استمتعوا
قالت بلير:
“أنا وليو لسنا على علاقة عاطفية.
أردتُ فقط أن أوضح ذلك لأنني شعرتُ أن هناك سوء فهم.”
“إذن، ما مشاعركِ تجاه ليو؟”
سأل إيان.
“مشاعري تجاه ليو؟”
حدّق إيان بها بهدوء، بينما عجزت بلير عن إيجاد رد لفترة طويلة.
قال إيان:
“بلير، إن لم تكوني متأكدة من مشاعركِ بعد، فلن أسألكِ أكثر. دعينا نتقرب ببطء. أنا راضٍ بمجرد أن أزلنا سوء الفهم بيننا.”
أومأت بلير برأسها، وهي في حالة ذهول، موافقة على كلامه.
“شكرًا لصراحتكِ، بلير. أراكِ في المدرسة.”
ودّعها إيان، ثم أخرج سيارته بهدوء من موقف السيارات.
ظلت بلير واقفة حتى بعد رحيله بوقت طويل، ثم أدركت أنها كانت في حالة ذهول مفرط، فعادت مسرعة إلى المنزل.
استقبلها والداها بنظرات مليئة بالرضا والترقب. كان واضحًا أنهما ينتظران منها أن تفتح فمها وتحكي عن حديثها الطويل مع إيان، لكن بلير صعدت إلى غرفتها كالسهم دون أن تنبس بكلمة.
‘كيف سأتعامل مع إيان من الآن فصاعدًا؟ قال إنني لستُ مضطرة للرد، لكنني أخشى أن أفقد حتى صداقته.’
**
في يوم الإثنين بمدرسة وستكوت بعد انتهاء عطلة عيد الشكر،
كانت بلير مرهقة من التفكير المتواصل طوال العطلة دون راحة.
دخلت بلير المبنى الرئيسي للمدرسة،
ونظرت بفتور إلى هاتفها الذي كاد ينفجر من كثرة الإشعارات،
ثم فتحت رسالة كيمبرلي أولاً:
——
كيمبرلي
بلير، هل رأيتِ لوحة إعلانات المدرسة؟
——
بعد قراءة الرسالة، دخلت بلير إلى المجتمع الإلكتروني المجهول للمدرسة، ولاحظت أن عدد المنشورات يتزايد بسرعة غير معتادة.
تصفحت بلير المنشورات إلى الوراء حتى وصلت إلى منشور يحتوي على أكبر عدد من التعليقات، ونقرت عليه.
“إنها مجتهدة، شديد الاجتهاد.”
كان المنشور يتهم بلير بمحتوى مليء بالأكاذيب كالمعتاد، لكن خلطه ببعض الحقائق جعل من السهل على أي قارئ تصديقه.
ادّعى المنشور أن بلير تخلت عن ليو، وعندما بدأت علاقة ليو وإيميلي تزدهر، شعرت بالغيرة فأزعجت إيميلي، ثم أغرت ليو مجددًا واستعادتْه.
شعرت بلير بالسخف. لم تفعل شيئًا من هذا القبيل، ولو تحدث ليو لأثبت كذب ذلك بسهولة. ولم تفهم كيف تحولت قصة شخصية إلى موضوع يُنشر في المجتمع الإلكتروني.
ورغم عدم ذكر الأسماء صراحة، كان واضحًا لأي طالب في وستكوت أن ‘ب‘ تعني بلير، و‘إ‘ البريئة من الريف تشير إلى إيميلي.
استنكرت بلير الأمر بامتعاض، فهي لا تريد ولا تحتاج إلى تبرير مثل هذه الترهات. كان من الواضح لأي شخص مقرب منها أو من ليو أن هذا محض خيال.
لكن عندما قرأت المنشور الثاني، تلاشت ابتسامتها.
كان المنشور الثاني يتعلق بحادث الحريق في غرفة الطهي خلال أسبوع العودة. زعم أن بلير أهملت واجبها في الإشراف على الفرن، مما تسبب في الحريق، ثم استخدمت علاقاتها للتستر عليه، وهددت بطريقة وضيعة أعضاء فرقة المشجعات من الصفوف الدنيا الذين شاهدوا الحادث.
اتهم المنشور بلير بانعدام المؤهلات والمسؤولية كرئيسة للمشجعات، واختتم بأنها دائمًا تتجاهل قواعد المدرسة وتتحكم بها كما تشاء.
