استمتعوا
“سيصل السائق خلال دقائق. هل الجميع بخير؟“
أومأ كلٌّ من بلير وليو برأسيهما تأكيدًا على أنهما بخير.
ثم نظرت بلير للحظات إلى مجموعة اللصوص الملقاة على الأرض قبل أن يتحدث.
“لكن، ماذا لو أبلغوا الشرطة؟“
كانت بلير تخشى أن يتسبب بلاغهم في خضوع ليو للتحقيق،
مما قد يؤثر على مسيرته كلاعب.
“لن يفعلوا، لأنهم يعلمون أنهم سيكونون أول من يُقبض عليه.”
قالها ليو بنبرة باردة، بينما كان يحدق في اللصوص الممددين على الأرض وهم يتأوهون.
وصل سائق لوكاس بعد لحظات، وبمجرد أن وقع نظر بلير على السيارة المألوفة، شعرت أخيرًا بالطمأنينة والأمان.
***
خلال رحلة العودة في الليموزين، كانت بلير ولوكاس وليو مستنزفين تمامًا، ولم يتبادلوا الكثير من الحديث.
كانت بلير تحدق بلا وعي في يد ليو، حتى أدركت فجأة أن الدم الذي يلطّخه ليس دم شخص آخر، بل دمه هو.
“ليو… لا تقل لي إن هذا دمك؟ هل أصبت؟“
“آه… لا شيء مهم.”
نظر ليو للحظة إلى يده المصابة، ثم تحدث بلا مبالاة.
لكن بلير أمسك بيده بإحكام وقال بقلق:
“لا شيء مهم؟! يدك تنزف بغزارة! علينا الذهاب إلى المستشفى.”
“لا داعي. مجرد خدش. بلير، أنا لاعب كرة قدم، وهذه الجروح تحدث طوال الوقت. لو كنت أذهب إلى المستشفى في كل مرة، لأعلنت شركة التأمين إفلاسها!”
حاول ليو طمأنة بلير، لكن كلماته لم تفلح في تهدئته على الإطلاق.
“بالضبط، أنت لاعب كرة قدم. من غير المقبول أن تتعرض لإصابة لا داعي لها، خاصة وأنت لست حتى في مباراة الآن!”
شعرت بلير بوخزة تأنيب الضمير، وعيناه كادتا تدمعان.
اخذت منديلًا من الكتان مبللًا ببضع قطرات من الماء من زجاجة جاهزة في السيارة، وقدمه لليو.
“شكرًا لك. لكن لا تقلقي، لن تؤثر هذه الإصابة على أدائي.”
بدأ ليو في مسح الدم، لكنه سرعان ما أدرك أن الجرح أعمق مما ظن، فكلما مسح أكثر، زاد تدفق الدم.
عندها، أخذت بلير المنديل منه،
ولفته بإحكام حول جرحه، ضاغطة عليه بقوة.
“أنا آسفة، ليو… لم يكن عليك المرور بكل هذا بسببي.”
“… بل على العكس، أشعر أنني جئت في الوقت المناسب.
فكري فيما كان يمكن أن يحدث لو لم أكن هناك، بلير.”
لم تجد بلير ما تقوله.
كان محقًا، فلو لم يكن موجودًا، لكان الوضع أسوأ بكثير.
لكنها لم تستطع أن تقول له إنها سعيدة بوجوده،
وهي ترى يده المصابة.
لذا، لم تفعل شيئًا سوى التحديق في ابتسامة ليو الصافية.
***
في اليوم التالي، عندما نزل بلير من الطائرة،
فوجئت برؤية شخص ينتظرها أمام السيارة التي كانت بانتظارهم.
كان إيان.
نظرت بلير إلى لوكاس وليو بدهشة، وكأنما تسأل: “ما الذي يجري؟” بدا ليو غير مدرك للأمر، لكن لوكاس تحدث بنبرة اعتذار.
“… أنا من استدعاه. وأخبرته أيضًا بما حدث في ميزوري.”
واصل لوكاس الحديث بنبرة خافتة مليئة بالندم.
“أنا من اقترح الذهاب إلى ميزوري، وبما أن الأمور لم تسر كما أردت، فكرت أن أغير خطتي، وأطلب مساعدة إيان هذه المرة.”
اتسعت عينا بلير بصدمة.
‘خائن! لقد اتفقنا على ألا نخبر إيان! بالإضافة إلى أنني وعدته بعدم التورط في أي مشاكل. كيف سأواجهه الآن؟‘
لكن لوكاس بدا مكتئبًا للغاية، فلم تجد بلير في نفسها القدرة على توبيخه. ببطء، مشت نحو إيان الذي استقبلهم بابتسامة غامضة.
