استمتعوا
قادت بلير سيارتها نحو منزل ليو، وهي تشرح له ما حدث خلال الفترة الماضية.
“نشب حريق؟ ألم يكن مجرد دخان استدعى حضور سيارة الإطفاء؟ هكذا سمعتُ. يا إلهي، هل أنتِ بخير؟
كيف لا تنقطع الحوادث والمشاكل في تلك المدرسة؟“
أومأت بلير برأسها موافقة بشدة. وفوق ذلك، كان هناك دائمًا شخص واحد متورط في تلك الحوادث المتواصلة.
“إذن، ما العلاقة بين الحريق الذي نشب وبين ما حدث اليوم؟“
“كلها مجرد تخمينات حتى الآن. نحن-“
“نحن؟“
عبس ليو، لكن بلير تجاهلت ذلك وواصلت حديثها.
عندما أنهت بلير شرحها عن إيميلي، بدا ليو مصدومًا للغاية.
“يا لها من راحة أنكِ لم تتأذي. لكن كيف يمكنكِ ألا تخبري المدرسة رغم اعتقادكِ أن شخصًا ما، سواء كان إيميلي أو غيرها، يستهدفكِ؟ سواء في عرض التشجيع أو في حفل العودة.
لو كنتُ مكانكِ، لما تركتُ الأمر هكذا أبدًا.”
“……”
‘ربما لهذا السبب لم أخبر ليو.
لأنني كنتُ أعلم أنه لن يترك الأمر يمر بسهولة.’
“لا تفعلي ذلك مجددًا، بلير.”
“حسنًا، لم يكن الأمر مؤكدًا على أي حال.
وفي النهاية، لم يحدث شيء…”
تلعثمت بلير وهي تُنهي جملتها.
“أفهم أن من الصعب عليكِ قول ذلك للجميع. ربما كان من المستحيل اتهام إيميلي بإشعال حريق متعمد أو محاولة إيذائكِ دون دليل. لكن معرفة إيان ولوكاس بالأمر تجعلني أشعر ببعض الانزعاج.”
“الظروف هي التي قادتني لذلك.
لم أقصد إخبارهما دون غيرهما.”
“حسنًا. لكن في الحقيقة،
شعرتُ بشيء غريب أثناء عرض التشجيع.”
“ما نوع ذلك الشعور؟“
“من الصعب تحديده بدقة. لكن عندما سقطت إيميلي، قفزت بسهولة غريبة. كأن وجهتها المقصودة كانت ذراعيَّ منذ البداية.
قالت لي المدربة إليوت إن من حسن الحظ أنني أمسكتُ بها،
لكن في الحقيقة، لم أمسك بها بقدر ما قفزت هي نحوي.”
“يفزعني التفكير في أنكَ يا ليو، كنتَ قد تؤذي يدك أو ذراعك أثناء محاولتك الإمساك بها، أو ربما لم تتمكن من التقاطها بشكل صحيح. إيميلي مرعبة حقًا. من يدري ما الذي قد تفعله بعد ذلك، أو من قد يتأذى؟“
قالت بلير بصوت خافت وثقيل.
“كنتُ بخير. لم تكن سرعتها أو وزنها كافيين لأفشل في الإمساك بها.”
“ليو، هل ستتمكن من التعامل مع إيميلي كالمعتاد؟“
“بالطبع أستطيع. إذن، ما خطتكِ الآن، بلير؟“
“سأراقب إيميلي وأنتظر. سأحاول إيجاد دليل أو طريقة تمنعها من الاقتراب من فريق التشجيع أو مني أو من أصدقائي.
لذا، أرجو ألا تُظهر لها أنكَ لاحظتَ شيئًا خلال هذه الفترة.”
“ألا تعتقدين أن إيميلي تعرف بالفعل؟“
“لكنها لا تعلم أنكَ تعرف.”
“……”
في تلك الأثناء، وصلت سيارة بلير إلى منزل ليو. أوقفتها في الممر وهي تتساءل قلقة عما إذا كان والد ليو سيركض إلى الخارج كما حدث سابقًا.
بدا أن ليو فهم ما يقلقها، فقال:
“أبي غائب في العمل. الموقع بعيد، ولن يعود لأسابيع.”
شعرت بلير بالارتياح أولاً لأن ليو سيعيش بسلام في المنزل لفترة، لكنها سرعان ما عبّرت عن دهشتها.
“أسابيع؟ لكن عطلة عيد الشكر قادمة قريبًا…”
تلعثمت بلير وهي تُنهي جملتها. كان من المؤلم التفكير في أن ليو، بلا عائلة أخرى، سيقضي العطلة وحيدًا، لكنها فكرت أيضًا أن عطلة وحيدة قد تكون بالنسبة له أسعد.
لم تكن بلير قد عاشت أسبوع عيد الشكر من قبل، لكنها كانت تعلم أنه بالنسبة لهم يعد من أهم أيام السنة التي يقضونها مع العائلة والأقارب والأحباء.
التقت نظر بلير بعيني ليو، فأبدى تعبيرًا يوحي بـ“وماذا في ذلك؟“، مما زاد من ألمها. ترددت قليلاً قبل أن تفتح فمها.
“ليو، ما رأيك أن نقضي عشاء عيد الشكر معًا في منزلي؟“
“لا، لا بأس. أنا معتاد على قضاء عيد الشكر وحدي.
وكما قد تتوقعين، هناك عائلات يكون غيابها أفضل.”
ابتسم ليو بمرارة.
