استمتعوا
“بلير، للأسف، الإجابة التي تبحثين عنها ليست لديّ.”
شعرت بلير بقليل من الذعر عندما فكرت أن إيان قد لا يساعدها، فقالت بنبرة متعجلة:
“لكن هذا الأمر أخطر بكثير من حادثة غرفة الخزائن السابقة.
لم يتوقف الأمر عند إفساد كعك فريق التشجيع، بل كاد يتسبب في إصابات. وربما تكون الأضرار التي لحقت بممتلكات المدرسة كبيرة أيضاً.”
“أنا أفكر مثلكِ تماماً.”
“إذن، هل ستساعدني في العثور على الجاني؟“
“حاولتُ بالفعل البحث عن الجاني. لكن، للأسف، لم أتمكن من العثور عليه بنفس الطريقة التي استخدمتها في المرة السابقة.”
“إذن، هناك طريقة ما، أليس كذلك؟ لم تكتشف الأمر صدفة أثناء عملك في مجلس الطلاب، صحيح؟“
أشرق وجه بلير ببصيص من الأمل.
“لقد تحققتُ من كاميرات المراقبة.”
“كاميرات المراقبة؟ لا توجد كاميرات في غرفة الخزائن.”
“لكنها موجودة في الممر. قمتُ بمراجعة جميع كاميرات المراقبة المحيطة لمعرفة من دخل غرفة الخزائن أو خرج منها.
هكذا تأكدتُ. لم يكن هناك أحد غيرها قد دخل.”
“……”
حدّقت بلير في إيان بفم مفتوح بعد سماع كلامه.
‘هل راجع كاميرات المراقبة ليوم كامل؟‘
“لماذا فعلتَ ذلك؟“
“للعثور على الجاني.”
“لكن لماذا أنتَ من يبحث عن الجاني في حادثة تخص فريق التشجيع؟“
كان نبرة إيان الهادئة تبدو كأنه يتحدث عن واجب بديهي قام به، فلم تستطع بلير أن تسأله عن سبب بذله كل هذا الجهد.
“…وماذا عن غرفة الطهي؟“
“مثل غرفة الخزائن، لا توجد كاميرات داخل غرفة الطهي.
هناك كاميرا عند مدخل الممر المؤدي إليها،
لكن ذلك الممر يوصل إلى مرافق مدرسية أخرى أيضاً،
لذا كان هناك الكثير من الأشخاص يمرون طوال اليوم.
من المستحيل تحديد هوية أحد باستخدام الكاميرا فقط.”
ذهلت بلير من أن إيان قد راجع بالفعل كاميرات المراقبة حول غرفة الطهي، وشعرت بالأسف لأنه لم يتمكن من تضييق دائرة المشتبه بهم رغم ذلك.
“بالطبع. كاميرا في الممر لن تكون كافية لتحديد هوية أحد،
ولا يمكن اعتبارها دليلاً قاطعاً ما لم تلتقط الدخول إلى غرفة الطهي مباشرة أو داخلها.”
انهار أمل بلير الذي كان قد بدأ يتشكل في العثور على الجاني، ومع ذلك استرخى جسدها الذي كان متصلباً من الترقب.
“يبدو أنكِ تشعرين بخيبة أمل.”
قال إيان بنبرة دافئة.
“ليس خيبة أمل بقدر ما هو شعور بالضيق. أنا مضطرة للشك في شخص قريب مني. أخاف مما قد يكون قادراً عليه شخص يمكنه إشعال حريق في المدرسة. ما السبب وراء فعلته هذه؟“
“بلير، عدم قدرتي على العثور على الجاني بنفس الطريقة السابقة لا يعني أننا لن نتمكن من القبض عليه. يمكننا فعل ذلك بطرق أخرى. هل لديكِ من تشكين فيه؟“
أومأت بلير برأسها قليلاً.
“لديّ قائمة بالمشتبه بهم.”
“هل يمكنكِ مشاركتها معي؟“
هزت بلير رأسها نافية.
كانت بلير تعتقد أن الشخص الذي زرع أفكاراً سلبية عنها في ذهن أوبري هو الجاني. لكنهم جميعاً كانوا أقرب الناس إليها، باستثناء روبي. لذا لم تستطع بلير أن تقول لإيان إنها تشك في أصدقائها المقربين.
“لا أعرف. لستُ متأكدة إن كان من الصواب إخبارك بأفكاري.”
“ألا تثقين بي؟“
“أثق بك.”
“إذن، أنتِ غير متأكدة من حكمكِ؟“
أومأت بلير برأسها.
“إذا كان من الصعب عليكِ قول ذلك لي، فلا بأس أن تحتفظي به. لنجد طريقة أخرى للقبض على الجاني.”
“كيف؟“
“لنبدأ بفحص الفرن الذي احترق.
ربما لم يكن الأمر حريقاً متعمداً، بل حادثاً.
وإذا كان حريقاً متعمداً، قد يعطينا الفرن تلميحاً غير متوقع.”
***
توجها بلير وإيان إلى مكان التخلص من النفايات لرؤية الأفران القديمة التي استبدلها لوكاس في غرفة الطهي.
كان لوكاس قد وصل بالفعل بعد تلقيه الاتصال، وكان ينتظرهما.
حدّقت بلير في الفرن الملطخ بالسواد. شعرت مجدداً بإعجابها بقدرات لوكاس وسرعة تعامله. لقد اندلع حريق في قلب المدرسة، لكن باستثنائهم، كان الجميع يعتقد أن الأمر مجرد خطأ من طالب في الصف التاسع تسبب في امتلاء غرفة الطهي بالدخان،
مما أدى إلى تشغيل الرذاذ التلقائي.
