استمتعوا
بينما كانت بلير متوجهة إلى المكتبة، غاصت في أفكارها.
‘تذكرت أنه بعد التقمص، كانت أول لقاء لي مع إيان أيضًا في المكتبة. كنت معجبةً بمظهره وهو يخرج كتابًا تحت أشعة الشمس.’
عندما وصلت بلير إلى باب المكتبة، شعرت بشيء من التوتر.
لذا أخذت نفسًا عميقًا ثم فتحت باب المكتبة.
دخلت بلير المكتبة، ولم يكن من الصعب أن تجد إيان.
بينما كانت بلير تحدق في وجه إيان الوسيم بذهول، اكتشف إيان وجودها أيضًا، وابتسم ابتسامة واسعة على وجهه الذي كان خاليًا من التعبير.
“بلير.”
“إيان!”
“بلير، تبدين في حالة جيدة. هل اجتزت الامتحان جيدًا؟“
“لا أعرف…”
“هل تعني أنك لم تجتازي الامتحان جيدًا؟“
“الأسئلة التي اخترتها لي ظهرت كأنها شبح،
لكن لا أدري إذا كانت إجاباتي صحيحة.”
قالت بلير وهي تتنهد بعمق.
“إذاً هذا يكفي. درجاتك ستكون جيدة بما فيه الكفاية.”
“لكن ماذا كنت تفعل هنا في المكتبة، إيان؟ لماذا طلبت مني المجيء إلى هنا؟“
“كنت في انتظارك.”
كانت كلمات إيان، التي نطق بها ببطء وبصوت شجي كالعسل، تجعل قلب بلير ينبض بسرعة.
حاولت بلير تهدئة نفسها وهي تفكر.
‘ إيان، لديك قدرة غريبة على جعل الكلمات العادية تبدو ذات معنى عميق.’
“لماذا جئت إلى المكتبة؟ هل كنت تنوي قراءة كتاب؟“
“اليوم هو آخر يوم قبل حفل التخرج. ذهبت لترتيب أغراضي في الخزانة وغرفة مجلس الطلاب، ثم جئت هنا لأعيد الكتب إلى المكتبة. وعندما دخلت المكتبة، شعرت بالحنين. تذكرتك، لذلك طلبت منك المجيء. لدي بعض الأمور التي أود التحدث عنها معك هنا.”
“معي؟“
“نعم. هل تذكرين أول مرة التقينا فيها في المكتبة يوم بداية الفصل؟“
“بالطبع أذكر.”
“هل تذكرين أيضًا ماذا كنا نتحدث حينها؟
كنتِ مختلفة قليلاً عن المعتاد.”
“هل كنت كذلك؟“
قالت بلير مبتسمة بتوتر.
“عندما أفكر في الأمر، أعتقد أن ذلك كان بداية كل شيء.”
“…….”
خجلت خدود بلير وبدأ قلبها ينبض بشدة،
إذ كانت كلمات إيان الثقيلة والعميقة تحرك مشاعرها بشدة.
“لا أعرف السبب، لكن عندما وصلت إلى المكتبة،
أدركت أن مشاعري تجاهك بدأت في تلك اللحظة.”
“…….”
كانت بلير عاجزة عن الكلام، إذ كانت مشاعرها في حالة من الفوضى بسبب تأثير صوت إيان العميق الذي زعزع استقرار قلبها.
“بلير، أود أن أسمع إجابتك على السؤال الذي كنت أنتظره طويلاً.”
كان تعبير إيان هادئًا ومطمئنًا.
على الرغم من أنه لم يظهر أي تغير على وجهه،
شعرت بلير أن صوته كان يرتجف قليلاً مقارنة بما هو معتاد.
كانت المكتبة هادئة تمامًا.
وكان كل من بلير وإيان يتشاركان تلك اللحظة من التوتر الشديد،
وكأن الوقت قد توقف.
نظر إيان إلى بلير بعينيه الثاقبتين.
وعندما التقت عينا بلير بعينيه، شعرت وكأن قلبها سينفجر.
“أ… أعتقد أنني… لا أستطيع… الكلام.”
لم تكن بلير مستعدة للإجابة بعد، لذا لم تخرج منها كلمات.
“هل تحتاجين إلى المزيد من الوقت؟
هل تشعرين أنني أضغط عليكِ؟“
على الرغم من هدوء كلامه، بدا إيان كمن يشعر بخيبة أمل.
كانت مشاعر بلير متناقضة، بين رغبتها في توضيح سوء الفهم لدى إيان، وامتنانها له على اهتمامه، بالإضافة إلى القلق من الاعتراف بمشاعرها التي لم تنطق بها من قبل.
“ليس الأمر كذلك!”
صرخت بلير بصوت عالٍ دون قصد.
نظر إليها إيان بعينيه الحزينتين.
عندما تلاقت عيون بلير مع عيون إيان، شعرت وكأن فكرها مليء بالمشاعر المتضاربة، كما لو أن حمامة وردية انفجرت داخل رأسها.
