استمتعوا
أنهت بلير كلامها، ثم تلذذت بلحظة تأمل في تعابير وجه إيميلي قبل أن تغادر القاعة برفقة لوكاس وكيمبرلي.
“يا إلهي، بلير، ما الذي حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ متى كنتِ تنوين إخباري؟ لم تكوني قد خططتِ لإبقائي في الظلام؟“
قالت كيمبرلي بتعبير يعجز عن تصديق ما يجري.
“ما الذي كان في وحده التخزين تلك ليجعل إيميلي تتصرف بهذا الشكل؟“
“لا شيء.”
“ماذا؟“
“لا شيء على الإطلاق. ربما أدركت إيميلي ذلك الآن.”
“يا للروعة، لا عجب أن إيميلي غاضبة.
إذن، ما الذي ظنت إيميلي أنه موجود داخله؟“
“هل تتذكرين عرض التشجيع في استراحة مباراة العودة، كيمبرلي؟“
“بالطبع، كيف لا؟ لم يمر سوى أسبوع. كم كان ذلك مثيرًا للجدل!”
“إيميلي تعتقد أن القرص يحتوي على تسجيل لعرض التشجيع.”
“ولكن لماذا كانت إيميلي مصرة إلى هذا الحد على انتزاع ذلك التسجيل؟“
كانت كيمبرلي تائهة تمامًا، لا تدرك شيئًا. ابتسمت بلير وقالت:
“الجميع يقولون إنني لم أتمكن من تثبيت إيميلي فسقطت.”
“نعم، وهذا هراء. أي شخص يرى ذلك سيدرك أنكِ كنتِ تثبتين إيميلي بقوة. لقد ظننتُ أن إيميلي لم تقفز عمدًا وأمالت جسدها جانبًا، فتساءلتُ إن كان ذلك جزءًا من أداء جديد لم أكن أعرفه.”
قالت كيمبرلي بلامبالاة، وأذهلت كلماتها بلير. إذا كانت كيمبرلي قد لاحظت أن إيميلي سقطت عمدًا، فقد يعني ذلك أن مشجعات أخريات كنّ في الموقع ربما لاحظن الأمر أيضًا.
“هل كان ذلك واضحًا إلى هذا الحد؟“
“ربما لا بالنسبة للآخرين، لكن بالنسبة لي، التي أعرف مهاراتكِ ومهارات إيميلي، كان واضحًا كالشمس. الجميع أغبياء.”
ما إن أنهت كيمبرلي كلامها حتى عانقتها بلير بحرارة.
كانت سعيدة جدًا لأن هناك من يؤمن بها، ولو شخصًا واحدًا فقط.
“بلير، وأنا؟ ألن تعانقينني أيضًا؟“
تجاهلت بلير كلمات لوكاس الذي اقترب مبتسمًا بمرح،
واتجهت نحو حصصها بعد الظهر.
يبدو أن الفيديو انتشر بسرعة البرق. شعرت بلير أن النظرات الساخرة أو القريبة من الكراهية التي كانت تُلقى عليها في حصص الصباح قد خفت كثيرًا في حصص ما بعد الظهر.
اقترب بعض الطلاب منها مباشرة وسألوها عن صحة الفيديو.
أجابت بلير على فضولهم بصدق،
آملة أن تنتشر روايتها على نطاق واسع.
***
في وقت الغداء اليوم التالي.
بينما كانت بلير تتجه نحو طاولتها، لاحظت أن طاولة إيميلي أقل ازدحامًا بكثير مما كانت عليه أمس.
لكن أمس كان استثنائيًا في كثرة الحضور،
ومع ذلك، لم يكن عدد الجالسين حول إيميلي اليوم قليلًا بأي حال.
بدت ولاءهم لإيميلي راسخاً رغم الفيديو الذي انتشر أمس.
أو ربما لم يكن ذلك ولاءً لإيميلي بقدر ما كان عداوة لبلير.
