3
السيرك الرقمي المدهش… لم يكن مجرد لعبة الكترونية أخرى كالعاب رائجة ، بل مساحة آمنة افتراضية
صُممت بخيوط ذكاء اصطناعي متطورة ، حيث يمكن لأي لاعب أن يذوب في عالم من الألوان والأصوات والمغامرات دون أن يشعر بالجوع أو التعب أو النعاس
هذه كانت الفكرة الراسخة و متداولة ، لكن الحقيقة كانت أكثر …تعقيدا … كيف يعودون إلى منازلهم؟
كيف يخلعون القناع الذي لا يظهر أثره حتى أو قائمة إعدادات للخروج ؟
لم يعرف أحد أو يمكن فقط قول لم يجرؤ أحد على تجرأ في الغوص في العالم الرقمي و بحث عن باب خروج بنفسه
هل من الأمان فعلا … المخاطرة بترك هذه المساحة الرقمية التي يمكن فيها تحقيق اي شيئ مهما كان ، ليعود إلى العالم حقيقي الذي ينهش روحه ببطء و يحاول جعله يهرب منه بأي ثمن ؟
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
فتحت بومني عينيها ببطء ، دون ذاك الثقل الذي كان ناتج عن الحمى و الذي كان يجرُّها نحو النعاس أغلب وقت و العطش
جسدها و أخيرًا تحرر من كل التعبٍ الذي كان يثقلها ، فيما انقشعت تلك الغشاوة عن ذهنها ؛ لم يعد هناك طنين مزعج يرن في أذنيها، ولا تضخيم خانق للأصوات موجودة حولها
كان كل شيء صافيًا و نقيًا… محاطًا بسكينة دافئة تبشرها ببداية يومٍ لطيف ، يومٍ يمكنها فيه اخير عودة لحياتها روتينية في السيرك
وقفت بومني خارج السرير و تمددت قليلًا ، قبل أن تقع عيناها على المرآة الموضوعة فوق مكتبها
انعكس وجهها الكروي في الزجاج ، عينينها ملونتان و شعرها قصير الذي يحيط بملامحها
اعتلتها نظرة بائسة التي كانت صارت مألوفة على نحوٍ غريب و ارتسمت من جديد ، مضحكة بقدر ما هي محبطة لحقيقة أنها تذكرها بكونها أكثر بؤسا مما تتوقع
ابتسمت بإبتسامة خفيفة ، لتتنهد معلنة بذلك استسلامها أمام هذا المنظر الذي اعتادت عليه دون أن تشعر ، لكن.. لا بأس… مادمت بخير
مدّت أصابعها تعبث بخصلات شعرها القصير ثم متمتمتً بضجر هي تتمايل الي جانبها : « أظن ان الشعر طويل يناسبني أكثر ….»
آخر ما تتذكره بومني كان دخول جاكس لغرفتها دون سبب مسبق و ضحكته العالية غير المبرر ، و نبرته الغريبة التي خاطبها بها كما لو أنها… صبي؟
احمرّ وجهها دفعة واحدة ، وضربت كفيها على خدّيها بقوة حتى صَفَقا معًا: «لااا! لما أفكر في هذا الان ! لابد أنه أخطأ في اختيار كلمات … صحيح؟!»
التفتت نحو الباب و سارت نحوه قبضت على مقبضه متشبثة فيه ، و أخير بعد ثلاثة أيام كاملة لها و هي طريحة فراش
في لحظة فتحها للباب فجــأة انفتح باب وحده قبل أن تحرك مقبض ، انفجر خارج غرفة وابل من قصاصات الورق الملونة مع صوت بوقٍ احتفالي صارخ مع عبارة نقشت أمامها : «مبروووك! لقد نجوتِ من حُمّى رقمية!»
