في صيف مضى ثلاثة أشهر على تتويج الإمبراطور الجديد، بدأت الأوضاع السّياسية المضطربة بسببِ الإصلاحات تستقر، و استعدَّ الجميع للعودة إلى الحياة اليوميّة.
وبهذا، أُقيمتْ أوّل مناسبةٍ تذكاريّة تحت! حكم الإمبراطور الجديد: مهرجان الصيد.
“منذ متى لم نجتمع هكذا؟ منذُ الشتاء الماضي في بلاكفورد، أليس كذلك؟”
“أنا سعيدة جدًا و متحمّسة لرؤيتكما. عندما سمعت أن جلالة الإمبراطورة ذهبت إلى ساحة المعركة، كدت أُصاب بالذعر…”
“نادني بشكلٍ طبيعيّ، سيليا. نحن بين صديقات هنا.”
اجتمعتْ فيفيان و إيريس و سيليا معًا لأوّل مرّة منذُ فترة. بينما كانَ الرّجال في رحلةِ صيد، تجمعت الثلاث في غرفة استقبال الإمبراطورة، يصرخن كالدلافين قبلَ أن يستقرن أخيرًا على الأريكة، ممسكات بأيدي بعضهن.
“أرسلت لي المعلّمة تحيّاتها. كانت تنوي القدوم، لكنها مشغولة بإدارة أمور النّقابة بمفردها لأن السّيد اختفى.”
“كيف حالُ ريجينا؟”
“إنها بخير، لكنها كانتْ تبكي لأنها لا تستطيع رؤية وجهكِ. متَى أصبحتما بهذا القرب؟”
كانت ريجينا مهووسة بالمال و الجميلات الرقيقات. بما أن فيفيان تمتلكُ كلا الأمرين، فمن المؤكد أنها تبدو في عيني ريجينا ألذ من قطعة ستيك
شعرتْ فيفيان بالارتياح لأنّ ريجينا مشغولة.
“أرسلتْ ابنة عمي التّحيات أيضًا.”
“كيف حال الكونتيسة ألبارو و أطفالها؟”
“في الشّهر الماضي، ورثَ ابنها الأكبر لقب الكونت ألبارو بنجاح. كانت تبكي من الفرح.”
تذكّرتْ سيليا تلكَ اللّحظة، فأخرجت منديلًا ومسحت عينيها. بعد أحد عشر عامًا مِـن زواجها بالماركيز باستيان، تخلّت سيليا عن فكرةِ الحمل، لكن حبها للأطفال ظل كما هو.
تحدّثت عن ابن أختها بفخرٍ كما لو كان ابنها، و هي تصفُ كيفَ كانَ شجاعًا و موقرًا.
“لا بد انكِ فخورة جدًا.”
“بالتّأكيد.”
ابتسمتْ سيليا بسعادة و أخذت بسكويتًا.
“إذن، كيف حالكِ يا فيفيان؟”
“ماذا تقصدين؟”
“أنتِ عروس جديدة…!”
ضربتْ إيريس فخذها فجأة، كما لو تذكرت شيئًا، و رفعت رأسها. نظرت كلتاهما إلى فيفيان بعيون متلألئة كنجوم الليل، مليئة بالتوقع.
“هل يعاملكِ جلالته جيدًا؟ كيف هو الأمر؟”
“يقال إن الإمبراطور يعشق الإمبراطورة لدرجةٍ كبيرة، هذا هو الحديث الذي يعمّ العاصمة.”
“حسنًا، هذا متوقع، أليس كذلك؟”
“أختي ليستْ مجرّد جميلة. قلبها رقيق و طيّب للغاية…”
بعد الحرب، طوّرت فيفيان مختبر ليام ليصبح شركة أدوية ضخمة. كانت أولى مبادراتها مشروعًا خيريًا: توزيع علاجات مرض السل مجانًا على الفقراء، و استخدام أرباح المختبر وأموالها الخاصة لبناء عيادات في أنحاء الإمبراطورية.
