“سنقدّم لكِ الأجر والمنصب بما يتناسب مع ما ترغبين به تمامًا، بلير. نأمل أن تساعدينا في التفكير بأسباب فشلنا في الترويج لعلامة A من قبل.”
“آه… إنه عرض ممتن له حقًا، ولكن…”
“حتى نظام العمل سنضبطه كما ترغبين. أعلم أنكِ ما زلتِ طالبة، لذا لن أطلب منكِ ما يتجاوز طاقتك.”
“لكنني حتى الآن…”
“لا تجيبي الآن، فقط فكّري قليلًا بالأمر.”
“…حسنًا، سأفكر بالأمر، إيزابيل.”
قالت بلير مبتسمة.
“شكرًا لك، بلير.”
“وأنا أشكركِ.”
ودّعت بلير المديرة، ثم خرجت مع إيان من المتجر. وما إن جلس إيان خلف المقود حتى التفت نحوها وقال.
“أتشعرين بالجوع؟ لنذهب إلى المطعم أولًا.”
“نعم، فكرة جيدة.”
وما إن جلست بلير في السيارة، حتى شعرت بمدى الإنهاك الذي كان يسكن جسدها. لم تكن تملك حتى القوة لتجلس باستقامة، فسقط جسدها على المقعد كمن يفرغ تمامًا.
نظر إليها إيان بشفقة وسألها.
“هل تناولتِ الغداء؟“
“نعم، أكلت… لكنني لا أعرف حتى ماذا تناولت.”
“كنت أعلم أنكِ ستكونين هكذا.”
قال إيان بصوتٍ مفعم بالقلق.
“أمّك أيضًا كانت قلقة كثيرًا. قالت إنكِ مكرّسة نفسك بالكامل لهذا العمل.”
“لا أظن أنني بالغت إلى هذا الحد…”
“بلير، عندما تبذلين هذا الجهد الكبير، أشعر أنا بالذنب لأني كنت من اقترح عليكِ العمل منذ البداية.”
اتسعت عينا بلير عند سماع كلماته.
“لم أتوقع أنك ستفكر بهذه الطريقة. لكنني حقًا أستمتع بهذا العمل، صدقني!”
ابتسم إيان عند سماعه ذلك وقال.
“رأيت كم كنتِ متعبة عندما التقينا في المتجر. أنتِ تتحملين الكثير، بلير.”
“أعرف أنني كذلك. لكن الآن بعد أن تأكدتُ من أن المبيعات كانت جيدة، أظن أنني سأتمكن من العمل براحة أكثر بدءًا من الغد.”
“من الأساس، لم يكن عليكِ أن تشعري بأي ضغط بشأن المبيعات أو المسؤولية، بلير.”
“لكن بما أنني شاركت، فمن الأفضل أن أنجح، أليس كذلك؟“
“نحن على يقين أن علامة A خلال سنوات قليلة، لن تضطر حتى للسعي للدخول إلى مجمع لوفيت، بل سيتسابق الجميع لاستضافتها. وهذا كله بفضلك.”
“……”
صمتت بلير وهي تسترجع في ذهنها كل ما حدث لها مع علامة A.
“فيما تفكرين، بلير؟ من حقك أن تفخري بما أنجزتِ.”
“لا أشعر أنني أنجزتُ كل شيء بنفسي. الأمر يحمل مشاعر مختلطة… شعور بالرهبة، وبالارتباك، وبالفخر أيضًا. لقد استمتعت حقًا أثناء التحضير للمتجر المؤقت. نعم، شعرت بالمسؤولية، لكنني كنت سعيدة.”
رفع إيان حاجبه باهتمام.
وفي غمرة الحديث، وصلا إلى المطعم.
وبينما كانت بلير جالسة في السيارة للحظات، بدأت تستعيد بعض النشاط.
وحين وصلا إلى مدخل المطعم، فتح لهما أحد الموظفين الباب. كان المطعم فاخرًا من النظرة الأولى.
وكان أحد جوانب المطعم عبارة عن نوافذ زجاجية ضخمة، تظهر خلفها برج إيفل المتلألئ.
اتسعت عينا بلير دهشة، ونظرت إلى إيان بانبهار. ابتسم إيان حين رأى ملامح وجهها، ثم أخذ يدها بذراعه بلطف.
رحّب بهما الموظف ورافقهما إلى طاولة قرب النافذة.
كانت الإضاءة خافتة داخل المطعم، مما جعل منظر برج إيفل المضيء خارج النافذة أكثر جمالًا ووضوحًا.
بعد جلوسهما، أخذ النادل طلبات المشروبات ثم انسحب.
“رأيتِه تقريبًا كل عام، لكنكِ ما زلتِ تحبينه، أليس كذلك؟“
قال إيان وهو ينظر إلى بلير المتسمّرة أمام جمال برج إيفل.
“نعم، وما زلتُ أحبه! وأظن أنني سأظل أحبه دومًا.”
ضحك إيان من جوابها.
‘إنه وسيم حقًا… ولم أره يبتسم بهذه العفوية من قبل. لكنها ابتسامة طبيعية تمامًا.’