كان هذا تسجيلًا ثلاثي الأبعاد لكين، يظهر أمامها و يغمز لها وهو يقفز في الهواء، قبل أن يتلاشى تاركًا الغرفة مغطاة بالقصاصات
وقفت بومني متيبّسة تنظر لغرفتها التي عامت بالفوضى و قبعتها المغطاة بالقصاصات :«……لماذا… الآن؟»
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
القاعة الرئيسية كانت تغلي بالضجيج المعتاد ؛ جاكس كان يتسلّى بإمساك إحدى حشرات ، يحرّكها أمام وجه رقاثا بتعمد واضح ، بينما هي تصرخ و تلوّح بيديها في ذعر ، تبتعد أبعد كلما قرب الحشرة منها
على الكنبة الحمراء الكبيرة ، كان زوبل جالسا إلى جانب كانغل ، يتناقشان بعفوية حول أنماط رسم مختلفة زوبل كان عاقد ذراعيه يصغي إليها و عيونه تلن كلما دخلت في تفاصيل و كيف يزيد حماسها أكثر عند كلام عن الفن
أما كينغر، فكان في عالمه الخاص ، لم يعطي بالا لصراخ رقاثا
عيناه تألقتا و هما تتأملان تلك الحشرة الغريبة التي كان جاكس يلوّح بها…
اتسعت عيناه دون وعي و خفق قلبه بسرعة هامسا ببهورًا: «إنها شديدة جمال…..»
جاكس رفع حاجبه مبتسمًا بمكر و هو يقرب حشرة أكثر لوجه رقاثا مبعدها عن كينغر : «احذر ياكنيغر … أظنها تعض »
انكمش وجه رقاثا و غطت فمها بتقزز و ازحت بوجها جانبا ، و هي تلوذ بالفرار وراء الكنبة صارخة بقوة و نفور : « أبعد حشرتك عني ! هذا مقزز »
كان كينغر يمد يده ببطئ و له راغبا في لمس تلك حشرة أكثر من أي شيئ آخر
ارتسمت البهجة على وجه بومني ، لم تعد ترى في هذه الفوضى إلا جزءًا مألوفًا من يومها الان … من صعب تخيل الحياة بدون هذه الأجواء الان
خطت خطوة للأمام ولوّحت بيدها بخفة وهي تقول بابتسامة تعلو وجهها : «صباح الخير يا رفاق!»
التفت الجميع نحوها باندهاش خفيف لظهورها المفاجئ ، لكن سرعان ما انعكست الراحة على وجوههم
جاكس ، الذي بدا وكأنه كان يتوقع هذا ، ابتسم ابتسامة مائلة وقد رفع يده بتراخٍ وقال بنبرة ساخرة : «أحسنتِ بعدم موت بومني »
«بومني!» صاحت رقاثا بخفة حماس ، وخطت بسرعة نحوها ، ممسكتا يدي بومني بكل قوة و هي تشهدها ، وطفي عينيها ارتسم ارتياح واضح و تلاشي لذلك القلق الذي كان يتهلم عقلها
وقف زوبل من على الكنبة ليقترب ، و كانغل خلفه تتبعه
بدا أنهما يشعران فعلاً بالراحة لرؤية بومني بخير بعد مرضها ، إذ لم تخفِ كانغل ابتسامتها على قناعها الباكي ، ربت زوبل برفق على كتف بومني قائلا بصوت هادئ و مطمئن : «أهلاً بعودتك بيننا، بومني»
