استمتعوا
“…نعم، هذا صحيح.”
“يا إلهي، لماذا فعلت ذلك بحق السماء؟“
“ألم تكن تعرف كل شيء قبل أن تسأل؟
إيميلي هي من أرادت مني ذلك.”
“غرايسون، ألم تفكر أن الناس قد يتأذون؟ هذا ليس مثل تهديدك لبعض الأطفال أو حبسهم في خزائنهم، إنه جريمة من مستوى مختلف تمامًا!”
قال لوكاس ذلك بانفعال شديد غاضبًا من موقف غرايسون الهادئ.
“حسنًا، ظننت أن أحدًا ما سينطفئها قبل أن تتفاقم.
لم يكن هناك مواد خطرة في المكان على أي حال، أليس كذلك؟“
شعر لوكاس بالغضب يتصاعد داخله، لكنه كان لا يزال بحاجة إلى طرح المزيد من الأسئلة، فأخذ نفسًا عميقًا وقال:
“لماذا أمرتك إيميلي بفعل ذلك على وجه التحديد؟“
“اعتقدت إيميلي أنه إذا اندلع حريق، فسيوجه الجميع اللوم إلى بلير، وستضطر بلير إلى ترك فريق التشجيع.”
“…وهل هذا يعني أنها أمرتك بإشعال النار؟
كيف تسببت في الحريق بحق الجحيم؟“
“قمت بتعطيل الجهاز داخل الفرن الذي يوقف التشغيل تلقائيًا عند الوصول إلى درجة حرارة عالية. بعد ذلك، كان الأمر بسيطًا. ضبطت درجة حرارة الفرن على أعلى مستوى، ووضعت أوراق الزبدة بكميات كبيرة بالقرب من الموقد قدر الإمكان.”
“إذن، إصابة أوبري أثناء تدريب المشجعات،
هل كان ذلك من فعلتك أيضًا؟“
“آه… كنت أعلم أنك ستسأل عن ذلك أيضًا.
لكن قبل ذلك، هناك شيء أريد قوله.”
بدا غرايسون متأثرًا بعض الشيء.
“لم أكن أعلم أن أوبري ستتأذى بهذا الشكل. كل ما قالته إيميلي هو أن أجعل منصة الأداء في الصالة الرياضية تهتز فقط.
قالت إن أسوأ ما قد يحدث هو كدمات أو رضوض—”
“لا تختلق أعذارًا سخيفة.
كنت تعلم، ولا يمكنك تبرير ما فعلته بهذه الأعذار.”
لم يستطع لوكاس تحمل أعذار غرايسون، فانفجر غاضبًا.
لم يعد يحتمل موقف غرايسون غير المسؤول الذي يقول:
“أنا لست مذنبًا، فقط نفذت الأوامر.”
“لهذا أنا أخبرك بكل شيء الآن. أعلم أنني مخطئ.
ماذا أفعل أكثر من هذا؟ هل أذهب إلى مركز الشرطة وأعترف؟“
“هل تستطيع فعل ذلك؟ الاعتراف؟“
أومأ غرايسون برأسه.
تفاجأ لوكاس لأنه لم يتوقع أن يوافق غرايسون على الاعتراف بهذه السهولة.
“نعم. لقد سئمت من أن تتحكم بي إيميلي،
وأعلم أن الأمور بدأت تُكشف.”
“هل ستذكر أيضًا أن إيميلي هي من أمرتك؟“
أومأ غرايسون وقال:
“إذا قلت كل شيء، ماذا سيحدث؟ هل ستُعاقب إيميلي بعقوبة أكبر؟ أم أنا من سيتحمل العقوبة الأكبر؟“
“ليس بإمكاني الإجابة عن ذلك الآن. سيعتمد الأمر على مدى الإجبار الذي مارسته إيميلي عليك، بالإضافة إلى الأدلة والظروف المحيطة لتحديد العقوبة المناسبة.”
“حتى لو اعترفت، لن أحصل على تخفيف في العقوبة؟“
“قد يتم تخفيفها قليلًا، لكنني لا أعرف إلى أي مدى.”
