‘حسنًا، نحن نفعل أشياء الزوجين، لذا ربّما يحدث ذلكَ يومًا ما…..’
لكنها لم تفكّر في الأمر بعمقٍ من قبل.
مع الحرب، و لعنة أستاروث، و مراسم التّتويج، لم يكن لديها وقت للتفكير في وضعها. كما أنّ أصلان كان يتناول حبوب منع الحمل بنفسه.
‘هل لا يزال يتناولها؟’
لا بد أنّـه لا يفعل.
الآن، و قد تعافت تقريبًا، واستقرّت الأوضاع السّياسية، لن تكونَ هناكَ مشكلة إذا أنجبت طفلًا. بل إنّ الوقت مناسبٌ لبدء المحاولة بشكلٍ طبيعيّ.
بالتّأكيد، أصلان يعرف ذلك، و مِن المحتمل أنه توقّفَ عن تناول الحبوب.
‘إذن، حقًا، هنا في بطني…’
احمرَّ وجه فيفيان مرّةً أخرى كما لو أنه سينفجر. ضحكت إيريس و سيليا وهما تنظران إليها، كما لو كانتا تقولان “انظروا إلى هذا!”
“يا إلهي، كم هي لطيفة! إذا كانت تبدو لنا هكذا، فكيف تبدو في عيني جلالته؟”
“أختي، توقّفي!”
“حسب الوضع، قد يستغرق الحمل سنوات، لذا لا تتعجلي و فكّري بهدوء. كلاكما لا يزال شابًا…”
بينما كانتْ سيليا تقدّمُ النصيحة بحذر، مال رأسها فجأةً. على عكس فيفيان التي كانت خجولة، كان وجه الإمبراطور متصلبًا. لم يبدُ محرجًا، بل كأنه سمع شيئًا غير مرغوب فيه أو مزعجًا للغاية.
لكن لماذا؟
“آه، الجو حار! لماذا هو حارّ هكذا؟ بالتأكيد لأنه الصيف، أليس كذلك؟”
“نعم.”
عندما نظرتْ فيفيان إلى أصلان، ذابَ وجهه المتوتر فجأةً كما لو لم يكن كذلكَ من قبل. لكن سيليا لم تستطع التّخلص مِن شعورها بالرّيبة.
كانَ شعورًا غامضًا يصعب تفسيره، لكنه لم يكن جيدًا. ومع ذلك، لم يبدُ أن الإمبراطور يخفي شيئًا، فهو يحبّ فيفيان بشكلٍ مفرط.
كيف لا، و قد انتشرت في العاصمة إشاعاتٌ أنّ الإمبراطور يذوب حبًّـا للإمبراطورة فقط؟
في تلكَ اللّحظة، دخلت صينية حلويات مع طرق على الباب.
ذابَ الشاي بلون وردي جميل.
“يا إلهي، ما هذا الشاي؟”
“هذا شاي دارجيلينغ من المناطق الشرقية، ممزوج ببتلات الورد…”
محى شرح الخادم السّلس شعورها الغريب بسرعة. في هذه الأثناء، أنهتْ إيريس طبق الكعك و تحدثت بحماس:
“كان اليوم ممتعًا جدًا. لذا، ماذا لو نظمنا لقاءات دورية من الآن فصاعدًا؟”
“أنا موافقة! ماذا عنكِ، سيليا؟”
“بالطبع أوافق. في المرّة القادمة، دعينا نلتقي بدون الرجال.”
“أنا أوافق بشدّة… مهلاً، هذا غير عادل!”
حاولَ ديلان التّدخل بحماس، لكنه هزّ كتفيه بأسى، متوسلاً ألا يُترك.
وهكذا، انتهى وقت العشاء الممتع.
* * *
في فجرٍ هادئ.
استيقظت فيفيان وهي ترمش بعيون شاردة. عادة، لا تستيقظ حـتّى لو أطلقَ تنين لهيبه، لكن لسببٍ ما، فتحت عينيها.
السّبب لم يكن سوى…
‘هذه العضلات اللّعينة.’
كانت ذراع أصلان العضلية تحيطُ بخصرها بقوة.
حتّى وهو نائم، كانتْ عضلاته بارزةً بشكلٍ مخيف، لدرجة أنها شعرت، بمبالغة، كأنّ أحشاءها ستنقطع.
