حاولت بلير بجهد أن تتذكر مخطط جلوس عشاء عيد الشكر الذي كانت والدتها تعدل فيه بعناية.
‘السيد ألين، الذي كان معجباً متحمساً لليو، وإلى جانبه روفوس، عميد الجامعة، ثم عائلة غراهام بجواره!’
تذكرت بلير، وهي تعض شفتيها، أنها رأت اسم عائلة إيان بين الأسماء التي تجاهلتها لأنها لم تعرفها جميعًا.
‘كيف لم أتوقع قدومه رغم علمي بأن عائلتي وعائلته صديقتان مقربتان؟ ألستُ غبية؟‘
كان إيان واقفًا دون أن يدخل الغرفة أو يخرج منها،
يحدق بهم بلا تعبير.
تجمدت بلير وليو كمن أُمسكا بفعلٍ خاطئ.
“لم أقصد المقاطعة. أمي قالت إن الطعام جاهز وطلبَت منكم النزول، طرقتُ الباب لكن لم يجب أحد.”
أرادت بلير أن تشرح الوضع لإيان على الفور.
“إيان، ليس الأمر كما تظن.”
“لا حاجة لتبرير شيء لي.”
“لستُ أبرر-“
“استعدا بهدوء وانزلا. سأخبرهم أنكما قادمان.”
بعد أن أنهى إيان كلامه، استدار بسرعة ونزل إلى الطابق الأول.
كان إيان دائمًا باردًا ولا يتحدث أكثر مما يلزم،
لكن برودته اليوم تجاوزت الحدود حتى أثارت الرعشة.
“هل ننزل، بلير؟ الجميع ينتظرون.”
استعاد ليو رباطة جأشه قبل بلير،
وساعدها على النهوض وهي لا تزال جالسة على الأرض.
ما إن وصلت بلير وليو إلى غرفة الطعام حتى بدأ تقديم المقبلات.
قال والد بلير:
“بلير، تعالي وأجلسي. هل ألقيتي التحيه على إيان؟
قومي بتحية السيد والسيدة غراهام.”
“مرحبًا.”
كان مقعد إيان مواجهًا لمقعد بلير تمامًا.
ظل إيان بلا تعبير. شعرت بلير بالارتباك من البرودة المنبعثة منه، لكنها بذلت جهدها لترسم ابتسامة وتحيي عائلة غراهام.
“بلير تزداد جمالًا يومًا بعد يوم.”
قالت السيدة غراهام بابتسامة حنونة موجهة إلى بلير.
بينما كانت بلير تتبادل التحية مع عائلة غراهام، عادت والدتها إلى غرفة الطعام بعد أن غادرت للحظات لتفقد المطبخ، وقالت:
“بلير، أين كنتِ؟ كدنا نبدأ بدونك.”
“لقد أرهقنا حبيبها نجم لاعب الوسط كثيرًا، فاضطرت بلير لإخفائه قليلًا، فلا تكوني قاسية جدًا، السيدة إستر.”
قال السيد ألين، المعجب المتحمس لليو، موجهًا كلامه لوالدة بلير.
“حبيبها؟“
ردت والدة بلير بصوت متعجب.
التفت الجميع في غرفة الطعام إلى بلير، التي أصبحت محور الحديث. لم تكن نظراتهم مليئة بالفضول بقدر ما كانت نظرة إيان المسلطة عليها شديدة القوة، حتى شعرت بلير وكأنها ستُثقب بهذا النظر.
شعرت بلير بواجب الرد، لكنها لم تستطع فتح فمها، فقالت والدتها، كمن توقعت ذلك:
“ليس حبيبها. إنه صديق بلير.”
“آه، يا لي من مضحك، لقد أسأت الفهم بشدة. ظننتُ أنهما ثنائي لأنهما يبدوان متناغمين، ولأنه دُعي لعشاء عيد الشكر، ولأن بلير مشجعة، فافترضتُ أنها مع نجم الوسط كما يحدث عادةً.”
نظرت بلير إلى السيد ألين، الذي بدا آسفًا،
وأرسلت له ابتسامة متكلفة تعني أن الأمر لا بأس به.
نظر السيد روفوس، الجالس بجانب ألين، إلى إيان وبلير بالتناوب، ثم أضاف كمن تذكر شيئًا فجأة:
“كان الأمر كذلك. كان إيان يتعامل ببرود مع الأطفال الآخرين حتى يُبكيهم، لكنه كان يعتني ببلير دائمًا،
وكان ذلك مضحكًا ومدهشًا في آنٍ واحد.”
“وماذا عن بلير؟ كانت خجولة مع الغرباء، تختبئ خلف إيان وتمسك بأكمامه، كم كانت تلك الصورة لطيفة.”
بدأ الجميع يضيف تعليقًا تلو الآخر على كلام السيد روفوس.
“عندما سمعت بلير نكتة عن زواجها من أليكس، بكت، لكنها أومأت برأسها عندما قيل لها أن تتزوج إيان.”
ضحك الجميع على ذلك.
