شعرتْ الإمبراطورة بالغضب، لكن وجه يوهانس ظلّ جميلًا. ارتفعت زاوية فمه بقوس أنيق وهو ينظر إليها.
“لا داعي للقلق بشأن الكونت ألبارو. إنّه مجرّد نبيل هامشيّ. شهادته لن تؤثّر عليكِ.”
“لكن الوضعَ ليس جيّدًا. لا يمكننا ترك هذا الرّجل السّخيف يثرثر في المحكمة!”
“بالطبع، لن أسمحَ بذلك. ثقي بي واهدئي.”
تألّقتْ عينا الإمبراطورة برضا عند سماعِ كلمات يوهانس.
“…حسنًا. انا أثق بكَ أنتَ لوحدك.”
سيواجه الكونت حادثًا مؤسفًا قبلَ وصوله إلى العاصمة. لا يهمّ الطريقة، المهم أنّه لن يقفَ في المحكمة.
لكن وجه الإمبراطورة عادَ ليتّجهم. كانت ملاحظات الإمبراطور مؤخرًا مقلقة.
“يبدو أنّه يريد إعادة ذلكَ الوحش القذر إلى القصر.”
“هل تحدّث والدي؟”
“في الاجتماع أمس، ألمحَ إلى نيّته. سمعتُ ذلك من أخي، وكدتُ أفقد صوابي.”
مؤخرًا، أُعيدَ تقييم أصلان في الأوساط السياسيّة.
لم يحسّن العلاقات مع القارّة الشرقيّة ويمنع الحرب فحسب، بل قضى على القوى المظلمة التي كانت كالورم في مينيرفا.
بالعودة إلى الوراء، ساهمَ بشكلٍ كبير في حلّ مشكلة الوحوش في الشمال عبر تطهير بلاكفورد.
بدأ النّاس يتساءلون:
“لمَ حصل الأمير الثاني على لقب وحش الإمبراطورية؟”
بدأ هذا السؤال بين الحياذيين و انتشر حتّى وصل إلى أذني الإمبراطور.
“كيف يمكن لجلالته أن يكونَ أنانيًا هكذا؟ من أجل السّلطة، هو مستعدّ للتخلّي عن ابنه و إبقاء وحشٍ قذر بجانبه.”
“حتّى لو كانَ كذلك، لا يهمني. بالنّسبة لجلالته، كلّ شيء مجرّد قطع على رقعة الشطرنج. ألم نكن نعلم ذلك؟”
“ما يُثير غضبي أنّ كرامة البلاد تتغيّر كقلب راحة اليد.”
“أعتقد أنّني يجب أن أتعلّم من موقف والدي هذا. كيف يمكن للكرامة أن تُحكم الجميع إذا سمحت للمشاعر الشخصيّة أن تقودها؟”
“لديكَ عمق كبير. حتّى بعد أن تلقّيتَ توبيخًا قاسيًا من جلالته أمام الوزراء…”
توقّفت الإمبراطورة عن السخرية فجأة. لأوّل مرّة، ظهرت نية قاتلة في عيني يوهانس الهادئتين.
كما لو كانَ يواجه أصلان…
“من خلالِ مراقبة موقف والدي، تعلّمتُ الكثير. يجب أن أكون واضحًا بشأن ما أتخلّى عنه وما آخذه حسب الحاجة.”
“هل تقصد…”
“نعم، هل ستساعدينني؟”
كانَ يوهانس يحمل زجاجة كريستاليّة منقوشة بدقّة. حدّقت الإمبراطورة في السّائل الأحمر بداخلها، ثم ابتسمت بسعادة.
“بالطًبع.”
ابتسمَ يوهانس برضا وهو يرى الإمبراطورة تمسك بالسمّ.
كانَ والده كرامة البلاد، فلا بأس بما يفعله. لكن هناكَ شيء واحد لا يجب فعله: مقارنته بأصلان، خاصّة أمام الجميع.
“وهناك سبب إضافيّ لاستعادة بلاكفورد.”
“لنقش لعنة جديدة في قلب الوحش، قد نحتاج إلى إخراجه، لكن هل هناك داعٍ لاستعادة بلاكفورد؟”
“اكتشفتُ شيئًا مهمًا أثناءَ دراسة النّصوص القديمة.”
بعد هزيمة الشيطان أستاروث، اختفت إليونورا الأولى من القارّة. أرسلت وريثها مع رمزٍ إلى العاصمة، لكن لم يُعثر على أثرها. انتشرت شائعات بأنّها ماتت لتصبح حاكمة حامية للإمبراطوريّة.
كان ضريحها في جبال بلاكفورد.
“إذا عُرف هذا، سترتفع معنويات النّبلاء والشعب. العثور على ضريح حاكمة الإمبراطوريّة سيكون إنجازًا عظيمًا.”