كل ذلك بفضل لوكاس الذي جعل غرفة الطهي تبدو كأنها جديدة.
“هذا هو الفرن الذي كان سبب المشكلة. الحريق بدأ من هنا.”
أشار لوكاس إلى فرن كان السواد يغطيه بشدة.
“هل فحصته؟“
“بالطبع فحصته. مستشعر الحرارة كان معطلاً،
لذا ارتفعت درجة الحرارة بلا حدود.”
“هل من الشائع أن يتعطل المستشعر عندما يكون الفرن قديما؟“
“نعم، لكن ليس في هذه الحالة. المستشعر كان محطماً بالكامل.”
كان تخمين بلير وإيان صحيحاً.
لم يكن الحريق حادثاً، بل حريقاً متعمداً نفذه أحدهم عن قصد.
“يا إلهي، كيف يمكن لأحد أن يفعل هذا؟
ماذا لو أصيب أحدهم؟ لماذا يفعل شيئاً كهذا؟“
قالت بلير وهي تتنفس بغضب.
“من الأفضل أن نتحدث بصراحة مع المدير الآن ونبحث عن الجاني. هناك حدود لما يمكننا فعله بمفردنا.”
تحدث إيان بهدوء، لكن لوكاس اعترض فور انتهائه من كلامه:
“للقبض على مجرم خسيس وشرير كهذا، هل تقترح نهجاً مباشراً كهذا، يا إيان؟ هل تعتقد أن الجاني سيقول ‘حسناً‘ ويسلم نفسه إذا بدأت المدرسة تحقيقاً؟ إذا كُشف أمر الحريق المتعمد، لن ينتهي الأمر بمجرد عقوبة مدرسية. علاوة على ذلك، رسمياً، المسؤولة عن إدارة غرفة الطهي وقتها كانت بلير. ستضطر بلير أيضاً إلى تحمل مسؤولية ما بطريقة أو بأخرى.”
“لا يهمني. إذا طُلب مني تحمل المسؤولية، سأفعل.”
“إذن، يا لوكاس، هل لديك فكرة أفضل؟“
نظر لوكاس إلى بلير بعد سماع كلام إيان وسأل:
“بلير، ما الذي تعتقدين أن الجاني يستهدفه؟“
“لا أعرف. فريق التشجيع؟ إحراجي؟“
بينما كانت تتحدث، شعرت بلير أن الأمر غير منطقي.
لا يمكن لشخص عاقل أن يفعل شيئاً كهذا فقط لإحراجها او إحراج فريق التشجيع.
“لكن بفضل تعاملي السلس، لم يترك الجاني أي ضرر أو إصابة لا لفريق التشجيع ولا لكِ. هل تعتقدين أن الجاني سيكتفي ويتوقف؟“
“لا، على الأرجح لا.”
“لم يتم العثور على دليل في كاميرات المراقبة، أليس كذلك؟ الاستمرار في حفر هذه القضية لن يفيدنا. الجاني، الذي لم يشعر بالرضا، ربما يخطط لأمور أخرى بينما نحن منشغلون بهذا.”
“إذن، تقترح أن نتجاوز الأمر هكذا؟“
هز لوكاس رأسه وقال:
“هذه المرة، لنكن نحن من يستعد مسبقًا وننتظر.
سيقع الجاني في الفخ بنفسه.”
نظر لوكاس إلى بلير وإيان بعينين متألقتين بالحماس وتابع:
“هدف الجاني لا يزال إما فريق التشجيع أو أنتِ.
والحدث الأكبر المتبقي لفريق التشجيع في هذا الوقت هو-“
“مباراة العودة لكرة القدم.”
قالت بلير وإيان ولوكاس في نفس اللحظة.
“لكن مباراة العودة غداً.
ليس لدينا وقت كافٍ للتخطيط أو الاستعداد.”
قالت بلير بحذر.
“كل ما يمكننا فعله هو المضي قدماً وفق الخطة الأصلية.
إذا تحرك الجاني، نلتقط الدليل ونجعله يعترف بحادثة غرفة الطهي أيضاً. لا يمكننا الاعتماد بعد الآن على كاميرات المراقبة التي لا تستطيع رصد كل زاوية في المدرسة.”
أومأ إيان موافقاً على كلام لوكاس:
“أتفق معك أننا لا يمكننا الاعتماد على كاميرات المدرسة فقط. وأتفق أيضاً أن الجاني الذي تسبب في حريق غرفة الطهي قد لا يتوقف ويستمر في التخطيط لأعمال خطيرة.”
“إذن، أنتَ توافق على خطتي، يا إيان؟“
قال لوكاس بعينين تلمعان بالتوقع.
“لهذا السبب أعارضها. إنها خطيرة للغاية. ماذا لو أصاب هذا المجنون، القادر على إشعال حريق في المدرسة، بلير؟ أعتقد أن علينا التحدث بصراحة مع المدير الآن وإيجاد طريقة تضمن سلامة الجميع.”
“هل تقترح إلغاء أفضل حدث يمكننا من خلاله القبض على الجاني؟“
“أقول إن سلامة بلير أهم من القبض على الجاني.”
“ما الذي يمكن أن يكون أكثر أماناً من القبض على الجاني؟
ليس لدينا حل آخر الآن. إذا كان الجاني مجنوناً حقاً ويستهدف بلير، فلن يستطيع المدير حمايتها. ما رأيكِ، يا بلير؟“
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 40"