تمتمت فيفيان بلعنة خفيفة وهي تهزُّ سيفها الملطخ بالدّماء في الهواء لتنظيفه. كان هناكَ العديد من الرّجال ملقين على الأرض عندَ قدميها.
كانت ملابس الصّيد التي تحبّها ملطّخة بالدماء.
بالطبع، لم يكنْ دمها.
“بي! بي، بي!”
كان العنكبوت الملكي، في حالةِ غضب شديد، يضرب آخر القتلة بقوة.
كانت العناكب الصغيرة تتبع “أمها”، و كلّ واحد منها يمسكُ بمهاجم، لكن حركاتهم كانت لا تزال خرقاء.
غرقت فيفيان في التّفكير وهي تركلُ أحد المعتدين الملقين على الأرض لتفريغُ غضبها.
‘ما الذي حدثَ بحقّ السّماء؟’
كان الحراس الذين عينهم أصلان من فرسان الشمال الموالين للإمبراطورية، رفاقه منذ أيام نفيه إلى بلاكفورد.
ومع ذلك، هاجموها.
لم يكونوا المهاجمين المقنّعين الذين اندفعوا من كلّ مكان، بل وجهوا سيوفهم نحوها.
“و بالأخص، سيوف جنوبية…”
كانَ فرسان الشّمال يواجهون الوحوش أكثر من البشر، لذا استخدموا سيوفًا كبيرة ذات قوّة تدميرية.
أما الجنوب، حيث كثافة السّحر أقل و لا تعيش فيه وحوشٌ كبيرة كما في الشمال، كانوا يستخدمون سيوفًا منحنية و رفيعة مصمّمة لقطع البشر بسهولة.
كانوا يتفاخرون بتفوّقِ سيوفهم، لذا كان من المستحيل أن يستخدموا سيوف منطقة أخرى.
“ما الذي يحدث؟”
لم تستطع فهم ما يحدث.
بينما كانتْ تركل المهاجم غارقة في التفكير، تصلّب كتفاها فجأةً.
كانت أنظار السّيدات النبيلات تتجّه نحوها. كانت النّظرات شديدةً و حارة إلى درجةٍ لا يمكن تجاهلها.
‘شخصٌ كان يتظاهر بالمرض يقفز فجأةً بالسّيف…’
كان من الطبيعيّ أن تبدو كمجنونة.
جلستْ بهدوء، و استعادت العنكبوت الملكي الذي كان لا يزال يمسكُ بأحد المهاجمين. حاولت التراجع بسلاسة، لكن الفتيات الصغيرات اقتربن بحذر.
“أمم، جلالة الإمبراطورة.”
“…..”
سال العرق البارد على ظهرِ فيفيان.
لقد تركتْ انطباعًا مخيفًا لدى هؤلاء البراعم الصغيرة.
حاولت إخفاء العنكبوت الملكيّ على صدرها كما لو كان دبوسًا، لكن ذلكَ لم يفد.
لم يكن العنكبوت بحجمِ قبضة اليد كافيًا لإخفاء الدّماء على جسدها.
“أنتِ… رائعة جدًا.”
“ماذا؟”
“كنتُ خائفة جدًا عندما هجمَ المهاجمون فجأةً، لكن جلالتكِ دفعتِني بحزم إلى الخلف و حميتِـني.”
كانت قد أزاحت فتاةً كانت في طريقها دونَ تفكير…
مدّت الفتاة، التي كانت تعبث بأصابعها بخجل، منديلًا.
“لقد قمت بتطريزه، وأودُّ أن أقظّمه كعربون شكر. أرجوكِ… هل تقبلينه؟”
“شكرًا.”
كانت الدّماء على خدّها مزعجة، لذا قبلت المنديل دونَ تفكير و مسحت وجهها.
فكرت في إعادة المنديل، لكنها تذكرت أنه ملطّخ بالدّماء، فطوته بعنايةٍ و وضعته في جيبها.
كانت هذه اللّحظة التاريخية التي تأسّسَ فيها نادي معجبيها في الأوساط الاجتماعية.
“فيفيان!!”
في تلكَ اللّحظة، انفتح بابٌ ضخم بقوّة وكأنه سينهار، و ظهر أصلان.
نظرَ إلى الجثث الملقاة حوله، ثم رأى فيفيان واقفة مغطاة بالدّماء، فتجمّد.
اندفعَ نحوها دونَ أن يعطي أحدًا فرصةً للتّحدث، و ضمّها إلى صدره.
كان تنفسه خشنًا من سرعة ركضه، وكان قلبه ينبض بقوّة تحت قميصه الرقيق.
“ظننتُ أنّني سوف أفقدكِ.”
“اهدأ. أنا بخير، أصلان.”
“لو حدثَ لكِ شيء، لما استطعت أن أسامح نفسي أبدًا ، لقد تركتكِ بمفردكِ في مكانٍ كهذا، أنا…”
كانت يداه التي تفحصانها عنيدتين، تتحسسان من كتفيها إلى خصرها ، بحثًا عن أي إصابة.
عندما مرّت كفه على ذراعها…
“آه!”
“…..”
ارتجفَ جسدها. توقفَّ أصلان، محدقًا ببطء في كفه. كانت ملطخة بالدّماء، دماء حمراء زاهية، ليست قديمة.
في لحظة، امتلأت عيناه الذهبيتان، التي تشبه الشمس، بنية قتل مخيفة.
“يبدو أنني جُرحت قليلاً أثناءَ القتال. يجب استدعاء الطبيب.”
“…..”
“أصلان؟”
“كيف يكون هذا قليلاً؟”
ظهر ذراعها الملطخ بالدماء تحت! الثوب الممزق. عاد تنفس أصلان، الذي بدا أنه هدأ، إلى الخشونة. عضّ على أسنانه لكبحِ غضبه، وأشار إلى ديلان لاستدعاء الطّبيب.
“سنتحدث لاحقًا.”
“لا، تحدّث الآن. ما الذي يحدث؟”
قادها أصلان إلى خلفِ القاعة، لكن فيفيان ثبتت قدميها بقوة.
“إذا أجلتَ الأمر، ستتظاهر بأنه لا شيء.”
“…..”
“أتعلم أنّكَ تتصرّف بغرابة مؤخرًا؟”
في البداية، ظنت أنّ تاج الإمبراطور ثقيل عليه.
حتى بعد موت يوهانس و إبادة الشيطان، كان يزداد حدّةً و توترًا.
حاولت أن تجعله يرتاح بجانبها، تحملت تمسكه العنيد بها ليلًا، و استمراره في تناول حبوب منع الحمل دونَ استشارتها، و حساسيته المفرطة لأمورٍ صغيرة.
لأنّه أصبحَ إمبراطورًا لحمايتها.
لأنها كانت تعلمُ أنه لا يزال يحملُ وحدة ذنب الماضي.
“لماذا تقول دائمًا أنكَ بخير؟ إذا واصلت الكبت، هل يجب أن أصدّق أنكَ بخير و أتجاوز الأمر؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 135"