1
الحلقة الأولى
“أريانا، أسرعي. إن تأخرنا سينغلق الباب.”
بطل هذا العالم الروائي.
ليونارد بيرس.
الشاب ذو الشعر الذهبي اللامع، كان يحثّ الفتاة المترددة على الإسراع.
“أعرف ما تشعرين به. أتفهّم ذلك تمامًا، لكن هذا أمر لا مفرّ منه. يجب أن نذهب.”
تحت إلحاحه، ارتجفت عيناها الخضراوان الداكنتان بلا استقرار.
كانت نظرتها مليئة بالشعور بالذنب.
“لكن…”
“هيا، أسرعي!”
رغم إلحاحه المستمر، لم تستطع أريانا أن تخطو خطوة بسهولة.
أريانا، تلك الفتاة التي ستُصبح فيما بعد حبيبة ليونارد، البطل الذي سيُعرف لاحقًا كبطل عظيم، وستُكرَّم كقديسة.
على أي حال، استغللتُ هذه اللحظة لأفتح فمي بصعوبة مرة أخرى.
“خذوني معكم، أرجوكم؟”
“…”
“أنا… أوغ، أنا أيضًا رفيقكم. خذوني معكم. هذه الجروح… سأتعافى منها بسرعة… هيا، خذوني معكم.”
لا أعرف كم مرة كررت هذا النداء.
لكن هذه المرة أيضًا، لم يردّ أحد على كلامي.
منذ البداية، كانوا يتصرفون وكأن صوتي لا يصل إليهم.
وكأنهم اتفقوا على ذلك مسبقًا.
“…أنا آسف، لكن لا مفر من هذا. يا آنسة أريانا، يجب أن نذهب.”
عندما استمر تردد أريانا، تقدم رجل آخر كان يقف إلى جانبها كحارس.
“هيا بنا. أسرعي.”
لم يعد بإمكانه الانتظار أكثر، فجذب ذراع أريانا.
في النهاية، لم تستطع أريانا تحمل إلحاح الجميع، فأطرقت رأسها بضعف.
“…أنا آسفة، روزيت.”
في هذه اللحظة، شعرتُ بالذهول التام.
“بدلًا من الاعتذار، خذوني معكم!”
إذا كنتِ آسفة، فلمَ لا تأخذينني معكِ؟
ألا تسمعين كلامي؟
“سأترك هذا… هنا.”
تمتمت أريانا بهدوء وكأنها تهمس، ثم ألقت بحقيبتها البالية على الأرض.
لم تستطع رفع رأسها لتنظر إليّ، وكأنها لا تملك الجرأة لذلك.
أخيرًا، استدارت أريانا.
ثم، دون أي سبب للتأخير، أخذها الرجال بعيدًا دون تردد.
جمعتُ كل قوتي وصرختُ.
“لا، يا هؤلاء!”
لم يلتفتوا إليّ وغادروا عبر الباب.
“يا أنتم، أيها الأوغاد!”
كوانغ!
أُغلق الباب.
* * *
في كل قصة، هناك بطل رئيسي.
وهناك شخصيات تُبرز هذا البطل.
لستُ بطلًا رئيسيًا، ولا حتى شخصية ثانوية.
أنا مجرد كومبارس «اضافي».
واحدة من الأطفال الذين قُدِّموا كأضحيات.
شخصية هامشية لا يُذكر اسمها حتى في الرواية.
علمتُ بهذا الأمر لحظة تقديمي كأضحية.
“روزيت، أختي الحبيبة. بتضحيتك النبيلة، ستُحفظ عائلتنا، بل وسيُحفظ سلام وسعادة هذا البلد.”
…لا زلتُ أتذكر بوضوح يد أخي الباردة التي دفعتني نحو المذبح وهو يقول تلك الكلمات.
منذ البداية، كنتُ طفلة تم تبنيها لتُقدَّم كأضحية.
لم أعرف هذه الحقيقة إلا لحظة جرّي إلى المذبح.
في تلك اللحظة، وأنا أحترق فوق المذبح في ألم مروع، تذكرتُ حياتي السابقة، وأدركتُ أنني أعيش في عالم رواية.
“والداكِ باعاكِ.”
من هذه الجملة، تبدأ رواية <لعبة الشيطان> بالتكشف، وهي رواية تقليدية من نوع “يانغبانسو”.
عائلات النبلاء التي وحدت قارتين، كانت تُقدّم أطفالها من ذوي الدم النبيل كأضحيات وفقًا للتنبؤات.
سبب تقديم الأضاحي بسيط.
للحفاظ على الحاجز الذي يحبس الطاقة الشيطانية في الجزيرة.
الأطفال الذين يُقدَّمون كأضحيات يُنقلون إلى برج، حيث يُهانون ويُقتلون في لعبة تسلية الشيطان.
