“عندما يصبح ما كنتُ أتخيّله في خيالي حقيقةً، يصعب عليّ تحمّل ذلك.”
“أصلان.”
“وأنا هنا هكذا، أشعر وكأنّنا حقًا أصبحنا زوجين…”
صوته، وهو ينظرُ إلى فيفيان مِن الأعلى، غرقَ في همسٍ خافت.
في تلكَ اللّحظة، تذكّرت فيفيان طفولة أصلان البائسة.
فقدْ كانَ مقيّدًا في دائرة سحريّة ضخمة تُجرى عليه تجارب بشريّة، وتعرّضَ للإساءة من الإمبراطور والإمبراطورة، بينما كان يوهانس يسخر منه و يستهزئ بهِ وهو محبوس خلفَ القضبان.
بالنّسبة لأصلان، حتّى يومٌ عاديّ بسيط مثلُ هذا كانَ حلمًا لا يمكن أنْ يتحقّق أبدًا.
عندما فكّرتْ في ذلك، شعرتْ بألمٍ في صدرها. لا تعرف لمَ، لكنّها شعرت برغبةٍ في أن تهدّئ جراح هذا الرّجل بنفسها.
“أصلان…”
أغمضتْ فيفيان جفنيها بهدوء دونَ أن تنبس بكلمة.
التفّت يدٌ كبيرة حول رقبتها. مال أصلان برأسه.
“آه.”
شعرتْ بتيّار كهربائيّ مُثير في المكان الذي لامس فيه أصلان.
كانت يده التّي تداعب خصرها تحمل الآن جوًا لزجًا و مُغريًا.
“أصلان، انتظر، آه!”
بينما كانت فيفيان تلهث و تحاولُ تحريك رأسها، ابتلع أصلان شفتيها الصّغيرتين.
أطلقتْ أنينًا محمومًا وهي تعانق رقبة أصلان بقوّة. اِلتوى خصرها من الدّغدغة التي شعرت بها في بطنها، لكنّ يده أمسكتْ بها بقوّة فلم تتمكّن من الحركة.
“آه!”
“فيفيان، فيفيان. عروسي الجميلة…”
“اللعنة، لم أعدْ أتحمّل!”
قبضَ أصلان، وهو يطحن أسنانه، على طرف تنّورتها.
انزلقت شفتاه على رقبتها. في تلكَ اللّحظة التي رفعَت فيها فيفيان ذقنها وهي تلهث بنَفَسٍ محموم، فُتح الباب فجأة.
“سيّدي، عليكَ المغادرة الآن…!”
توقّفَ ديلان، الذي دخلَ الغرفة دونَ تفكير، عن الحركة. اندفعت السّيّدة، التي تصلّبت فجأة، لتدفع سيّده و تختبئ داخلَ خزانة الملابس.
فكّرَ ديلان لمَ تكونُ تنبؤاته السّيئة دائمًا صحيحة، لكنّه قرّر أوّلًا محاولة التّعامل مع الموقف.
“هكذا ظننتُ، لكن يبدو أنّ لدينا بعض الوقت. حوالي ساعة تقريبًا…”
كان سيّده المحترم لا يزال صامتًا. غيّرَ ديلان كلامه بحذر.
“ساعتين أو ثلاث؟”
حتّى مع اقتراح تابعه الضّمنيّ، ظلّ السّيّد صامتًا.
“أربع ساعات؟ بصراحة، لا أظنّ أنَّه من الممكنِ التأخير أكثر من ذلك…”
“ديلان.”
“نعم، نعم!”
“يبدو أنّني تركتُكَ مرتاحًا أكثر من اللازم. أليس كذلك؟”
آه، مرّ شريط حياته أمامَ عينيه كما لو كانَ دِيجَا فُو.
كان سيّده يدور حولَ خزانة الملابس التي اختبأت فيها السّيّدة وهو مضطرب، لكنّ عينيه المتّقدتين بالغضب كانتا تحدّقان به بقوّة.
“سأكون أكثرَ حذرًا في المرّة القادمة.”
“المرّة القادمة.”
“ظننتُ أنّكَ لن تخرجْ بعد وقت طويل… لا، ليس هذا، يبدو أنّني جننتُ للحظة!”
ركع ديلان بسرعة، طالبًا فرصةً أخرى.
أدرك ديلان أنّ “المرّة القادمة” لم تكن هي المشكلة.
‘مشاعر سيّدي واضحة تمامًا…’
عضّ شفتيه بصمت. شعرَ ديلان أنّه يمكنه فهم نظرة سيّده الذّهبيّة المتّقدة التي كانت تنظر إليه كما لو كانت ستقتله.
* * *
أخيرًا، اكتملتْ التّجهيزات للرّحيل.
تصدّر أصلان الموكب، وتبعه الفرسان والتّابعون على خيولهم. تجمّع حشدٌ من النّاس أمام القلعة لتوديع الرّاحلين.
تلقّى ديلان، الذي بقيَ في بلاكفورد كنائب لسيّد القلعة، التّعليمات الأخيرة من أصلان.
“لا تنسَ ما قلته. اجعلْ سلامة فيفيان الأولويّة القصوى.”
“نعم، سيّدي.”