لم تتحمّل فيفيان، فرفعت رأسها من صدره. بعد أن سال لعابها قليلاً على عضلات صدره، مسحته بهدوء وحاولت النهوض، لكن…
‘همممم.’
لم تتحرّك.
يبدو أنها لم تستطع بسببِ استيقاظها للتو. ضحكت فيفيان و ضغطت بذراعيها لترفع جسدها بقوة.
“…..”
بالطّبع، لم تنجح.
بعد جهود مضنية كعصفور عالق بين الصخور، تمكّنت أخيرًا من الخروج من السرير.
“هاه، هاه!”
كيف يتركني في هذه الحالة بينما هو ينام بهدوء؟!
أرادتْ ضربه، لكن عندما أضاءَ ضوء القمر الخافت وجهه النائم، تلاشت رغبتها في العنف.
جلستْ فيفيان على ركبتيها بجانبِ السّرير.
‘هذا الوسيم زوج مَـنْ!؟.’
كان جبينه المشدود دائمًا مسترخيًا الآن.
كانت تعلمُ أنّ أصلان لا يرتاح هكذا إلا عندما تكون بجانبه. بمعنى آخر، هي الوحيدةُ في العالم التي يمكنها رؤيته بهذا الشّكل.
‘مع هذا الحبّ الكبير، لن يكون اليوم الذي نسمع فيه أخبارًا سارة بعيدًا، أليس كذلك؟’
ربّما يُضاف طفل لاحقًا.
“أختي، لقد جعلتِني أشعرُ بالإحراج حقًّا…”
احمرّتْ وجنتاها رغم عدم وجود أحد يراها. لم تفكّر في الأطفال مِن قبل، لكن في بلاكفورد، ألمحَ أصلان إلى رغبته في إنجاب طفل.
‘عندما تتفتّحُ الزّهور في بلاكفورد، سيكون قد مـرَّ عام على وعدنا. ستكونين العروس الأجمل في العالم، و سيحبّكِ الجميع في هذه الأرض.’
‘سيركضُ أطفالٌ لطيفون و محبوبون يشبهونكِ في القصر. لا، ربّما من الأفضل عدم الإنجاب لأن جسمكِ ضعيف.’
في ذلكَ الوقت، نفى الفكرة بسرعةٍ بسبب صحتها، لكن لو لم يكن يريد أطفالاً، لما ذكرَ ذلك أصلاً.
حقّقَ أصلان وعده بجعلها العروس الأجمل. في اليوم السّابق للتّتويج، أقاموا حفل زفاف صغير في قصر الدوق الأكبر بالعاصمة مع العائلة و الأصدقاء المقربين.
لم تنسَ نظرة أصلان إليها وهي ترتدي فستانًا أبيض. جثا ببطء عند قدميها.
‘فيفيان أنتِ جميلة. جميلة لدرجةِ لا أستطيع النّظر إليها.’
كانتْ دائمًا محاطة بالرجال، لذا كانت تعلم أنها جميلة، لكن لم ترَ رجلاً يقدّرها بمثلِ هذا القدر من قبل.
لن تنسى تعبيره و صوته مدى الحياة.
‘لا يمكنني كرهه أبدًا.’
قرّرت أن تضحّي بعمودها الفقريّ من حينٍ لآخر، و نزلت من السّرير لكنها توقفت فجأة.
على الطّاولة بجانبُ السرير، كانتْ هناكَ زجاجة دواء فارغة.
شكلها غريب. بما أنّها لم تتناولها، فلا بد أنها لأصلان، لكنه، على عكسها، قوي بما يكفي لمضغ الحديد.
لا يحتاج إلى دواء…
‘مهلاً.’
أهذا ما يتناوله لمنع الحمل؟
أنزلتْ فيفيان الزّجاجة وهي تميل رأسها. كانا في فترة شهر العسل، والوضع السياسيّ مستقر، لذا كان مبكرًا بعض الشيء لإنجاب طفل.
شعرت بالارتياح داخليًا، لكنها شعرت أيضًا بالأسف لسببٍ ما.
‘لماذا أشعر بالأسف؟ أصلان لا يعارضـ فكرة الأطفال.’
في الحقيقة، كانت تخاف من فكرةُ أن تصبحَ أمًا. لم تشعر أنّها ناضجةّ بما فيه الكفاية.
وعلى الرّغمِ من تحسن حالتها الصحية، كانت لا تزال تتناول الدواء، ممّا يعني أنها لم تتعافَ تمامًا.
