استمتعوا
كانت بلير تشاهد الاثنين يرقصان بألفة وهي تغرق في شعور لم تعرفه من قبل.
كانت دائمًا تأمل أن تسير الأمور بين ليو وإيميلي جيداً. لكن، وهي ترى التقارب بينهما، شعرت بألم خفي ينبض في أعماق صدرها.
‘ما هذا؟ هل كنتُ أحب ليو دون أن أدرك؟‘
إن لم يكن ذلك، فلم تجد تفسيرًا لهذا الألم وتلك الضيقة التي تشعر بها الآن.
‘أم أنه شعور طفلة في الخامسة تظن أن ما يُؤخذ منها كان ملكها بطبيعة الحال؟‘
كان الاثنان اللذان يرقصان متناغمين للغاية، حتى إيقاع الرقصة بينهما كان مثاليًا.
‘هل يدرك ليو حقًا أن من يرقص معها الآن هي إيميلي ولستُ أنا؟‘
لكن بلير سرعان ما ألقت بتساؤلها جانبًا. إذا لم يستطع أحد تمييزها عن إيميلي، فلم يكن ليو ليكون استثناءً.
شعرت بلير بحزن خفي لأن ليو نفسه لم يميز بينها وبين إيميلي.
“إيميلي، ما الذي تفعلينه؟ هيا، لنلعب بسرعة.”
حثتها كيمبرلي وهي واقفة في ذهولها. نظرت بلير مرة أخرى إلى ليو وإيميلي بنظرة خاطفة، ثم انضمت إلى أصدقائها للعب.
لم تدرك بلير أن ليو كان يحدق بها في اللحظة التي أشاحت فيها ببصرها.
في هذه الأثناء، كانت إيميلي قد شعرت بالارتباك الشديد عندما اقترحت بلير تبادل العقدين في البداية.
كان هدف إيميلي اليوم أن تبدو مثل بلير.
‘انظري، بمجرد ارتداء قناع وصبغ شعري، أصبحتُ أشبه بلير تمامًا، أليس كذلك؟ بلير ليست بشيء مميز. يمكنني أن أصبح مثلها‘، هكذا كانت تريد أن تثبت، وتتحدى سلطة بلير.
لكن خداع الجميع والرقص مع ليو لم يكن جزءًا من خطتها.
لكن إيميلي بدأت تطمع أكثر. لم تكن تعرف ما الذي دفع بلير لتسليمها العقد وتتيح لها الرقص مع ليو، لكنها أرادت اغتنام هذه الفرصة لتأخذ ليو أيضًا.
‘بلير الغبية. كنتُ أظنها دائمًا سهلة الاستغلال،
لكن لم أتوقع أن تُسلميني الهدف بهذه السهولة.’
لم تكن تريد أن تفوت فرصة لمس جسده الشبه مثالي.
‘هل أدرك ليو أنني إيميلي ولستُ بلير؟‘
نظرت إيميلي إلى ليو بعينين مرتجفتين.
كان ليو يرقص بصمت دون أن ينبس بكلمة.
أثناء الرقص، بدأ أمل صغير يتفتح في قلب إيميلي،
وكبر شيئًا فشيئًا.
‘لا يمكن أن يكون ليو لم يميزني كـإيميلي. ومع ذلك، يستمر في الرقص معي، وهذا يعني أنه يحبني أيضًا. ربما كان يترقب فرصة للاقتراب مني، لكنه لم يفعل خوفًا من عيون بلير أو الآخرين.’
زادت إيميلي ثقة، فاقتربت من ليو أكثر،
حتى التصق صدرها بصدره.
“إيميلي.”
ناداها ليو بصوت خافت.
“نعم، ليو.”
‘لقد عرف بالتأكيد أنني إيميلي.’
ردت إيميلي وهي مليئة بالتوقعات.
“أتمنى لو تبتعدي قليلاً.”
لكن كلمات ليو التالية حطمت آمالها تمامًا.
“… حسنًا.”
شعرت إيميلي بخيبة أمل،
لكنها لم تُظهر ذلك بشكل واضح، وأبعدت جسدها عنه.
“أنا… سعيدة لأنني أرقص معك. هل تشعر بالمثل؟
لمَ اخترتَ الرقص معي بدلاً من بلير؟ هل أنت أيضًا ت…”
لم تكمل إيميلي كلامها، واحمر وجهها.
“…”
لكن ليو لم يجب.
“ليو، هل تسمعني؟ إلى أين تنظر؟“
هزت إيميلي يد ليو، لكنه ظل صامتًا ينظر بعيدًا، وتجهم وجهه.
تبعت إيميلي نظرات ليو.
كان يحدق في مجموعة بلير التي تلعب الكوتشينة باهتمام.
أسقط ليو يديه اللتين كانتا تمسكان إيميلي،
وبدأ ينظر إلى بلير في ذهول.
