استمتعوا
“بلير.”
كانت إيميلي.
“إيميلي، ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟“
لم يكن من المفترض أن تزور إيميلي غرفة الطهي، فقد كانت مكلفة مع بقية قائدات التشجيع من الصف الحادي عشر بإدارة كشك البيع.
ألقت إيميلي نظرة سريعة حول غرفة الطهي ثم أجابت:
“أوه، تساءلتُ إن كنتِ هنا يا بلير.”
“أجل، كنتُ على وشك المغادرة لحضور حصتي الدراسية.”
أنهت بلير كلامها، وودّعت أوبري، ثم غادرت غرفة الطهي برفقة إيميلي.
“لديّ بعض الهموم…”
“حسنًا، أنا مستمعة.”
“إنه غرايسون، يستمر في سؤالي إن كان لديّ وقت، ويطلب مني مواعدته، وحتى عندما أرفض، لا يكف عن محاولة الحديث معي، لا أعرف ماذا أفعل.”
‘كنتُ أنوي سؤالها عما إذا كان هناك شيء بينها وبين غرايسون، لكنها بادرت بالمجيء وفتحت الموضوع بنفسها، فكيف ينبغي لي أن أفهم هذا؟ هل تختبرني لأنها تعتقد أنني أعرف شيئًا لا يفترض بي معرفته؟‘
“غرايسون؟“
“نعم… بما أن غرايسون حضر حفل كايلب، فكرتُ أن أوضح الأمور معه بشكل قاطع، لذا اقترحتُ أن نلتقي لاحقًا على انفراد. لكن يبدو أن غرايسون ظنّ أنكِ أنتِ أنا، أليس كذلك؟“
“نعم، هذا صحيح.”
بدت إيميلي متوترة بعد سماع رد بلير.
لم تضف بلير المزيد من الكلمات عمدًا،
وراحت تراقب تعابير إيميلي بدقة.
“هل قال لكِ غرايسون شيئًا؟“
حاولت إيميلي أن تتحدث بلهجة طبيعية.
“يبدو أنه ذكر شيئًا عن ليو،
لكنني لستُ متأكدة مما كان ينوي قوله بالضبط.”
تصلبت ملامح إيميلي عند سماع كلام بلير.
“……”
“هل تعرفين عما كان ينوي الحديث، إيميلي؟“
“أمم… يبدو أن غرايسون كان يشتم ليو كثيرًا أثناء حديثه معي، لكنني لم أعره انتباهًا كبيرًا، فلا أتذكر جيدًا.”
“أعتقد أنه ذكر كلمة ‘خطة‘، ألا تتذكرين شيئًا؟“
“لا يبدو أنني أتذكر شيئًا، لكن إذا علمتُ بشيء سأخبركِ.”
“…حسنًا.”
أجابت بلير.
كانت تصرفات إيميلي مريبة بلا شك. لكن مع وضوح رغبتها في عدم البوح بأي شيء، لم يبدُ أن المزيد من الاستفسار سيُثمر عن إجابة صادقة.
‘يبدو أن عليّ أن أكتشف بنفسي.’
“إذن، هل انتهى الأمر بينك وبين غرايسون بشكل جيد؟“
هزت إيميلي رأسها.
“بعد حفل كايلب… أنتِ تعرفين ما حدث هناك يا بلير.
منذ ذلك الحين، لم يعد يحاول استكشافي أو يرسل لي رسائل.”
“إذن، انتهى كل شيء على خير؟“
“ليس غرايسون فقط، بل يبدو أن الجميع يسيئون فهم علاقتي مع ليو. أنا آسفة يا بلير، لم أجد فرصة لأوضح الأمر، وفجأة أصبح الجميع يعتقدون ذلك، فشعرتُ بالارتباك ولم أصحح أنني من رقصتُ مع ليو.”
“لا بأس.”
قالت بلير بهدوء. لم تكن هي أيضًا قد بادرت بتصحيح الأمر.
“حسنًا، إذن هذا هو كل ما يقلقكِ؟ السبب الذي جعلكِ تبحثين عني؟“
“هل ستخبرين الجميع بصراحة عن ما حدث في الحفل، أنني أنا من تركتُ شيئًا على منصة الرقص وليس أنتِ؟ أننا تبادلنا القلادات وتظاهرنا بأننا بعضنا البعض؟“
قالت إيميلي بنبرة يائسة.
ابتسمت بلير وقالت:
“لا، لن أقول شيئًا. ما دمتِ تطلبين ذلك.”
“حقًا؟ لا بأس بذلك؟ لكن الجميع يتهامسون الآن عنكِ وعن ليو، ألا يزعجكِ ذلك؟“
“لا، أنا لا أكترث بمثل هذه الأمور أصلًا.
ما الذي يهمني فيما يقوله أشخاص لا يعرفونني جيدًا؟
إذا كان سكوتي يريحكِ، فأنا مستعدة لذلك.”
تنفست إيميلي الصعداء بعد سماع كلام بلير،
كأنها اطمأنت أخيرًا.
“لماذا تجعلين الأمر بهذه الصعوبة، إيميلي؟“
قالت بلير وهي تنظر إلى إيميلي بعينين لا تفوتهما أي تفصيلة في تعابيرها.
“شكرًا يا بلير. سأذهب الآن لحضور حصتي.
استمتعي بحصصكِ، ونلتقي لاحقًا في الكافتيريا.”
تأملت بلير ظهر إيميلي وهي تبتعد.
كانت الشائعات تنتشر في المدرسة أن ليو معجب بإيميلي، مما أدى إلى توتر علاقته مع بلير.