رمى جاكس الحشرة للخلف بلا أي مبالاة مما تسبب في جعل كينغر يحاول امساكها واقترب هو من البقية ، و عيناه توقفت للحظة على قبعة بومني ، قبل أن يقول شيئًا
ظهر كين من العدم كعادته، مبتسمًا و مفعمًا بالطاقة: «لقد أنشأت مغامرة جديدة لكم اليوم!» صاح ببهجة تفوق عادة وهو يلوح بذراعيه في الهواء بينما يطفو فوق الجميع
رغم ابتسامة جاكس العريضة المعتادة ، كانت يده مطوية بشدة ، وقبضته مشدودة بقوة ، تنتقل عيناه بين زوبل وكين
التقت عيون زوبل بعيني جاكس للحظة ، ولاحظ إشاراته الدقيقة نحو كين
لم يصدق زوبل هذا ، لم يكن يتخيل أبدًا ولا حتى في أفضل توقعاته عن جاكس أنه سيحاول بطريقة ما أن يلمح له ضرورة الاعتذار لكين
تنهد زوبل، وهو يحك مؤخرة رقبته بتوتر غير معلن ، و عيناه تتجنبان النظر إلى كين:«كين… آسف بشأن ما قلته آخر مرة… كنت غاضبًا ومتعبًا لأن مرض بومني استمر أطول مما ينبغي»
رغم أن ملامح كين بدت هادئة ، إلا أن احمرار خديه وخجله المفاجئ كانت بشرى واضحة لزوبل أنه ليس غاضبًا بعد الان منه
«أوه… زوبل، زوبل، زوبل!»، صاح كين ببهجة أكبر من المعتاد ، وابتسامته تتسع: «أنا أقبل دائمًا النقد البناء! هذا يساعدني على جعل مغامرتكم أفضل»
كانت فرحة كين تتجلى تعابير وجهه ، وكأنّه كان ينتظر بالفعل مثل هذا الاعتذار منذ البداية
كانت بومني تجهل تمامًا ما يجري نظرت إلى رقاثا التي شاركتها النظرة نفسها ، تبادلت الفتاتان نظرات الحيرة ، ثم رفعتا أكتافهما معًا في استسلام
فجأة ، دوّت فرقعة مبهجة، و تناثرت قصاصات ورقية ملونة ليسقط أمامهم صندوق كنز ضخم
برز كين وسط اللمعان و القصاصات بابتسامته التي لا حدود لها ، وهو يلوّح بذراعيه في حماس: «لقد قمت بتطوير ذكائي الاصطناعي أكثر هذه المرة! بعد أن راقبت ما يستمتع به الناس حقًا… تمكنت من بناء أفضل محاكاة في العالم!»
عمّ الصمت لثوانٍ…
زوبل رفع حاجبه متوجسًا وهو يتمتم و عيناه تحدقان نحو صندوق كنز بنظرات غير مطمئنة :«أفضل محاكاة؟ هذا لا يبدو مطمئنًا»
كانغل شدّت يديها بتوتر ، و حاولت الابتسام لكنها لم تخفِ رجفة قلق في صوتها: «اوه…ليس مرة اخرى»
فرك جاكس يديه بمرح ، وارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة، نبرته تحمل مزيجًا من الحماسة و تشويق : «أوه… ممتاز، شيء جديد!»
انحنى بخفة نحو الصندوق، وكان أول من يمد يده لفتحه ، ما إن رفع الغطاء حتى اندفع نور قوي من الداخل غطى قاعة بأكلمها
لدرجة اضطرار جاكس أن يغمض عيناه ويغطيهما بذراعه قائلا: «كين! ماذا وضعت هنا بحقك ؟!»
