‘أخيرًا بدأ ما أعددتُه مُسبقًا يُجدي نفعًا.’
هكذا بدا عليه، فقد ظهر الفرح جليًّا على ملامح كِلّيَان.
“سأبذل غاية جهدي كي تُنجِزي انتقامكِ بسلام، يا إيفون.”
سلّمتُه أداة الفقاعات، ثم أخذتُ أرتّب أفكاري وأنا أتقدّم نحو الأمام.
أعدتُ تفحّص التحضيرات… هل بقي خلل؟ هل أغفلتُ أمرًا ما؟
‘آه.’
خطأ صغير واحد… تذكّرته الآن، ولحسن الحظ أنني تذكّرته قبل فوات الأوان.
توقّفتُ عن المشي ثم استدرتُ قليلًا نحو كِلّيَان الذي كان يتبعني.
“هناك أمر أريدك أن تتولّاه من الآن فصاعدًا.”
“إن كان ممّا أقدر عليه، فسأفعله مهما كان.”
كان متحمّسًا على نحوٍ غير معتاد، كأنّ ثقتي به أشعلت فيه رغبةً في إثبات قدرته على كلّ شيء.
“أولًا، نحتاج إلى محامٍ مُستشار.”
أريد نصيحته في بعض التفاصيل، وهذا أمرٌ لا يمكن الاستغناء عنه.
“والأمر الآخر يتعلّق بالصحف… لكن نؤجّل الحديث عنه إلى أن نعود للقصر.”
فالأعين كثيرة هنا، والآذان أكثر.
ابتسم كِلّيَان ابتسامة صغيرة.
“إن كان ذلك بسبب ما قلتِه قبل قليل، فاطمئنّي. جهّزتُ بعض التدابير منذ مغادرتنا المعرض، تحسّبًا لأي نقاش قد نخوضه.”
“هذا مطمئن.”
لا شكّ أنه أقام حاجزًا سريًّا يمنع الآخرين من التسمّع.
“يمكننا مواصلة الحديث هنا، لكن الوقوف سيطيل النقاش. من الأفضل أن نعود.”
وافقته.
اقترب منّي ثم وضع يده على خصري وجذبني إليه.
“لنَعُد إلى عُشّنا.”
مع إيماءة بسيطة منّي… اختفت الساحة، الأطفال، السماء الواسعة، وكلّ شيء.
وبدلًا من ذلك، ظهر غرفتي المألوفة في قصر الدوق.
“عدتما مبكرًا!”
كانت ليري تُنظّف الغرفة، وبدت مندهشة لعودتنا السريعة.
“بدّلي ثيابكِ، ثم نلتقي في المكتبة.”
همس كِلّيَان في أذني قبل أن يغادر بهدوء.
“ليري، أحضري لي ثيابًا عاديّة.”
“حالًا، آنستي!”
—
غيّرتُ ملابسي سريعًا وتوجّهتُ إلى المكتبة.
وجدتُ كِلّيَان قد سبقني، وأعدّ الشاي وبعض الحلوى.
“هل انتظرتَ طويلًا؟”
“لا.”
لكنني كنت أعرفه… وهذا الجواب بدا بعيدًا عن الحقيقة.
“حقًا؟”
“هذا لا يُعتبَر انتظارًا أصلًا.”
إذًا فقد وصل قبل وقتٍ طويل… وكان ينتظرني بفرح.
“وإن طال انتظاري، فهو بالنسبة إليّ أمرٌ سارّ. لذا لا بأس.”
أردتُ أن أصل في المرات القادمة أبكر قليلًا.
“والآن لننتقل إلى حديثنا. سأبحث عن محامٍ خلال اليوم.”
ثم سألني مباشرة:
“وماذا عن المقالات؟ هل لديكِ ما تريدين نشره تحديدًا، يا إيفون؟”
“نعم.”
لم أتردّد لحظة.
“سأستخدم جميع الصحف التي اشتريتها أنت.”
فالناس يحبّون القصص المثيرة…
ولهذا سأطرح فضيحة كلّ يوم تخصّ زوجَي الماركيز.
“طبعًا، سننشر المقالات بعد تقديم الشكاوى رسميًا… كي لا يستطيعوا تدارك شيء.”
فهذه الجولة تحتاج إلى إحكام لا يترك لهم أيّ منفذ.
هزّ كِلّيَان رأسه موافقًا:
“فكرة ممتازة. وبالمناسبة… أذكر أن هناك فضيحة ضخمة هي الأكبر بينهم جميعًا. ربما نُبقيها للنهاية؟”
فهمتُ مقصده فورًا.
أجل… المخدّرات.
“صحيح. لا شيء يليق بالنهاية أكثر من هذا. لا أحد سيصدّق بسهولة أنهما كانا يُسهّلان تجارة المخدّرات.”
يوم اكتشفتُ الأمر، شعرتُ بصداع حاد…
كم من السذاجة جعلتهم يظنون أن جرائم كهذه ستظل خافية؟
أعادا تشكيل أحد ممتلكات الماركيزية ليُصبح مسرحًا لتوزيع المخدرات.
والمبالغ التي حصلوا عليها… أنفقوها في الترف، ثم في مشاريع فاشلة، ثم اتجهوا إلى القمار.
‘شَوهَا عراقة العائلة بأبشع طريقة.’
ثم خطر لي سؤال كِلّيَان:
“وماذا ستفعلين بعد الحصول على المستشار القانوني؟”
“هناك أمر آخر… لا أريد لهم أيّ منفذ للهروب. لا حجّة ولا عذر ولا ثغرة قانونية.”
فأومأ:
“إذن يجب منعهم من التذرّع بالاضطراب أو الضعف العقلي للتهرّب من العقوبة.”
تمامًا…
“جولييت ستكون حالة مختلفة. إصابتها النفسية واضحة، وستُرسَل غالبًا لمكانٍ للعلاج… وهذا سيكون عقابها الحقيقي.”
فقدان اللقب، والنفوذ، والامتيازات…
بالنسبة إليها، تلك أسوأ نهاية.
“لكن والدَيها؟ فهما قاتلان، ويجب أن يدفعا الثمن كاملًا.”
لذلك نحتاج إلى القانون… إلى محامٍ بارع.
“لنُلخّص: أنت تبحث عن المحامي، وأنا أبدأ حملة فضح الفساد.”
ثم تابعت:
“وفي أثناء ذلك، لديّ مهمّة أخرى.”
سألني مباشرة:
“وما هي؟”
كوّنتُ دائرةً بإصبعيّ أمامه.
“سأُغلق كلّ مصادر المال الخاصة بهم.”
فقد علمتُ عن ديونٍ ضخمة اقترضوها بدافع الطمع.
كانوا يسدّدون بعضها بأموال الفساد… ثم يُعاودون الاقتراض.
غباءٌ لا حدود له.
“إن أغلقتُ كل منفذ ماليّ… فلن يستطيعوا تسديد شيء. وعندها سيبدأ الدائنون بالزحف إليهم.”
وبغضّ النظر عن اختيارهم…
سواء حاولوا سدّاد الدين، أو أعلنوا إفلاسهم…
“أي طريقٍ يسلكونه… سيكون طريقًا بلا مخرج.”
التعليقات لهذا الفصل " 103"