استمتعوا
قبل بضع ساعات.
وصلت بلير وإيان معًا إلى مكان الحفلة.
كانت بلير ترتدي فستانًا قرمزيًا بأكتاف مكشوفة،
مزينًا بإكسسوارات ذهبية تتناغم مع الفستان بشكل رائع.
لكن عندما وصلا، وبعد ركن السيارة والتوجه نحو القصر،
شعرت بلير أن هناك شيئًا غير صحيح.
باستثناء بلير، كان الجميع يرتدون فساتين بيضاء ناصعة كالثلج. بدا فستانها القرمزي وكأنه رذاذ دم في عالم أبيض نقي بالكامل.
كانت إيميلي وأليسيا تستقبلان ضيوف الحفلة عند مدخل القصر.
“بلير، لقد جئتِ. شكرًا لأنكِ حضرتِ.”
رحبت إيميلي ببلير،
وهي ترتدي فستانًا أبيض ناصعًا مثل بقية الضيوف.
“لكن بلير، لون فستانكِ…”
قالت أليسيا التي كانت بجانب إيميلي.
“أوه، الآن تذكرت، لقد نَسِيتُ أن أخبر بلير أن قواعد الزي قد تغيرت.”
قالت إيميلي ذلك وهي تبتسم بمكر.
‘نسيتِ؟ أي نسيان هذا؟ منذ البداية كان لون الزي الأبيض،
ويبدو أنكِ تعمدتِ عدم إخباري لتُحرجيني.’
سخرت بلير في داخلها.
شعرت بالضحك على هذا الجهد البائس الذي بذلته إيميلي لإحراجها.
“قد يُسيء الآخرون الفهم.
سيقولون إنكِ اخترتِ اللون الأحمر عمدًا لجذب الانتباه.”
قالت إيميلي ذلك بتعبير متظاهر بالقلق.
“حسنًا، أنا بالفعل أحظى باهتمام أكثر مما أحتاج.
ألا يعرف الجميع ذلك؟ استمتعي بوقتكِ.”
ردت بلير على كلام إيميلي ثم دخلت إلى مكان الحفلة. كان داخل القصر مزينًا بالكامل باللون الأبيض، كما لو أن الثلج قد هطل فيه، مما جعل بلير تبرز أكثر، وأصبحت محط أنظار الجميع.
لم تكن بلير تهتم كثيرًا بأن ينظر إليها الناس.
كانت تنوي الاستمتاع بالشعور بأنها بطلة الحفلة.
تفقدت بلير الوجوه حولها بحثًا عن شخص يمكنها تحيته،
لكن معظم الحضور كانوا من أصدقاء إيميلي المقربين،
ولم تكن بلير على علاقة جيدة بهم.
في تلك اللحظة، لمحت بلير وجهًا مألوفًا ومرحبًا.
“روبي.”
كانت روبي منهمكة بتناول الطعام، وعندما رأت بلير، اتسعت عيناها دهشة، واتجهت نحوها وهي تحمل طبق الطعام بيدها.
“لم أكن أعلم أنكِ ستحضرين الحفلة اليوم.”
“لم أكن أعلم أيضًا أن بلير ستأتي.”
“كيف حال أوبري؟“
“أوبري أصبحت بصحة جيدة تمامًا.
أنتِ تعلمين أنها خرجت من المستشفى، أليس كذلك؟“
أومأت بلير برأسها.
“إيان، أنت تعرفها، أليس كذلك؟ إيان، هذه روبي، إحدى الصغيرات بفريق المشجعات.”
أرادت بلير مواصلة الحديث مع هذا الوجه المرحب،
لكن يبدو أن روبي وإيان لم يكونا مرتاحين لبعضهما.
في تلك اللحظة، رأى ليو بلير واقترب منها.
عندما بدا أن ليو سينضم إلى مجموعتهم،
ظهرت علامات التوتر الشديد على وجه روبي.
