قاطعها ليو بحزم: “أنتِ تفهمين الأمر خطأ. بلير من النوع الذي يتحدث بصراحة وجهاً لوجه، وليست ممن يحيكون المؤامرات من وراء الستار. فضلاً عن ذلك، أنتِ صديقة بلير.”
شعرت إيميلي بالارتباك قليلاً من ثقة ليو الراسخة في بلير، وهي ثقة لم تتوقعها.
‘تباً، لم يقتنع بكلامي. مع أنه دعمني قبل قليل.’
لكنها سرعان ما بدأت تفكر في كيفية استعادة زمام الموقف.
“شكراً لك، ليو. عيناك اللتين عرفتا بلير لمدة أطول مني لابد أن تكونا أدق. هذا مطمئن. كنتُ أقلق باستمرار مما إذا كانت بلير أيضاً ترى فيّ ذلك.”
“أجل، لا داعي لهذا القلق.”
ساد الصمت بين إيميلي وليو للحظات.
“إذا كانت هذه الأفكار هي ما يزعجكِ ويسبب أخطاءكِ المتكررة، فهل تشعرين الآن بتحسن؟“
“نعم، كلامك جعلني أشعر بتحسن كبير… بفضلك.”
“يسعدني أنني ساعدتكِ. إذا شعرتِ بأي أفكار غريبة مجدداً، أخبريني. نحن شريكان في النهاية. عندما تقومين بالقفزة في الهواء، يجب أن تثقي بي لأمسك بكِ، لذا أود أن أعرف ما يثقل ذهنكِ. إذا كان هناك شيء يمكنني مساعدتكِ فيه، أريد أن أفعل ذلك.”
كان ليو يتحدث بدافع قلقه من أن تضطر بلير لتحل محل إيميلي، وبشعور الرفقة كجزء من فريق التشجيع البهلواني،
لكن كلماته بدت لإيميلي رومانسية بشكل لا يصدق.
“حسناً، شكراً لك، ليو.
في الحقيقة، هناك شيء يمكنك مساعدتي فيه…”
نظر ليو إلى إيميلي بترقب.
“ما هو؟“
“هل قررت مع من ستذهب إلى احتفال العودة؟
إذا لم تكن قد اخترت بعد، فهل تذهب معي؟“
قبل أن يرفض ليو، سارعت إيميلي لتكمل: “أنت قائد فريق كرة القدم في مدرستنا، شخص يحترمه الجميع. إذا ذهبتُ معك إلى الاحتفال، سأشعر وكأنني حظيت بقبول ما. مجرد التفكير بأنني سأكون برفقتك سيخفف توتري أثناء أداء التشجيع البهلواني.”
تردد ليو، فأدركت إيميلي سببه وأضافت:
“يبدو أن بلير قد اتفقت بالفعل مع شخص آخر؟“
تغيرت ملامح ليو إلى القتامة عند سماع كلام إيميلي.
“مع من اتفقت؟“
“لم أسمع ذلك بعد.”
لم تضف إيميلي المزيد، لكنها ابتهجت داخلياً.
تحول تعبير ليو إلى الظلمة كان كافياً لتعتبر أنها حققت هدفها.
***
في اليوم التالي، خلال استراحة الغداء،
كانت إيميلي تُغني بصوت خافت من فرط السعادة.
صحيح أنها تلقت رداً غامضاً من ليو بأنه “سيفكر في الأمر“،
لكنه سمع أن بلير اتفقت مع شخص آخر،
لذا ستكون مسألة وقت فقط قبل أن يتخلى عنها.
كالمعتاد في استراحة الغداء، كان هناك مجموعة من الشباب عديمي الفائدة يتسكعون حول طاولة بلير لعرض مرافقتهم لها في الاحتفال. أصبح هذا المشهد مألوفاً منذ انتشار شائعة أن علاقة ليو وبلير لم تعد كالسابق.
عندما رفضت بلير أحدهم بحسم، رأت إيميلي الشاب يعود بغضب واضح من جرح كبريائه، فسألت بنبرة خافتة: “بلير، أنتِ ترفضين الجميع باستمرار. ألا تعتقدين أنه لو أعلنتِ مع من ستذهبين لترككِ الجميع وشأنكِ؟ لماذا لا تقولين مع من اتفقتِ؟ أم أنكِ لم تجدي شريكاً بعد؟“
نظرت بلير إلى إيميلي دون رد، فقالت أليسيا، وهي تتوقف عن شرب عصير التوت البري: “تتحدثين وكأنكِ وجدتِ شريكاً بالفعل.”
“أجل…” أجابت إيميلي واحمر وجهها.
“مع من؟!” قالت أليسيا بنبرة مزيج من الدهشة والانزعاج.
“أنتِ دائماً معنا، ولم أرَ أحداً يتقرب منكِ. متى حدث هذا؟“
كان واضحاً أن أليسيا شعرت بجرح في كبريائها لأن إيميلي حصلت على شريك قبلها.
فكرت إيميلي: ‘يجب أن ألمح أنه ليو بطريقة خفية،
لكن أترك مجالاً للتراجع إن ساءت الأمور لاحقاً.’
“لستُ معكم دائماً. بعد أن تذهبوا،
أبقى أنا وبلير للتدرب إضافياً على التشجيع البهلواني.”
