التشجيع بشكل طبيعي مثل الآخرين، كان أمرًا مفاجئًا للبعض.
إذا كان الأمر كذلك، فيجب أن ترضي توقعاتهم أكثر.
شفتا فيفيان الناعمتان لامستا خده الصلب. في اللحظة التي اختلط فيها تنفسهما، ارتجف كتفه.
‘حتى لو لم يعجبك الأمر، عليك أن تتحمله.’
رفعت فيفيان ذراعيها بلطف و أحاطت برقبته. كانت تحاول منعه من الهروب.
ولحسن الحظ، يبدو أن أصلان فهم نيتها، فشد ذراعه حول خصرها.
كانا يبدوان كأي خطيبين عاديين. لم يكن هناك ما يميزهما عن بقية الحضور.
وبينما كانت فيفيان راضية، سحبت شفتيها في النهاية.
“عد سالمًا.”
و عندما كانت تستدير، أُمسك بيدها.
“في الأصل كنت أنوي أن أنسحب بعد القليل من المجاملة.”
“…”
“لكنني سأصطاد أفضل فرائس لأرد على تشجيعكِ لي.”
لمست شفتا أصلان ظهر يدها العارية. كان من النوع الذي يحافظ على استعراضه حتى النهاية.
“هيا، اذهب.”
دفعت فيفيان أصلان، الذي بدا مترددًا لسبب ما. ثم دخلت إلى الخيمة الكبيرة المخصصة لمن لا يشاركون في الصيد.
‘واو، هذه تسمى خيمة فقط، لكنها أقرب إلى قاعة.’
على ما يبدو، قاموا بتوسيع المباني الأصلية عند فتح الغابة المقدسة. كانت المساحة و وسائل الترفيه كافيين لإقامة حفلة صغيرة.
تأملت فيفيان المكان بهدوء.
لم تكن الإمبراطورة و مرافقتها قد وصلا بعد، لكن الكونتيسة أميليا كانت تجلس بهدوء وهي تلوّح بمروحتها.
لم تكن تبدو كشخص يخطط للقتل. على ما يبدو، لتصبح محظية الإمبراطور، تحتاج إلى هذا القدر من الجرأة.
‘و مع ذلك، لا يمكنها إخفاء الثغرات. بعد كل هذا، ألقت اللوم على أصلان؟’
تظاهرت فيفيان بالتحديق إلى الخارج وهي تراقب تعابير الكونتيسة.
اقتربت منها خادمة. تظاهرت بوضع الشمبانيا، مانعة رؤية الآخرين، و تسلمت ورقة صغيرة من الكونتيسة.
من المؤكد أن السم المخصص لقتل الإمبراطورة كان بداخلها.
‘لا تجيد استخدام السلاح، و لا تملك أتباعًا أقوياء، لذا لا خيار آخر.’
لهذا السبب ربما لم تكن الإمبراطورة حذرة. هذه الثغرات كانت في الواقع ميزة غير متوقعة.
“جلالة الإمبراطورة و سمو ولي العهد يدخلان!”
في تلك اللحظة، تعالت صيحة عالية داخل القاعة. دخلت الإمبراطورة و ولي العهد بزي رسمي.
وقفت فيفيان مثل الآخرين و انحنت برأسها. جلس الشخصان الرفيعان على المقعد الأعلى عبر السجادة الحمراء.
الآن، كان عليها انتظار اللحظة المناسبة للاقتراب من الإمبراطورة.
و لكن، سواء كان من حسن الحظ أو من سوءه، تلاقت نظراتها مع الإمبراطورة.
“حتى الأميرة حضرت.”
بمعنى آخر، تعالي إلى هنا.
“أحيي جلالتك، الإمبراطورة النبيلة.”
لم تكن تعرف لماذا استدعتها الإمبراطورة، لكنها قررت ألا تفكر في ذلك كثيرًا. لديها الكثير لتفعله اليوم.
“سمعت أن صحتكِ لم تكن على ما يرام، من الجيد أنكِ حضرتِ.”
“إنه شرف لي، يا صاحبة الجلالة.”
“هل تنوين المشاركة في الصيد هذه المرة أيضًا؟”
تأملت الإمبراطورة زي الصيد الذي ترتديه فيفيان. كان مظهرها يبدو جاهزًا للركوب بمجرد أن ترتدي أدوات الحماية.
“للأسف، لا أنوي الخروج اليوم سأبقى هنا.”
“هذا جيد.”
ما هو الجيد في ذلك…؟
رفعت فيفيان رأسها قليلًا. لكن الإمبراطورة، التي التقت عيناها بعينيها، اكتفت برشف الشمبانيا بهدوء.
في هذه المرحلة، لم تستطع إلا أن تتذكر أحداث الرواية الأصلية.
كيف كانت البطلة تتعرض لمضايقات شديدة في مهرجان الصيد فقط لأنها خطيبة أصلان. و كيف طاردتها وصيفات الإمبراطورة كأنها حيوان.
“…..”
تلاقت نظراتها مع ولي العهد الذي كان واقفًا خلف الإمبراطورة. ابتسم بخفة.
“وصيفات والدتي يخططن للخروج إلى الصيد اليوم. إذا بقيتِ بجانب والدتي، سأشعر بالطمأنينة.”
“رغم قلة خبرتي، سأبذل قصارى جهدي في خدمتها اليوم.”
اتضح الآن أن الإمبراطورة لم يكن لديها وصيفات معها، و كانت بحاجة إلى من يرافقها. يبدو أن الأمور تسير على نحو جيد.