أخذت بلير نفسًا عميقًا وقالت بصوت هادئ.
“إيان… كنت دائمًا مثل المثل الأعلى لي. ليس فقط أنا، بل أي فتاة في وستكوت كانت ستقع في حبك في يوم من الأيام.”
“…….”
“كنت واحدة من تلك الفتيات، لذلك كنت أعتقد أن مجرد مراقبتك من بعيد سيكون كافيًا لي.”
بدأ وجه إيان يصبح مظلمًا بينما استمع إلى كلمات بلير.
“لذلك كنت أعتبرنا أصدقاء فقط، وعندما كنت تعاملني بلطف، كنت أحاول ألّا أتوهم شيئًا. حتى عندما سمعت كلامك في عيد الشكر، لم أستطع أن أصدقه بسهولة… حسناً، حاولت أن أشرح لك لكن…”
شعرت بلير وكأن دقات قلب إيان أصبحت مسموعة في أذنيها.
“أنا أيضًا أحبك، إيان.”
“……!”
في عيني إيان، التي كانت دائمًا هادئة كالبحر،
بدأت تتصاعد أمواج مشاعر قوية. قال إيان بصوت متحمس.
“كيف يمكن أن تقولي أنك واحدة من بين العديد من الفتيات، بلير؟ أنتِ مميزة لي. كل لحظة قضيتها معك كانت خاصة وثمينة.”
بينما كانت بلير تنظر إلى عيني إيان المملوءتين بالحب،
شعرت بأن دموعها تملأ عينيها.
“شكرًا. تقول إنني مميزة، لكنني لم أفكر في نفسي أبدًا بهذه الطريقة. كنت دائمًا أعتقد أن أي شخص يعرف حقيقتي سيهرب، لذلك لم أستطع الاعتراف بمشاعري تجاهك في وقت سابق.”
“كيف تهربين، بلير؟ رغم أنني أعرفك منذ وقت طويل، كلما اكتشفت جانبًا جديدًا فيك، كنت أغرق فيك أكثر. أن أكون معك هو شيء كنت أتمناه دائمًا.”
كان صوت إيان دافئًا ومطمئنًا، وفي نفس الوقت كان حازمًا.
وعندما كانت بلير تحدق في عينيه المليئتين بالصدق،
شعرت بأن قلبها على وشك الانفجار، ولم تستطع أن تقول شيئًا.
“هل أنتي بخير، بي؟“
“!”
رفع إيان يده إلى عيني بلير المبللة بالدموع، واقترب منها.
لكن عندما نادى إيان عليها بهذا اللقب،
اختفت دموعها تمامًا وامتلأ وجهها باللون الأحمر.
اقترب وجه إيان الجميل من بلير.
وبالنسبة لبلير، كانت خدودها مشتعلة بالحرارة بينما بدا إيان هادئًا تمامًا، دون أي تغيير في تعبير وجهه.
لأن إيان كان يبدو هادئًا للغاية،
شعرت بلير فجأة بشعور من الظلم.
‘ناداني بلقب حميم فجأة… لكن لماذا إيان وسيم جدًا؟ يبدو أنني الوحيدة التي تحمر خجلاً، بينما لا يبدو إيان مهتمًا بذلك.’
لكن في تلك اللحظة، انحنى إيان ليأخذ منديلًا من جيبه.
بينما كانت بلير تراقب وجهه عن كثب،
لاحظت أن أذنه وعنقه كانا محمرين.
‘أذن إيان… لم أكن أعلم أنه يخجل أيضًا.’
رغبت بلير في لمس أذن إيان، لكنها توقفت فجأة.
“بي؟“
رفع إيان رأسه، وتلاقت عيونه مع عيون بلير.
وعندما كانت بلير على وشك أن تخفض ذراعها،
أمسك إيان بذراعها.
دق قلب بلير بسرعة، وكأن صوت دقات قلبها قد يصل إلى إيان.
“هل تذكرين الخزانة في غرفة مجلس الطلاب؟“
أومأت بلير برأسها دون أن تنطق.
“منذ ذلك الحين، كلما رأيتك، كانت فكرة واحدة لا تفارق عقلي.”
لم تتمكن بلير من الرد، حيث كانت عيونها تتلاقى مع عيون إيان.
كانت عيون إيان التي اعتقدت دومًا أنها باردة،
مشتعلة الآن بشدة وكأنها نيران حيوانية.
اقترب إيان ببطء من بلير، واحتضنها.
كان حضنه دافئًا جدًا، وصوت قلبه كان يتردد في أذن بلير.
“لقد كنت أنتظر هذه اللحظة دائمًا.”
كان صوته يرتجف.
حدقت بلير في عينيه الزرقاوين، ثم أغمضت عينيها ببطء.
كان هناك شعور قوي من التوتر والإثارة في الجو.
قبل إيان بلير بلطف على شفتيها،
كأن شعاع شمس دافئ يغمر جسدها.
عبر النافذة، دخل هواء الربيع المنعش محملاً بعطر الزهور.
النهاية.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل "106- نهايه التشابترز الرئيسية "