كانت بلير تستمع باهتمام لقصص لم تعشها بنفسها ولم ترَها حتى في الأفلام. كانت تعلم أن العائلتين مقربنان،
لكنها لم تكن تعتقد أنها كانت بهذه القرب من إيان.
“لم تكن نكتة، ما زلتُ أرى أن لا أحد يناسبه مثل بلير.”
قالت السيدة غراهام بابتسامة موجهة إلى بلير.
“وأنا أتمنى أن تجلب بلير صهرًا مثل إيان،
فلا أريد شيئًا أكثر من ذلك.”
ابتسمت والدة بلير ابتسامة عريضة وقالت.
“أتتذكرون عندما قالا بجدية إنهما سيتزوجان لأنهما أمسكا بأيدي بعضهما؟“
ضحك الكبار مجددًا.
“كل ذلك من الماضي.”
قال إيان بابتسامة خفيفة وأدب، مما جعل حديث الكبار يتوقف لحظة، لكن والدته بدت وكأنها تريد مواصلة الحديث.
“يا إلهي، ما الذي يجعلك تقسم الأمور بين الماضي والحاضر بهذه الطريقة؟ وهل يمكنك أن تجد عروسًا مثل بلير في أي مكان آخر؟“
ظل إيان يحدق ببلير ببرود دون رد.
“أنتم لا تزالون صغارًا ولا تفهمون، لكن الأمر لا يتعلق فقط بموافقتكم. يجب أن تتناسب بيئاتكم ومستويات عائلاتكم حتى ينجح الزواج بسلاسة. بلير، ما رأيكِ؟“
“لا أعرف، لم أفكر في الزواج بعد.”
ما إن أنهت بلير إجابتها المترددة حتى رد إيان كمن كان ينتظر:
“ما فائدة رغبة الأمهات إذا لم يكن الطرفان مهتمين؟
لا تضعوها في موقف محرج، أمي.”
أنهى إيان كلامه بابتسامة خفيفة وشرب الماء.
كان كلامه باردًا للغاية ليُعتبر محاولة لإنقاذها من الحرج،
فحدقت به بلير بهدوء، لكنه لم يعد ينظر إليها.
عاد السيد روفوس ليفتتح الحديث مجددًا كما فعل سابقًا:
“بالمناسبة، سمعتُ أن إيان تلقى قبولًا.”
“صحيح، لقد قبِل في ييل، مثل جده ووالده.”
قالت السيدة غراهام بفخر.
تبادل الجميع التهاني والتمنيات الطيبة مع إيان،
الذي شكرهم بأدب.
“ألم تقل بلير إن هدفها ييل أيضًا؟“
“نعم، صحيح.”
“بلير لدينا قادرة على تحقيق ذلك بالتأكيد.
لقد أكملت درجاتها في الـSAT، وأنشطتها اللامنهجية كافية.”
* اختبار SAT هو اختصار لـ Scholastic Assessment Test، ويعني الاختبار التقييمي الدراسي. وهو امتحان معتمد دوليًا يستخدم للقبول في الجامعات، خاصة في الولايات المتحدة. يقيس مهارات الطلاب في الرياضيات، القراءة، والكتابة، ويُعد معيارًا مهمًا لتقييم الجاهزية الأكاديمية للطلاب المتقدمين للجامعة.
نظرت والدة بلير إليها بعينين تفيضان بالفخر وقالت.
“يا لها من مصادفة رائعة. أتمنى أن يذهبا إلى الجامعة نفسها.
اسألي إيان كثيرًا، فهو سيكون سلفكِ. سيكون أفضل لو عدتما للالتصاق ببعضكما كما في الطفولة.”
أضافت السيدة غراهام ضاحكة.
“بالمناسبة، لم يخبرنا ليو بعد إلى أي جامعة ينوي الذهاب.”
لم ينسَ السيد ألين إعادة ليو إلى دائرة الحديث،
فالتفت الجميع إليه.
“لا أنوي البقاء في كاليفورنيا. سأتجه إلى الشرق.”
رد ليو بأدب لكن بحزم. أفلت السيد ألين تنهيدة على إجابته.
“الشرق؟ فرق كرة القدم في جامعات الشرق ضعيفة جدًا.
إنها للمتفوقين دراسيًا وليست لأحلام لاعب محترف.”
“كفى يا ألين. لدى ليو خططه بالتأكيد.
لا تحطم أحلام لاعب شاب.”
قالت امرأة في منتصف العمر بجانبه بهدوء لتهدئة ألين.
“أنا جاد. إذا كنتَ تنظر إلى مسيرة طويلة كمحترف،
فجامعات الغرب أفضل.”
“لقد حسمتُ أمري. سأذهب إلى الشرق.”
كان صوت ليو حازمًا.
مد ليو يده تحت الطاولة ووضعها بحذر على يد بلير للحظة ثم رفعها.
ارتجفت بلير من تصرفه لكنها لم تُظهر ذلك،
بينما راقب إيان بلير وليو بعينين متأملتين.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 51"