إنغريد، رئيسة الخادمات، التي تُعرف باسم “الجدّة إنغريد”، وهي امرأة عجوز قصيرة القامة، وضعت نظارتها بمهارة بين تجاعيد أنفها، و ارتسمت على وجهها تعبيرات عدم الرضا.
“لا أحد يعلم ماذا سيحدث حتى يتمّ إبرام عهد الزواج.”
“ها هو ذلكَ الحديث مرةً أخرى.”
ردّ أفالكين بهدوء، كما لو كان معتادًا على ذلك، دون أن يظهر أيّ انزعاج.
“هذه المرة مختلفة. لقد اشتريتها بالمال.”
“يا له من شيءٍ يدعو للفخر. وجهكَ الوسيم لم يستطع جذب امرأةٍ واحدة.”
كان تصريحًا وقحًا للغاية بالنّسبة لكلام رئيسة خادمات، لكن أفالكين لم يستطع قول شيء للجدّة إنغريد.
كانت إنغريد مربية أفالكين، ومربية والده أيضًا، و خادمة جاءت مع جدته عندما تزوّجت.
بمعنى آخر، كانت الشّخصية الأكثر احترامًا بين السٌكان في قلعة يشكين.
“لا يهم كيف بدأ الأمر. لكن لا يجب أن تكون مشتّت القلب. هي ستكون سيّدة يشكين.”
“لا يمكن لعبدةٍ أن تصبح سيدة.”
قال أفالكين بتعبيرٍ جاد:
“سأتزوجها، لذا سينادونها بالسيدة خارج القلعة. لكن ليسَ لديّ أي نية لجعلها سيّدة يشكين الحقيقية. لذا، لا تتهاوني معها، يا جدّة، و عامليها كعبدةٍ تمامًا. إذا كنتِ لا تريدين أن تتدمر لاحقًا.”
“….”
بدا أن إنغريد أرادت قول شيء، لكنها أغلقت فمها. كانت تعلم جيدًا أن هذا اللورد العنيد، عندما يغلق قلبه، لا يستمع حتى إلى نصائح الآخرين.
“على أي حال، تحدّث بأقل ما يمكنكَ ، أرِهـا وجهكَ الوسيم كثيرًا. و إذا لم تحصل على ردّ فعل، اخلع قميصكَ أيضًا.”
“ها، لو فعلتُ ذلك في يشكين، سأموت متجمدًا.”
“سأغلي الماء السّاخن من أجلكَ بنفسي.”
“توقفي عن الكلام الغبي و وفري الحطب.”
أدار أفالكين ظهره، و هو يسحب نظره من النافذة.
“الشتاء قادم قريبًا.”
* * *
الناس هنا غريبون نوعًا ما.
“ووواه!”
هتاف! هتاف!
“لقد فعلتَها يا سيدي!”
“لدينا سيّدة أيضًا! يشكين لديها سيّدة الآن!”
بحلول الوقت الذي وصلت فيه العربة إلى قلعة يشكين، بدأت الشائعات تنتشر من الحرّاس، وتجمّع حشدٌ حول العربة التي تحمل فيلاكشينا.
أصبحَ المكان مزدحمًا لدرجة أنه لم يعد بإمكانهم التقدم، فقال ريديك:
“لم لا تُظهرين وجهكِ ولو لمرّةٍ واحدة؟”
“و لماذا يجبُ عليّ أن أفعل ذلك؟”
ردّت فيلاكشينا بانزعاج.
كانت تجربة كونها محطّ الأنظار في سوق العبيد كافية.
“لأنه، على هذا الحال، لن نتمكن من دخول القلعة الداخلية. إذا أظهرتِ وجهكِ، سيرضى الجميع و يعودون إلى بيوتهم.”
“….”
كانت تريد أن تعترض، قائلةً كيف يجرؤ العامة على الرغبة في رؤية وجه سيّدة نبيلة غير متزوجة.
في أوديفيرتي، كان يمكن أن يُقتل اثنان أو ثلاثة بالفعل، تاركين بركًا من الدماء في الشوارع.
لكن فيلاكشينا، على الرّغمِ من غرورها، لم تكن غبية.
‘لا يمكنني أن أثير مشكلة بالاعتماد على مساعد واحد فقط. إذا توقفت العربة، أنا مَنٔ ستخسر.’
كان عدد الأشخاص الذين بجانبها قليلًا جدًا لتتصرف كما يحلو لها.
