نظرت بلير إلى المقدم بعينين تعجبان بالدهشة والاستنكار.
كان تومي، المقدم، يبتسم ابتسامة خفيفة متلاعبة، متظاهرًا أن سؤاله مجرد مزحة، لكن سؤاله كان يحمل في طياته نية واضحة لا تخفى.
أدارت بلير بصرها نحو أسفل المسرح. كانت مئات، بل آلاف العيون، تتطلع إليها مطالبة بجواب. بعض تلك العيون تفيض بالفضول، وبعضها الآخر يحمل في أعماقه عداوة صامتة.
“هذا كلام لا يعقل. لم يكن لدينا وقت كافٍ، فكانت تدريباتي مع إيميلي ناقصة. أنا آسفة جدًا لإصابة إيميلي، كصديقة لها، وكقائدة لفريق التشجيع أيضًا، وهذا شعور يثقل قلبي.”
أنهت بلير إجابتها. بدا المقدم راضيًا بأنها أجابت، ولم يظهر أي نية لمواصلة الحوار أكثر من ذلك.
لكن الكثير من الطلاب لم يبدُوا مقتنعين بكلام بلير. كانوا ينظرون إليها بعيون حذرة، متوجسة، وهم يتهامسون فيما بينهم ويتبادلون الكلمات المكتومة. تجاهلت بلير ردود أفعالهم العدائية متظاهرة بعدم الاكتراث.
نزلت بلير من على المسرح وفي قلبها مرارة، تفكر في تلك الكرة الصغيرة التي أطلقتها إيميلي في مباراة كرة القدم خلال احتفال العودة، وكيف ستؤثر على حياتها المدرسية مستقبلًا.
مرت بقية حفلة العودة كالبرق الخاطف.
***
صباح الإثنين التالي لأسبوع العودة.
وصلت بلير إلى المدرسة، وأثناء إخراجها كتبها من الخزانة، لاحظت تجمعًا كبيرًا من الطلاب حول لوحة الإعلانات المدرسية التي لا يلتفت إليها أحد عادةً.
في طريقها إلى الفصل، ألقت نظرة عابرة على اللوحة، فاستوقفها شيء بدا مألوفًا لعينيها. توقفت للحظة، ثم اقتربت من اللوحة لترى بوضوح.
لم تكن بلير مخطئة. كانت صورتها وهي تقف على مسرح العودة معلقة على اللوحة مع نص طويل مرفق. توقعت أن المحتوى لن يكون في صالحها، وكان حدسها في محله.
**”بلير إستر، ملكة وستكوت الحقيقية تكشف عن وجهها“**
كانت الأحداث التي جمعت بين إيميلي وبلير مكتوبة في الملصق بطريقة مبالغ فيها ومتضخمة. ضحكت بلير ضحكة ساخرة وهي تبدأ بقراءة النص.
في الفقرة الأولى، ذُكر حادث غرفة الخزائن الذي تبين لاحقًا أنه من تدبير إيميلي نفسها. زعم النص أن بلير، بدافع الغيرة والخوف من مهارة إيميلي الفائقة في التشجيع، دبرت الحادث للتخلص منها.
هزت بلير رأسها نفيًا في استنكار.
وفي الفقرة الثانية، ادُّعي أن بلير أسقطت إيميلي عمدًا خلال مباراة كرة القدم في احتفال العودة، وأن ذلك كان بدافع الغيرة وحرصها على الاحتفاظ بلقب ملكة العودة.
أطلقت بلير ضحكة متهكمة. كانت تلك اتهامات سخيفة،
وكانت تملك ما يكفي من الأدلة لدحضها.
نظرت بلير حولها إلى الطلاب المحيطين باللوحة. تساءلت في نفسها: هل يمكن أن يصدقوا هذه الترهات؟ لكن الوجوه الجادة التي كانت تنظر إليها وإلى اللوحة بالتناوب أجابت عن سؤالها.
فجأة، التفت الطلاب المحيطون بالملصق إلى الخلف،
يحدقون في شيء ما، فاستدارت بلير معهم.
كانت إيميلي تقترب في الرواق، تسير بثقة كأنها على منصة عرض، متكئة على عكازين وبقدم مغطاة بالجبس.