‘ما الذي تستفيده إيميلي من استمرار هذه الشائعة؟‘
في هذه الأثناء، وبينما كانت إيميلي تبتعد بعد حديثها مع بلير، أطلقت تنهيدة خفيفة من الراحة.
‘يا لها من فتاة غبية. لا تعرف حتى كيف تنتشر الشائعات عنها، وتفعل كل ما أطلب منها دون تفكير. حسنًا، هذا جعل الأمور أسهل بالنسبة لي.’
مع انتشار شائعة أن ليو اختار إيميلي، بدأت أنظار الناس تتغير تجاهها تدريجيًا، وكانت إيميلي تستمتع بهذا التغيير.
شعرت كأنها ارتقت بمرتبة فوق بلير.
‘هذا وحده لا يكفي. أتمنى أن يصبح ليو ملكي حقًا،
ليس هو فقط، بل كل ما تملكه بلير.’
***
انتهت بلير من حصصها وقررت التوقف عند غرفة الطهي لتفقد الكعك قبل التوجه إلى تدريب التشجيع المثير.
سواء سارت القصة وفق الأصل أم لا، كان عليها أن تقوم بواجبها.
كان خبز الكعك ملاذًا لبلير، يمنحها لحظات من الهدوء بعيدًا عن تعقيدات العلاقات البشرية والمؤامرات. وفوق ذلك، كان اتباع الوصفة المحددة يضمن لها النتيجة المطلوبة.
عند وصولها، فتحت باب غرفة الطهي،
فتسربت رائحة الكعك اللذيذة أثناء خبزه.
‘ألن يضر أن أتذوق واحدة؟‘
فكرت بلير وهي تقترب من الفرن لتتفقده،
لتلاحظ أن درجة الحرارة مضبوطة على الحد الأقصى.
كانت قد أوصت بالحفاظ على 180-190 درجة،
لكن يبدو أن أحدًا أخطأ.
عدّلت بلير درجة الحرارة وأرسلت رسالة إلى أوبري تطلب منها الانتباه لذلك.
لحسن الحظ، لم يبدُ أن الكعك داخل الفرن قد احترق بعد.
“حسنًا، حتى لو احترق الكعك قليلًا، ما الضرر؟
قد نجمع تبرعات أقل، هذا كل شيء.”
قلّصت بلير الوقت قليلًا بما يتناسب مع الحرارة العالية،
وانتظرت حتى انتهى الخبز، ثم أطفأت الفرن.
أخرجت الكعك ووضعته على شبكة التبريد،
ثم توجهت إلى التدريب.
***
عندما وصلت بلير،
كان معظم الفريق قد سبقوها، ربما لتأخرها قليلًا.
كانت إيميلي قد أصبحت ودودة مع لاعبي كرة القدم،
تضحك وتمزح مع كايلب وغيل.
كان غرايسون موجودًا أيضًا، لكنه وإيميلي لم يتبادلا التحية.
اقتربت بلير من ليو لتحييه.
“ليو.”
“بلير، لقد تأخرتِ.”
“نعم، كنتُ أتفقد الكعك.”
“الكعك؟ آه، تبيعين الكعك هذا العام أيضًا.”
ابتسم ليو وهو يتحدث.
“لماذا؟ هل يضحكك التفكير في الكعك؟“
“يذكرني بفتيات الكشافة. أنتِ وفتيات الكشافة؟
شيء لا يتناسب أبدًا.”
ضحك ليو مجددًا، ومع ضحكته، توقفت المحادثات في الصالة الرياضية، وتحولت الأنظار نحو ليو وبلير، بما في ذلك إيميلي.
شعرت بلير، وهي تنظر إليهم، أن ليو ربما تحمل اليوم،
مثلها، الكثير من النظرات الفضولية والتهامس.
“لماذا قررتِ هذه المرة البقاء في غرفة الطهي بدلًا من كشك البيع؟“
سأل ليو.
“حسنًا… لقد أشرفتُ على الكشك لمدة عامين،
أردتُ تجربة شيء جديد.”
“حسنًا، سأفتقد رؤيتكِ تبيعين الكعك،
لكنني أتطلع لتذوق ما صنعتِ.”
قاطع صوت المدربة إليوت، الذي يعلن بدء التدريب، حديثهما.
***
“يا إلهي، إيميلي، أنتِ حقًا رائعة وخفيفة! هكذا بالضبط!
ألم تكوني قادرة على هذا منذ البداية؟“
قالت المدربة إليوت بنبرة متأثرة.
لم تعد إيميلي تخفض رأسها بخجل عندما تُمدح كما في السابق، بل أصبحت تبتسم بثقة وتقول “شكرًا” ببساطة.
حتى بلير شعرت أن تدريب اليوم كان مختلفًا عن الجلسات السابقة، وحقق تقدمًا ملحوظًا.
في التدريب السابق، كان الجميع يوافقون المدربة إليوت على أن خطة إيميلي مستحيلة، لكن اليوم، سارت حركات الهرم،
ثم قفزة إيميلي في الهواء، وأخيرًا استقبال ليو لها، بسلاسة وثبات.
لكن بلير شعرت بعدم الراحة من حركة غرايسون تحتها مباشرة. كلما تحرك قليلًا، شعرت بعدم توازن أكبر مما ينبغي،
مما اضطرها لتعديل وضعيتها باستمرار.
لحسن الحظ، حافظت إيميلي على توازنها وتعابيرها المثالية رغم حركة بلير.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 35"