انتشرَ مديح عن الإمبراطورة في جميع أنحاء الإمبراطورية، مما عزّزَ دعم الشعب للعائلة الإمبراطورية، الذي كانَ قد تراجع في عهد الإمبراطور السّابق.
‘ههه، كل شيء يسير حسب الخطة…’
كانت فيفيان تدفعُ حوافز ضخمةً لـليام، لكن هناك قيم تفوق المال أحيانًا، مثل التقدير الاجتماعي و الإحساس بالإنجاز. لذلك، فعلت ما تستطيع: استخدمت ثروتها لتحويل المختبر إلى مؤسسة محترمة.
أصبحَ مختبر فيفيان الطبي مكانًا يحلم الجميع بالعمل فيه.
‘بدأتْ المواهب الخفية بالتّدفق تدريجيًا.’
المواهب هي الأصول. كانت فيفيان واثقة من استعادة استثمارها و أكثر.
كما أن هذا العمل الخيري سيعزّز سلطة العائلة الإمبراطورية.
بالنّظرِ إلى مزاج أصلان الناري، كان من الحكمة وضع مثلِ هذه الاحتياطات للوقوفِ في وجهِ أي معارضة.
بالطبع، لم تعرف الاثنتان هذه النوايا، و أعربتا عن إعجابهما بإنجازات فيفيان.
“إذن، كيف حياة العروسين؟ أخبرينا!”
“يقال إن عيون جلالته تذوب عند ذكرِ اسمكِ أثناء المهام الرسمية. كيفَ يكون الأمر عندما تكونان بمفردكما؟”
“أممم…”
ابتسمت فيفيان ابتسامة غامضة تجاه توقعاتهما.
‘حياة العروسين.’
إذا كان للسعادة اسم، فهل سيكون هذا الشعور؟
حب ملتهب و حار. شعور بأنها محبوبة بشدّة، أحيانًا أكثر مما تستطيع مواكبته. مكانٌ آمن لن يتغيّر أبدًا، مِلْكها اوحدها.
“يبدو الأمر مرهقًا بعض الشّيء…”
“حقًا؟”
كانَ دائمًا يندفع نحوها بـنهم، كشخصٍ جائعٍ لعدّة أيّام. لم تمانع ذلكَ كثيرًا، لكن المشكلة أنه كانَ كذلك حتى في الأوقات العادية. شعرت أنه لا يستطيع التّركيز تمامًا عندما يكونُ معها.
ربما كانَ وهمًا منها ، لكن بدا وكأنّه قلقٌ من شيء ما.
‘لكن مِـن ماذا؟’
لقد ماتَ الشيطان. طَعن أصلان نواة السّحر بسيفه الكبير، فتلاشى دون أثر. اختفى ختم الضحية من قلبها تمامًا. لم يعد أصلان يفقد السيطرة أو يتحوّل إلى وحش.
لا يوجد شيءٌ يمكنه إيذاؤه الآن.
“فيفيان، هل أنتِ بخير؟”
لاحظت سيليا تردّدها و سألت بقلق. استفاقت فيفيان من أفكارها و هزّت يدها.
“آه، لا شيء. فقط شعرت بالخجل قليلاً…”
“هل أنتِ متأكدة؟”
“نعم.”
ربّما تشعر بالحرجِ لأنها لم تعتد على هذا النوع من الراحة. كانت معتادة على القلق و السّخرية أكثر من الهدوء والسلام، لذا كلّ شيءٍ بدا غريبًا.
“بالمناسبة، لم أتباهى بالسّحر الذي أتعلمه مؤخرًا.”
عندما لم تواصل فيفيان الحديث، غيّرت إيريس الموضوع بذكاء. عندما أظهرت سحر الضوء الرائع، عادَ الحديث لينتعش مرّةً أخرى.
كانوا يتحدثون بحماس لدرجة أنهم لم يسمعوا طرق الخادم على الباب.
“فيفيان.”