“لكن أنا لستُ بخير. أريد أن أقضي عيد الشكر معكَ بأي ثمن.”
قالت بلير بتصميم، فتردد ليو للحظة بعد سماع كلماتها.
“أخشى أن أعطل وقتكِ مع عائلتكِ دون داعٍ.”
“تعطيل؟ في عشاء عيد الشكر لدينا، سيكون هناك الكثير من معارف والديَّ. إضافة كرسي لكَ ليست مشكلة على الإطلاق.
وأمي تتمنى أن يرى شخص إضافي واحد على الأقل ديكورات عيد الشكر في منزل عائلة إستر ويُعجب بها.”
ابتسم ليو بعد سماع كلام بلير.
“حسنًا، بلير. شكرًا على دعوتكِ. سأحضر.”
اطمأنت بلير أخيرًا بعد سماع رد ليو.
“هل هناك شيء يجب أن أحضره-“
“لا. تعال فقط.”
أجابت بلير بحزم.
***
يوم عيد الشكر.
كلما رن جرس الباب، كانت بلير تتطلع كالقطط البرية لترى إن كان ليو قد وصل، لكن آمالها كانت تخيب مرة تلو الأخرى. سرعان ما امتلأ قصر عائلة إستر بشركاء أعمال والدي بلير وأصدقائهم وزوجاتهم.
كانت بلير ترحب بهم عند المدخل، تضع ابتسامة مصطنعة تُرهق عضلات وجهها.
فضلاً عن ذلك، تدخلت والدتها بتفاصيل ملابسها، فاضطرت بلير لارتداء ثياب وأحذية أنيقة وباهظة الثمن لكنها تُعيق حركتها، وهي تستقبل الضيوف.
كان الأقارب البعيدون والمعارف يحيون بلير بحرارة ويتبادلون معها التمنيات الطيبة. شعرت بلير أن عيد الشكر يشبه إلى حد ما الأعياد التقليدية في كوريا.
بينما كانت تتبادل الأحاديث مع الضيوف، شعرت أن دعوة ليو كانت قرارًا صائبًا. كان هؤلاء يعرفونها، لكنها لم تكن تعرف شيئًا عن هؤلاء الذين لم تَرَهم في الفيلم من قبل.
‘بالتأكيد، سيقضي الجميع وقت العشاء في أحاديث لا أفهمها ولا تهمني. أتمنى أن يصل ليو سريعًا ليكون رفيق حديثي.’
بينما كانت تفكر أن وصول المزيد من الأشخاص سيجعل غرفة الطعام الكبيرة في قصر إستر مكتظة، وصل ليو أخيرًا.
“ليو.”
فتحت بلير الباب عند سماع الجرس، ورحبت بليو الوافد بفرح واضح.
كان ليو يرتدي بدلة توكسيدو تناسبه تمامًا، ويبدو أنيقًا للغاية. كان يحمل باقتي ورد، وابتسم ل بلير التي فتحت له الباب بتعبير يحمل بعض الخجل.
“بلير، لم أتأخر، أليس كذلك؟“
“لا، على الإطلاق. وصلتَ في الوقت المثالي.”
“هذا جيد. تأخرتُ قليلاً وأنا أختار باقات الورد.”
مد ليو إحدى الباقتين إلى بلير وقال:
“هذه لكِ، بلير.”
“جميلة جدًا. شكرًا. سأضعها في مزهرية.”
“وهذه لوالدتكِ.”
سلمت بلير الزهور إلى خادم مرّ بالقرب، ثم اتجهت مع ليو إلى غرفة الاستقبال.
سألها ليو وهو يلاحظ نظراتها المتفحصة:
“لماذا تنظرين إليَّ هكذا؟ هل هناك شيء غريب؟“
“لا، لكنكَ تبدو مختلفًا عن حفل العودة.”
“لقد… رفعتُ شعري.”
بالفعل، كان ليو قد رتب شعره المعتاد المنفوش قليلاً بعناية إلى الخلف.
“همم، يناسبكَ.”
“حقًا؟“
“نعم.”
اطمأن ليو بعد سماع كلام بلير.
“قالوا إن رفع الشعر يبدو أكثر أناقة. هل أستمر هكذا؟“
ضحكت بلير على سؤاله. كان من المضحك أن يسألها لاعب الوسط القوي، الذي يبدو أنه لا يخاف شيئًا، عن تسريحة شعره بجدية تامة.
“كنتَ تبدو جيدًا حتى عندما لم ترفعه.”
عبثت بلير بغرة ليو مازحة وهي تتحدث.
“إذن، هل أعيده إلى الفوضى؟“
لم تعد بلير وحدها تضحك، بل ليو أيضًا كان يبتسم بمرح.
في تلك اللحظة، أنهت والدة بلير حديثها مع ضيف و اقتربت منهما.
“أهلاً بكَ. أنتَ ليو، أليس كذلك؟ سمعتُ عنكَ كثيرًا من بلير.”
“شكرًا على دعوتكم.”
عاد ليو إلى تعبير متوتر قليلاً، ومد باقة الزهور إلى والدة بلير. كانت باقة فاخرة وباهظة الثمن على ما يبدو.
“يا إلهي، شكرًا لكَ. كان يكفي حضوركَ، فلمَ أحضرتَ هذا أيضًا؟ بقي بعض الوقت قبل العشاء، هل تريد مشروبًا؟“
“لا، شكرًا، أنا بخير.”
أجاب ليو بأدب.
في تلك اللحظة، نادى صوت:
“براينت؟”
كان أحدهم ينادي ليو.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 49"