ما إن هدأت ضجة حادثة إيميلي حتى عاد طلاب مدرسة ويستكوت سريعًا إلى الانشغال بأحاديث جديدة وقضايا مختلفة. وكان أبرز ما جذب اهتمامهم هو المصالحة بين بلير وأليسيا.
لكن صاحبة هذا الحدث، بلير، لم يكن لديها وقت لتلتفت إلى تلك الشائعات، إذ كانت منهمكة حتى النخاع في التحضيرات لمعرض علامة ‘A’ المؤقتة.
ترن ترن–
رنّ هاتف بلير بينما كانت تسرع عائدة إلى الصف بعد تناول الغداء.
[بلير، هل يمكن أن نلتقي في ساحة المدرسة؟]
وهي تمشي نحو الساحة، كانت تدرك تمامًا السبب الذي دفع ليو لاستدعائها. فقد اقترب موعد صدور نتائج القبول الجامعي. كانت تشعر بالفضول، لكنها لم تجرؤ على سؤاله خشية أن تكون النتائج مخيبة.
‘حين يُخبرني ليو بالنتيجة، سأضطر أنا أيضًا إلى إنهاء الواجب الذي ظللت أؤجله لفترة طويلة.’
كان ليو، مرتديًا زيه الرياضي، واقفًا بانتظارها في ساحة المدرسة.
“ليو!”
“أهلاً، بلير.”
قال ليو مبتسمًا.
‘تعبير وجهه محيّر… يبدو سعيدًا، لكن في عينيه شيء من المرارة.’
وكأنّه استشعر قلقها، بادر بالحديث.
“بمجرد أن اتصل بي المدرب، أردت أن أكون أول من يخبرك.”
كان في نبرة ليو شيء من الحزن.
‘ترى، هل رُفضت؟‘
شعرت بلير بقلق خفي يتسلل إلى قلبها.
“كيف كانت النتيجة، ليو؟“
“تلقيت خطابات القبول… من جميع الجامعات التي كنت أنتظرها.”
“مبارك، ليو! ألم أقل لك دائمًا أنك ستنجح؟ لا داعي للقلق.”
رغم أنها لم تعرف ليو إلا منذ عام واحد فقط، إلا أن بلير، حتى قبل أن تنتقل إلى هذا الجسد، كانت دومًا تتمنى له السعادة. وكانت فرحتها غامرة لأنها علمت أخيرًا بمستقبله الذي لم يُعرض في الفيلم.
“لكن لماذا يبدو حديثك حزينًا هكذا، ليو؟ يداك متعرقتان. هل قررت إلى أي جامعة ستذهب؟“
“……”
لم يُجب ليو. نظر إلى بلير التي كانت تنظر إليه بتساؤل، ثم قال أخيرًا.
“كنت أريد أن أسمع جوابك أولًا، قبل أن أقرر إن كنت سأذهب إلى الشرق أم أبقى في الغرب.”
“……!”
هذه المرة، كانت بلير هي من صمت فجأة.
“ربما لهذا بدوت حزينًا… لأني أعلم سلفًا ما سيكون جوابك.”
ابتسم ليو بمرارة، وزادت ابتسامته تلك من حزن بلير.
“…أنا آسفة، ليو.”
“لا عليكِ. لمَ وجهك حزين هكذا، بلير؟ قد يظن أحدهم أن الأدوار قد انعكست.”
بأنامله العريضة والخشنة، لمس ليو بلطف زاوية عينها. لم تكن بلير تعلم أنها كانت تبكي.
‘أنت من جُرِح، ومع ذلك تنظر إليّ بهذه النظرة الحنونة لمجرد أن دمعة لمعت في عيني…’
“لا تبكي، بلير. فلن أكون هنا بعد الآن لأجفف دموعك. لذا لا تبكي.”
“أنا آسفة، ليو.”
لكن كلمات ليو، رغم محاولته مواساتها، لم تزدها إلا بكاءً.
“بلير… كنت أعلم. أعلم شعورك تجاهي. لكني أردت أن أراك مرة أخرى، بحجة أن أسمع جوابك.”
لم تتوقف دموع بلير عن الانهمار.
ومع كل دمعة، كان ليو يمسحها بكفه الحاني وهو يقول.
“لقد عرفت قلبك منذ سنوات، بلير. فهل يُعقل أنني لم ألاحظ ما في داخلك؟“
رفعت بلير عينيها الدامعتين ونظرت إليه.
كلماته الرقيقة كانت كأشواك تمزق ضميرها.
‘ليس فقط لأني رفضت مشاعرك… بل لأني أظن أن مجيئي إلى هنا قد يكون أفسد النهاية التي كنتَ تستحقها.’
“أنا آسفة، ليو.”
لكن ليو، غير مدرك لما في قلبها، تابع الحديث.
“لا تعتذري، بلير. إن كنت وصلت إلى هنا، فبفضلك.”
“…ماذا تقصد؟“
سألت بلير، وقد بدأت دموعها تهدأ.
“كنت أريد دائمًا أن أكون بجانبك.”
“وقد كنا معًا دائمًا.”
“صحيح، لكن… بالنسبة لي، كنتِ دومًا كحلم قد يختفي فجأة. كلما قارنت بين خلفيتك وخلفية عائلتي، شعرت أنني أطمع بما لا يحق لي.”
