استمتعوا
في اليوم التالي، خلال استراحة الغداء،
كانت بلير تقف أمام “كشك التقبيل” وهي تشعر بالحيرة.
‘كشك التقبيل‘ هو فعالية يشتري فيها المشاركون تذاكر لتقبيل المتطوعين داخل الكشك، وعادةً ما تُنظَّم لجمع التبرعات. في مدرسة ويستكوت الثانوية، كان من المعتاد أن تجمع الأندية المختلفة تبرعات خلال أسبوع العودة للمدرسة لتقديمها للجمعيات الخيرية، وهذا العام، قرر فريق كرة القدم تنظيم ‘كشك التقبيل‘.
*حركات كفار مالنا دخل فيها🤨
نظراً لشعبية لاعبي كرة القدم الكبيرة، نفدت التذاكر بسرعة.
في القصة الأصلية، كانت بلير تشعر بالامتعاض من فكرة إدارة لاعبي كرة القدم لكشك التقبيل، فاشترت جميع تذاكر ليو لتمنع أي شخص من تقبيله. لكن بلير هذه المرة لم تكن تنوي شراء جميع تذاكر ليو كما في الأصل، فاكتفت بشراء تذكرتين عبر الإنترنت.
لم تكن تخطط لتقبيل ليو باستخدام التذكرتين، بل كان لديها أمل بسيط بأن يقل عدد من يقبلونه ولو بفرد أو اثنين، نظراً لمحدودية التذاكر.
لكن عندما مرت لتلقي نظرة خاطفة، وجدت الكشك مغلقاً، على عكس ما كان عليه في القصة الأصلية حيث كان يعج بالنشاط.
‘ما الذي حدث؟‘
توقفت بلير، وهي تحدق في الكشك المغلق بتعبير متعجب،
عندما اقترب منها لوكاس وقال:
“لقد أُغلق كشك التقبيل هذا العام.”
كان لوكاس قد لاحظ حيرتها وهو يمر بجانبها، فقرر أن يشرح لها.
“لماذا؟ كان يعمل بشكل جيد حتى أمس.”
“السبب الظاهري هو أنه لم يتناسب مع الأجواء المحافظة للمدرسة، أما السبب الأدق فهو أن شيئاً ما أثار استياء رئيس مجلس الطلبة.”
“إيان؟“
ضحك لوكاس وهو يرى تعبير بلير المائل للتعجب، ثم قال:
“إذن، من كنتِ تنوين تقبيله حتى جئتِ إلى كشك التقبيل فور بدء استراحة الغداء؟ هيا، تذاكر من التي اشتريتِها؟“
عضت بلير شفتيها بقوة.
“أي تذاكر؟ كنتُ فقط أمر من هنا، لكن لاحظتُ أن الأجواء مختلفة عن أمس الصاخب، فتساءلتُ عما حدث.”
“آها.”
رد لوكاس بتعبير ونبرة لا تحملان أي تصديق،
لكن بلير لم تضف شيئاً.
“يبدو أن إيان كان ذكياً هذه المرة.
لا يسعني إلا أن أدعم قراره بشدة الآن.”
“ماذا تعني؟“
“لا شيء، لكن أليس من المحتمل أن إيان توقع أنكِ ستأتين إلى الكشك بنفسك بتعبير مليء بالشوق لكشك التقبيل؟“
ضحك لوكاس، فاحمرّ وجه بلير وبدأت تبرر:
“لم أكن أتطلع إلى كشك التقبيل ولم أظهر أي تعبير شوق!”
“حسنًا، حسنًا، لن أمازحكِ أكثر.”
قال لوكاس وهو يبتسم ابتسامة عريضة.
“لكن يا بلير، لماذا لا تبيعين الكعك هذا العام وتكتفين بخبزه في غرفة الطهي المزدحمة؟ وجودكِ كان سيرفع المبيعات بشكل صاروخي.”
كان فريق قائدات التشجيع يبيع الكعك لجمع التبرعات.
“لهذا السبب بالذات أنا في غرفة الطهي يا لوكاس. لا أريد مجرد المشاركة الشكلية، ولا أنوي رفع المبيعات إلى هذا الحد.”
“همم، هذا مخيب للآمال. ملكة المبيعات التي كانت دائماً تهدف لتحقيق أعلى التبرعات تبدو فاترة هذا العام.”
كانت بلير صادقة في كلامها. فريق التشجيع كان مشغولاً بتلبية كمية الكعك المحجوزة مسبقاً، حتى أعلنوا أنهم لن يقبلوا المزيد من الطلبات. كان هناك طلب جماعي لتوزيع الكعك على مسؤولي المدرسة والضيوف في مباراة العودة لكرة القدم بعد غدٍ، مما جعل أفران غرفة الطهي تعمل دون توقف، لكن الوقت كان ضيقاً.
وصلت بلير إلى الكافتيريا، وهي تحدق في لوكاس الذي تبعها إلى طاولتها، وقالت:
“ألا تعتقد أن الوقت قد حان لتعود إلى طاولتك، يا لوكاس؟“
“اليوم سأتناول الطعام معكِ على طاولتكِ يا بلير.”
“لماذا؟“
“لا أعرف. لديّ شعور قوي بأنكِ ستحتاجين مساعدتي اليوم.”
“بلير، لوكاس!”
في تلك اللحظة، رأتهما أليسيا وركضت نحوهما وهي تلهث.