بينما كانت تمر بجانب طاولة إيميلي، سمعت كلمات مثل “تلاعب بالفيديو” و“تحرير شيطاني“. يبدو أن ذلك الفيديو الطبيعي تمامًا بدا لهم مزيفًا.
‘لو كنتُ أملك مهارة تحرير فيديو كهذه،
لكنتُ عملتُ في هوليوود منذ زمن.’
كانت بلير وكيمبرلي منهمكتين في الحديث عندما اقترب صوت.
“بلير~ كيمبرلي، هل يمكننا الجلوس هنا؟“
كانتا سيدار وإيفلين.
“نعم، اجلسا.”
أزاحت بلير حقيبتها وقالت،
فجلستا سيدار وإيفلين كأنهما كانتا تنتظران الإذن.
“يا إلهي، ما الذي يحدث بحق العالم؟“
“بالضبط، إيميلي مخيفة جدًا. كيف استطاعت إخفاء تلك الطباع البشعة خلف وجهها الملائكي؟“
“هذا ما أقوله! بلير، عندما هجمت عليكِ إيميلي،
بدا أنكِ ارتطمتِ بالأرض بقوة، ألم تتأذي؟“
“فقط كدمة خفيفة في ظهري؟“
أجابت بلير بلامبالاة، لكنها شعرت بالامتنان داخليًا لأن سيدار وإيفلين اختارتا الانضمام إلى طاولتها الشبه خالية.
“إذن، بلير، ما الذي ستفعلينه؟“
خفضت سيدار صوتها وهمست.
“بشأن ماذا؟“
“إيميلي، بالطبع. هل ستتركينها في فريق التشجيع دون طردها؟“
“همم.”
لم تفكر بلير قط في طرد إيميلي.
إذا فعلت ذلك، ستصبح إيميلي ضحية بائسة في لحظة.
“لا يمكنني طرد إيميلي من فريق التشجيع.”
هزت بلير رأسها وقالت.
“لماذا! إذن سيتعين علينا رؤيتها تتجول في الفريق مرفوعة الرأس بكل وقاحة؟“
“طرد إيميلي الآن لن يزيد الوضع إلا سوءًا.
المدير لن يوافق أيضًا.”
صمتت سيدار وإيفلين للحظة بعد كلام بلير، ثم قالت سيدار:
“وماذا لو تركت إيميلي الفريق بمحض إرادتها؟ هل هذا مقبول؟“
ابتسمت سيدار بمكر.
“سيدار، لا تعذبيها أبدًا.”
“لكن إيميلي ناكرة للجميل بشكل لا يصدق.
كم كنتِ طيبة معها، بلير!”
كانت سيدار تتحدث بحماسة عندما غطى ظلٌ عليها وعلى إيفلين وبلير.
“بلير.”
كان ليو.
“ليو، ما الذي أتى بك؟“
“آسف لمقاطعة حديثكِ، لكن هل يمكنني التحدث إليكِ على انفراد؟“
ضحكت سيدار وإيفلين وقالتا “تفضل“،
فاتجهت بلير مع ليو إلى أقصى زاوية في القاعة.
“بلير، لماذا أكون دائمًا آخر من يعلم بأخباركِ؟ المدرسة كلها في حالة فوضى، فلماذا أنا الوحيد الذي يُبقى في الظلام؟“
“لم أقصد ذلك، لكنه ليست شيئًا أتباهى به،
ولم أشعر برغبة في الإعلان عنه.”
“إذن، عندما رأيتكِ مع إيان في حفل العودة، هل كان إيان يعلم؟“
“نعم.”
“وهل كان ذلك هو ‘الحديث الطويل‘ الذي ذكرتِه؟
ومن كان موجودًا آخر ويعلم بتسجيل غرفة البث؟“
“لوكاس؟“
“ومن غيره؟“
“لا أحد. هذا كل شيء.”
