استمتعوا
“لقد أصبح من الصعب على إيميلي أن تستمر في دفع رسوم ويستكوت بسبب ظروف عائلتها. لذا، تخطط للحصول على منحة دراسية لحل مشكلة الرسوم.”
“هل هناك منحة تُمنح لمن تصبح ملكة الحفلة الختامية؟
لم أحصل على شيء من هذا القبيل قط.”
قال ليو بنبرة مليئة بالشك.
“لا يوجد شيء من هذا القبيل. لقد أخبرها المرشد أنها بحاجة إلى ما يثبت تميزها في أي مجال، ويبدو أن إيميلي تعتقد أن الفوز بلقب ملكة الحفلة سيثبت قيمتها.”
“حسنًا، الآن فهمتُ سبب تصرف إيميلي النشط بشكل غير معتاد اليوم. إنها تريد أن تصبح ملكة الحفلة، أليس كذلك؟“
“يبدو أنها لا تزال تعتقد أن الناس يحبونها.”
قال لوكاس بنبرة يملؤها الازدراء.
“إذن، ما هي خطتك؟ إلى متى يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي؟“
“…ألا تعتقدون أن الحفلة الختامية ستكون مسرحًا مثاليًا لسقوطها؟“
“وهل هناك داعٍ لتأجيل الأمر حتى الحفلة؟“
“لأن موعد إعداد لائحة الاتهام سيتزامن تقريبًا مع الحفلة.
أعلم أن الأمر صعب، لكن حتى ذلك الحين،
تظاهروا بأنكم لا تلاحظون تجولها المتفاخر.”
نظر ليو إلى إيان بغضب واضح بعد سماع كلامه وقال:
“لا يزال أمامنا أسابيع حتى الحفلة.”
“فكر في الأمر هكذا، ليو. الإنسان يغضب أكثر عندما يُسلب منه ما كان يعتقد أنه ملكه. أريد أن ترى إيميلي فشلها قبل لحظات من تحقيق هدفها، وأن تشعر بالبؤس ينخر عظامها. تخيلوا التناقض بين منظرها الآن ومنظرها عندما تفقد كل شيء أمام عينيها.”
“…”
ساد الصمت بين الجميع أمام تعبير إيان القاسي الذي لم يروه من قبل.
“…حسنًا، إيميلي لن تهرب إلى أي مكان على أي حال.”
كسر ليو الصمت أخيرًا بإجابته.
“هذا لا يعني أنه ليس بوسعنا فعل أي شيء حتى الحفلة.”
قال لوكاس.
“ما الذي تنوي فعله؟“
“أخطط لجذب أصدقاء إيميلي إلى صفنا واحدًا تلو الآخر.”
“كيف؟“
“حسنًا، الأمر يعتمد على كل شخص.
أنا من أقنع غرايسون بالكشف عن كل شيء في السابق.
ثقوا بي فقط. لن يبقى أحد إلى جانبها.”
تحدث لوكاس بثقة تامة.
“جيد، أحب ذلك. لا يهمني نوع خطتك، المهم أنني لن أضطر لقضاء وقت مع إيميلي بعد الآن، وهذا بحد ذاته راحة كبيرة.”
بينما كان ليو يتحدث، التفت إلى إيميلي دون قصد،
وعندما تقاطعت أعينهما، أشاح بنظره بسرعة.
نظر لوكاس إلى ليو بعينين مرحتين وقال:
“ربما يمكنك، ليو، مراقبة تحركاتها و-“
“مستحيل.”
رد ليو بجدية، فانفجر لوكاس ضاحكًا، راضيًا عن رد فعله.
“بالمناسبة، بلير، كيف تسير استعداداتك للحفلة؟“
سأل لوكاس بلير.
“وهل هناك ما يجب تحضيره؟“
ردت بلير بفتور.
“لماذا تبدين فاترة هذا العام؟ حتى العام الماضي، كنتِ تحجزين كل فستان لائق تقريبًا في المتجر المفضل لديكِ.”
“لا أنوي بذل كل هذا الجهد هذا العام. ما أهمية الفستان الآن؟“
“حقًا؟ إذن لن تتسوقي للحفلة؟“
سأل لوكاس وقد بدا مصدومًا.
“لا، لن أفعل. لدي الكثير من الفساتين في المنزل، فلماذا؟“
“تقصدين أنكِ سترتدين فستانًا من الموسم الماضي وليس جديدًا؟ هل أنتِ بلير حقًا؟ أم أن روحًا أخرى تسكنكِ؟“
شعرت بلير بالذعر قليلًا من كلام لوكاس.
“بلير، إذا كنتِ لن تتسوقي على أي حال،
ماذا عن ارتداء ملابس من ماركة A؟“
“الماركة A؟“
لم يخطر هذا الخيار على بال بلير من قبل.
‘صحيح، ماركة A تُبدع دائمًا في تصميم الفساتين.’
“…لم أفكر في ماركة A من قبل، لكنها فكرة جيدة.
لماذا لم أفكر فيها سابقًا؟“
“سيكونون سعداء لو ارتديتِ تصاميمهم ونشرتِ صورًا على وسائل التواصل. سأطلب منهم إرسال بعض القطع.”
“حسنًا، أحب ذلك.”
بدأت بلير تشعر بالحماس للحفلة التي لم تكن تتوقع أن تهتم بها.
***
في آخر يوم دراسي في الفصل، خرجت إيميلي من الفصل بخطوات خفيفة، متحمسة لفكرة العطلة الشتوية، وعندما رأت أصدقاء يحيونها، ردت عليهم بابتسامة ودودة مبالغ فيها.