عندما جلست الإمبراطورة براحة، عاد النبلاء الذين نهضوا للترحيب بها إلى أعمالهم.
ثم وجهت نظراتها إلى فيفيان.
“كيف حالكِ الآن، يا أميرة؟”
“عفوًا؟”
“أقصد عندما التقينا في القصر. بدوتِ شاحبة في ذلك اليوم.”
ذلك لأنني شعرتُ و كأنني قابلت قابض الأرواح عندما رأيتكِ.
“من المتوقع أن يصل طبيب القصر قريبًا. سيفحصكِ.”
“أنا؟ سيقوم الطبيب بفحصي؟”
لقد مرت أربعة أشهر منذ أن شُخّصت بالسل.
يبدو أن وقت موتها يقترب، لكنها لا تظهر علامات الموت بسهولة، مما جعل الإمبراطورة تشعر بالقلق.
‘طالما أنني من إلينورا و خطيبة أصلان، فإن موقعه السياسي سيبقى قويًا.’
فاستغلت الفرصة لإحضار طبيب القصر لتتأكد بنفسها: هل هي مريضة حقًا بالسل؟ هل ستموت قريبًا فعلًا؟ كانت تلك نيتها بلا شك.
‘من الآن فصاعدًا، سأراقبك بنفسي.’
ثم تذكرت، حين التقيا في حديقة القصر، قالت الإمبراطورة هذا الكلام أيضاً. بابتسامة ذات مغزى غامض
أصاب الدوار عيني فيفيان.
لكن لم يكن هناك مجال للهروب. فقد دخل الطبيب الملكي في تلك اللحظة حاملاً حقيبة العلاج.
و بينما بدأ الناس يتحركون حول الإمبراطورة، بدأت الخادمة التي تلقت أوامر من الكونتيسة تتحرك أيضاً.
“أنا بابلو، الطبيب الملكي الذي سيتولى فحصكِ يا آنسة. أولاً، أود أن أستمع لصوت رئتيك، لذا اقتربي…”
من جهة اليسار يقترب الطبيب، و من اليمين تقترب الخادمة التي ستقتل الإمبراطورة.
كانت الخطة الأصلية أن تتظاهر الخادمة بالاصطدام و تبدّل الكأس المسمومة بهدوء، و ينتهي الأمر هناك. لكن الطبيب قطع الطريق، فتحول كل شيء إلى فوضى لا مثيل لها.
لحظة حرجة يجب فيها إيقاف كلا الشخصين في وقت واحد.
“انظروا جميعاً! الشريرة تُحدث فوضى!”
سحبت فيفيان ملقطاً حاداً كان مثبتاً في الجيب العلوي للطبيب. اندهش الطبيب من تصرفها المفاجئ و رمش بعينيه.
“آنسة، ما الذي تفعلينه؟”
“أنتَ لا تقصد أن تضع هذا في أنفي، أليس كذلك؟”
“إنه ضروري لفحص تنفسك. قد يكون مزعجاً قليلاً لكنه غير مؤلم.”
“لا أريد.”
أمسكت فيفيان بالخادمة التي كانت تحمل كأس الشمبانيا. بدأت الخادمة ترتجف و كأنها لا تفهم سبب الإمساك بها قبل تنفيذ الجريمة مباشرة.
“أمسكي بهذا الملقط.”
“نعم…؟”
“و بابلو، هذه القطعة الأثرية أحضرها أخي من أجلي. لديها قدرة على كشف ما يؤذيني. سأتحقق من أدواتك بها.”
و كما توقعت، منذ اللحظة التي خطفت فيها ملقط الطبيب عمداً بصخب، تركزت جميع الأنظار عليها.
و قد رأى الجميع بوضوح أنها لم تلمس كأس النبيذ بيدها، لذا حان الوقت للدخول في صلب الموضوع.
“أرجوكِ، أتركيني! أنا فقط أحضرت النبيذ من أجل جلالة الإمبراطورة…!”
في اللحظة نفسها التي صرخت فيها الخادمة و قد شعرت بحدوث شيء مريب، قامت فيفيان بتفعيل القطعة الأثرية.
“…!”
تغير لون القطعة الأثرية إلى السواد.
الذين كانوا يرمقونها بازدراء و يتهامسون عن الشريرة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، أصيبوا جميعاً بالصدمة.
“هل من الممكن فعلاً أن تحتوي الأدوات على سم؟”
“لكن هذا الطبيب أوصت به جلالة الإمبراطورة بنفسها…”
“هذا، هذا مستحيل! لماذا أرغب بإيذاء الآنسة؟!”
صرخ بابلو ، و قد حاصرته نظرات الشك. كان على وشك أن يُعدم ظلمًا.
بعد ذلك، لم تكن فيفيان بحاجة لفعل أي شيء، فقد كشف هو بنفسه سبب تغير لون القطعة الأثرية إلى السواد.
الشيء الذي كانت الخادمة تمسك به في يدها الأخرى.
“سم.”
“سم! هناك سم في النبيذ المقدم إلى جلالة الإمبراطورة!”
حتى الإمبراطورة، التي كانت تتابع تصرفات فيفيان دون انفعال، و ولي العهد يوهانس، الذي كان يشاهد باستمتاع، تجمدت ملامحهما في لحظة.
بينما كان الجميع يصرخ أو يرتعد خوفًا، وقف يوهانس وأصدر أمرًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "28"