“أنا، بلير، لدي شيء أريد قوله لكِ لاحقًا.”
“لي؟“
“نعم.”
‘هل حدث شيء آخر، أم أن إيميلي تخطط لشيء ما؟‘
“يمكنكِ قوله الآن.”
“لا، بلير، سأجدكِ لاحقًا.”
حاولت بلير إقناع روبي بأن الحديث الآن لا بأس به،
لكن روبي أنهت كلامها، القت التحية على الجميع،
ثم غادرت بخطوات سريعة. وأخذ ليو مكانها.
“لقد جئتما، بلير، إيان.”
بدا ليو متوترًا.
“هل أنت بخير، ليو؟ تبدو متوترًا؟“
“قليلاً. هل يظهر ذلك؟“
قال ليو ذلك وهو يتلوى بتوتر.
“اهدأ، ليو. حتى لو فشلت في جعل إيميلي تعترف اليوم،
لا بأس. يمكننا انتظار فرصة أخرى.”
أصبح تعبير ليو أكثر قتامة عند سماع كلمات بلير.
“لا، سأحاول على الأقل. لم أعد أريد أن أظل متورطًا مع إيميلي.”
“هل أنت متوتر لأنك تخشى الفشل؟“
“…ليس بالضرورة ذلك. إيميلي تحاول باستمرار الاقتراب مني جسديًا، وهناك حدود لقدرتي على رفضها.”
قال ليو ذلك وهو يفرك يديه بتوتر. كانت يداه مغطاة بالعرق.
“لا أعرف إن كنت سأجد وقتًا لأكون مع إيميلي بمفردنا اليوم.”
“ماذا لو اقترحتَ عليها أن تتحدثا على انفراد أولاً؟“
“أعتقد أنها بدأت تشك في شيء.
ربما أدركت أنني أقترب منها عمدًا. وإلا لماذا تطيل الأمر هكذا؟“
“اهدأ، ليو. هذا مجرد شعورك، ولا يوجد شيء مؤكد بعد. حتى لو شكت إيميلي، يمكننا وضع خطة أخرى. لا ترهق نفسك ولا تتوتر.”
“لدي شيء أقوله.”
“ما هو؟“
“إيميلي قالت إن لديها إعلانًا مفاجئًا،
وطلبت مني أن أكون معها حينها.”
“لم تخبرك إيميلي بما هو؟“
“لم تقل شيئًا على الإطلاق. هل لديك أي شكوك؟“
“ليو، لا تقلق الآن. ربما لا يكون شيئًا كبيرًا.”
هزت بلير رأسها وقالت.
“…حسنًا، ربما أنتِ على حق.”
“ونحن لن نغادر مكان الحفلة، سنبقى هنا معك.”
أومأ ليو برأسه موافقًا على كلام بلير.
“…أرى إيميلي هناك. لا أعتقد أنها يجب أن تريني معكما.”
أنهى ليو كلامه ثم ترك بلير وإيان بسرعة،
مختلطًا بالحشد حتى اختفى.
“ليو يبدو متوترًا جدًا.”
“بالفعل، ليس على طبيعته.”
بينما كانت بلير تتأمل ظهر ليو المبتعد،
شعرت بنظرات إيميلي الحادة تتجه نحوها.
“ربما من الأفضل أن نذهب إلى مكان لا نصادف فيه إيميلي حتى يحدث شيء؟“
قال إيان لبلير.
“حسنًا، لنأخذ جولة، وإذا لم يحدث شيء، سأترك المكان لك وأعود إلى المنزل مبكرًا. وجودي هنا قد يجعل إيميلي أكثر حساسية بدون داعٍ. وبما أننا لا نستطيع استخدام الهواتف داخل الحفلة، فإن عدم التواصل مع لوكاس يزعجني.”
“ربما يكون ذلك أفضل.”
غادر إيان وبلير القاعة الرئيسية للحفلة،
لكن الممر والغرف الجانبية كانت مكتظة بالناس أيضًا.
