استمتعوا
“طرد؟ لكن والدي يشغل منصب باحثا بشكل دائم!”
“إيميلي، انزلي حالًا!”
صرخ والدها من الطابق الأول.
كانت إيميلي تنوي النزول حتى لو لم ينادها والدها.
‘ترك المدرسة؟ مستحيل أن أفعل ذلك أبدًا. الآن وبعد أن أعلنت بلير أنها ستتخلى عن فريق التشجيع، أنا المرشحة الأقوى لقيادة الفريق. وبضع خطوات فقط تفصلني عن لقب ملكة الحفلة الراقصة. أخيرًا أصبحت أنا وليو على علاقة. لن أترك المدرسة أبدًا.’
نزلت إيميلي إلى الطابق الأول بعينين تشتعلان غضبًا.
“أبي، ما هذا الكلام؟ طُردت؟ ماذا سيحدث لنا إذن؟ بل الأهم من ذلك، ألست باحث دائم؟ انتقلنا إلى هنا بناءً على هذا اليقين، فكيف يمكن أن تُطرد؟“
“يبدو أن صندوق المتحف أهم من منصب الباحث الدائم.”
قال والد إيميلي وهو يميل كأس الخمر إلى فمه.
كان والدها قد ثمل بالفعل.
“لن أترك ويستكوت أبدًا! إذا كنتما والدين، فحتى إن لم تدعماني، لا يجب أن تدمرا حياتي. إذا تركت المدرسة هنا، ماذا عن الجامعة؟ بدأت للتو أرى النور في حياتي!”
قرقعة–
رمى والد إيميلي كأسه بعنف.
“حسنًا، لقد قلتِها ببراعة.
كيف تعيشين حياتك المدرسية على أي حال؟“
“حياتي… حياتي المدرسية؟ ما بها؟ أنا أؤدي بشكل جيد بما فيه الكفاية.”
تحدثت إيميلي بصوت مرتعش خوفًا من أن يكون قد اكتشف تغيبها عن حصص الظهيرة اليوم.
“تؤدين جيدًا؟ أنفقنا المال القليل الذي لدينا لإرسالك إلى مدرسة خاصة باهظة الثمن، فإن لم تستطيعي مساعدتي على تثبيت مكانتي من خلال التقرب من أبناء العائلات الراقية، فلماذا أُطرد الآن بسببكِ؟ أنتِ!”
صرخ والد إيميلي بغضب.
“ما… ما هذا الكلام؟ بسببي؟ لقد طُردت بسبب عجزك، فلماذا تلومني؟“
“حتى لو كان الأمر كذلك، كيف يمكن أن يكون طردك بسبب إيميلي؟ قل شيئًا منطقيًا.”
لم يرد والد إيميلي، واكتفى بالتحديق فيها بغضب.
“أتعرفين غراهام؟“
“غراهام؟ لا أعرف. آه– إيان غراهام؟“
سألت إيميلي بصوت مرتعش. شعرت بإحساس سيئ.
“نعم، يبدو أن هذا هو اسم الابن الوحيد المتعجرف لعائلة غراهام. كانوا أكبر الداعمين لمتحفنا، لكنهم أخبروا اليوم بقطع الدعم بشكل أحادي. عائلة غراهام التي تتحمل مسؤولية تمويل المتحف منذ عقود، منذ تأسيسه.”
“وما… ما ذنبي في ذلك؟“
سألت إيميلي بصوت مرتعش.
“ألم تعترفي للتو بلسانك؟ أنت تعرفين ابن عائلة غراهام؟ لقد حددوا في غراهام أنهم لن يقدموا الدعم إذا لم يُستبعد البحث الذي أقوده، فهل هذا مجرد صدفة الآن؟“
رفع والد إيميلي صوته.
“إذن… هل تقصد أن هذا ذنبي؟ وإذا لم تتمكن من مواصلة بحثك، ألا يمكنك فعل شيء آخر؟ المتحف هو الغريب لأنه يطردك بسبب هذا!”
“هل أبدأ فجأة بأبحاث الفضاء بلا أي خلفية؟ أو ربما أبحاث الديناصورات؟ لقد طالبوا باستبعاد كل أبحاثي في علم الآثار، فكيف لي أن أجد شيئًا مشابهًا أتولاه!”
“إذن افعل شيئًا آخر غير البحث!”
“هل تقترحين أن أصبح عامل نظافة الآن؟“
“لا أعرف! هذا شأنك، أبي.
هذه مهمتك، إعالة العائلة! لن أترك المدرسة أبدًا!”
“إذن سأعود إلى ميزوري!”
“ماذا؟ إذا عدت إلى ميزوري، هل ستستقبلك جامعة ميزوري؟
لقد تركتهم بعد خلاف على أي حال.
إذا أردت العودة، عد بمفردك! لن أعود أبدًا.”
“إذن اذهبي إلى ذلك الغراهام اللعين وترجيه. اسأليه لماذا قدم هذا الطلب للمتحف واطلبي منه التراجع. إذا كنتِ لا تريدين العودة إلى ميزوري!”
صرخ والدها، فاستدارت إيميلي عائدة إلى غرفتها.
‘إيان غراهام الجبان. أحقر مخلوق لا يملك سوى المال.
هل يظن أنني سأترجاه؟ مستحيل.’
لكن عندما سمعت من والدتها في اليوم التالي أنهم عرضوا المنزل للبيع، لم يكن أمام إيميلي خيار سوى البحث عن إيان.
