قالها إيان وهو يحدّق بعينَين مُفعمتَين بالعاطفة نحو بلير، تلك التي كانت تنظر إليه بعينين دائريتين مترقبتين، ثم طبع قبلة رقيقة على طرف عينها قبل أن يبتعد بلطف.
***
في صباح اليوم التالي، ما إن استحضرت بلير ذكريات الليلة الماضية حتى احمرّ وجهها خجلًا.
ضربت الوسادة عدة مرات من شدة الإحراج، ثم دخلت في حمام بارد، لكن حرارة وجهها لم تهدأ.
‘لقد حدث بيننا ما هو أكثر من ذلك من قبل، ولم أشعر بهذا الخجل وقتها! لماذا ما جرى بالأمس يظل عالقًا في ذهني بهذا الشكل؟‘
حاولت بلير إزاحة الذكريات المتزاحمة في عقلها، وسرعان ما انتهت من تجهيز نفسها. أمامها يوم جديد من العمل يتطلب تركيزها التام.
كان اليوم هو اليوم الثاني من افتتاح متجر العلامة المؤقت. وبما أن بلير لم تكن موظفة رسمية، فلم تكن ملزمة بالبقاء من الصباح حتى المساء، لكنها كانت ترغب في البقاء قدر الإمكان من أجل المتابعين الذين جاؤوا خصيصًا لرؤيتها.
وبعد أن تجاوزت عبء القلق الذي صاحب أول يوم والنتائج التي فاقت كل التوقعات، بات بإمكانها أن تستمتع بالتجربة بحق.
وكما في اليوم السابق، ما إن وصلت حتى بدأ المتابعون ينادون اسمها بحماس ويطلبون منها صورًا.
“يا إلهي، بلير! أنا من أكبر معجباتك! هل يمكنني التقاط صورة معك؟“
سألتها فتاة مراهقة، وجهها يلمع بالحماس.
“بالطبع! تعالي إلى هنا.”
أشارت لها بلير بابتسامة مشرقة، فقفزت الفتاة من الفرحة وسلمت هاتفها لصديقتها وأخذت وضعية التصوير.
كليك
“التقطي المزيد! لا تتوقفي!”
قالت الفتاة بعد أن استرجعت هاتفها، وعلى وجهها ابتسامة رضا ثم التفتت إلى بلير من جديد.
“أنا اسمي أليكس. أتابعكِ منذ زمن بعيد. وكل صورة تنشرينها أشتري فيها ما ترتدينه تمامًا! لم يعد هناك شيء لم أشتريه. وعندما سمعت بخبر المتجر المؤقت كدت أطير من الفرح. إطلالتكِ اليوم أيضًا رائعة! هل كل القطع من علامة A؟“
“نعم، كلها من هناك.”
“أريد أن أشتري نفس إطلالتك بالكامل! أين يمكنني إيجادها؟“
أخذت بلير بيد أليكس بحماس لتدلّها على مكان القطع، ولا إراديًا بدأت تُقيّم قوام الفتاة وثيابها.
‘همم… يبدو أنها ترتدي نفس القطع التي ظهرت بها في منشوراتي. الثياب جميلة، لكن أسلوبها لا يتناسب تمامًا مع شكل جسدها.’
لكن أليكس كانت في عالم آخر، تطير فرحًا، والتفتت إلى الموظف بجوارها قائلة:
“أريد المقاس 36، كل الألوان من هذه القطعة. وهذه أيضًا، كل الألوان.”
كانت عازمة على شراء كل شيء في المتجر.
“أليكس، ألا ترغبين في تجربة القطع أولًا؟“
سألتها بلير بنبرة قلقة، وقد أقلقها الحماس الزائد الذي جعل الفتاة تختار بسرعة مذهلة.
“لا بأس. كنت أنوي شراءها جميعًا على أي حال.”
أجابت أليكس دون أي تردد.
“لكن ربما لا يناسبكِ المقاس أو قد لا يعجبكِ بعض القطع.”
قالت بلير، فابتسمت أليكس ببساطة كأنها لم تفكر في هذا من قبل.
“إذا لم يناسبني شيء، سأعطيه لصديقاتي. ثم كيف لا تعجبني قطع اختارتها بلير؟ صحيح أن بعض القطع لا تبدو عليّ كما بدت عليكِ، لكن دائمًا ما أجد بينها ما يناسبني. وفوق كل شيء، أنا فقط أريد أن أمتلك كل ما ترتدينه.”
‘هذا النوع من التعلق مختلف عن عملاء الأمس… أشعر بمسؤولية أكبر الآن.’
“أليكس، هذا يعني أنكِ تثقين بذوقي؟ شكرًا لكِ. ماذا لو بدلًا من تقليد إطلالتي تمامًا، قمت أنا باختيار إطلالة تناسبكِ شخصيًا؟“
“آآه! حلم يتحقق! لم أتخيل سيناريو أفضل من هذا!”
صرخت أليكس بحماس، مما جذب انتباه الموظفين والعملاء في المتجر.
بدأت بلير تراقب الفتاة بتمعن بينما كانت تقفز من فرحتها.
كانت أليكس طويلة ونحيلة، ذات ساقين طويلتين وعنق أنيق.