“هم يعرفون، لكن لماذا لم تفكري في إخباري؟“
رفعت بلير عينيها لتنظر إلى ليو. كان في عينيه ألم الجرح.
“لم أخطط لإخبار لوكاس أو إيان بالضرورة. لقد صادف أن شهدا موقفًا معينًا، وأثناء محاولتي الإمساك بذيل من تسبب في ذلك الموقف، حدث ما حدث.”
“…وهل ستخبرينني ما هو ذلك الموقف؟“
“سأفعل، لكن ليس هنا.”
بدا أن مزاج ليو تحسن قليلًا، لكنه كان لا يزال متضايقًا من شيء ما. كان ليو يشبه كلبًا كبيرًا يتأثر بسهولة.
نظرت بلير إلى حشد الطلاب في القاعة خلف ليو وقالت:
“إذن، هل أمسكتِ بالذيل؟“
“لا.”
“وكيف انتهى الأمر بينكِ وبين إيميلي إلى هذا السوء؟
هل كنتِ تحاولين الإمساك بذيل إيميلي؟“
أومأت بلير برأسها.
“هل امتنعتِ عن إخباري لأن الأمر يتعلق بإيميلي؟
هل ظننتِ أنني سأنحاز إليها؟“
“لا، هذا ليس صحيحًا أبدًا.”
“…حسنًا، تذكرتُ أنكِ حاولتِ التقريب بيني وبين إيميلي، فتساءلتُ… هل ستذهبين معي بعد انتهاء تدريب التشجيع لاحقًا؟“
“بالطبع. سأخبرك بكل شيء حينها.”
بعد كلام بلير، بدا ليو مطمئنًا أخيرًا.
***
وقت تدريب التشجيع بعد الدوام.
نظرت بلير باستغراب إلى إيميلي التي أصرت على حضور التدريب متكئة على عكازيها، لكنها لم تعلق بشيء.
كانت إيميلي تقف إلى جانب بلير، تضيف تعليقًا على كل توجيه تصدره بلير، مما جعل التهيج يتصاعد في صدر بلير تدريجيًا.
كلما أثنت بلير على أحد، أشارت إيميلي إلى نقص ما، وكلما انتقدت بلير شيئًا، قالت إيميلي إنه لا بأس ولا داعي للقلق بصوت يبدو لطيفًا. قد يبدو للوهلة الأولى أنها تساعد في التدريب،
لكنها في الحقيقة كانت تتعمد تقويض سلطة بلير.
عندما اقترب وقت انتهاء التدريب، أعلنت بلير فترة تدريب حر،
ثم لم تعد تطيق صبرًا فواجهت إيميلي:
“إيميلي، أفهم ما تحاولين فعله، لكن ألا يمكنكِ الانتظار حتى تطردينني من فريق التشجيع أولًا؟ إلى متى ستستمرين هكذا؟ ومتى ستشفى تلك الإصابة المزيفة؟“
قالت بلير وهي تكبح غضبها.
“أوه، بلير، ما هذا الكلام؟ طردكِ؟ أنتِ قائدة الفريق!
ما لم ترتكبي خطأً فادحًا، وهل هذا شيء شائع؟“
بدأت إيميلي بابتسامة مشرقة،
لكن تعابيرها أصبحت أكثر شراسة مع نهاية جملتها.
كانت بلير على وشك الرد عندما لمحت ليو خلف باب الصالة المفتوح قليلًا. شعرت أن رفع صوتها وتصعيد الخلاف مع إيميلي لن يفيد، وأن من الأفضل استغلال حضور ليو لإنهاء الموقف سريعًا.
أعلنت بلير نهاية التدريب،
ثم جمعت أغراضها دون أن تغتسل وهرعت إلى ليو المنتظر.
لم تكن بلير تعلم، وهي تسرع نحو ليو، أن إيميلي كانت تحدق فيها وفي ليو من الخلف بنظرات مليئة بالغضب القاتل.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 48"