“بلير، لماذا لا تجيبين على الهاتف؟“
“كان على وضع الاهتزاز ولم أسمعه. ما الذي يحدث؟“
قالت بلير وهي تخرج هاتفها.
“لقد اندلع حريق في غرفة الطهي.”
احتاجت بلير إلى لحظة لاستيعاب ما قيل.
“ماذا تعنين بالحريق؟“
“لا وقت للشرح.”
أمسكت أليسيا بذراع بلير وبدأت تركض نحو غرفة الطهي.
“كيف اندلع الحريق؟ هل أُطفئ الآن؟ هل اتصلتم بـ911؟“
“لا أعرف التفاصيل. تلقيتُ للتو مكالمة من روبي.
يجب أن نذهب ونتأكد بأنفسنا.”
عندما وصلوا إلى غرفة الطهي بعد قليل، كانت فوضى عارمة.
كانت الغرفة مملوءة بدخان كثيف، ورائحة الاحتراق تخترق أنوفهم.
وسط الدخان الكثيف الذي حجّب الرؤية، كان هناك فرن واحد يتوهج باللون الأحمر محاطاً بالنيران. كانت النار تتصاعد من داخله، وقد اسودت حوافه وجدران المكان المحيطة به. لحسن الحظ، لم تنتقل النار إلى الأفران الأخرى أو الأدوات المطبخية القابلة للاشتعال بسهولة.
“كح، كح.”
“كح، كح.”
وقفت بلير وأليسيا، ولوكاس الذي ركض معهما لسبب غير مفهوم، مذهولين أمام المشهد.
كانت بلير أول من استعاد رباطة جأشه.
“هل هناك أحد بالداخل؟“
عند سماع صوت بلير،
ظهرت روبي وأوبري تدريجياً من بين الدخان.
“ماذا تفعلان هناك؟ هذا الدخان سام، انخفضا!”
أمسكت بلير بيديهما وسحبتهما خارج غرفة الطهي،
ثم أغلقت الباب. لحسن الحظ، لم يتسرب الدخان إلى الخارج.
قالت روبي وهي تبكي:
“لم يعمل الرذاذ التلقائي. عندما اندلع حريق في مختبر العلوم، رذاذ الماء عمل قبل أن يمتلئ المكان بالدخان وأطفأ النار،
فظننتُ أن الأمر سيتكرر هنا، لكنه لم يفعل.”
“اهدئي يا روبي، كل شيء سيكون على ما يرام. هل أصبتِ بأذى؟“
حاولت بلير تهدئة روبي، لكن قلبها كان يخفق بسرعة هو الآخر.
هزت روبي وأوبري رأسيهما نفياً.
“هل اتصلتم بـ911؟“
“لا.”
قالت بلير لأليسيا:
“اتصلي بـ911 بسرعة. أخشى أن روبي وأوبري استنشقتا الكثير من الدخان، يجب أن يتلقيا العلاج.”
خرجت أليسيا مع روبي وأوبري إلى الخارج.
وصلت كيمبرلي وإيميلي متأخرتين.
“يا إلهي! ما الذي حدث؟“
قالت كيمبرلي وهي تفتح فمها دهشة.
“كعكاتنا الثمينة!”
“ليس الكعك هو المهم الآن.
إذا استمر هذا، ستنتقل النار إلى الفصول الأخرى.”
ركض لوكاس نحو زاوية حيث كان مخبأ صندوق إطفاء الحريق، وفعّل المطفأة.
“تشييييك-” لكنها لم تكن كافية لإخماد النار التي كادت تبتلع غرفة الطهي.
“سأذهب إلى غرفة السلامة وأطلب تفعيل الرذاذ التلقائي لغرفة الطهي وممر الفصول القريبة. ابتعدوا جميعاً عن موقع الحريق، إنه خطير.”
وضع لوكاس المطفأة على الأرض بقوة وهو يتحدث.
لكن بلير، رغم سماعها كلام لوكاس، لم تبتعد عن موقع الحريق.
“الوقت متأخر جداً. قبل أن يفعلوا الرذاذ من غرفة السلامة، ستبتلع النيران المبنى. في هذا الطقس الجاف، من يدري إلى أين ستنتشر الشرارة؟ أليس هناك طريقة لتفعيل الرذاذ الآن؟“
وضعت بلير وشاحها على أنفها بيد مرتعشة وفتحت باب غرفة الطهي. ما إن فتحت الباب حتى غطى الدخان رؤيتها، فشعرت بالخوف يسري في جسدها.
“بلير، ماذا تفعلين؟“
سمعته يصرخ وهو يعود مسرعاً بعد أن كان متجهاً إلى غرفة السلامة، لكن بلير هرعت لتتفادى قبضته.
ما إن دخلت غرفة الطهي،
أمسكت بمدلك خشبي مرئي وصعدت فوق منضدة الطهي.
ثم ضربت بكل قوتها الرذاذ التلقائي المثبت في السقف.
انتظرت لحظة، لكن لم يحدث شيء.
“بلير! انزلي فوراً!”
سمعته يصرخ غاضباً من الأسفل بعد أن تبعها إلى الداخل،
لكنها لم تكترث وضربت الرذاذ مجدداً بكل قوتها.
في اللحظة التي ضربت فيها الرذاذ،
رفعها لوكاس من فوق المنضدة بسرعة.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 36"