وما إن التقت عيناها بعينيه، حتى أضاء وجهها بابتسامة لا تقل إشراقًا.
“هل كانت الرحلة موفقة؟“
سألها إيان وهو يتناول عنها الحقيبة.
“نعم.”
أجابت بلير وهي تومئ برأسها بحماس واضح.
“كيف جرى الأمر؟“
رفعت بلير الظرف الكبير الذي حصلت عليه من لوكاس، ولوّحت به. وما إن رآه إيان، حتى فهم كل شيء، وارتسمت على شفتيه ابتسامة فخر.
“مبارك بلير. كنت أعلم أنك ستنجحين. ألم أقل لك ألا تقلقي؟“
“أجل، كان يجب أن أستمع إليك.”
“وما رأيك بالشروط؟“
“تبدو جيدة. دعنا نركب السيارة، وسأشرح لك بالتفصيل.”
وفي طريقهما إلى موقف السيارات، بدأ إيان يتصفح الأوراق التي سلمته إياها بلير.
“لم أُطلع أي محامٍ بعد. أنت أول من يراها.”
قالها مبتسمًا وهو يعيد لها الظرف بعد أن جلس خلف عجلة القيادة.
“الشروط ممتازة، بلير.”
“حقًا؟“
تنفست الصعداء، وابتسمت براحة.
“بل إنها أكثر من جيدة. يبدو أنهم يثقون بمستقبل علامتك كثيرًا. مبارك، بلير. أريد أن تخبريني بكل شيء، من البداية.”
قال إيان وهو يشغل المحرك.
“إذًا لا بد أن أبدأ بلوكاس.”
“لوكاس؟ ولماذا يذكر اسمه فجأة؟“
قالها إيان مستغربًا.
“إذًا أنت أيضًا لم تكن تعلم.”
تنهدت بلير بارتياح.
“ظننت أنني الوحيدة التي جُعلت في الظل.”
“ماذا تقصدين؟“
“إيان… المدير التنفيذي لشركة نوكس هو لوكاس.”
“ماذا؟ لكن مدير الشركة هو—”
توقف إيان فجأة، وقطّب جبينه، ثم قال.
“لوكاس لينوكس ونوكس… يا إلهي، كيف لم أنتبه؟ الأمر واضح تمامًا الآن. شركة ناشئة تنمو بهذه السرعة؟ لا عجب إن كانت تعود للوكاس. لقد أخفى هويته ببراعة. ولكن… لماذا؟“
“قال إنه أراد أن ينجح دون أن يستند إلى اسم عائلته.”
لم يُخفِ إيان شكوكه وهو يسمع ذلك.
“أعلم ما تفكر فيه، حتى أنا لم أصدق في البداية. لكنه كان جادًا جدًا. وأخبرني أنه لم يتلقَّ أي دعم مادي من والديه.”
“حقًا؟“
“نعم.”
“بلير… هل ستقبلين استثمار نوكس؟“
سألها إيان بنبرة متحفظة، ما أثار دهشتها.
“ولماذا؟ ألست واثقًا من لوكاس؟“
“لا، ليس هذا…”
“أنا أيضًا ترددت، خشيت أن أخالف مبدئي في بناء شركتي بنفسي، لكن لوكاس أكد لي أن القرار اتُّخذ بعيدًا عن العواطف. وكان بالإجماع من مجلس الإدارة.”
“…دعيني أنا أستثمر لكِ، بلير.”
“إيان… تحدثنا عن هذا من قبل. أريد أن أحقق حلمي بجهدي وحدي.”
لو أرادت بلير الدعم من إيان أو والديها، لفعلت ذلك منذ البداية. كل سنوات الكفاح التي خاضتها ما كانت لتسمح لها الآن بأن تستسلم لدعم خارجي، ولو كان من إيان.
“هل يزعجك أنني لم أقبل مساعدتك لكني قبلت مساعدة لوكاس؟“
“لا… ليس هكذا.”
“وهل تعتقد أن لوكاس قرر الاستثمار فقط لأنني أنا صاحبة العلامة؟“
“…لا أظن أنه تأثر بذلك بالشكل الذي أخشاه.”
قالها إيان وقد بدا أن شيئًا ما لا يزال يقلقه.
“أريد هذا الاستثمار، إيان. نوكس فرصة لا تُعوّض.”
