جلست بلير على أحد المقاعد في رواق بارد، تحاول أن تهدئ أنفاسها المضطربة.
المكان الذي تنتظر فيه هو أحد أنجح شركات الاستثمار الجريء في الآونة الأخيرة. وكل شيء من حولها بدا وكأنه يُجسّد هذه الحقيقة. الرواق نفسه ينبض بالفخامة والرقي، والثريات الكريستالية على السقف تتلألأ ببريق هادئ، وأرضية الرخام تردد صدى خطوات العابرين بصوت واضح وراقٍ.
‘لا تدعي الرهبة تسيطر عليك. وإن لم أحصل على الاستثمار من هنا، فهناك دائمًا أماكن أخرى. لقد عشت بما يكفي لتتأقلمي مع هذا العالم الباذخ.’
تلقت بلير ردودًا إيجابية من عدة شركات بشأن خطة عملها، لكن هذه الشركة كانت الأكبر من حيث إمكانية التمويل.
‘وإن رُفض طلبي في كل مكان… كم من الوقت سيتأخر إطلاق منصة الإستر بالشكل الذي أطمح إليه؟ هل عليّ الآن اللجوء لوالديّ؟ لا، لقد كان قرار رفض مساعدتهما صائبًا.’
كان والداها قلقين بشأن إصرارها على بدء مشروعها دون مساعدتهما. لذا كانت تضطر دومًا لأن تبدو قوية أمامهما، لا فقط من أجل كبريائها، بل لأنها لا تريد أن تثقل عليهما بالقلق.
صحيح أن الإستر كانت تُحقق بعض الأرباح باستمرار، لكنها كانت تعيد استثمار كل ما تجنيه. ولو لم تحصل على تمويل، فقد تواجه صعوبات في دفع رواتب الموظفين وإيجار المكتب.
‘ربما كان عليّ تأجيل المشروع لما بعد التخرج… أو ربما لو أخّرت بعض عمليات إعادة الاستثمار، لما كنت قلقة بشأن الإيجار الآن.’
في تلك اللحظة، سمعت صوت السكرتيرة يناديها.
“الآنسة إستر، تفضلي بالدخول.”
وقفت بلير على الفور وقالت. “نعم.”
حين دخلت إلى غرفة الاجتماعات، وجدت أمامها عددًا من المديرين التنفيذيين في منتصف العمر، وجوههم جامدة لا تحمل أي ترحيب أو اهتمام.
شعرت بلير أن هذا الاجتماع لن يكون سهلًا.
“ابدئي حين تكونين مستعدة.” قال أحدهم ببرود.
“مرحبًا، أنا بلير إستر، المديرة التنفيذية لـ الإستر. بدأت علامتنا من شعار (جوهرُكِ، إلهامُنا). نحن لا نُرغم الأفراد على التكيّف مع العلامة، بل نحترم جوهرهم وجمالهم، ونستلهم منهم أفكارنا ونُجسدها في منتجاتنا.”
ثم عرضت عليهم تصميمات لمنتجات استُوحيَت من عملاء حقيقيين كانوا بمثابة عارضين.
لكن سرعان ما قاطعها أحدهم قائلاً.
“هذا التفسير الممل موجود بالفعل في خطة العمل.”
رمقوها بنظرات فاترة، وكأنهم غير معنيين بها أصلًا. شعرت بقطرات العرق تتسلل على جبينها.
‘ما داموا يعتبرونه مملًا، فلِمَ استدعوني إذًا؟ لو كانوا سيجلسون هكذا، بوجوه جامدة؟‘
لكنها لم تُظهر أي انزعاج وتابعت بهدوء.
“هل لديكم أسئلة حول ما لم يُذكر في خطة العمل؟“
قال أحدهم. “ولمَ علينا أن نستثمر في الإستر؟ أنت تعلمين كم عدد العلامات التجارية الناشئة في مجال الأزياء. ما الذي يُميزك عنهم؟ وكيف ستُقنعيننا بأن أموالنا لن تذهب سُدى؟“
انتقلت بلير إلى الشريحة الأخيرة التي عرضت فيها مخطط المبيعات.
“معدّل المبيعات في الإستر مرتفع نسبيًا مقارنة بحجم الاستثمار. علامتنا بدأت بالفعل تُحدث صدى في السوق.”
فقال أحدهم ساخرًا. “ربما لأن أسعارها منخفضة جدًا؟“
وضجّ بعضهم بالضحك.
“ربما، لكن حتى خط الإنتاج الفاخر لدينا يحقق مبيعات جيدة. ما نحتاجه الآن هو تمويل يساعدنا على التوسّع في التصنيع والتوزيع. إذا حصلنا عليه، فسنتمكن من مضاعفة حجم أعمالنا مرتين على الأقل.”