‘رغم انتشار موضة الجينز الواسع والمنخفض الخصر، لو كنت مكانها لاخترت قطعًا تُبرز هذه النعومة والطول.’
طلبت بلير من أحد الموظفين إحضار بنطال أكثر انسيابية يناسب جسد أليكس، ثم بدأت تفكر في الجزء العلوي المناسب.
‘القَصّة التي ترتديها الآن مناسبة من حيث الشكل، لكن بلوزة بهذا الطابع المهني لا تناسب فتاة في سنها. كما أن اللون لا يُنصفها.’
بشرتها كانت فاتحة وشفافة، وفيها مسحة خوخيّة ناعمة. أما الثياب ذات الألوان الصارخة فبدت شاحبة عليها.
“أليكس، تعالي إلى هنا.”
أشارت بلير إلى بعض الفساتين التي اختارتها.
“ما رأيكِ بتجربة هذه الفساتين؟“
لمعت عينا أليكس.
“إنها جميلة جدًا! لم أرتدِ مثلها من قبل.”
“أعتقد أنها ستناسبكِ كثيرًا.”
دخلت أليكس غرفة القياس، بينما جلست بلير تفكر في ما يمكن إضافته.
وبعد دقائق، خرجت الفتاة مرتدية أحد الفساتين.
“ما رأيكِ؟“
قالت بحماس واضح.
“هذا الفستان يبدو وكأنه صُنع من أجلكِ! أليكس، يجب أن تصبحي عارضة أزياء!”
‘هل بالغت؟ ربما… لكنها الحقيقة. لو كنتُ مصممة أزياء لاخترتها لتكون وجهي الإعلامي.’
وكان واضحًا أن أليكس أحبّت الفستان كثيرًا.
“سأشتريه بالتأكيد! واختاري لي المزيد، بلير!”
أخذت بلير تيشيرتات اختارها الموظفون، وتوجّهت مع أليكس إلى المرآة.
“أظن أن هذه الألوان ستناسبكِ.”
أشارت إلى درجة الأزرق الباهت.
“وأيضًا هذه الألوان. ليست زاهية جدًا ولا باهتة جدًا… بل أقرب للرماديات أو الألوان المغبرة. ستجعلكِ تبرزين أكثر دائمًا.”
أومأت أليكس باندهاش.
“سأجربها الآن!”
وبالفعل، بعد أن خرجت من غرفة القياس، كانت النتيجة واضحة. الملابس الجديدة أنسب لها بكثير من القميص البرتقالي الصارخ الذي كانت ترتديه عند دخولها.
بدأ الموظفون والعملاء من حولهم يتهامسون، ملاحظين التحوّل الواضح في إطلالة أليكس.
“تبدين مذهلة، أليكس.”
“وأنا أعتقد ذلك أيضًا!”
استمرّت رحلة التسوّق بين أليكس وبلير طويلًا، وفي النهاية، وبين سعادة العميلة وارتفاع حجم المبيعات، شعرت بلير بالرضا الكامل.
لكن ما إن استدارت لتعود إلى مكانها، حتى فوجئت بجمع كبير من العملاء يحيطون بها.
“هل يمكننا نحن أيضًا الحصول على نصائحكِ؟“
بدأت الطلبات تنهال عليها، والجميع يريد أن تختار لهم بلير ما يناسبهم.
“بالطبع، بكل سرور.”
رغم شعورها بالتعب، واصلت بلير الوقوف والمساعدة بابتسامة لا تفارق وجهها.
‘لم أعد أملك حتى الطاقة للوقوف أو التحدث…’
ولحسن الحظ، اقترب موعد إغلاق المتجر.
فوو
نظرت حولها، وبعد أن تأكدت من خلوّ المكان تقريبًا، جلست على أريكة مخصصة للعملاء.
“هل قررتِ أن تصبحي مستشارة أزياء شخصية الآن؟“
رفعت رأسها مع سماع صوت مألوف، فإذا به إيان، يبتسم لها كأنّه وقع في حبها من جديد.
“متى أتيت، إيان؟“
“منذ فترة.”
“ولماذا لم تخبرني؟“
“كنتِ مشغولة لدرجة لم أجرؤ على المقاطعة. ثم… وصلتِ اليوم لمبيعات أعلى من الأمس!”
جلس بجوارها، وأسند ذراعه على ظهر الأريكة خلفها، ثم نظر في عينيها.
“كنت أتوقع ذلك. فقد كان اليوم أكثر ازدحامًا بكثير.”
“تبدين متعبة… لكن وأنا أراقب هذه القفزة في المبيعات، بدأت أتساءل إن كنتُ كعضو في إدارة متجر لوفيت، يجب أن أطلب منكِ مواصلة هذا الجهد المضاعف.”
ضحكت بلير من مزاحه.
“إيان، تعلم؟ وُلد لي هدف جديد.”
“وما هو؟“
“أريد إطلاق علامتي الخاصة.”
ابتسم إيان بسعادة حقيقية.
“هذا أفضل خبر سمعته اليوم.”
ثم مدّ يده وساعدها على الوقوف قائلًا.
“لابد أنكِ جائعة. لنتحدث عن الأمر على العشاء.”
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 114"