“إلى أين نذهب؟“
“حسنًا، كنت أريد فقط مكانًا أقل ازدحامًا.
لكن يبدو أن كل مكان سيكون ممتلئًا.”
في تلك اللحظة، خطرت في بال بلير فكرة مكان هادئ قد يكون خاليًا من الناس.
‘ربما لم يفتحوه لضيوف الحفلة. قد يكون هناك أزواج يختبئون للقاءات سرية، لكن إذا حالفنا الحظ، قد يكون خاليًا؟‘
“لنذهب إلى هناك، إيان.”
قادت بلير إيان نحو الحديقة.
***
كان المكان الذي أخذت إليه بلير إيان عبارة عن حديقة داخلية صغيرة مصنوعة من الزجاج، يعتني بها والد أليسيا بعناية فائقة.
تقع في مكان منعزل في الفناء الخلفي، لذا كان من الصعب العثور عليها إلا إذا كنت تعرفها مسبقًا. كانت مليئة بأنواع نادرة من النباتات التي يصعب رؤيتها في الشتاء، ومزينة بشرائط حمراء احتفالًا بالكريسماس.
سأل إيان بعينين متسعتين دهشة:
“كيف عرفتِ بوجود مكان مثل هذا؟“
“كنت صديقة مقربة لأليسيا.
كنت آتي إلى هنا كثيرًا عندما كنت أزور منزلها.”
أشعلت بلير الأنوار وقالت. عندما أضيء المكان، بدأت أضواء الكريسماس المزينة في أرجاء الحديقة الداخلية بالوميض، مما جعل هذا المكان –الذي كان دائمًا ملاذًا مريحًا للاختباء– يتحول إلى فضاء رومانسي وجميل بفضل زينة الكريسماس.
“واو—”
انطلقت تنهيدة صغيرة مندهشة من فمي بلير وإيان وهما ينظران إلى الحديقة المضاءة.
“اخترت هذا المكان لأن والد أليسيا يعتز به، لذا لم أعتقد أنهم سيفتحونه للضيوف. لكن لم أتوقع أن يصبح بهذا الجمال مع إضافة زينة الكريسماس.”
تحدثت بلير بإسهاب محرجة من الأجواء الرومانسية الشديدة، حتى عن أشياء لم يسأل عنها إيان.
“هل نخرج مجددًا؟“
“لماذا؟ المكان هنا رائع.”
“……”
توقف إيان عن السير بعد أن جال في الحديقة الداخلية قليلاً، وأشار بيده إلى السقف وسأل بلير:
“بلير، هل تعرفين ما هذا النبات؟“
تبعت بلير إشارة يده ونظرت إلى النبات المعلق في سقف الحديقة. لم تكن بلير خبيرة بالنباتات، فلم تعرف اسم هذا المحصول الصغير الذي تحمل أوراقه الخضراء اليانعة ثمارًا بيضاء تشبه حبات اللؤلؤ.
“لا أعرف.”
“إنه الهدال .”
قال إيان ذلك بوجه مليء بالابتسامات.
احمر وجه بلير عندما فهمت ما يعنيه.
كانت قد سمعت قصة تقول إن رجلاً وامرأة لم يتأكدا من مشاعرهما بعد، إذا قبّلا بعضهما تحت الهدال في منتصف ليل الكريسماس، سيؤكدان صدق مشاعرهما.
“آه، إذن هذا الهدال. لم أكن أعلم أنه موجود هنا.”
بدأت بلير المتوترة تتحدث بتلعثم ووجهها محمر.
“كنت أعلم. كنت أبحث عن الهدال.”
“……”
تقاطعت عينا بلير وإيان.
وفي تلك اللحظة، انطفأت أضواء الكريسماس المتلألئة،
وغرقت الحديقة الزجاجية بأكملها في الظلام.
لم يعد بإمكانها رؤية شيء أو سماع أي صوت.
كل ما سمعته بلير كان أنفاسها فقط.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 92"