“لديك محامون باهظو الثمن. سأذهب وأقول كل ما تريده،
فقط ساعدني على تجنب السجن.”
“ولماذا يجب أن أفعل ذلك؟“
أدرك لوكاس أن السيطرة الآن لم تعد بيد غرايسون، بل بيده هو.
“……”
“كل ما قلته؟ كنت أتوقعه، لكن لا توجد أدلة.
إذا أردت مساعدتي، تحدث عن شيء أكثر تحديدًا يثير اهتمامي.”
كان بإمكان تسجيل محادثته مع غرايسون أن يكون دليلًا على أكاذيب إيميلي يمكن مشاركته في مجتمع المدرسة أو وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه لن يكون صالحًا كدليل في المحكمة، وهو هدفهم النهائي.
كان لوكاس بحاجة إلى دليل أكثر وضوحًا، شيء يضمن الإمساك بإيميلي وغرايسون حتى لو رفض غرايسون الشهادة في المحكمة وهرب.
“حسنًا؟ تريد سماع شيء لم تتوقعه؟“
“إذا كنت بحاجة إلى محامين باهظين،
فعليك أن تعطيني معلومات تستحق ذلك.”
“ها!”
ضحك غرايسون بسخرية عند سماع كلمات لوكاس.
شعر لوكاس بقشعريرة من ضحكة غرايسون الساخرة.
كان هناك شيء غريب ومختلف في غرايسون عن المعتاد.
“ماذا عن هذا؟ هل تعلم ما الذي تعدّه إيميلي لبلير بينما تقضي وقتك معي هنا في موقع البناء؟“
شعر لوكاس بعرق بارد يسيل على ظهره لحظة سماع اسم بلير من فم غرايسون. اختفى شعوره بالسيطرة في لحظة.
“مـ… ما الذي تنوي فعله؟“
“أعطني وعدًا بأنك ستساعدني بكل ما أوتيت من قوة إذا وقفت في المحكمة.”
“… أعدك.”
ضحك غرايسون بصمت بسخرية.
“قلت سأساعدك، تحدث بسرعة.”
قال لوكاس بنبرة مرتفعة من القلق.
“اليوم… عندما رأيتني، ألم… ألم تفكر أنني مختلف عن المعتاد؟“
قال غرايسون ذلك وابتسامة خفيفة على شفتيه.
كان يتحدث ببطء ملحوظ.
“غرايسون، ما الذي يحدث لك فجأة؟“
“إ… إيميلي… د… دائمًا… تحملها معها…”
“تحمل ماذا معها؟“
“إيـ… ـميلي… لبلير… ستشعر بالتأثير قريبًا أنت أيضًا…”
توقف غرايسون عن الكلام وأسقط رأسه بضعف.
نهض لوكاس من مكانه في نفاد صبر وهز جسد غرايسون.
“غرايسون، أكمل ما كنت تقوله. ما الذي يحدث لك فجأة؟“
لكن غرايسون لم يستيقظ، وسقط على الطاولة كما هو.
شعر لوكاس بقشعريرة في جسده كله. ما الذي لا تستطيع إيميلي فعله بعد أن أشعلت النار في غرفة الطهي بلا مبالاة،
وأسقطت مشجعة لم تطعها من ارتفاع خمسة أمتار؟
‘هل هي مخدرات أو شيء من هذا القبيل؟‘
ترك لوكاس غرايسون وخرج مسرعًا من موقع البناء.
اقترب منه مرافقوه والسائق الذين كانوا ينتظرون بالخارج.
“شغل السيارة، بسرعة.”
قال لوكاس بقلق.
“إلى أين نذهب؟“
أعطى لوكاس عنوان مكان الحفلة للسائق وهو يرتجف من القلق.
‘آمل ألا يحدث شيء، بلير. من فضلك.’
حاول لوكاس الاتصال ببلير، لكنها لم تجب.
***
ما إن وصلت السيارة التي يستقلها لوكاس إلى مكان الحفلة،
حتى خرج لوكاس من السيارة في حالة ذهول ودخل إلى الحفلة.
