قبل خمسة عشر عامًا، كان الغرباء لا يعرفون سوى اللغة القديمة، لكن منذ أن أصبح كاي إمبراطورًا، أُتيح لهم تعلّم اللغة الإمبراطورية، ولهذا صار الشباب الغرباء يتقنونها جيدًا.
ألقى دانتي نظرة مضطربة على ساعته.
بقي أقل من ساعة على وصول الوفود.
“السيد دانتي، انتظر لحظة!”
أمسكتُ بيده.
“أنا أستطيع!”
***
“إذًا.”
صوت إيدموند البارد جعل كلّ من في المكتب ينتفض في مكانه.
حتى أنا، ابتلعت ريقي بتوتّر.
“أنتِ … تقولين إنكِ ستقومين بالترجمة؟”
‘لا ترتبكي، اعتبري أنك ميتة مسبقًا.’
حاولتُ أن أبتسم قائلة: “أتقن لغة نيكيتا وأريان. أنا واثقة.”
“إن أخطأتِ، فلن تُنقلي إلى قسمٍ آخر فقط.”
سمعتُ وقع أقدام خلفي، وهمسات خافتة.
ثمّ ابتسم إيدموند بهدوء، وقال بصوت منخفض لا يسمعه غيري: “ستُسحب بطاقة دخولك إلى القصر.”
أي أنه سيطردني.
هل كان عليه أن يهدّدني هكذا؟ يا له من رجل مرعب.
“حسنًا، وماذا لو نجحتُ؟”
عندها ارتفعت عيناه الحمراوان نحوي.
“ستُعطيني جائزة، صحيح؟”
“جائزة، هاه … حسنًا، سأفكر بالأمر.”
أوه، حقًا؟ لم أتوقّع إجابة إيجابية.
حسنًا، سأستغلّ الفرصة لأرى إن كان هو فعلاً “المالك” الذي أبحث عنه.
التفتُّ نحو الغرباء الذين ما زالوا يرمقوننا بنظرات حذرة،
وقدّمتُ نفسي بلغة أريان ونيكيتا، كما تمرّنت طويلًا.
{”مرحبًا بكم في الإمبراطورية. لتكن بركة حاكم نيكيتا معكم.”}
<“مرحبًا بوفد الحاكم إلى الإمبراطورية. ليحرسكم حاكم أريان.”>
كانت تحيّات سمعتها مرارًا في المعبد من الكهنة النيكيتاويين والأريانيين، فابتسم أعضاء الوفد بارتياح، وبدأتُ بإرشادهم في القصر.
لحسن الحظ كنتُ قد قرأتُ عن تاريخ القصر من قبل،
فأخذت أشرح لهم متى بُني كلّ جناح وما معنى النقوش والزخارف.
شعرتُ وكأنني مرشدة في متحف فنّي.
<“لم نعلم أن في الإمبراطورية شخصًا بهذه اللباقة.”>
{”هاها! لم أتوقع أن أجد شخصًا مسليًا كهذا بين الإمبراطوريين.”}
{”كما تعلمون، أطباقنا مشهورة بمذاقها الفريد.”}
<“وقد جلبنا مكوّنات خاصة لكم، فاستمتعوا بها.”>
كانت القاعة مزينة بزهورٍ تمثل نيكيتا وأريان، والموسيقى تعزف بنعومةٍ في الخلفية.
التعليقات لهذا الفصل " 8"