“أعلم. هناك ضجة في وول ستريت عن استثمار نوكس في ماركة ناشئة. ولهذا فالاهتمام بـالإستر يتصاعد بسرعة. من الجيد أنك لم تفوّتي الفرصة.”
“لكن وجهك لا يُطمئن.”
“…أفكر فقط. لماذا رفض لوكاس سابقًا استلام شركة والده، وتحجّج بأنه مشغول؟ والآن يعود في هذه اللحظة بالذات؟ في ذروة قرار مصيري يخص علامتك؟“
نظرت إليه بلير بتعجب.
“هل تعتقد أن لوكاس يُضمر شيئًا؟“
“لا، لا أظنه من النوع الذي يؤذيك. لكن…”
“إذًا كل شيء على ما يرام، أليس كذلك؟“
“…فقط، أريدك أن تعديني بشيء واحد، بلير.”
“ما هو؟“
“لو حدث أي شيء مريب من لوكاس—”
قطعت بلير حديثه بنظرة مستنكرة.
“…حسنًا، لنقل الأمر هكذا. أريد أن أكون حاضرًا في أي لقاء بينكما. أهذا مقبول؟“
نظرت إليه باستغراب، لكنها وجدت أن ملامحه في غاية الجدية.
بلير لم تفهم لماذا أصبح إيان فجأة متوجسًا من صديق الطفولة الذي عرفاه طيلة حياتهما.
‘هل يخشى أن يصبح منافسًا في العمل؟ رغم أن مجال كل منهما مختلف تمامًا. وهذا ليس من طبع إيان.’
“ووعد آخر، أن تخبرني بكل شيء يحدث مع لوكاس.”
قالها برجاء ونبرة حزينة.
“حسنًا، أعدك.”
أجابت لتطمئنه، وقد شعرت بقلقه الحقيقي.
عندها فقط، عاد إلى هدوئه المعتاد.
“إذًا، ستصبحين أكثر انشغالًا الآن، أليس كذلك؟“
“ربما، لكني سأجعل وقتًا للقاءاتنا.”
“لا تقلقي، إن كنتِ مشغولة، فسآتي أنا إليك.”
وبينما أخبرت بلير إيان بما حدث بعد الاجتماع، بدأ شعور الإنجاز يتسلل إلى قلبها. سنوات الجامعة، وكل ما بذلته في سبيل علامتها، بدا وكأنه يؤتي ثماره أخيرًا.
“هل أخبرتِ الفريق؟“
“ليس بعد.”
“ووالديك؟“
“لم تسنح لي الفرصة.”
“سيكونان سعيدين جدًا.”
“لا شك في ذلك.”
قالت مبتسمة، وكانت السيارة قد اقتربت من سكن الجامعة.
بلير، التي استقلت الطائرة فور انتهاء الاجتماع، شعرت بالإرهاق، وكل ما تريده هو أن ترتاح.
وكأن إيان شعر بها، فمدّ يده وربت على شعرها بلطف.
“اذهبي لترتاحي، بسرعة.”
“شكرًا على إيصالك، إيان.”
قبلته على وجنته بخفة، لكنه سرعان ما جذبها وقبّلها قبلة أطول على شفتيها.
“هيا، أدخلي.”
ترجّلت بلير من السيارة، ولوّحت له حتى غادر المكان تمامًا.
***
وأثناء سيرها نحو مبنى السكن، شعرت باهتزاز هاتفها. نظرت إلى الشاشة فرأت إشعارًا مألوفًا.
[وُصِلَت إليك طرد جديد. يرجى استلامها من مكتب البريد في السكن.]
“لكن… لم أطلب شيئًا مؤخرًا.”
رغم استغرابها، غيّرت وجهتها وتوجهت إلى مكتب البريد داخل مبنى السكن.
قدّمت بطاقتها الجامعية إلى الموظف، وقالت.
“أنا بلير إستر، جئت لاستلام طردي.”
تصفّح الموظف القائمة، ثم ناولها ظرفًا صغيرًا كان موضوعًا على الجانب.
ما إن قرأت الاسم على الظرف، حتى اتسعت عيناها بدهشة غير متوقعة.
“كثُرَت في الآونة الأخيرة المفاجآت من أناس لم أتواصل معهم منذ زمن.”
ليو براينت
3412 طريق الملعب
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 118"