“أليس هذا تفاؤلًا مفرطًا؟ لقد رأينا العديد من العلامات التي تألّقت لموسم أو اثنين ثم اندثرت.”
راقبت بلير وجوههم السلبية، وعادت لتحدث نفسها.
‘تماسكي. لقد استعددتِ لمثل هذا السيناريو.’
“في الواقع، ما يُميز الإستر عن العلامات الأخرى هو—”
لكن فجأة، انفتح باب القاعة بقوة، فقُطعت كلماتها.
“أعتذر لتأخري. تابعوا من فضلكم.”
كان القادم شخصية مرموقة على ما يبدو، لأن جميع الحاضرين انتصبوا في مقاعدهم بجدية.
بلير نظرت إليه بعفوية، وما إن تلاقت عيناهما حتى اتسعت عيناها بدهشة.
‘لوكاس!’
لم تتوقع رؤيته هنا أبدًا. للحظة، تلعثمت، لكنها سرعان ما استعادت تركيزها.
“علامتنا تمتلك صالة عرض رقمية طُوّرت داخليًا. يمكن للعملاء تجربة أحدث مجموعاتنا باستخدام الواقع المعزز، وارتداء المنتجات افتراضيًا داخل منازلهم قبل الشراء. كما ندعم خدمات مساعد تنسيقي ذكي (المنسّق بالذكاء الصناعي) يُساعد العملاء في اتخاذ القرار، وهذا يُحقق معدلات رضا عالية. كما أن الخدمة مرتبطة بمنصات التواصل الاجتماعي، إذ يستطيع العملاء إلباس صورهم الرمزية ما يشترونه من الإستر.”
“وما العلاقة بين الترفيه في السوشيال ميديا والمبيعات؟“
قاطعها أحدهم قبل أن تُكمل، فصمتت لحظة. لكن لوكاس تدخّل.
“آدم، لو تركتها تُكمل عرضها، لكنا قد تلقينا الجواب مباشرة.”
ثم غمز لها بابتسامة خفيفة، مما ساعدها على استجماع أنفاسها ومواصلة العرض بثقة.
“هناك فائدتان. الأولى أن الأفاتار الذي يرتدي مجموعة جديدة يصبح وسيلة إعلانية متنقّلة. والثانية أن الناس أصبحوا يهتمون كثيرًا بكيفية ظهورهم في العالم الافتراضي، لا أقل من العالم الواقعي. لديهم رغبة في تزيين صورهم الرمزية. وقد استغلّت الإستر هذا التوجّه، وبيّنت الأرقام أن هذه الاستراتيجية ناجحة بالفعل.”
“ممتاز.” قال لوكاس وهو يبتسم برضا.
بدأت بعدها مرحلة الأسئلة، لكنها كانت أقل حدة من سابقاتها، كما أن معظمها كانت ضمن نطاق استعداد بلير. شعرت أن هذا الوقت العسير أوشك على الانتهاء.
لكن لحسن الحظ، لم يُحرجها، بل اكتفى بإعطائها بطاقة عمله قبل أن يعود إلى مقعده.
خرجت بلير من القاعة، وعادت إلى المقعد ذاته في الردهة، حيث جلست منهكة وأطلقت تنهيدة خافتة. لم تعد تملك حتى القدرة على تحريك أصابعها.
رنّ هاتفها فجأة.
[بلير، كيف سار العرض؟]
كان من إيان.
همّت بأن تخبره بما جرى، وبالصدفة التي لم تكن تخطر ببال أحد.
[لا تُصدق، إيان… ما حصل اليوم لن تُصدقه فعلًا.]
نظرت بلا وعي إلى بطاقة لوكاس التي كانت قد استلمتها للتو.
[المدير التنفيذي لشركة نوكس. لوكاس لينوكس]
‘كان واضحًا جدًا من اسم الشركة، فلماذا لم أربط بينهما؟ كنت أعلم أن لوكاس يعمل في مجال الاستثمار، لكنني افترضت أنه ورث شركة والده. فهل دعاني عن قصد؟ أشعر بالاختناق… أريد التحدث إليه مباشرة.’
ثم رأت ملاحظة مكتوبة بخط اليد على ظهر البطاقة، لم تنتبه لها داخل الغرفة المعتمة.
[231 شارع كنسينغتون – جناح البنتهاوس]
نظرت إلى العنوان وقد ترددت للحظة، ثم كتبت لإيان.
[إيان، ظهرت لي مقابلة إضافية، سأتواصل معك لاحقًا.]
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 116"