عندما تأكدت إيميلي من وجهة نظرات ليو،
اشتعلت عيناها بنار الغضب. هزت جسد ليو وقالت:
“ليو، انظر إلي.”
“لحظة، يا إيميلي.”
أبعد ليو يدها بأدب لكن بسرعة،
ثم بدأ يخطو بخطى واسعة نحو بلير.
***
“آه! تايلر، لقد فعلتَ ذلك عمدًا.”
كانت بلير تحاول تجاهل قبلات تايلر وكيمبرلي المتكررة تحت ستار الأخطاء، محدقة في الفراغ بعينين باردتين.
في عالم المراهقين، لم تكن لعبة الورق تعني لعبة ورق تقليدية على الطاولة، بل لعبة تنقل فيها البطاقة من فم إلى فم.
كان الهدف هو نقل البطاقة بسرعة، وكانت متعة اللعبة تكمن في إسقاط البطاقة عن قصد أو خطأ، مما يؤدي إلى تقبيل اللاعبين سواء كان مقصودًا أم لا.*
*حركات كفار مالنا دخل فيها🤨
في فريق بلير، كان تايلر وكيمبرلي أول من بدأ، لكنهما أخطآ مرارًا، فلم تصل البطاقة إلى غرايسون، اللاعب التالي.
عندما رأت بلير أن اللعبة لن تنتهي قريبًا،
قررت أن تستغل الفرصة لاستجواب غرايسون الآن، فقالت:
“غرايسون، الحديث الذي كنتَ ستقوله سابقًا.”
نظر إليها غرايسون.
“هنا؟“
نظر حوله بحذر وهمس بصوت خافت.
“وما المشكلة؟ الجميع منشغلون ولن يسمعوا حديثنا.”
“حسنًا، كما تشائين.”
“ماذا ستفعل إن لم تسير الخطة كما يجب؟“
حاولت بلير استدراجه دون أن تكشف جهلها بتفاصيل الخطة.
لحسن الحظ، لم ينتبه غرايسون أنها ليست إيميلي.
“ما العمل؟ سأنتظر فرصة أخرى.”
“وكيف ستجد الفرصة التالية-“
شعرت بلير أن إجابته على هذا السؤال قد تكشف لها الخطة ولو بشكل تقريبي.
لكن في تلك اللحظة، تجاوزت البطاقة في فريق بلير المرحلة الصعبة ووصلت إلى غرايسون. أخذها من كيمبرلي.
ثم، لينقلها إلى بلير، أمسك بذراعها وسحبها نحوه بقوة.
شعرت بلير بالانزعاج الشديد، فقررت إنهاء اللعبة بسرعة دون أخطاء. لكن ما حدث بعد ذلك كان أسوأ. أسقط غرايسون البطاقة عمدًا، واقترب بشفتيه منها بسرعة.
دفعته بلير بقوة وهي في حالة ذعر،
لكن قوتها كانت محدودة بذراعها الممسوكة.
“لا تفعل، غرايسون!”
في تلك اللحظة التي شعرت فيها بلير باليأس، ظهر ليو،
الذي كانت تظنه يرقص مع إيميلي بعيدًا، واقتحم المسافة بينها وبين غرايسون، وألقى غرايسون على الأرض بعنف.
“آه، مؤلم! ما الذي يحدث، ليو؟ هل جننتَ؟
ما الذي يجري معك مؤخرًا؟“
نهض غرايسون من الأرض وهو يلهث،
محدقًا في ليو بنظرة غاضبة، لكن ليو لم يعره انتباهًا.
كانت عينا ليو المشتعلتان غضبًا موجهتين إلى بلير وحدها.
في قاعة الرقص، بقيت إيميلي وحيدة فجأة.
في اللحظة التي رأى فيها ليو تصرف غرايسون نحو بلير،
تخلى عن ذراع إيميلي وركض نحو طاولة اللعب.
كان نجم وستكوت في كرة القدم، فكانت سرعته مذهلة.
“ليو، لمَ… لمَ تفعل هذا؟ إنها مجرد لعبة.”
اقتربت أليسيا بحذر من ليو وأمسكت بكمه، لكنه نفضها بضجر.
كان الجميع يظنون أن بلير هي إيميلي، فبدَوا مرتبكين.
‘لمَ تدخل ليو فجأة بين إيميلي وغرايسون وهو غاضب هكذا؟
هل ليو مهتم بإيميلي؟‘
كانت هذه الأفكار تدور في عقولهم دون أن ينطقوا بها.
ظل ليو يحدق في بلير،
ثم أمسك بذراعها وسار بخطى واسعة خارج القصر.
قبل خروجهما من القصر،
شعرت بلير بنظرات حادة موجهة إليها، فالتفتت.
لكن المكان الذي كان يرقص فيه ليو وإيميلي قبل قليل كان خاليًا الآن.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 33"