كانَ هناكَ في بلاكفورد، إلى جانبِ ديلان، شخصٌ ماهر يُدعى أليكس. لكن بسببِ… بعض الأمور، كانت مهمّة ديلان أكثر أهميّة.
شَعرَ بثقلٍ مضاعفٍ على كتفيه وهو ينحني بتحيّة.
“عُدْ بسلام.”
“وأين فيفيان؟”
“…ما زالتْ في خزانة الملابس.”
ابتلعَ كلامه بأنّ إيريس وإيما تحاولان إخراج السّيّدة لكنّ الأمر ليس سهلًا، لأنّه يعرف خطأه.
تجنّبَ ديلان بهدوء نظرة سيّده المتّقدة.
شعرَ بتهديدٍ لحياته مرّةً أخرى، لكنّه لاحظَ شيئًا. كانت فيفيان تنزل السّلالم متردّدة.
“آه، أصلان…”
في تلكَ الأثناء، شعرت فيفيان بالخجلِ الشّديد.
كإنسانة، شعرتْ أنّ عليها توديع من يرحل في رحلة طويلة، فنزلت، لكن عندما رأتْ وجه أصلان، تذكّرت الأجواء المحمومة السّابقة فاحمرّ وجهها خجلًا.
أرادت العودة و الصّعود مجدّدًا، لكنّ الأعين التي تراقبها كانت كثيرة.
اقتربتْ من أصلان بخطواتٍ متثاقلة، مع الحفاظ على مسافة آمنة بالطّبع.
“سيّدتي، هل يمكنكِ أنْ تسمعي من تلكَ المسافة؟”
“ماذا قلت؟!”
كانت المسافة كافية تمامًا.
‘آه، إنّه يلمع.’
في تلكَ اللّحظة، كانت كمن سُحرت بشيءٍ ما.
كيف فكّرت أنّها تريده أن يلمسها أكثر؟ لا بدّ أنّها فقدت عقلها للحظة.
فكما يحدثُ عندما يكون الإنسان متعبًا جدًا، يرى أشياء غريبة وتتقلب مزاجاته.
‘لكنّني لا زلتُ أشعر بذلك.’
كانَ الضّوء السّاطع ينسكب فوق رأس أصلان وهو يمتطي جواده الأسود الضّخم.
كانَ يرتدي زيًا رسميًا أسودَ مشدودًا، مع قفّازات وحذاء عسكريّ أسود أيضًا. لكنّ عينيه الذّهبيّتين اللاّمعتين كانتا أكثر جاذبيّة وخطورة من أيّ زينة.
‘ألن يكون من الجيّد الاقتراب بضع خطوات فقط؟’
ليس لأنّها أرادتْ رؤية مظهر أصلان المهيب عن قرب، بالطّبع. كانَ ذلك لأنّها لم تسمع جيّدًا ما كان يقوله ديلان منذ قليل.
“…..”
هل اقتربتُ كثيرًا؟
امتدّ ظلّ الجواد الأسود فوقَ رأس فيفيان.
من قرب، بدا ضخمًا و مهيبًا مقارنةً بها. كانَ عليها أن ترفعَ رأسها كثيرًا لترى وجه الجواد.
علاوةً على ذلك، بدا عنيفًا و شرسًا جدًا، لكن عندما أمسكَ أصلان باللّجام، أصبحَ أكثر طاعةً وخضوعًا.
“فيفيان.”
رفعت رأسها فجأة. كون الجواد الأسود أمامها مباشرةً يعني أنّ أصلان، الذي يمتطيه، قريب جدًا أيضًا.
“لو كان الأمر بيدي، لما تركتُكِ وحدك…”
“إنّها مهمّة في غاية الأهمية. لا تقلق بشأني.”
“ضعي سلامتكِ أولويّة. لا تُجهدي نفسكِ كثيرًا، وإذا واجهتِ أيّ صعوبة، استشيري ديلان أو دييغو.”
“حسنًا. عُدْ بسلام…”
أومأت فيفيان برأسها وتراجعتْ بحذر.
بعد انتهاء التّحيّة بينهما، أشارَ ديلان.
“انطلقوا!”
“انطلقوا!”
بدأ الفرسان في مؤخّرة الموكب بالخروج من ساحة التّدريب واحدًا تلو الآخر.
عبثت فيفيان بيديها. كانت تريد أن تقول شيئًا لأصلان، لذلك تغلّبت على خجلها وخرجت، لكنّها في النّهاية قالت فقط “عدْ بسلام”.
واحدًا تلو الآخر، استدارَ الجميع، وجاء دور أصلان.
لم ينظر إلى فيفيان وضربَ جواده. كما استدارت هي أيضًا دون أن تنظر إليه.
‘برد.’
شعرتْ بأنّ قلعة بلاكفورد الضّخمة والمهيبة كانت باردة بشكلٍ غريب. كأنّ شيئًا مهمًّا قد غادرها.
بينما كانت تحتضن كتفيها وتتّجه للدّاخل، سمعت صراخ أصلان من خلفها.
“فيفيان!”
لا تعرف متى عاد، لكن أصلان، الذي اختفى بعيدًا، كان الآن أمامها يسحب اللّجام.
خلع قفّازه الأيمن بأسنانه وهو على الجواد، ثم انحنى ورفع ذقن فيفيان.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 101"