‘اللعنة على هذه الحماسة… هي المشكلة.’
احمرّتْ وجنتاها مجددًا. و بينما تهزُّ يدها باحراج، اتّجهت نحوَ الشرفة لتستنشق هواء الليل و تبرّدَ الحرارة.
عندما فتحت النافذة، رأت روبين على شجرة قريبة يعلّم صغار العناكب كيفيّة نسج الشبكة.
‘يا إلهي، إنّه يعملُ بجد أكثر مما كنت أعتقد. في البداية، كان يشتكي من إزعاج هؤلاء الصغار.’
التقوا بالصّغار أوّل مرة عندما تسللوا إلى معسكر يوهانس. اكتشفوا أن سحرة القصر كانوا يحتجزون عنكبوتًا وحشيًا لتجارب الكيميرا، فأطلقوهم.
منذُ ذلك الحين، بدأت العناكب الصغيرة تتبع روبن كأمه.
‘بالرّغمِ من أن روبين ذكر بالغ…’
على أيّ حال، كان مشهدًا مبهجًا.
استندت فيفيان بمرفقيها على الدرابزين، مستندة ذقنها، تشاهد العناكب، عندما شعرت بحركة من النافذة المفتوحة قليلاً.
ظنّتْ أن أصلان استيقظ، فاستدارت لتدخل، لكنها تفاجأت.
“ماذا تفعل؟!”
كانت عيناه الذهبيتان تلمعان بنيّة قتالية. لم يكن هناكَ متسلّل، لكنه كان يمسك سيفه الكبير ويتجه نحو الخارج في منتصف الليل. عندما سمع صوتها، استدار كوحش رشيق.
انعكس ظلّ فيفيان عندَ النافذة في عينيه الذهبيتين.
“ما الذي حدثَ فجأةً؟ هل أنتَ بخير؟”
“…..”
كانت عضلاته مشدودة إلى أقصى حد، مشيرة إلى توتره الشديد. اقتربتْ فيفيان بسرعة و داعبت خده، لكنه لم يهدأ بسهولة. كانَ يحاول، لكن جسده بدا وكأنه لا يطيعه.
داعبت فيفيان يده التي تمسكُ السّيف بإحكام.
“هل حلمتَ بكابوس؟”
“أنتِ…”
“أنا بخير. لم يحدث شيء.”
“ظننتُ أنّني سأدفع ثمنَ ما فعلتُه بكِ…”
تشققت نبرة أصلان بشكلٍ مخيف وهو يتمتم بكلمات غامضة.
عانقها بقوة، يتنفس بعنف، يتحسس رقبتها الناعمة وذراعيها و ظهرها كما لو كان يبحث عن أثر ما.
كانَ يتجوّل في مكانْ ما في الماضي.
“ظننتُ أنكِ رحلتِ إلى الأبد.”
على الرّغمِ من أنّها لم ترَ هذا الجانب منه من قبل، استندت فيفيان بهدوء إلى صدره. ازدادت قوّة ذراعيه حولَ خصرها.
“لقد سامحتكَ بالفعل.”
“…..”
“لأنني التقيتُ بكَ أنتَ يا مَنْ اشتقتُ إليه كثيرًا، مرة أخرى.”
“أنا آسف. أخطأت.”
على الرّغمِ من مسامحتها له ، واصلَ أصلان الاعتراف بذنبه.
كان كدائرة لا نهائية.
‘لن نتقدّمَ هكذا.’
نظرتْ فيفيان نحو السّرير. ظنَّ أصلان أنها تحاول الابتعاد، فتصلب كتفاه، لكنه تَبِعها بعد لحظة.
تحرّكَ كوحشٍ ضخم. في الظّلام، بدا ظله أكثر تهديدًا مِن المعتاد.
‘لماذا هذه الهالة القاتلة؟’
لم يُظهر أبدًا نيّة قتالية أمامها.
شعرتْ أنّ نظرته متمسكة برقبتها بشكلٍ مهووس.
كانَ هناكَ سببان محتملان، و لم يكن أيٌّ منهما مشجعًا:
إما بسببِ قطع رقبتها بسيفه الكبير عندما كانَ ممسوسًا بالشّيطان، أو عض رقبتها و هو في حالة تحوّل إلى وحش.
‘حسنًا… هلْ يستحقُّ الأمر منه الاعتذار؟’
تقبّلتْ فيفيان الموقفَ بطبيعيّة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 131"