“بِمَ تفكرين هكذا، بي؟“
سألها إيان بنبرة مازحة، وراح يلمس ظاهر يدها فوق الطاولة.
“كنت أفكر فقط بأنني أرى تلك الابتسامة المشعة منك للمرة الأولى. لم أكن أعلم أنك تعرف كيف تبتسم بهذه الطريقة.”
تغيّرت ملامح إيان إلى الجدية فورًا.
“ولا أنا كنت أعلم. كنت أظن أنني أعرف نفسي جيدًا، لكنني أكتشف شيئًا جديدًا عني في كل مرة. لذلك أنا متحمس… لمعرفة كم من جوانبي التي لم أكتشفها بعد سأُظهرها وأنا معك.”
صمتت بلير وهي تغوص في أفكارها.
منذ حلولها في جسد بلير، كانت تخشى أن يُقال لها ‘لقد تغيّرتِ.’ خشيت أن يكتشف الناس أنها ليست بلير الحقيقية.
لم تعد تخشى ذلك الآن. لكنها تخاف من أن تُظهر حقيقتها ويكفّ إيان عن حبها. لذا، كان إعجابها بثقة إيان في إظهار نفسه بلا تردّد، مزيجًا من الدهشة والغيرة.
“عمّ تفكرين، بي؟“
“لا شيء.”
أجابت بلير وهي تهز رأسها.
“أشك في أن ذلك هو ‘لا شيء‘.”
“كنت فقط أفكر كم يبدو الأمر غريبًا… أننا صرنا في علاقة عاطفية.”
“ما زال غريبًا؟ متى ستتعودين؟ أتمنى أن تعتادي بسرعة.”
لطالما كان إيان بالنسبة إلى بلير شخصًا يكفي مجرد النظر إليه من بعيد.
“إذن، حتى حفلة عشاء عيد الشكر… لم تتوقعي أبدًا أنني كنت أحبك؟“
هزت بلير رأسها، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع ذلك.
“ظننتُ أنني كنت أُظهر بعض الإشارات.”
“ربما لأنني لا ألاحظ هذه الأمور. لا أميل إلى التوقع أو التفاؤل بشأن المستقبل. حتى لو أظهرتَ شيئًا، لقلت لنفسي. ‘مستحيل‘.”
“لكن هذا يعني أنكِ كنتِ تأملين… أن أبادلكِ المشاعر؟“
عند سماع سؤاله المازح، احمرّ وجه بلير تمامًا.
“…أمم،هذا…”
تلعثمت في الإجابة، بينما ظل إيان يبتسم ويواصل المزاح.
“ومتى بدأ ذلك؟ متى بدأتِ تتمنين ذلك؟“
‘منذ رأيتك تضع معطفك على كتف بلير؟ لا يمكنني قول ذلك…’
نظرت بلير إليه بتفكير.
‘هل كان إيان يحب بلير في ذلك الوقت؟‘
أرادت بلير بشدة أن تعرف الجواب.
‘هل يحبني أنا؟ أم كان يحب بلير قبل أن أحلّ محلّها؟ هل كانت مشاعره حقيقية تجاه بلير الأصلية؟ لكن… كيف كان يتصرّف بهذا الشكل إن لم يكن؟‘
“وأنت، إيان؟ متى بدأتَ أنتَ تشعر بهذه المشاعر؟“
بدلًا من الرد، سألته بنفس السؤال. كانت ترغب في سماع جوابه بصدق، وأيضًا أرادت أن تراه متفاجئًا. لكن إيان لم يتفاجأ، بل أجاب بهدوء.
“كما قلت سابقًا، بدأت أراكِ بشكل مختلف منذ أول يوم في الفصل الدراسي بعد العطلة. واستغرقني بعض الوقت لأدرك أنني لم أعد أراكِ كأخت صغيرة. أدركت هذا أكثر حين رأيتكِ مع ليو في عيد الشكر. ثم…”
أسند ذقنه إلى يده وهو يغوص في التفكير، وصوته المنخفض جعل قلب بلير يخفق بقوة.
“ثم حين سافرنا إلى باريس معًا، وغادرتِ قبل الموعد بسبب أوبري… شعرت بفراغٍ كبير وقتها. حينها فقط أدركتُ كم كنتُ أتطلّع لقضاء الوقت معك في باريس.”
بدا الحزن واضحًا على وجه إيان وهو يتكلم.
“وأنا أيضًا… حين أفكر بتلك اللحظة أشعر بالأسى. لكن وقتها لم يكن أمامي خيار. أنا ممتنة لأنك خططت لرحلة باريس من أجلي، رغم أنني كنت ممنوعة من الخروج.”
“هل تقولين حقًا إنكِ ممتنة؟ لأنني خططت لها لأجلك؟“
قال إيان وهو يبتسم ابتسامة عريضة.
نظرت إليه بلير بارتباك.
“أليست كذلك؟“
“لا. ليست كذلك.”
قالها إيان بصوت جاد.
“إذن…؟“
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 112"