لكن ما إن استدارت، عبست بشدة.
‘لقد عاملتهم بلطف ليصوتوا لي كملكة الحفلة،
فظنوا أنني على مستواهم.’
شعرت إيميلي أنها انتهت من إدارة صورتها،
فأصبحت خطواتها أكثر خفة.
‘أتطلع للعطلة الشتوية، وللحفلة الختامية التي ستكون بعد انتهائها مباشرة.’
لكن فرحتها تحطمت عندما رأت ليو واقفًا في الممر.
لم يعد يعيرها أي اهتمام منذ الحفلة.
كانت إيميلي تعتقد أنها وصلت إلى تفاهم مع ليو في تلك الليلة، فشعرت بحزن عميق لتجاهله لها.
بل إنها لاحظت أنه عاد لقضاء الوقت مع بلير.
‘لو لم يحضر ذلك الملعون لوكاس الحفلة، لكان ليو لا يزال إلى جانبي. حتى لو حضر، لو لم يتدخل إيان بوقاحة، لكنتُ أظهرت لـليو مشهد بلير ولوكاس معًا في السرير، ولما عاد إلى بلير أبدًا.’
بينما كانت تلعن لوكاس وإيان في سرها، رأت إيان يقترب من ليو ويتحدث إليه، فهرعت مذعورة بعيدًا عن المكان.
رغم أن والدها عاد لعمله دون مشكلات بعد تلك الليلة، إلا أن ذكرى تهديد إيان بمعيشة عائلتها تركت فيها جرحًا نفسيًا عميقًا.
‘سيُنهي إيان هذا الوغد دراسته قريبًا.
انتظرني فقط، ستصبح هذه أيامي، وسيعود ليو إليّ.’
وصلت إيميلي إلى المنزل وهي تلهث غضبًا، لاحظت سيارة غريبة مركونة أمام البيت، فنظرت إليها باستغراب.
‘من هؤلاء؟ أمي وأبي في العمل الآن.’
دخلت إيميلي المنزل لتجد والدتها، التي كان من المفترض أن تكون في العمل، تستقبل ضيوفًا بتعبير مضطرب.
“لقد عدتُ.”
“أهلاً، إيميلي.”
ألقت إيميلي نظرة متسائلة عن هوية الضيوف، لكن والدتها لم تجب، بل أشارت لها بالصعود إلى الطابق العلوي.
بعد عشرين دقيقة من عودتها إلى غرفتها، صعدت والدتها إليها.
“من كانوا أولئك الذين رأيتهم للتو؟“
“من وكالة عقارية.”
“لماذا؟“
“لقد ترك والدك عمله أخيرًا.”
“ماذا؟ وماذا عنا؟ هل وضعنا المنزل للبيع؟“
“سنرتب أمورنا ونعود إلى ميزوري. سنعيش عند جدتك مؤقتًا.”
“لماذا فجأة؟“
“وهل تظنين أنني أريد الذهاب؟ والدك يقول إنه لا يستطيع الاستمرار في وظيفة ليست بحثية.”
“وهل يجب أن أذهب أنا أيضًا؟“
“وهل ستظلين هنا بمفردك؟ في منزل من؟“
“لا، كيف يستسلم أبي بهذه السهولة؟ لا أعرف. لن أذهب! كيف أذهب الآن؟ في الفصل القادم سأصبح ملكة الحفلة وقائدة فريق المشجعات.”
“أي مدرسة؟ والدك لن يستطيع دفع رسوم المدرسة الخاصة بعد الآن.”
“لماذا الآن بالذات؟ لماذا!”
دفنت إيميلي وجهها في السرير وبدأت بالبكاء،
بينما تنهدت والدتها بعمق وغادرت الغرفة دون كلمة.
***
بعد أيام، جمعت إيميلي أمتعتها وطرقت باب منزل أليسيا.
بدت أليسيا متفاجئة لأنها لم تتوقع قدوم إيميلي حقًا،
وأعطتها غرفة الضيوف بتردد.
“شكرًا، أليسيا. سأبقى لفترة قصيرة فقط. سأحل الأمر قريبًا.”
كذبت إيميلي قائلة إن والديها في رحلة عمل طويلة بالخارج وتحتاج مكانًا حتى عودتهما، لأنها لم تستطع الاعتراف بظروف عائلتها الحقيقية.
لم تُكثر أليسيا من الأسئلة، سواء كانت تجهل الأمر أو تتظاهر بذلك، وقالت بنبرة متذمرة إنها ستعطيها غرفة الضيوف.
شعرت إيميلي بجرح في كبريائها لاضطرارها للجوء إلى أليسيا، التي كانت دائمًا تحتقرها في سرها.
تساءلت إن كانت أليسيا تسخر منها داخليًا.
لكن البقاء في منزلها كان السبيل الوحيد لتجنب العودة إلى ميزوري.
لم يرد غرايسون على اتصالاتها،
وكان والداها قد وصلا بالفعل إلى منزل جدتها في ميزوري.
‘قالت غرفة ضيوف، ثم أعطتني أصغر غرفة وأكثرها بؤسًا وتتظاهر بالفضل.’
“حسنًا… كوني مرتاحة. أخبريني إن احتجتِ شيئًا آخر.”
أنهت أليسيا كلامها وأغلقت الباب خلفها.
‘إن حصلت على المنحة، سأؤمن مصروفات العام القادم،
ولن أضطر للعيش في منزل احد آخر هكذا.’
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 101"