“ليو…”
“لا تنظري إليّ هكذا. لا أقول هذا كي أستعطفك. فقط… كنت أظن أنك بعد التخرج ستقابلين شخصًا مناسبًا لك. لم أرد أن أكون مجرد ذكرى من أيام الثانوية. أردت أن أقف بجانبك بثبات، لذلك بذلت كل جهدي في التدريب.”
“لم أكن أعلم أنك تفكر بهذه الطريقة.”
“وهذا ليس الشيء الوحيد الذي لم تعرفيه عني.”
قالها مازحًا.
“ماذا أيضًا؟“
“ممم… مثلًا، لم تكوني تعرفين أنني قبل لقائنا لم أكن أكثر من لاعب كرة قدم عادي. كان التحاقي بويستكوت بمنحة دراسية معجزة بحد ذاته.”
“حقًا؟“
“أجل. لم أتلقَ تدريبًا ممنهجًا. وكنت لاعبًا متوسطًا على الأكثر. ما ميزني فقط هو بنيتي الجسدية.”
كانت هذه أول مرة تسمع فيها بلير هذه القصة.
“في الصف التاسع، لم أكن ألعب ضمن الفريق الأساسي. فقط أُستدعى إذا أصيب أحدهم، وإلا أبقى على مقاعد الاحتياط. لم أكن حتى أعمل بجد. في المدرسة كنت مجرد ظل أمام النخبة، وفي المنزل… كما تعلمين، لم يكن هناك مكان للراحة. كنت بلا هدف، أعيش كل يوم بلا طموح. ثم، في الصف التاسع، أنتِ كنت أول من تحدث إليّ. تتذكرين؟“
ابتسم ليو خجلًا.
“ملكة المدرسة تحدثت إليّ! ما زلت أذكر تلك اللحظة، نظراتك، صوتك، الجو الذي كان يحيط بنا.”
“……”
“ومنذ تلك اللحظة، تغير كل شيء. بدأ الجميع يلاحظني. كانوا يتساءلون من هو لاعب كرة القدم الذي يقف بجوار بلير؟ لكن ما كان يهمني أكثر هو أنك كنتِ إلى جانبي. وأدركت حينها أن عليّ أن أعمل بجد. أنتِ كنتِ قائدة فريق التشجيع، لذا كان عليّ أن أكون قائد الفريق أيضًا.”
“……”
ابتسم ليو مازحًا.
“أردت أن أكون جديرًا بالوقوف بجانبك، لذا تحملت التدريب بصرامة. بقيت بعد الحصص لأتدرب، تحدثت إلى المدرب أولًا، وطلبت نصائح من كبار الفريق. وهكذا، شيئًا فشيئًا، أصبحت أشارك في المباريات.”
“لم أكن أعلم…”
“لذلك، لا تعتذري، بلير.”
قال ليو بنبرة هادئة.
“لا أعتقد أن هذه هي النهاية. ربما تنتهي قصتنا هنا كطلاب في الثانوية، لكن لو تلاقت طرقنا مجددًا، حينها… أرجوك، انظري إليّ من جديد.”
“……”
“سأكون حينها شخصًا يستحق أن يكون بجانبك، من البداية.”
“……”
“سألتحق بجامعة في الغرب. عرضهم أفضل قليلًا. وعدوني بدعمي بالكامل لأتفرغ لكرة القدم. وأنتِ، بلير، ستذهبين إلى الشرق، أليس كذلك؟“
رغم ابتسامته، كانت نظراته تائهة حزينة.
“…نعم، هذا هو الهدف مبدئيًا.”
“لمَ هذا التردد؟ أنتِ بلير. من تحقق دائمًا ما تصبو إليه. إن لم تدخلي الجامعة التي تريدينها، فمن سيفعل؟“
“ما زال أمامي عام حتى التخرج. فلماذا تتحدث وكأننا لن نلتقي مجددًا؟“
“…لأني لا أنوي اللقاء.”
توسعت عينا بلير من الصدمة.
“حقًا؟“
“نعم. ليس لأنني لا أريد رؤيتك، بل لأني… لن أتحمل ذلك.”
“……”
لم تستطع بلير قول شيء.
‘من الحقيقة أنني أشعر بالأسى وخيبة الأمل، لكن أن أطلب من ليو أن يبقى بجانبي ولو كصديق… أليس ذلك أمرًا مجحفًا؟‘
“بلير، أنا متحمس للعب في دوري الجامعات. إن كانت حياتي حتى الآن مجرد تصفيات، فالآن تبدأ البطولة الحقيقية. لذا، حتى ذلك الحين، أريد التركيز على كرة القدم.”
“…إن كان هذا ما تريده، فافعل، ليو. سأدعو لك دائمًا.”
“حين أقف على القمة، سأتصل بك. وحينها… احتفلي معي، أرجوك.”
ثم أخذ يد بلير، وطبع قبلة خفيفة على ظاهر كفها.
تفاجأت بلير، وتجمدت في مكانها، فيما ابتعدت شفتا ليو عن يدها ببطء.
“سأرحل الآن، بلير.”
استدار ومضى دون أن ينتظر ردها.
بقيت بلير تنظر إليه طويلًا وهو يبتعد.
خطاه كانت واثقة، لكن دمعة واحدة سقطت من عينه في صمت.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 110"