كان القصر الكبير مكتظًا بالحضور، وكأن جميع طلاب وستكوت، بل وكل الشخصيات البارزة في كاليفورنيا، قد تجمعوا هناك.
حاولت نساء يرتدين زيًا يشبه زي المرشدين إيقاف لوكاس الذي كان يحاول الدخول مسرعًا، مبتسمات بترحيب.
“ما هذا؟ ابتعدوا.”
“مرحبًا بك في الحفلة. لأسباب تتعلق بالخصوصية،
لا يُسمح بإدخال الهواتف إلى مكان الحفلة.”
“سأجد شخصًا أعرفه وأخرج فورًا.
لن يكون لدي وقت لالتقاط الصور.”
“هناك شخصيات بارزة يجب ألا تُصور مطلقًا.
لا يمكنك الدخول دون تسليم هاتفك.”
ندم لوكاس على عدم اصطحاب مرافقيه،
لكنه لم يجد خيارًا سوى تسليم هاتفه، ثم دخل أخيرًا إلى القصر.
كان مكان الحفلة مكتظًا بالناس لدرجة أن المشي كان صعبًا.
تعرف عليه الكثيرون واقتربوا منه للتحية والحديث،
لكن لوكاس لم يكن لديه وقت للرد على تحياتهم.
رد على التحيات بسرعة وبدأ يبحث عن بلير في أرجاء الحفلة الواسعة. لكنه لم يجد أي أثر لها.
سأل كل من صادفه إن كانوا قد رأوا بلير، لكن الجميع قالوا:
“الآن وقد ذكرت ذلك، أين بلير؟” ولم يعرف أحد مكانها.
لم يرَ لوكاس ليو أو إيان أيضًا. بدأ يفقد صوابه من القلق على بلير.
في تلك اللحظة، ربت أحدهم على كتف لوكاس.
استدار لوكاس بتوتر غير معهودة،
وعندما تقاطعت عيناه مع من ناداه، عبس وجهه بشدة.
“أين بلير؟“
“لماذا تسألني أنا؟“
قالت إيميلي ذلك وهي تبتسم ابتسامة لا تستطيع إخفاءها.
كان واضحًا للجميع أنها تعرف مكان بلير.
أمسك لوكاس الغاضب بياقة إيميلي.
تفاجأ الحضور برد فعله المفاجئ وحاولوا تهدئته، لكنه لم يبالِ.
“إذا لمستِ بلير ولو بطرف إصبع، فلن أترككِ.”
على الرغم من إمساكها بياقتها فجأة،
لم تتفاجأ إيميلي، بل قالت بهدوء:
“بدلاً من إضاعة وقتك بتهديدات لا تجدي نفعًا، ألا تعتقد أنه من الأفضل أن تذهب إلى بلير بسرعة؟ من يدري، قد أكون قد فعلت شيئًا لبلير كما قلت.”
كان لوكاس غاضبًا للغاية، وعروقه تنبض في وجهه،
وعندما همّ بالرد على إيميلي، همست في أذنه:
“الطابق الثاني، نهاية الممر، الغرفة على اليمين.”
أنهت إيميلي كلامها بابتسامة،
ثم أمسكت بهدوء يد لوكاس التي كانت تعتصر ياقتها.
“ما هذا؟ اتركيني، آه.”
حاول لوكاس دفع يدها بعيدًا، لكنه شعر بشيء يخزه بألم،
لكن لم يكن لديه وقت لمعرفة ما هو.
نظر إليها بنظرة غاضبة،
ثم أفلت ياقتها واندفع إلى الطابق الثاني.
‘بلير، يجب أن تكوني بخير.’
بينما كان يتجه إلى نهاية الممر في الطابق الثاني، شعر لوكاس أن المسافة التي بدت قريبة أصبحت بعيدة بشكل غريب،
وحركة ساقيه تباطأت تدريجيًا.
‘غريب، جسدي لا يستمع إلي.
أشعر أنني لو مددت يدي سأصل، لكن…’
وصل لوكاس أخيرًا إلى الغرفة في نهاية الممر. لكنه لم يتمكن من التأكد من سلامة بلير، إذ سقط على الأرض فجأة.
ثومب–
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 91"