“أحد لاعبي كرة القدم الذين يتدربون معكم؟
من هو؟ غيل؟ كاليب؟“
لم تجب إيميلي، لكنها لم تنفِ أيضاً،
بل أطرقت بعينيها متظاهرة بالخجل وقالت:
“سأخبركم لاحقاً. لكن، أليسيا، هل وجدتِ شريكاً؟“
كما توقعت، لم تجب أليسيا.
“إذن، بلير أيضاً لم تجد بعد؟ لو كنتُ أعلم،
لما بحثتُ عن شريك، وكنا ذهبنا جميعاً معاً، أليس كذلك؟“
“لا إيميلي، اذهبي مع شريككِ.” قالت بلير بابتسامة.
“وماذا عنكِ، بلير؟ لم تجدي شريكاً بعد.”
عندما سألت إيميلي بابتسامة، التفتت أليسيا وكيمبرلي وجميع الشباب المحيطين بطاولة ‘الملكة‘ نحو بلير.
كانت إيميلي واثقة أن بلير لم تجد شريكاً بعد، فقد رُفض كل من تقدم لها، ولم تحصل على تأكيد من ليو.
انتظرت إيميلي بابتسامة أن تعترف بلير بأنها بلا شريك.
في تلك اللحظة، ظهر لوكاس من الخلف كمن كان ينتظر الفرصة وقال: “بلير ستذهب معي.”
انضم إلى الطاولة بسلاسة ووضع ذراعه على ظهر كرسي بلير.
“ستذهبان معاً؟!” صرخت أليسيا بصوت شبه هستيري وهي تنظر تارة إلى لوكاس وتارة إلى بلير.
“لم أتفق مع لوكاس على الذهاب معاً.”
“لماذا تنكرين، بلير؟ عندما كنا وحدنا،
اتفقنا بوضوح على الذهاب معاً.”
أزالت بلير ذراع لوكاس من كرسيها بقسوة.
لم يبالِ لوكاس، بل ابتسم وهمس في أذنها: “قبل انتهاء استراحة الغداء، ستنتشر شائعة أننا سنذهب معاً إلى الاحتفال.”
أنهى لوكاس كلامه بابتسامة عريضة.
كان محقاً. بعد صرخة أليسيا، بدأ طلاب القاعة ينشرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي شائعة أن بلير ستذهب مع لوكاس.
تنهدت بلير ونظرت حولها، ثم نهضت وأخذت لوكاس معها.
“سأذهب الآن، أراكم لاحقاً.”
كانت تنوي الخروج للتحدث معه بعيداً عن الأنظار.
في تلك اللحظة، اقترب لاعبو كرة القدم من القاعة.
تجمدت ملامح ليو عندما رأى لوكاس مع بلير.
“بلير.”
“ليو.”
نظر ليو بامتعاض بين بلير ولوكاس وقال:
“هل صحيح أنكِ ستذهبين مع لوكاس إلى الاحتفال؟“
“ماذا؟ لا، ليس صحيحاً، لم يحدث ذلك.”
تظاهر لوكاس بالحزن بجانبها، لكن بلير لم تكن في مزاج لتهدئته.
“إذن مع من ستذهبين؟ وما هذا الموقف الآن؟“
“سأذهب مع أليسيا وكيمبرلي.
أليسيا حزينة لأنها لم تجد شريكاً. آسفة، ليو.”
“يعني لن تذهبي مع لوكاس؟“
أومأت بلير برأسها.
“هذا قاسٍ، أنا هنا أسمع كل شيء!”
صاح لوكاس بامتعاض، لكن لا بلير ولا ليو ردا عليه.
“هذا يكفي. فهمتُ.”
ابتسم ليو لبلير بوهن.
***
صباح السبت، يوم الحفل.
حدقت بلير بقلق في زي ‘الباليرينا البجعة السوداء‘ الذي وصلها عبر التوصيل.
لم يكن الزي مصمماً ليستر الجسد.
كان الدانتيل الرفيع هو الأمل الوحيد،
لكنه بدا وكأنه سيكشف كل شيء.
تنهدت بلير، الفتاة ذات التقاليد الشرقية، وبدأت ترتديه.
رفعت شعرها بعناية فائقة كما تفعل راقصات الباليه،
دون أي خصلة متدلية.
“حقاً، بما أن وجهي صغير، حتى هذه التسريحة تبدو مثالية دون أي فراغ.”
نظرت بلير إلى نفسها في المرآة،
غير معتادة تماماً على هذا الشكل، وبدأت بوضع المكياج.
أضافت ظلال عيون داكنة وكحلاً لكل رمش،
حتى اكتملت صورة ‘الملكة بلير‘ المتألقة.
ثم وضعت القناع الذي اختارته أليسيا لها بعناية.
رن جرس الباب. ربما كانت أليسيا أو كيمبرلي أو إيميلي.
“سأفتح!” صرخت بلير وهي تسرع للأسفل،
ممسكة بالقناع بعد خلعه.
فتحت الباب الثقيل بفرح لاستقبال الزائر، لكنها تجمدت للحظة.
خارج الباب، وقفت شخصية مطابقة تماماً لما رأته في المرآة للتو.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 30"