“كنت أبحث عن ذريعة لأواعدك. كدتُ أُفلت الفرصة عندما فُرضت عليكِ قيود الخروج، لكن تصادف أن والديّ كانا منشغلَين بقضية الاستحواذ على متجر لوفيت، فكانت حجة مثالية.”
اتّسعت عينا بلير بفمٍ مفتوح من الدهشة.
“حقًا؟ كل هذا فقط لأنك أردت أن تواعدني؟ الطائرة الخاصة، ومتجر لوفيت… كل هذا؟“
أومأ إيان برأسه كما لو أن دهشتها غير مفهومة له.
“فقط لأنكِ؟ لو لم نسافر إلى فرنسا سويًّا…”
‘لو لم نسافر؟‘
نظرت بلير إلى إيان بترقب، تنتظر ما سيقوله.
“لكان علينا أن ندور وندور كثيرًا قبل أن نصل إلى هنا.”
“…أيعني ذلك أنك تعتقد أننا كنا سنكون معًا في النهاية حتى لو لم نسافر إلى باريس؟“
“نعم.”
أجاب إيان بحزم.
“وأنتِ، ألا تعتقدين ذلك، بلير؟“
“في تلك الفترة كنت منشغلة بأمور كثيرة، خاصة بما يخص إيميلي… أظن أنني لم أكن أملك الوقت لأفكر بعلاقتنا نحن.”
“بسبب هذا تحديدًا، أردتُ إنهاء مسألة إيميلي بأسرع ما يمكن.”
ابتسمت بلير وهي تتذكّر كيف ساندها إيان وواجه معها كل ما يخص إيميلي.
“حسنًا… الآن وقد صرنا في علاقة، ما رأيك بالأمر؟“
“لا زلتُ لا أصدّق ذلك. لكن لديّ سؤال واحد.”
“ما هو؟“
“كنا في السابق لا نتفاهم كثيرًا، أليس كذلك؟ هل كرهتني يومًا؟“
“لا أظن أنني كرهتك. في الأصل، أنا لا أُبدي اهتمامًا كبيرًا بالناس، ولا أتعامل معهم بعاطفية. لذا حتى أنا أستغرب من تلك المشاعر الغريبة التي أشعر بها فقط عندما أكون معك.”
كانت نظرات إيان نحو بلير دافئة ومتلألئة، وملامحه جادة إلى أقصى حد.
كان وجهه، بكل وضوح، وجهَ رجلٍ عاشق.
لكن بلير ما زال بداخلها رغبة جامحة في أن تسأله. أرادت أن تعرف لماذا هي بالذات؟ ولماذا لا تكون غيرها؟
“إذًا، لم تكرهني… بل أنت لا تكره أحدًا بشكل عام؟“
“بالضبط.”
“حتى إيميلي؟ لا تكرهها؟“
“لا أشعر تجاهها بأيّ شفقة، على الإطلاق.”
قالها إيان بوجهٍ جمد فجأة وتصلّب.
“لماذا؟“
“بلير… أتظنين أنني سأشعر بالشفقة تجاهها بعد كل ما فعلته؟“
“لا… فقط كنت أفكر إن كنتُ أنا أيضًا، يومًا ما، كنتُ مثلها.”
“مثلها؟ أنتِ؟“
رفع إيان حاجبه بدهشة.
“أعني… ربما في الماضي، كنتُ أتصرف أحيانًا بطريقة مشابهة.”
قالت بلير وهي تُشيح بنظرها عن إيان:
“بلير، أعلم أنك تقلقين بشأن أمرٍ ما. لكن ليس من الضروري أن أكون عادلاً مع الجميع. والسبب الذي يجعلني أرتجف من الغضب تجاه إميلي، هو أن أكثر أفعالها الخبيثة كانت موجّهة إليك تحديدًا.”
“……”
“لا يمكن وضعكِ أنتِ وإيميلي في نفس الكفّة. أنتِ تعرفين هذا جيدًا. أنتما لستما متشابهتين.”
“بصراحة… لستُ متأكدة. ما الفرق الكبير بيننا؟“
“الفرق يبدأ من هنا. أنتِ تشعرين بالندم. وهذا أمر لا تملكه إيميلي. إيميلي ما كانت لتفكر يومًا مثلما تفكرين أنتِ الآن. أعلم أن الصورة التي أظهرتِها للناس مختلفة عن حقيقتكِ، لكنني أعرف قلبكِ. قلبكِ مليء بالرحمة والدفء.”
“……”
“هل أزلتُ بعضًا من علامات الاستفهام التي كانت تملأ رأسكِ؟“
أومأت بلير برأسها.
أعجبها جواب إيان كثيرًا. لم تكن لتلاحظ بنفسها، لكن ابتسامة لطيفة بدأت تتسلّل إلى وجهها إثر ما سمعته. ولأن إيان انتبه لتغيّر ملامحها، ارتسمت على وجهه أيضًا ابتسامة هادئة.
“لستِ متعبة؟“
سألها إيان بنظرة حنونة.