“مرحبًا بعودتك. هل كان كل شيء على ما يرام في ميزوري؟“
قالها بينما ينظر إلى يد ليو الملفوفة بالمنديل.
“… حدثت بعض المشاكل البسيطة.”
قالتها بلير دون أن تجرؤ على النظر في عينيه.
ابتسم إيان وكأنه فهم كل شيء.
***
في طريق العودة إلى المدينة، بعد أن استمع إيان لما حدث في ميزوري، تحدث بصوت هادئ لكن حازم.
“معظم المعلومات التي اكتشفتوها في ميزوري،
كان يمكننا معرفتها من دون الحاجة للذهاب.”
“صحيح.”
قال لوكاس مترددًا.
“بصراحة، كنت أريد فقط عذرًا للخروج من كالاباساس، وفي نفس الوقت، أردت معرفة المزيد عن الأمور التي تشغل بال بلير.
لم أكن أتوقع حدوث كل هذا.”
“حتى لو قدم لنا الأستاذ تيرينس أدلة،
لا أعتقد أنها ستكون مفيدة كثيرًا.”
“أنت محق.”
قال لوكاس محبطًا.
“لا تلُم نفسك، لوكاس. هذا لا يشبهك.
دع الماضي وشأنه، وركّز على الحاضر.”
هزّ لوكاس رأسه بإحباط.
“ماذا عنكِ، بلير؟ ماذا تنوين فعله الآن؟“
“أريد أن تدفع إيميلي ثمن كل ما فعلته. وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فعلى الأقل، أريد التأكد من أنها لن تؤذي أحدًا حولي مرة أخرى.”
“أتفق معك. لكن المشكلة أننا لا نملك أدلة كافية على جرائمها.”
أومأ لوكاس برأسه موافقًا.
“سواء في حادث الحريق أو في إصابة أوبري، لم يتم العثور على دليل قاطع. ربما كان المحامون والمحققون الذين وظفناهم غير أكفاء، لكن حتى الآن، لم نجد أي شيء حاسم.”
“إذن، علينا أن نجعلها تعترف بنفسها.”
قال إيان بحزم، مما جعل بلير تهز رأسها موافقة.
منذ انضمام إيان إليهم، أدركت بلير مدى شعورها بالطمأنينة.
فهو لم يساعدهم فقط في إعادة تنظيم أفكارهم،
بل لم ينسَ أيضًا مواساة لوكاس ودعمه.
‘كان عليَّ إخباره منذ البداية… لم أكن أعلم أن وجوده معنا سيمنحني كل هذا الشعور بالارتياح.’
تلاقت عيناها بعيني إيان، الذي نظر إليها وكأنه يسألها عما يدور في ذهنها. هزّت رأسها نافية، ثم قالت:
“هل لديك خطة لجعل إيميلي تعترف؟“
“عادة، حين يُحاصَر شخص، يضطر إلى الاعتراف.
لكن إيميلي ليست من هذا النوع.”
“إذن؟“
“إيميلي لن تعترف بأخطائها إلا في حالتين: إذا كانت تشعر أنها في موقع قوة ساحق، أو إذا اعتقدت أنها انتصرت وانغمست في نشوة النصر. وحتى في تلك الحالة، لن تكشف شيئًا إلا لشخص تثق به تمامًا.”
قالها إيان بابتسامة،
لكنها كانت المرة الأولى التي تجد فيها بلير ابتسامته مخيفة.
‘يُقال إن الأشخاص مثل إيان هم الأخطر حين يغضبون…’
“إذن، علينا أن نجعلها تشعر بالنصر؟
بصرف النظر عن حقيقة يجب ان يكون شخصًا تثق به؟“
سأل ليو، وكان الجميع يفكرون في الأمر ذاته—ما الثمن الذي سيتوجب عليهم دفعه ليمنحوها هذا الشعور؟
“وما الذي يجعلها تشعر بأنها انتصرت؟ ما الذي تريده بالضبط؟“
أجاب بلير:
“أولًا، تريد أن تراني محطمة. وثانيًا، تريد أن تصبح شخصية مشهورة للغاية، لأنها تعتقد أن ذلك سيمنحها المال والمجد بسهولة.”
‘وثالثًا، تريدك أنت، ليو.’
لم تقل بلير ذلك، لكن لوكاس أكمل الجملة عنه.
“إيميلي تريدك، ليو. ألم تلاحظ ذلك؟
تعتقد أن الحصول عليك سيمنحها كل ما تطمح إليه.”
بدت الصدمة على وجه ليو.
“إنها تريدني؟“
“حقًا، لم تكن تعرف؟“
“لا أفهم لماذا تريدني، لكن إذا كان الأمر كذلك،
فالأمر بسيط. سأقترب منها بنفسي.”
قالها ليو بلا مبالاة.
“ليو… هل تنوي مواعدتها؟“
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 80"