**
نوك نوك–
“الباب مفتوح-“
تنفست إيميلي بعمق قبل دخول غرفة مجلس الطلاب. إيان ليس كبلير أو ليو اللذين كانت تعتبرهما سهلين. كانت تعلم جيدًا أن إيان شخص لا يرحم ولا يُخدع بسهولة. كانت تدرك أن تمثيلها الذي خدعت به بلير وليو بسهولة لن ينجح مع إيان.
صرير–
فتحت إيميلي باب غرفة مجلس الطلاب ودخلت. لحسن الحظ، لم يكن هناك سوى إيان. هذا يعني أنه لن يرى أحد غيره حالتها المزرية.
نظر إيان إليها بنظرات احتقار وقال:
“يبدو أنني أعرف سبب مجيئك.”
أثارت سخرية إيان كبرياء إيميلي بشدة.
وتأكدت من رد فعله أن طرد والدها من المتحف كان بسببه بالتأكيد.
‘إذا كان إيان لن ينخدع بتمثيلي البريء أو الودود، فلن أذل نفسي. سأعطيه ما يريد وأجري صفقة عادلة، هذا كل شيء.’
تخلت إيميلي عن كل أقنعة الطيبة التي كانت ترتديها وقالت:
“حقًا؟ إذا كنت تعرف سبب مجيئي،
فسيكون الحديث أسهل قليلًا.”
حدّق إيان فيها.
“تبدين متعجرفة لشخص جاء يطلب معروفًا.
لكنني لم أعتقد أبدًا أنكِ من النوع الذي يخفض رأسه بسهولة.”
قال إيان ببرود.
“طُرد والدي من عمله.”
“وماذا في ذلك؟ أنا لست مدير المتحف.”
“بل أنت شخص يقف فوق المدير.”
“وأنتِ فعلتِ ذلك وأنتِ تعرفين هذا؟“
ضحكت إيميلي ساخرة بعد سماع كلامه.
“هه؟ كنت أعرف أنك غني، لكن لم أكن أعلم أنك حقير لدرجة أنك تتحكم في مصير عائلة بأكملها وتهزها. بسبب ألاعيبك، أصبحنا على وشك الطرد من منزلنا والجوع.”
“لم أكن أعلم أنني تعاملت مع عائلة يمكن أن تهتز بسهولة بسبب لعبة طالبة ثانوية. تصرفاتك كانت متهورة جدًا لشخص لديه أساس هش إلى هذا الحد.”
قال إيان ببرود. كانت إيميلي على وشك الانفجار. لم يجرؤ أحد من قبل على الحديث عن وضع عائلتها أمامها مباشرة. لكن إيان كان يتعمد لمس أكثر نقاطها ألمًا.
“رئيس مجلس طلاب جبان لدرجة أنه يمس نقاط ضعف الآخرين.”
“ألا يجب أن تعرفي أنكِ من بدأتِ بذلك؟“
“تتحدث عن بلير؟“
قالت إيميلي ساخرة.
“كما توقعت، أنتِ تعرفين.”
أجاب إيان. في تلك اللحظة، شعرت إيميلي بالغيرة تشتعل في جسدها كله. شيء لم تملكه أبدًا: حليف قوي مثل إيان يقف إلى جانب بلير.
‘هل هما يتواعدان؟ كنت أعتقد أنهما ليسا قريبين جدًا.
متى أصبحا بهذا القرب؟‘
عندما كانت إيميلي تجمع معلومات عن بلير، لم يخبرها أحد أنها وإيان كانا بهذا العمق في علاقتهما، ولم تلاحظ هي أيضًا التغيرات في علاقتهما.
“حسنًا، سأعترف. لقد أخطأت بلمسي لـبلير.
من الآن فصاعدًا… لن أمس بلير أبدًا.”
‘على الأقل ليس بطريقة تجعلك تمسكني متلبسة.’
“أنت تتحكم بمصير والدي لأنك تريد شيئًا مني، أليس كذلك؟“
“ما المادة التي حقنتها في جسد بلير في الحفلة؟“
“ههه!”
ضحكت إيميلي ساخرة مرة أخرى.
كانت تعتقد أنهم سيشتبهون بالمادة لأنهم اكتشفوها قبل أن يزول تأثير المنوم على بلير، لكنها لم تتوقع أن يحاول إيان طرد والدها فقط لأنها أعطت بلير منومًا. بسبب هذا فقط. شعرت إيميلي بالغضب، لكنها كانت تعلم أن الوقت قد حان لتذل نفسها.
“…إنه منوم.”
“أي نوع من المنومات؟“
“لن تعرفه حتى لو أخبرتك.”
عبس إيان لردها غير الجاد.
“أقـ… أقصد الحقيقة. لقد صنعتُه بنفسي.”
“تقولين الآن إنكِ، وأنتِ بلا خبرة حقيقية في الأدوية أو الطب، صنعتِ مادة غير قانونية وحقنتها في جسد بلير؟“
نهض إيان من مكانه بعد سماع كلامها،
وشعرت إيميلي لأول مرة بالرهبة منه.
“إنه آمن! أقسم! إذا شككتَ في ذلك، خذ بلير إلى المستشفى الآن وتأكد بنفسك أنها بخير. أنا… أنا أصنعه لاستخدامه بنفسي.”
“شيء آخر. كلا من بلير ولوكاس قالا إنهما لا يتذكران شرب أي مشروب في الحفلة، فكيف أعطيتهما المنوم؟“
“……”
ترددت إيميلي للحظة.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 98"