وإلى جانبها، كانت أليسيا، التي كانت دائمًا ظل بلير فيما مضى.
ألقت إيميلي وأليسيا نظرة متعجرفة على اللوحة وبلير،
ثم مرتا كأن شيئًا لم يكن.
أطلقت بلير ضحكة ساخرة أخرى، ثم عادت لتنظر إلى السطر الأخير من الملصق الذي لم تكمله بعد.
**”ننتظر شهادات من تعرضوا لأذى بلير“**
أنهت بلير قراءة الملصق،
ثم اقتربت منه بوجه بارد ووضعت أطراف أصابعها عليه.
“فوووك-“
وبكل قوتها، مزقت الملصق.
نظر إليها الحاضرون بعيون متسعة من الذهول، لكنها لم تبالِ.
***
في وقت الغداء بمدرسة وستكوت الثانوية.
كانت بلير تتجه إلى طاولتها عندما توقفت فجأة. لم تتوقع أن تجد إيميلي وأليسيا تجلسان على نفس الطاولة التي اعتادت الجلوس عليها، لكنها لم تكن مستعدة لرؤيتهما يستوليان عليها بكل جرأة ويجمعان حولهما حشدًا متزايدًا.
كانت طاولة إيميلي وأليسيا مكتظة بالناس، وبالنظر إليهم،
لاحظت بلير أنهم جميعًا ممن كان لهم يومًا خصومة معها.
يبدو أن إيميلي كانت تجمع حولها كل من يكنون ضغينة لـبلير.
عندما مرت بلير أمامهم، توقفوا عن الحديث للحظة،
حدقوا بها، ثم عادوا للهمهمات والضحكات.
على طاولتها، كانت كيمبرلي الوحيدة التي تنتظرها.
“أهلًا بك، بلير“
شعرت بلير بامتنان حقيقي لكيمبرلي التي رحبت بها بحرارة.
“قالت أليسيا إنها لن تأكل معنا بعد الآن.
ستبقى مع إيميلي، وقالت إنكِ على علم بذلك.”
“نعم، نعم، أعرف.”
“هل تشاجرتِ مع أليسيا، بلير؟“
“لا، لم أتشاجر معها.”
“ومع إيميلي؟“
نظرت بلير إلى وجه كيمبرلي البريء القلق، فابتسمت وقالت:
“نعم، ويبدو أن عليَّ أن أفعل من الآن فصاعدًا.”
“أتمنى أن تتصالحا، لكن حتى لو لم يحدث ذلك،
سأظل دائمًا في صفكِ، تعلمين ذلك، أليس كذلك؟“
ابتسمت بلير لكلمات كيمبرلي.
وفي تلك اللحظة، نادى صوتٌ طالما انتظرته.
“بلير، كيمبرلي!”
ظهر لوكاس، الذي كانت بلير تنتظره بفارغ الصبر،
ووضع حاسوبه على الطاولة بابتسامة منتصرة.
“لقد انتهيت للتو من التحرير.”
أنهى لوكاس كلامه، ثم ضغط على زر تشغيل الفيديو.
على الشاشة، ظهرت مشاهد حوار بين إيميلي وبلير في غرفة البث يوم حفل العودة. عندما قالت بلير لإيميلي إن الأمر كله تمثيلية منها، لم تتمالك إيميلي نفسها وانقضت على بلير،
وكانت الكاميرا تلتقط كل شيء بوضوح.
انتهى الفيديو، فضحك لوكاس وقال:
“كل ما عليكِ هو الضغط على زر الإرسال. بمجرد ضغطكِ، سينتشر الفيديو في مجتمع المدرسة وعلى حسابات القيل والقال التي يتابعها الجميع، لقد رتبت كل شيء.”
كما قال لوكاس، كان الفيديو جاهزًا للنشر على أكبر مجتمع مدرسي يستخدمه طلاب وستكوت، ولم يكن ينقصه سوى ضغطة زر من بلير.
لم تتردد بلير لحظة، وضغطت على زر الإرسال. كان يكفيها أن ينهي هذا الفيديو الشائعات التي تقول إنها أسقطت إيميلي عمدًا.
بينما كانت تنتظر اكتمال التحميل، ظلَّلها ظلٌ مفاجئ.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات