في قاعة الاستقبال الكبرى حيث أُقيم حفل تعيين سحرة البلاط، انحنى فتى وسيم في صدارة الحادي والثلاثين ساحرًا بأناقة.
“تحياتي لجلالة الإمبراطورة الكريمة.”
“آه، حسنًا…”
تدفقَ العرق البارد على ظهر العصفورة الصغيرة الثمينة.
ألقت فيفيان نظرة جانبية. كان أصلان، الواقف بجانبها، يتحدّث مع أحد النبلاء.
فركت وجهها مرة أخرى، لكن ذلك لم يجعل ما أمامها يختفي.
‘عين الحقيقة.’
كان شعار هيسيوس يزيّنُ خصر الفتى بوضوح.
عندما رمشَت فيفيان كحمامة جبلية، اتسعت ابتسامة الفتى.
“أنا ميغيل، الفائز بمسابقةِ أفضل ساحر في العالم.”
لمعَت عيناه الفضيتان كصبي شقي يلعب مزحة خطيرة.
“لقد أُوكلتْ إليّ مسؤولية رئيس سحرة البلاط، وهي مهمة لا أستحقها. سأخدم جلالتكِ بكل إخلاص.”
“…..”
بدا الفتى المنحني بأدبٍ متواضعًا ومجتهدًا كما تقول الإشاعات. كان من السهل معرفة سببُ انتشار هذه الإشاعات.
لكن كل ذلكَ كان مجرد تمثيل.
كانت فيفيان تعرف حقيقته.
‘آه، التظاهر بالطيبة متعب.’
‘ما الذي أتى بكَ هنا؟ بل، لماذا أتيتَ بهذا الشكل؟’
‘إنه ممتع، أليس كذلك؟ أن ينظر إليّ البشر الحقيرون كما لو كنت تحتهم. لو أزعجني الأمر، تخيلي ما يمكنني فعله.’
كان هيسيوس شخصًا… لا، زاحفًا معقدًا للغاية.
‘هوو، ليس هذا الوقت المناسب.’
سعلت فيفيان و استقامت بجسدها. كان ذلك التنين بالتأكيد مجنونًا، لكن من وجهة نظر الآخرين، هي التي ستبدو مجنونة.
ارتدت ابتسامة تجارية على الفور ونزلت من المنصة.
“يسعدني أننا حصلنا على موهبة مثلكَ. آمل أن تعمل بِجدٍّ من أجل العائلة الإمبراطورية والإمبراطورية.”
“إنه شرف، جلالة الإمبراطورة.”
عندما مدّت فيفيان يدها المغطاة بالقفاز، قبلها هيسيوس بعيون ساحرة.
في اللحظة التي اقتربا فيها، همهمت فيفيان بأسنان مشدودة.
“لماذا أنتَ هنا؟”
“مر وقت طويل، أيتها الأميرة.”
“تنين يشاركُ في مسابقة بين بشر عاديين؟ ألديك ضمير؟”
“لدي الكثير منه. كيف يمكنكِ قول ذلك لساحرٍ لطيف و متواضع مثلي؟”
أكّد على كلمتي “لطيف” و”متواضع”، لكن عينيه المتلألئتين بالشقاوة لم تبدوان كذلك على الإطلاق.
لطيف ومتواضع لهذا التنين اللعين؟
كانت فيفيان مذهولة لدرجة أنها لم تجد الكلمات.
ضحكت فيفيان بسخرية في تلكَ اللحظة.
“يبدو أن محادثتك مع ميغيل ممتعة للغاية.”
“…..”
شعرت بحضور ثقيل وقاتل خلفها. كانت عينا أصلان، التي تحدق بالتنين، مشتعلتين لدرجة أن الهواء المحيط أصبح دافئًا في لحظة.
إذا استمر الوضع هكذا، ستصبح فيفيان مشوية على النار مباشرة.
“لم أقاطع شيئًا، أليس كذلك، فيفيان؟”
“م-ماذا…”
“حسنًا، ربّما قاطعتُ وقتكِ الممتع مع ميغيل؟”
هل هي تخيلاتها، أم أنها شعرت بالديجا فو؟
لفّت يد أصلان الكبيرة بطنها المنتفخ. كان لمسته حلوة كالعسل، لكن عضلات ساعده التي لفت خصرها كانت مرعبة.
ألقت فيفيان القفاز الذي قبّلَهُ ميغيل خلفَ ظهرها بسرعة الضوء.
“بالطبع لا! حسنًا، دخولكَ كان مفاجئًا قليلاً.”
“…..”
“لذا أنا سعيدة جدًا.”
ابتسمت فيفيان بجمال وتسللت إلى صدر أصلان.
كانت عضلات صدره البارزة التي استندت إليها مرهقة قليلاً، لكنها هدأت قلبها القلق، واثقة أنه لن يسحقَ امرأة حامل.