لكن البطل، كما هو معتاد في روايات “يانغبانسو”، يختلف عن بقية الأضاحي. يقود فريقه، ويحقق انتصارات مذهلة، ويتمكن من التغلب على البرج والهرب.
ثم يقلب الإمبراطوريتين اللتين حافظتا على السلام بتقديم الأطفال كأضحيات، ويصبح بطلًا… قصة نمطية من هذا القبيل.
لكن معرفة هذا لم تُغيّر شيئًا بالنسبة لي.
في تلك اللحظة، كنتُ أحترق بالفعل فوق المذبح.
صرختُ من الألم، توسلتُ للنجاة، ثم فقدتُ الوعي. وعندما استعدتُ وعيي، كنتُ قد نُقلتُ إلى داخل هذا البرج.
وكما حدث حينها…
‘ها، اللعنة…’
عندما استيقظتُ بعد إغماء آخر، لم يكن هناك أحد حولي هذه المرة أيضًا.
الأشخاص الذين اعتقدتُ أنهم رفاقي، تركوني حقًا وراءهم.
‘يا للسخرية.’
عندما أدركتُ الواقع، خرجت ضحكة ساخرة مني.
بطل هذا العالم الروائي السيئ، تبيّن أنه أسوأ أنواع البشر.
لكن الأسوأ من ذلك هو وضعي، أنا التي تخلى عنها هؤلاء الأوغاد.
نعم.
أنا الآن في الطابق الثالث من البرج.
لقد تُركتُ.
هذا البرج هو فضاء يسيطر عليه الشيطان.
جزيرة مشبعة بالطاقة الشيطانية، وفي أعماقها يوجد هذا البرج.
مكان لا يمكن لإنسان عادي أن يخرج منه حيًا بسهولة.
ومع ذلك، تركوني هنا دون أي تردد.
تصرف شرير لا يُصدق من أشخاص وُصفوا في الرواية بالعدالة.
تذكرتُ صورة هؤلاء الأشخاص وهم يتصرفون ببرود تجاهي وأنا مصابة.
“لا يمكننا أن نبقى عالقين هنا بسببكِ وحدكِ.”
“أرجو ألا تحملي ضغينة كبيرة تجاهنا.”
“…أتمنى أن تكوني مباركة بنعمة حاكم.”
كلمة “نحن” التي قالوها لم تتضمنني.
‘أيها الأوغاد.’
كنتُ مخلصة لهذا الفريق بكل ما أملك.
لم أطلب ولاءً عظيمًا، لكنني لم أتخيل أبدًا أنهم سيتركونني دون تردد.
‘لقد كنتُ مخطئة بشكل كبير.’
منذ البداية، لم يعتبرواني رفيقة ولو للحظة.
كانوا يرونني كشيء يمكن التخلص منه في أي وقت، مجرد أداة استفادوا منها.
في هذه اللحظة، لم يكن شعور الخيانة هو ما أشعلني.
كان الغضب.
“…كيف تجرؤون على التخلي عني؟”
أنا التي جمعتُ لهم عددًا لا يُحصى من العناصر الثمينة؟
غريزة البقاء اشتعلت بداخلي أقوى من أي وقت مضى.
‘لن أسامحهم.’
ما الذي يعيش من أجله الإنسان؟
الحب؟ الصداقة؟ الثروة والمجد؟ لا، ليس هذا.
إنه الحقد.
الحقد.
‘سأريكم.’
سأعيش وأخرج من هذا البرج بكل فخر.
تحسستُ صدري.
كان لدي عنصر مخبأ في ملابسي الداخلية، احتياطًا لهذا اليوم.
‘حسنًا فعلتُ بإخفائه مسبقًا.’
عبثتُ في ملابسي الداخلية وأخرجتُ حبة فاصولياء وأكلتها.
كان هذا العنصر يُشبه جرعة سحرية، تُعزز القدرات الأساسية وتشفي الجروح.
لم يكن لدي القوة للمضغ، لكنني أكلتُ الفاصولياء بشراسة.
‘لن أموت هكذا أبدًا.’
من أجل من سأموت هنا؟
ثم زحفتُ بكل قوتي.
إلى الأمام، إلى الأمام.
نحو حقيبتي التي تركوها وراءهم، كما لو كانت رحمة أخيرة.
“هاه، هاه… هاه.”
بمجرد الحركة، بدأ الدم يتسرب من جرح بطني مجددًا.
الألم كان أمرًا ثانويًا، لكن شعور الدم وهو يتدفق من جسدي كان مروعًا حقًا.
لكن لا بأس.
‘قليلًا فقط…!’
مددتُ يدي بكل قوتي، بعزيمة البقاء الوحيدة.
أمسكتُ بحبل الحقيبة بأطراف أصابعي.
جذبتُ الحقيبة وبحثتُ فيها بسرعة.
سرعان ما أمسكتُ بثمرة طرية.