“قبل أن يدرك الوحش القذر…”
“نعم، سآخذه أنا أوّلًا.”
ضريح إليونورا الأولى في الجبال الثلجيّة القاسية. و الأميرة النحيلة و المحبوبة في يديّ أصلان.
سأحصلُ على كلّ شيء.
لن أتنازلَ عن شيءٍ بعد الآن.
* * *
تطفو سحب بيضاء في سماء الشّتاء الزرقاء.
كانت الجبال المغطّاة بالثّلج هادئة كما لو لم تحدث فوضى، وكان الناس المحاصرون في الثلج يستمتعون بالراحة في غرفهم. كان الشتاء في أوجه.
“أرغ.”
“توقّف عن التسلّق فوقي! هناك وسائد، لمَ… آه، تريد المداعبة؟”
“أرغ.”
كانت فيفيان و أصلان يستمتعان بالراحة بطريقتهما .
جلستْ على الأرض بجانبِ النّافذة، لكن دفعها الأسد الأسود الضخم الذي يتدلّل عليها. استلقت على السّجادة وصعد الوحش فوقها كما لو كان يصطاد.
كانَ تعبير أصلان وهو يمزح معها مريحًا للغاية.
“هل هنا جيّد؟”
“أرغ، أرغ.”
“طفلٌ مدلّل حقًا.”
تألّقت عينا الوحش الذهبيّتان برضا وهو يغوص في حضنها.
تقبّلت فيفيان مداعباته كأسد أسود دون اشمئزاز. كانت تحبّ الحيوانات، و بخلاف عندما يكون في شكله البشريّ، لم تُصَب باضطراب نبضات القلب.
‘ليلًا، يتحوّل إلى وحشٍ من نوع آخر…’
نفّذ أصلان وعده بالتّعذيب في العاصمة بإخلاص.
حتّى احمرّ جلدها الأبيض و كاد خصرها ينكسر… لا، حتّى بعد ذلك، لم يكنْ يدعها تخرج من السّرير.
شعرت أنّها ستموت.
‘إذا سألني إن كنتُ أكره ذلك، ليس بالضرورة…’
‘كح، كح. ليس هذا.’
محتْ فيفيان هذه الذكريات بسرعة.
لاحظت أنّ أصلان هادئ بشكلٍ غريب، يحدّق في الندبة التي على رقبتها. جذبت بطانيّة لتغطي الجرح.
‘لم تعد تؤلم، وهي باهتة بالكاد تُرى…’
في الكهف، كان أصلان يُستولى عليه من الشيطان. لو لم توقظه، كان كلاهما سيموت.
لم يكن هناكَ خيارٌ سوى خدشِ رقبتها.
عندما مزّقها الشّيطان المتحمّس، ظنّت أنّها ستموت، لكن أصلان استيقظ في الوقت المناسب واستخدم سحر العلاج لينقذها.
لكن الجرح كانَ عميقًا، حتّى الأطبّاء قالوا إنّ الندبة لن تُزال تمامًا.
‘لم يكن أصلان من عضّني، لكنّه يتألم أكثر منّي عند ذكر ذلك…’
نظرتْ إلى الرجل الذي بجانبها. كان قد عاد إلى شكله البشريّ، أزاح البطانيّة و حدّق في الندبة.
مرّتْ أصابعه الخشنة على خطّ رقبتها بحذر.
شعرت بإحساسٍ غريب يتصاعد في ظهرها. شعرتْ بالإحراج، و غيّرت الموضوع بسرعة.
“أليس العيش كأسدٍ أسود أكثر راحة؟ سمعتُ من ديلان أنّك تواجه صعوبة في التحكّم بالهالة مؤخرًا.”
“ديلان يتحدّث كثيرًا.”
“حبيب أختي… كح، شيء من هذا القبيل.”
عاد ريجينا و إيريس و ديلان سالمين من الجبال.
بعد أن رأى ديلان كلّ شيء، أعلنَ علاقته علنًا. لكن لأنّ الجميع كانوا يعرفون، لم يهتمّ أحد بشكلٍ مدهش.
لكن تنهّدات من يقلقون على ذوق إيريس في الرّجال كانت إضافة.
بالمناسبة، تمّ العثور على أليكس وصديقه أرمسترونغ سالمين. عندما وجدهما الفرسان، كان الطائر يضرب وجه وحش بجناحيه.
دُهش الجميع من حسّ تسمية أليكس عندما عرفوا أنّ أرمسترونغ تعني “ذراع قويّة”.
“لا تفعليها مرّة أخرى.”
“ماذا؟”
أصبحَ صوت أصلان يائسًا فجأة. توقّفت أصابعه على الندبة.
“لا تؤذي نفسكِ أو تجرحيها.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 109"