تضاءل الوهج تدريجيًا حتى صار محتملاً للعين، مد جاكس يده داخل الصندوق بفضول ، أخرج أول ما صادفه
رداء فضي طويل و في يده الاخرى عصا خشبية صغيرة، عادية الشكل…
تأمل جاكس ما بيديه و عيناه تنظران هنا و هناك ، يده اليسرى تمسك الرداء الفضي الطويل ، واليمنى تشد على العصا الصغيرة ، رفع حاجبه نحو كين وقال بنبرة مشبعة بالاستغراب :«…ما هذا بالضبط؟»
بلمح البصر، رفع كين ذراعه إلى السماء، فاشتعل الجو بلمعان أبيض متلألئ، وظهرت كتابات ضخمة في الهواء
《المغامرة الكبرى لليوم: لعبة تقمّص شخصيات لقصة محبوبة ومشهورة!!》
جاكس تجمد في مكانه، عيناه نصف مغلقة و ابتسامة صغيرة ساخرة تعلو وجهه نشأة بدون إرادة منه ، نابسا بكلمة قصيرة دون أن يدرك :«…هاه؟»
على عكسه تمامًا ، بقية الأعضاء انشغلوا بالصندوق، كل واحد يمد يده ويخرج غرضًا مختلفًا
وقف زوبل وهو يقلب السيف بين يديه ، على عكس توقعه، لم يكن ثقيلاً أو صلبًا مثل السيوف الحقيقية، بل بدا أخف وزنا و أكثر حدة … و سهل الاستخدام
أما كانغل، فحدّقت مطولًا في ما وُضع بين يديها قلم رسم طويل وألوان زيتية صغيرة
كينغر بدا منشرحًا على غير العادة، يضع التاج الذهبي على رأسه ويمسك بصولجان أنيق يفيض بلمعان ملكي
في المقابل، رقاثا رفعت التاج الأصغر بحذر ووضعت الخاتم الفضي في إصبعها
لكن كل الأنظار انصبت على بومني ، بين يديها كان كتاب… و ليس أي كتاب ،غلافه مألوف إلى درجة أربكتها ، والعنوانه كبير وواضح وضوح الشمس في السماء
「أليس في بلاد العجائب」
شهقت بومني بخفوت، عيناها تتسعان بصدمة هءا كتاب ينتمي للعالم الحقيقي أصابعها ارتجفت وهي تمررها فوق العنوان
ضحك كين بحماس وهو يصفق في الهواء:«اليوم انتم شخصيات هذا الكتاب! »
رفع كين عصاه التي ظهرت من عدم عالياً، و عيناه تتلألآن ببريق ، ثم بدأ يصرخ بحماس وهو يوزع الأدوار
«كينغر! أنت ملك مملكة الفراشات الذهبية، ملك طيب وعادل… محب لكل ما يطير ويزحف من حشرات!»
«رقاثا! أنت الأميرة الأولى التي تدير المملكة بعد أن تقاعد الملك مؤقتًا ، عاقلة ورزينة و محبوبة… والكل يثق بحكمتك!»
«زوبل! الفارس المقدام، شجاع لا يهاب خطرًا ، مقرب من الأميرة رقاثا، وحاميها الأول وحامي الناس أجمعين!»
«كانغل! الرسامة الملكية في البلاط، والمؤرخة الرسمية للأحداث العظيمة»
«جاكس! ساحر متمرّد… لا يتبع القوانين ولا يعترف بالسياسة، تظهر حين تريد وتختفي حين تريد»
«بومني! أنتِ البطلة! منقذة ذاك العالم… والمخلّصة التي ستواجه الشر الدفين الذي أذى المملكة! عليكِ أن تنقذيها!»
كانت الكلمات تتدفق بسرعة، وملامح كل واحد منهم تتبدل بين استغراب و حيرة أو حتى رفض
جاكس رفع حاجبه مع ابتسامة ساخرة رافضة للفكرة ، بينما رقاثا شبكت يديها بدهشة و مخفية أن دورها أعجبها ، و زوبل تنهد بقلة حيلة لأنه لا يملك خيار انسحاب من مغامرة
بومني تجمدت مكانها «… بطلة؟» تمتمت بخفوت ، والكتاب بين يديها
قبل أن يُتاح لأيٍّ منهم الاعتراض أو حتى التعليق، ضرب كين يديه ببعضهما بقوة نقْرة واحدة فقط بين اصبعيه جعلت جو يتلألأ من حولهم و في غمضة عين… اختفى الجميع
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
✦••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••✦