ثمرة حمراء مأكولة من الحشرات ومغطاة بالعفن.
الثمرة التي رفض الجميع أكلها، قضمتُ منها قضمة كبيرة دون تردد.
‘سأجعلهم يندمون على التخلي عني.’
لم يعرفوا أبدًا القيمة الحقيقية لهذه الثمرة المخفية وراء مظهرها البشع.
حتى عندما قلتُ لهم إنها جيدة ويجب أكلها، شكّوا بي وفي النهاية تركوني معها وأنا فاقدة للوعي.
إذا أكلتُ هذه الثمرة، أو بالأحرى، إذا استطعتُ التحكم بالقوة التي ستمنحها لي…
‘قد أتمكن من النجاة حتى دون الاعتماد على البطل.’
بينما كنتُ مأخوذة بالحقد، مضغتُ الثمرة وابتعلتها.
ثم سقطتُ على الأرض، أتنفس بصعوبة.
لم يعد لدي أي قوة في جسدي.
كل ما استطعتُ فعله هو إمالة رأسي إلى الجانب.
“هاه… هاه…”
بدأتُ أشعر بالأمان قليلًا، وجسدي المنهك أصبح أضعف.
‘حسنًا… الآن، إذا صمدتُ حتى يشفى جرحي…’
بقيتُ ملقاة على الأرض، أتنفس بصعوبة.
للحفاظ على وعيي المشتت، عضضتُ بقوة على الجلد الرقيق داخل فمي.
في تلك اللحظة.
فجأة، سمعتُ صوت خطوات تقترب مني.
عندما حاولتُ بصعوبة تحريك رأسي لأرى من القادم.
“أوغ!”
يد ظهرت فجأة، أمسكت بشعري بقوة ورفعتني.
لم أشعر بالألم حتى، لكن عينيّ واجهتا عينين قرمزيتين داكنتين.
في نفس اللحظة، تمتم الشخص الذي رأى وجهي بنبرة خيبة أمل.
“…كما توقعت. لستِ هي.”
ثم أفلت شعري دون تردد.
طاخ، عندما ارتطم وجهي بالأرض، جمعتُ قوتي ورفعتُ رأسي مرة أخرى.
بدأت قوة الثمرة في اختبار مُتناولها، وارتفعت الحرارة، مما جعل رؤيتي ضبابية.
لكن حتى في هذا الضباب، عرفتُ على الفور.
من هو هذا الشخص.
“أوغ… يا… لا تذهب…”
كان هو ذلك الشخص.
نعم، بالتأكيد هو!
“يا، انتظر لحظة…”
ناديته بيأس.
لكنه تجاهل ندائي واستمر في السير نحو الباب المؤدي إلى الطابق السفلي.
لا!
“ما الذي يحدث؟”
أمسكتُ بيأس بساق بنطاله.
نظر إليّ بنظرة ممتعضة، كأنني حشرة تافهة.
كانت نظرته… قاتلة.
“إذا كنتِ تنتظرين شخصًا ينقذكِ، فقد أخطأتِ الشخص.”
“…ليس هذا.”
“للأسف، لستُ إنسانًا طيبًا بما يكفي لمساعدة شخص على وشك الموت.”
“ليس هذا…”
أنت الشرير.
أو بالأحرى، الشخص الذي سيصبح الشرير في المستقبل.
المهم هو أن هذا الشخص قد يكون المفتاح لنجاتي من هذا البرج.
أليس هناك مثل يقول: “عدو عدوي هو صديقي”؟
بينما كنتُ أتشبث بوعيي المتلاشي، قلتُ:
“أنت… أختك…”
كنتُ أعرف هدفه.
سبب تمتمته بخيبة أمل عندما رأى وجهي.
الهدف الذي يدفعه بيأس نحو الطوابق
السفلية.
لأنني أعرف ذلك، لستُ شخصًا يمكنه التخلي عنه بسهولة.
“أنت… تبحث عن أختك، أليس كذلك؟”
ابتلعتُ أنيني وأنا أتحدث بصعوبة، فتغيرت سلوكه على الفور.
“ماذا؟ هل تعرفين أختي؟”
“أعرفها… رأيتها.”
“متى؟”
“أوغ، حسنًا…”
“أين؟”
كان عليّ الإجابة.
كان عليّ عقد صفقة حتى لا يتركني هنا.
لكن قوتي نفدت بسرعة.
كان هذا هو الحد.
عندما بدأ جسدي ينهار، أمسك الشخص بياقتي.
يؤلمني، أيها الوغد…
“أين رأيتيها؟”
“أوو…”
هزّ ياقتي بعنف دون رحمة.
“أين رأيتِ أختي؟ تكلمي! تكلمي واموتي!”
لكن حتى يده القاسية لم تستطع إبقاء وعيي.
فقدتُ الوعي تمامًا.
التعليقات لهذا الفصل " 1"