أصبح تعبير بلير جادًا بعد قراءة المنشور. اتهامها بتهديد المشجعات الصغيرات كان كاذبًا، لكن باستثناء ذلك، وقوع الحريق وإخفاؤه عن إدارة المدرسة كان كافيًا لإحراجها ومن حولها.
لم يقتصر الأمر على بلير، بل شمل أليسيا، كيمبرلي، أوبري، وروبي، وحتى لوكاس وإيان.
كان المنشور مقالاً تحريضيًا مكتوبًا ببراعة، يجعل القارئ، بعد الانتهاء منه، يربط صورة بلير المتراكمة في المدرسة بالشر، فيتخيلها بسهولة وهي ترتكب الأذى سابقًا ولاحقًا.
بينما كانت بلير تحاول السير في ممرات المدرسة بهدوء متصنع، دوّى إعلان عبر مكبرات الصوت في المدرسة:
“بلير إستر، إيميلي جونسون، كيمبرلي سميث، أليسيا بتلر، توجهن إلى مكتب المدير فورًا.”
لم يكن هناك حاجة للتخمين عن السبب.
تنهدت بلير واتجهت إلى مكتب المدير.
***
وصلت بلير إلى خارج مكتب المدير. كان المدعوون قد سبقوها. تجاهلت إيميلي وأليسيا الجالستين بغطرسة، واتجهت مباشرة إلى كيمبرلي.
“كيمبرلي.”
“بلير.”
رحبت بها كيمبرلي بحرارة.
“لماذا لا تدخلين مكتب المدير وتقفين هنا؟”
لكن سؤال بلير لم يحتج إلى إجابة كيمبرلي، فقد تبددت حيرتها سريعًا. من داخل المكتب، كان شخص ما يُعاتب بالفعل،
وصوت المدير وهو يوبخ يتردد عاليًا في الممر.
نظرت بلير إلى الممر وقالت في نفسها:
‘من الذي بداخل المكتب؟‘
كان جميع المدعوين في البث يقفون الآن في الممر.
إذا كان المدير يوبخ شخصًا قبل استدعائها،
فلم تفهم سبب استدعائهم الآن.
فجأة، اخترقت كلمة من صوت المدير المرتفع أذنيها:
“إيان، ما الذي تقوله! كنا سنعاقب فرقة المشجعات بهدوء وننهي الأمر، فلماذا تتطوع لتحمل المسؤولية؟ في وقت يجب أن تلقي اللوم على الآخرين حتى تتخلص من المسؤولية.”
اتسعت عينا بلير دهشة عند سماع اسم إيان من داخل المكتب.
اقتربت بلير بهدوء من باب المكتب وأصغت بعناية لتسمع أكثر.
“هل تعلم ماذا سيحدث إذا تلقيتَ عقوبة؟
عقوبة قاسية قد تُلغي قبولك في ييل.”
تجمدت بلير عند سماع ذلك.
‘إيان لن يذهب إلى ييل؟ ما هذا الكلام؟ لا يمكن أن يحدث ذلك.’
ألصقت بلير أذنها بباب المكتب، فسمعت إيان يرد بهدوء:
“نعم، أعلم.”
“إيان، يبدو أنك متوتر الآن. فكر بهدوء. حصولك على القبول المبكر لا يضمن انك ستقبل مجدداً في التقديم العادي. أعرف أنك طالب متميز، لكنك تعلم أن نسبة القبول في التقديم العادي أقل.”
“يبدو أنك أنت هو المتوتر الآن، ايها المدير.
أنا من أرى الموقف بوضوح تام، وأعلم جيدًا أن قبولي قد يُلغى.”
“ألم ننشر خبر قبولك على موقع المدرسة؟
ألا تفكر في سمعة المدرسة؟”
ارتفع صوت المدير مجددًا.
“لا، لا أفكر في ذلك على الإطلاق.”
“لا يهمك إن لم تذهب إلى ييل؟ هل يعلم والداك أنك هنا تطلق ادعاءات لا معنى لها؟“
“أنا فقط أتحمل مسؤولية أفعالي، سيدي. كرئيس لمجلس الطلاب وكمسبب رئيسي لحادث الحريق. هل ستعاقبون فقط الطلاب ذوي الدرجات المنخفضة مستقبلاً إذا حصلتُ على امتياز بسبب قبولي الجامعي؟“
“أيها الوقح! لا أطيق رؤيتك. اخرج فورًا.”
ما إن انتهى كلامه حتى انفتح باب المكتب فجأة.
انتفضت بلير مذعورة من الباب المفتوح بغتة،
ووجدت المدير الغاضب أمام عينيها مباشرة.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 54"