“لا، لستُ متعبة.”
“هل حصل شيء مميز اليوم؟ في المتجر المؤقت؟“
“في الحقيقة، كل لحظة كانت مميزة.”
“حقًا؟ أيّ لحظة بالتحديد؟“
“لو أردت تلخيص الأمر… شعرت بأن أشياء لم أظنها حقيقية من قبل باتت ملموسة. التقيت لأول مرة بأناس يتفاعلون مع صوري، ويبدون اهتمامهم بالمنتجات التي أنشرها.”
“وكيف كان شعوركِ؟“
“شعرتُ وكأنني أصبحتُ شخصًا مميزًا.”
“لابد أنه كان ممتعًا.”
“لكن لم يكن الأمر كله إيجابيًّا. شعرت أيضًا بالمسؤولية. ماذا لو لم تكن المنتجات بالجودة التي يتوقعونها؟ والسعر كان مرتفعًا بعض الشيء على الطلاب، فهل كنتُ أدفعهم لاستهلاك غير ضروري؟“
“طيبتكِ الزائدة وإحساسكِ العالي بالمسؤولية قد يصبحان عبئًا أيضًا.”
قالها إيان بابتسامة دافئة.
“بلير، علامة A تسير في الطريق الصحيح. لكنني لا أريد أن تنهكي نفسكِ.”
“لا داعي للقلق. لقد استمتعت حقًا.”
“لكنكِ كنتِ متعبة جدًا اليوم. وحتى بعد انتهاء العمل، لا زلتِ تفكرين وتقلقين. بلير، شغفكِ وعملكِ نحو هدفكِ مثير للإعجاب. لكنني أخشى عليكِ أن تحترقي.”
“……”
“أتمنى فقط أن تعتني بنفسكِ أكثر. حياتكِ مليئة بالأهداف والنجاحات القادمة، وهذه مجرد بداية. لا ينتهي الأمر بمتجر A المؤقت. حافظي على طاقتكِ. لا تستهلكيها كلها بالقلق والخوف المسبق.”
كانت كلمات إيان الحانية والمخلصة كفيلة بتهدئة كل قلقٍ سكن قلب بلير. شعرت بدهشة لوجود شخص يعرفها بهذا العمق ويهتم بها إلى هذا الحد.
“عمّ تحدثتِ مع إيزابيل قبل قليل؟“
“قالت إنها تودّ أن أواصل العمل مع علامة A.”
“توقعتُ ذلك. علامة A حققت الكثير بفضلكِ، ولن ترغب في التفريط بكِ. وماذا قلتِ لها؟“
“ليس كذلك. فقط أشعر أن العلامة الآن في طريقها إلى النجاح دوني. صحيح أن مشاركة النمو أمر جميل، لكنه قد لا يكون ممتعًا بالقدر ذاته.”
“افهمكِ. فكّري أكثر، بلير. لديكِ نظرة ثاقبة، ولا يصحّ أن تُحبسي داخل علامة واحدة فقط. قدراتكِ تستحق فضاء أوسع.”
“حسنًا.”
قالت بلير بصوت خافت. كانت تخشى منذ حلولها في هذا الجسد أن تنهار كل إنجازاتها فجأة كقلعة من رمل. لكنها مع كلمات إيان، بدأت تصدّق أنها قد تكون حقًا تستحق ما وصلت إليه.
***
بعد انتهاء العشاء، عاد إيان وبلير معًا إلى الفندق. لم تكن بلير تفكّر بشيء حتى تلك اللحظة، لكنها بدأت تشعر بالتوتر حين وجدت نفسها معه بمفردها في المصعد.
نظرت إلى إيان نظرة خاطفة ثم أشاحت بعينيها. لكنه لم يفوّت تلك اللحظة، وظلّ يحدّق بها بثبات.
“هل لديكِ ما تقولينه، بلير؟“
هزّت رأسها نافية دون كلام. وفي وجه إيان ارتسمت ابتسامة مرحة وهادئة مع نظرة تمتلئ بالعبث.
‘هل أنا الوحيدة المتوترة؟ بمَ يفكر الآن؟‘
في تلك اللحظة، تذكرت بلير المرة الأولى التي تبادلا فيها القبلة.
‘لا، لا أريد أن أحمَرّ خجلًا الآن…’
وفي اللحظة التالية، التقت عيناها بعينيه.
لكن، خلافًا لما توقّعته من سخرية أو تعليق، لم يقل إيان شيئًا. فقط ابتسم ابتسامة عذبة وصامتة.
دينغ
خطوات
خرجا من المصعد وسارا بصمتٍ في ممرات الفندق.
وما لبثا أن وصلا إلى باب غرفة بلير. وضعت البطاقة على القفل، واستدارت نحو الباب قائلة.
“شكرًا لإيصالكِ لي، إيان. سأدخل الآن.”
لكنها لم تتمكن من الدخول، إذ جذبها إيان إليه بقوة، ومنعها من التحرك.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 113"