قالت فيلاكشينا بنبرةٍ متجهمة:
“افتح الباب.”
“قرارٌ حكيم.”
قفزَ ريديك من مقعد السائق و فتحَ باب العربة.
لا داعي للقول إن الحشد الذي تجمّع لرؤية وجه فيلاكشينا هتف بحماس.
لكن عندما فُتح باب العربة وظهرت “السيدة” التي كانت بداخلها، توقّف الحشد عن الكلام للحظة.
“إنها… جميلة، لكن…”
“ألا تبدو مخيفةً نوعًا ما؟”
كان فستانها الأسود الممزّق يبدو كأجنحة خفاشٍ كئيبة، و شعرها الأسود المبعثر، الذي لم يُمشّط، كان لامعًا كريش الغراب.
عيناها الحمراء كقطع الدم جعلتها تبدو كتجسيد لزوجة ملك الشياطين.
كرامتها الفائضة بدت و كأنها تتحوّل إلى هيبةٍ وخوف.
“ساحرة…”
كانت كصورةٍ لساحرةٍ من حكايةٍ خرافية.
“لستُ ساحرة، بل شرّيرة.”
ردّت فيلاكشينا على طفلٍ صغير أخطأ بالكلام وغطّى فمه بدهشة، ثم جلست في مكانها تاركةً باب العربة مفتوحًا.
“اقطع الطريق إلى القلعة هكذا.”
“هكذا؟”
“إذن، هل تقول إن عليّ فتح الباب و إغلاقه كلما أراد أحدهم رؤية وجهي؟”
حاولَ ريديك أن يعترض، قائلًا إن فتح باب العربة أثناء القيادة خطر، لكنه توقّف عندما تذكّر أن فيلاكشينا قادرةٌ على القفز من عربةٍ مسرعة إذا أغضبتها.
‘حتى عندما كان اللّورد معها، لم نتمكن من إيقافها.’
لن تستمع إلى النصائح الطيبة.
“آه، لا أعرف. هيا!”
وهكذا، دخلت فيلاكشينا إلى القلعة في عربةٍ يُفتح بابها كل بضعة أمتار.
* * *
“يسعدني لقاؤكِ، سيدتي. أنا إنغريد، رئيسة الخادمات.”
عندما توقفت العربة، رأت فيلاكشينا، من خلال الباب المفتوح، إنغريد الجدّة واقفة باستقامة مع الخادمات اللواتي يتبعنها في صفٍّ مرتّب.
على الرّغمِ من تسميتهن خادمات، كانت وظيفتهن لا تختلف عن الخادمات المنزليات، وكانت ملابسهن الموحدة البالية دليلًا على ذلك.
‘حسنًا، لا يزال وضعهن أفضل من حالتي الآن.’
في لحظةٍ نادرة، قامت فيلاكشينا بتقييمٍ ذاتيٍ صحيح و رفعت ذقنها بفخر.
“يسعدني لقاؤكِ. أخيرًا هناك شخصٌ يعرف كيف يخدم بشكلٍ صحيح.”
“يا سيدتي، لمَ تتحدثين هكذا؟”
اقتربَ ريديك من العربة و مـدَّ يده.
بعد تجربة الشهر الماضي، عرفَ أن فيلاكشينا لن تخرج من العربة دونَ مساعدة خادم.
“ستظن الجدّة إنغريد أنني أهملت خدمتكِ.”
أُهملتَ؟
لأكثر من شهر، لم يُقدّم لها سوى لحمٍ مجفف و شايٍ خفيف.
قال إنه لا يعرف كيف يغسل ملابس النساء، فجعلها تغسل ملابسها بنفسها.
والآن يتحدث عن الإهمال؟
‘ذلكَ ليس خطأ ريديك.’
فكّرت فيلاكشينا وهي ترخي حاجبيها.
إن أخطاء الخدم هي تحت مسؤولية سيدهم.
كل إهمالٍ أو وقاحةٍ ارتكبها ريديك حدثت لأن أفالكين سمحَ بذلك.
والأكثر إثارةً للدهشة أن رجال الشمال البلداء لم يروا ذلكَ وقاحةً على الإطلاق.
لقد أكلوا ذلك اللّحم المجفف بكلّ هدوء.
“لا يمكن معاقبة الجاهل على خطأٍ ارتكبه عن جهل. و إلا، سيموت آلاف الجهلاء، و سيُرهق جلّادٌ بريء من العمل.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات