استمتعوا
“إلى أين تذهبين على عجل هكذا، آنسة؟“
قالها ذاك الوغد ذو الشعر الطويل المتسخ، والذي كان قد ربطه للخلف بعشوائية، وهو يرمق بلير بابتسامة خبيثة تثير القشعريرة.
“كيااااااا!”
صرخت بلير بفزع عندما فوجئت به، وحاولت التراجع إلى الخلف،
لكن قبضة قوية استقرت على كتفها، مما منعها من التحرك أبعد من ذلك.
“لقد عثرت على الفأرة أخيرًا.”
وبمجرد أن تفوه بهذه الكلمات، بدأ مجموعة من اللصوص الذين كانوا بالقرب يتقدمون نحو بلير بخطوات بطيئة. جميعهم كانوا يبتسمون بنفس الابتسامة المقززة، مما جعل الرعب يتسلل إلى قلبها أكثر.
“ما بكِ؟ هل تظنين أننا سنلتهمكِ؟ لماذا ترتجفين هكذا؟“
قال ذلك الوغد طويل الشعر، وهو يضع يده على كتفها،
ظنًا منه أن ملامح وجهها الجامدة لم تكن سوى خوف وليس اشمئزازًا.
“لن نؤذيكِ، فقط أعطينا كل ما لديكِ من أموال وأشياء ثمينة.”
أدركت بلير أنها لا تملك خيارًا آخر. وإن كان الأمر سيتوقف عند مجرد السرقة، فسيكون ذلك أفضل ما يمكن حدوثه.
مدت لهم حقيبتها بالكامل ببطء. لم يكن يؤلمها فقدان الهاتف أو المحفظة، لكن الصور والذكريات المخزنة على هاتفها كانت الشيء الوحيد الذي تأسف لخسارته.
“تفضلي بخلع سترتكِ أيضًا.”
قالها الرجل ذو الشعر الطويل وهو يضحك بسخرية.
عضت بلير على شفتيها وبدأت ببطء في خلع سترتها. شعرت بالأسف لأنها ستسلم لهم سترة ليو، لكن لم يكن لديها خيار آخر، فقد رأت بالفعل المسدس الذي يخبئه الرجل في خصره.
‘الملابس لا تهم، يمكنني الاستغناء عنها متى شئت… لكن السلاح؟ حتى لو كنت متفوقة من حيث العدد، فلن يكون بإمكاني مجابهة رصاصة واحدة.’
بدأت بلير في خلع سترتها شيئًا فشيئًا، ولم تكن ترتدي تحتها سوى فستان بلا أكمام، مما جعلها تشعر بقشعريرة تسري في جسدها.
‘ماذا حدث لليو؟‘
لم يكن هناك أي أثر للأشخاص الذين هاجموه، مما جعل القلق ينهشها.
‘هل كان لديهم أسلحة أيضًا؟ أرجوك ليو، لا تكن متهورًا… كان عليك فقط إعطاؤهم ما يريدون.’
بدأت أسوأ السيناريوهات تتوالى في ذهنها.
‘لا، ليو… أرجوك لا تتصرف بتهور.’
قدمت سترة ليو لذاك الرجل، لكنه لم يأخذها،
بل أسقطها على الأرض وضحك بازدراء.
لم تكن السترة هي ما يريده في المقام الأول.
“هذا؟ يبدو رخيصًا من النظرة الأولى. أنا أتحدث عن ذلك الثوب الفاخر الذي ترتدينه. اخلعيه أيضًا، أراهن أنه يساوي أكثر بكثير.”
امتدت يده نحو فستانها بلا أكمام، وانفجر باقي اللصوص ضحكًا.
– طاخ! –
في تلك اللحظة، ظهر ليو من العدم، مندفعًا كالإعصار.
لم يكن هناك وقت لإيقافه أو لتحذيره، كان قد انقض على الرجل المسلح بكل ما أوتي من قوة، وحدث كل شيء في غمضة عين.
صُعقت بلير، تمامًا كما صُعق اللصوص الآخرون.
الغضب المتقد الذي كان يشع من عيني ليو جعله يبدو وكأنه وحش ثائر.
– طقطقة! –
سقط المسدس من يد الرجل طويل الشعر أثناء عراكه مع ليو، واستقر أمام قدمي بلير. أسرعت والتقطته بيدين مرتجفتين، ثم وجهته نحو أقرب شخص منها.
“هاه؟ حسناء لكن شجاعة! لكن هل تستطيعين إطلاق النار؟“
قالها أحد اللصوص وهو يضحك بسخرية، متقدّمًا نحوها. لم يكن ضخم الجثة، لكنه كان يملك نظرة مجنونة لشخص ليس لديه ما يخسره.
بدأت يداها ترتجفان، وخشيت أن تسقط المسدس أو يتمكن من انتزاعه منها.
وفي تلك اللحظة…
“بلير! هل أنتِ بخير؟“
ظهر لوكاس، يلهث وكأنه كان يركض منذ زمن، وملامحه مليئة بالقلق.
“أنا بخير، ولـ… ليو هنا أيضًا.”
نظر لوكاس حوله بسرعة ليفهم الموقف.
“أعرف، لقد تتبعت صوت ليو لأصل إليكما.”
لكن أحد اللصوص استغل انشغالها بالحديث، وتقدم نحوها بسرعة.
– بوم! –
لم يكن أمامه فرصة. لكمه لوكاس بقوة أسقطته أرضًا وجعله يزحف متألمًا.
– نوك! –
“لا تتحركوا!”
صاحت بلير بعد أن قامت بتجهيز المسدس.
وفي تلك اللحظة، انطلق صراخ مرعب.
“آآآااااااااه!”
توقف الجميع ونظروا نحو الرجل طويل الشعر،
الذي كان يتلوى على الأرض متألمًا.
كان وجهه مليئًا بالكدمات، لكن الأمر لم يكن يستدعي هذا العويل… إلا أن بلير لاحظت أنه كان يمسك بمعصمه الأيمن وهو يصرخ.
“يدي! هذا الوغد كسر معصمي!”
تدحرج على الأرض وكأنه يتعذب أشد العذاب.
أما البقية، فقد اشتعلت أعينهم بالغضب، واندفعوا نحو ليو دفعة واحدة.
نظرت بلير إلى ليو بقلق، بينما كانت يداها لا تزالان ترتجفان وهي تمسك بالسلاح.
أما لوكاس، فقد أمسك أحد اللصوص من ملابسه وأسقطه أرضًا،
قبل أن ينقض عليه ويثبت حركته.
أما الرجل الذي هاجم ليو، فقد انهال عليه باللكمات، لكن ليو لم يتأثر، وكأنه لم يكن سوى نسيم خفيف عليه، بينما واصل هجومه على الرجل طويل الشعر ليقضي عليه تمامًا.
حاول أحد اللصوص أن يعرقل حركة ليو من الخلف،
لكنه ببساطة أبعده عنه وأوقعه أرضًا بحركة قوية.
في لحظات قليلة، كانت المعركة قد حُسمت.
اقترب لوكاس من بلير بحذر، وغطى يديها المرتجفتين بيديه وهو يأخذ منها المسدس قائلاً:
“سأتولى هذا عنكِ، بلير. كل شيء انتهى الآن.”
لكن جسدها استمر في الارتجاف حتى بعد أن سلمته السلاح.
تنهد ليو، وهو يتفحصها:
“بلير، هل أنتِ بخير؟ لم تتأذي، صحيح؟“
لكنها لم تكن هي من عليه القلق.
كان ليو هو الذي بدا وكأنه خرج من معركة شرسة،
بملابسه الممزقة وجسده الملطخ بالطين.
“أنا بخير… ماذا عنك؟ هل أصبت؟“
ابتسم بثقة:
“أنا بخير دائمًا.”
لكن أعداءه لم يكونوا بخير إطلاقًا،
فقد كانوا جميعًا يتلوون على الأرض متألمين.
حين التفتت بلير، وجدت سترة ليو ملقاة على الأرض مغطاة بالوحل.
رفعتها بلطف ونفضت عنها التراب، قائلة بأسف:
“ليو، سترتك اتسخت…”
ابتسم بخفة:
“لا بأس، مجرد سترة. ما يهم هو أنكِ بخير.”
لكنها تمتمت بعناد:
“سأغسلها وأعيدها لك.”
نظر إليها ليو نظرة غامضة لم تستطع تفسيرها.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 79"