عندما فتحَ أصلان باب غرفة الاستقبال، لاحظت فيفيان وجوده أخيرًا.
“آه، أصلان؟ متى وصلت؟”
“الآن. تبدين سعيدة.”
“غدًا سيبدأ الجميع بالانشغال بسببِ مهرجان الصيد، لذا يجب أن نستمتع الآن.”
كانَ أصلان لا يزال يرتدي زيّ الصيد، كما لو أنه عاد لتوه. خلفه كان ديلان و الماركيز باستيان، كلٌّ منهما جاءَ لأخذ شريكته.
اقترب ديلان مِن إيريس بهدوء، رافعًا كتفيه.
“ما الذي كنتم تتحدثن عنه؟”
“لن أخبركَ حتّى لو سألت!”
منذ أن بدآ علاقتهما العلنية، تقدّمتْ علاقتهما بشكلٍ كبير. بدا أن الخطبة ستُعلن قريبًا، لكن فيفيان كانت تأملُ فقط ألا تحدثَ كارثة تقديم عرض الزّواج لأختها العزيزة.
“سيدتي، حانَ وقت النهوض.”
“بالفعل؟ الشّمس لم تغب بعد…”
كانتْ علاقة سيليا و زوجها لا تزال قوية. بدا الماركيز صلبًا و قليل الكلام، لكن نظراته لزوجته و لمسة يده على كتفها كانت مليئة بالحب. هذه كانت طريقته في الحبّ.
كان ديلان ينصحه دائمًا بأن يكون أكثر تعبيرًا، لكن…..
‘مَـنْ الذي ينصحُ مَـن هنا؟’
كانت فيفيان ممتنّة لأنّ الماركيز لم يأخذ نصيحة ديلان على محملِ الجدّ.
لم تستطع سيليا إخفاء أسفها و هي ترتّب مظهرها بناءً على طلب زوجها. شعرت الثلاث بنفس الشعور.
‘لا يمكننا الانفصال هكذا!’
بمجرّدِ اتخاذ القرار، حانَ وقت العمل.
أمسكتْ فيفيان يد زوجها من خلفِ ظهر الأريكة و مالت عينيها بنعومة.
“أصلان.”
“نعم؟”
“مِن الغد، مع بدء مهرجان الصيد، لن يكون لدينا وقت للراحة بسببِ المهام الرسمية…”
مفتونًا بابتسامتها، كان أصلان يداعب خدّها الأحمر بلطف عندما استدعى رئيس الخدم و أمر:
“سنتناول العشاء هنا اليوم. لدينا ضيوف، فاستعد.”
“حسنًا، جلالتك.”
لقد نجحتْ دون أن تذكر ما تريده أصلًا!
أُعجبتْ فيفيان بمهارته في قراءة أفكارها، و تعلّقت برقبته. جلسَ أصلان بجانبها، يحيطُ خصرها بإحكام.
لم تدرك العصفورة الجميلة أنّها دخلت فم الأسد بمحضِ إرادتها، و ابتسمتْ بـحبّ.
“جلالتك، العشاء جاهز.”
أُعِدّت مائدة تكفي ستة أشخاص بسهولة. استمر الحديث الممتع خلالَ العشاء دون توقف.
كانَ أصلان يضع الطعام باستمرار على طبق فيفيان، يختار ما تحبه و يقطعه إلى قطع صغيرة.
“يا إلهي، جلالتك.”
لاحظتْ إيريس ذلكَ و ابتسمت بخبث.
“مع هذا الحبّ الكبير، لن يكونَ اليوم الذي نسمع فيه أخبارًا سارّة بعيدًا، أليس كذلك؟”
“أخبار سارة؟”
“ههه.”
لم تجبْ إيريس على سؤال فيفيان، فقط لمعت عيناها. ابتسمتْ سيليا بخجل، كما لو أنها فهمت، و أشارت إلى بطن منتفخ.
عندها احمرَّ وجهُ فيفيان كما لو أنّه سينفجر.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 130"