الغابة لم تكن تكن تتمتع بصورتها النمطية ، لم تكن أشجار خضراء متشابكة الأغصان كما اعتادت بل كان كل شيئ قريب الي حلم غريب
أشجار الفطر العملاقة مرتفعة، بعضها متوسط الحجم، وبعضها آخر ينحني حتى يكاد يلامس الأرض، ملونًا بقبعات حمراء منقطة بالبياض، وأخرى بنفسجية متوهجة كالمصابيح
بين الجذوع الغريبة ، ازدهرت أزهار ضخمة ببتلات متشابكة تشبه الأفواه، كلما اقتربت منها حشرة صغيرة التهمتها بابتسامة شرهة
أما الأرض، فكانت خضراء زاهية، عشبها يلمع … غير أنها الوحيدة التي بدت “طبيعية” وسط هذا المكان
هناك، وسط حديقة بعيدة، كان جسد بومني ممددًا على العشب، ثوبها غير معتاد متسخ من أثر السقوط
، و أعلاها رفرفة فراشة ذهبية بحجم كف اليد لترحل و تتركها
فتحت بومني عينيها بضعف ، يدها تتحسس رأسها بثِقَل توقفت فجأة حين أدركت أن شيئًا ما تغيّر…
شعرها، الذي لم يتجاوز كتفيها يومًا، صار طويلًا ينحدر حتى خصرها قبعة المهرج التي كانت ترافقها دومًا اختفت بلا أثر
أما ثيابها، فقد تبدلت بالكامل ؛ بلوزة بيضاء ذات أكمام طويلة تلتف أسفل فستان أزرق سماوي، و جوارب مخططة بالأبيض والأسود تصعد حتى ركبتيها، وحذاء أسود كلاسيكي يلمع بلمعة جديدة
كانت نسخة من شخصية “أليس” التي تعرفها من الرواية… محاكاة مروّعة، كين لم يكلف نفسه حتى عناء جعلها شقراء
نظرت بومني إلى قفازيها الأبيضين ، أصابعها ترتجف بخفة وهي بالكاد قادرة على الوقوف بسبب الكدمة التي صعبت حركة قدمها
حاولت أن تأخذ نفسًا عميقًا ، لكن المشهد أمامها انتزع أنفاسها
في البعيد ، قلعة شاهقة العلو، جدرانها تمتد حتى تلامس السماء ، كم هي صغيرة بحجم نملة أمام هذه قلعة
خفضت بصرها، لتدرك أنها سقطت وسط حديقة ما … ألوان الزهور تتصارع حولها ، أشكال غير مألوفة لها اطلاقا
لكن عينها التقطت تلك زهرة واحدة ؛ بتلات طويلة و ناعمة ، متفتحة على هيئة بوق، بياضها ناصع يتوسطه قلب أصفر يسطع بخفة
اقتربت منها زاحفة على الأرض ، ملامسة البتلات بأطراف أصابعها . نعومتها دفعتها لابتسامة صغيرة
سرعان ما تلاشت ابتسامتها، إذ استيقظ وعيها على صوت مألوف… صوت سمعته من قبل، لمرة واحدة فقط
«اوف … شو حلوة زهرة سوسن البيضا ، مش هيك؟» كان الصوت خلفها ناعمًا ، لكن فيه ارتجاف يمكن سماعه يخرج من حنجرة متوترة
إتسعت عينا بومني وهي تلتفت ببطء ، هناك، على بعد خطوات، وقف أرنب زهري اللون
كان قميصًا صيفيًا داكن الأزرق بأزرار مفتوحة عند الياقة، مع بنطال قماشي أسود، وفوق رأسه قبعة واسعة تحجب الشمس، مما جعل منظره بستاني
شهقت بومني للوهلة ، لتصيح بأعلى صوتها بذهول:«جاااكس الشرير؟!»
ارتعش الأرنب، أذناه الطويلتان انتفضتا للأعلى بعصبية و توتر متراجعا خطوة للوراء بسبب رد فعلها الذي زاد من توتره و ارتباكه
في تلك اللحظة فقط، استوعبت بومني أن كين لم يكتفِ بجرّهم إلى مغامرة تختلف عن كل مغامراته سابقة … بل أضاف شخصيات أخرى، غيرهم شخصيات لم تكن تتخيل أن تراها مرة أخرى
( يتبع)
Chapters
Comments
- 4 - بومني في بلاد عجائب ( 2 ) منذ 5 ساعات
- 3 - بومني في بلاد العجائب منذ 5 ساعات
- 2 - معجزات السيرك الرقمي منذ 5 ساعات
- 1 - الحمى الرقمية منذ 5 ساعات
التعليقات لهذا الفصل " 3"