“جلالة الإمبراطورة، لقد أسقطتِ قفازك.”
في تلكَ اللحظة، عاد القفاز الذي ظنت أنها تخلصت منه.
بالطبع، لم يكن القفاز قد نبتت له أرجل، لكن يبدو أن هيسيوس أعاده بسلاسة بالسحر.
زمجر أصلان وهو يدفع فيفيان خلفه.
“شمس الإمبراطورية لا يمكن أن تعيد ارتداء قفاز سقط.”
“هل هذا صحيح؟ سنرى.”
“ماذا تعني؟”
“لا شيء كبير. فقط أقول إن ما يُسقط قد يكون أثمن مما تملكه، فلننظر إليه مرة أخرى.”
تمتم هيسيوس بكلماتٍ غامضة واستخدمَ السحر مرّةً أخرى.
ظهرت دائرة سحرية كبيرة ومبهرجة يراها الجميع، لكن الهدف كانَ مجرّد قفاز واحد.
تحول القفاز الأبيض العادي إلى قفاز دانتيل مزين بالجواهر.
“قالت ريجينا إن الفائز الأول قد لا يظل الفائز حتى النهاية.”
“أيها اللعين…”
“فقط ليكن بعلمك.”
ابتسمَ هيسيوس ببراءة، انحنى مرة أخرى، وتراجع.
عاد أصلان إلى المقعد الرئيسي، يطحن أسنانه طوال الحفل، بينما اضطرت فيفيان لتجنب نظراته الممتلئة باللوم لتفادي مصير المشوية.
لكن الضحية الأكبر في هذا الحادث كانت شخصًا آخر—يقال إن ريجينا، حتى هذه اللحظة، كانت تبحث في القارة عن سيد النقابة المختفي بصمت.
* * *
في وقت متأخر من الليل، عندما كان الجميع نائمين، فتحَ أصلان باب غرفة النوم بهدوء بعد انتهائه من الشؤون العامة.
كانت الغرفة، المضاءة بشمعة في انتظار عودته، مغمورة بصمت ناعس.
‘لقد نامت.’
كانت فيفيان الآن في الشهر التاسع من الحمل.
بسبب بطنها المنتفخ، كانت تتعب حتى من الحركات البسيطة، و لم تستطع الأكل جيدًا، مما أثر على حالتها. كانت تقضي العديد من الليالي مستيقظة لأنها لا تستطيع النوم بسهولة.
لكي لا يوقظها، خلعَ أصلان ملابسه بحذر وتسلل إلى السرير.
عندما لامس دفء جسدها الصغير، هدأت أعصابه المتوترة طوال اليوم.
توقفَّ فجأة وهو يضع ذراعه تحتَ رقبتها.
“استيقظتِ؟”
“تظاهرتُ بالنوم.”
لأنني أحبُّ كيفَ يتحرك وحشٌ كبير مثلكَ بحذرٍ من أجلي.
كان صوتها الضاحك المتمتم محبوبًا، لكن عينيها كانتا مليئتين بالنعاس. بدت و كأنها كانت على وشكِ النوم لكنها استيقظت.
داعب أصلان جبهتها بلطف وتمتم.
“نامي.”
“دفء جسدكَ رائع.”
“لأنني غاضب.”
“من ماذا؟”
تلاشى النعاس قليلاً من عيني فيفيان الزرقاوين.
ندمَ أصلان على كلامه دون تفكير، لكن فيفيان جلست، مستعدة للاستماع باهتمام.
‘إذا بدوت قوية، فذلك كله بفضلك، لأنكَ حافظت على جانبي دون اهتزاز.’
‘فيفيان…’
لذا، هذه المرة، سأساعدك.’
منذ تلكَ المحادثة، راقبته فيفيان بعنايةٍ رغم صعوبة تحمل جسدها.
وها هو يحاول التذمر أمامها.
لكن كلما شعر بالاشمئزاز من نفسه و حاول الصمود، أصبحت عيناها أكثر إشراقًا، فتمتم أصلان بحرج.
“أنا فقط أتذمر قليلاً.”
كان وجود ذلكَ التّنين اللعين في نفس المكان مع فيفيان مزعجًا. لكنه اضطر للاعتراف بأن سحره ضروري.
كانت فصيلة الجنوب متجذرة بعمق في السلطة، حيث أنتجت العديد من الإمبراطورات على مرّ الأجيال.
للقضاء على بقاياهم بالكامل، قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، وخلالَ ذلك، لا يمكن تعريض فيفيان لمخاطر مثل مهرجان الصيد.
لذا، كان هناكَ حاجة إلى سحر جديد غير موجود سابقًا يلغي كلّ السحر ضمن مساحة معينة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 141"